الشاعر العربي الجنوبي الدكتور محمد علي شمس الدين 1942-2022

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 7662 - 2023 / 7 / 4 - 14:27
المحور: الادب والفن
    

-ابراهيم العلاف
حمل آمال وآلآم امته قبل ان يحمل آمال وآلآم لبنان وجنوبه .عرفناه - كعرب - شاعرا مناضلا ملتزما بقضايا امته لذلك احببناه وتابعنا شعره وقرآناه ، وهو من جيلي من جيل بدايات الاربعينات من القرن الماضي الجيل الذي شاهد وعاش خيبات 1948 في فلسطين وضياعها وما تلا ذلك من انقلابات وثورات على الطبقات الفاسدة الحاكمة في العديد من الاقطار العربية .
ولد في قرية بيت ياحون في قضاء بنت جبيل بجنوب لبنان في 15 تشرين الاول -اكتوبر 1942 ومات في بلدة عربصاليم القريبة من النبطية يوم 11 ايلول - سبتمبر سنة 2022 عن عمر ناهز ال (79) عاما .كان يعشق موطن ولادته .حقوقي لكنه درس التاريخ وحصل على دكتوراه دولة في التاريخ من الجامعة اللبنانية لكن الشعر أخذه من التاريخ .عمل موظفا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي رئيسا للمفتشين ويقينا اننا نمتلك عنه الكثير من المعلومات عن سيرته وتكوينه وشعره فهو من الشعراء المجددين العرب لابل هو من ابرزهم ، وكثيرا من قصائده فيها رموز واستشهادات من فترات نهوض الامة . وقد كان معروفا لبنانيا وعربيا وعالميا حتى ان بعض اعماله الشعرية ترجمت الى بعض اللغات الحية وفي سنة 2011 حاز على جائزة العويس الشعرية .شاعر رقيق ، ومحب ، وايجابي وتلك صفات للشاعر العظيم الملتزم الذي يحمل رسالة البناء . وقد وجدت الكثير ممن كتب عنه وعن شعره مقالات ودراسات ورسائل ماجستير واطروحات دكتوراه . من دواوينه : (قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا ) و(غيم لأحلام الملك المخلوع) ، و(أناديك يا ملكي وحبيبي ) و( طيور إلى الشمس المرّة ) و ( أما آن للرقص أن ينتهي ) و(اليأس من الوردة) و(يحرث في آبار) . وله ايضا دواوين اخرى من قبيل (رياح حجرية) و(حلقات العزلة) و(غرباء في مكانهم ) و(شيرازيات) و(نجوم في المجرة ) و( للصبابة للبلبل للملكوت ) .على العموم صدرت اعماله الكاملة عن المؤسسة العامة للدراسات والنشر ببيروت سنة 2009 .له كتاب في السيرة عنوانه ( كتاب الطواف ) . كتب للاطفال كما ان لديه بعض الدراسات التاريخية والنقدية .
من القصائد الجميلة التي قيلت عنه وأبنته واستذكرته قصيدة الاخ والصديق الشاعر الدكتور عارف الساعدي وعنوانها : ( اغنية لبحر بيروت ) اهداها الى روح الفقيد الكبير وفيها يقول :
هل أرسل موسيقاه إليك
أنت قويٌ
أعرف ذلك
لكنك في لحظة حب
وشوشتِ الموسيقى أذنيك
فتركت العمر على دكته
وأمرتَ بنفسك أن تغلق عينيك
وافاك نسيمُ الصيف عليلا
وأراك الأرزَ ولبنانَ عليلا
يا شباك البحر انتظرِ البرد قليلا
سيجيئك هذا المتعبُ من غابات الحزن نبيلا
سيرشُّ قصائده في الطرقات
ويغفو مرتبكاً وخجولا
استيقظ يا شمس الدين
وحاول أن تكتب شيئا عن موتك
هل كان خفيفاً مثل غنائك
أم كان كأحزانك يا ببيروتُ ثقيلا
استيقظ يا شمس الدين وقل لي
هل أخجلتَ الملَكَ الصالحَ
حين قرأتَ له الأشعار وبعضاً مما
كنتَ تهربه لحبيبتك
استيقظ يا شمس الدين
وقل لي
ماذا سألوك
وكيف انسحبوا في خجلٍ عنك
وأنت تحدثهم عن بيروت
خجل الكل
وساد الصمت
وبُدِلتِ الأدوار
ورحت تحاسبهم ملَكاً ملَكاً
وتعاتب هذا الأفق الواسع والمرفوع بلا عمدٍ
والممتد كأحلام الغرقى في هذا البحر المنسي
على خاصرة الدنيا
منسياً منسياً وكليلا
استيقظ يا شمس الدين قليلا
فلعلك تفتح نافذة للعشاق
يضيئون الليل
وينتصبون لمن تاهوا
في هذي العتمة
اغنية دافئة ودليلا
استيقظ يا شمس الدين قليلا
فلقد اورثنا الحزن مواويلا متعبة
ونحن سنورث للأبناء الحزن مواويلا
ماذا لو تفتح اسية بابا لتدل عليك
ماذا لو بيروت الان تجيء إليك
ماذا سنقول اذا
يا شمس الشعر الساخن في برد العالم
امنحنا عشر دقائق
كي نجلس بين يديك
ونقول سلاما للعشاق المعجونين بهذا الطين
سلاما
رحم الله الشاعر محمد علي شمس الدين وطيب ثراه كان قريبا من العراق والعراقيين وله معهم ذكريات وذكريات من الممكن ان تروى يوما .

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل