أنت ميت الآن إلى حين أن تتنفس الحياة

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7657 - 2023 / 6 / 29 - 16:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أعلم أنك عندما تسمع التنفس فهو مجرد نفس بالنسبة لك لكن هذا الأخير الذي تستهين به ليس مجرد نفس، نعم تظن أنه الحياة وبدونه ستكون ميتا، لكن الحقيقة هي أنك ميت الآن حتى وأنت تتنفس نفسك التلقائي هذا لأن الحياة التي تتحدث عنها هي حياة الجسد أما الحياة التي أنا اتحدث عنها هي لا تقتصر في وجود الجسد أي أنها أبعد من الجسد، التنفس هو الباب الذي يؤدي بك إلى الحياة، ليس هو الحياة أي حياة الجسد لكي لا يموت، التنفس والنفس الذي أتحدث عنه هو التنفس الواعي أن تستنشق طاقة الحياة، الحياة التي بداخلك أي أن تتنفس اللحظة، فقط أنك تتنفس.تتنفس الشهيق وتزفر الزفير بوعي تام، تكون أنت الشهيق و أنت الزفير، أنت الحياة، فهنا وفي هذه اللحظة تشبك الإتصال بمن أنت، وهنا يمكنك أن ترسل ما تريد من الرسائل الحدسية التي تريد أن تعرف إجاباتها لداخلك و لإلهك و لكونك و ستضمن أن الجواب حينها سيكون جوابا صحيحا من المصدر لأنك تخطيت الجسد والعقل. وبإتباعك لخطوات، مراقبة التنفس، التنفس، أن تصبح أنت التنفس، ثم ليس هنالك تنفس، هنا ستصل إلى حقيقتك اللامتناهية البعيدة عن تدخل العقل والجسد، ثق بي عزيزي عزيزتي التنفس بوعي هو باب الحياة الأزلية أي أن تتحد مع النفس وتصبح أنت النفس وتتحرر من النفس أي أن لا يبقى هناك ما يسمى بالنفس أساسا.هناك أنت اللاشيء والكل شيء نعم، الخطوة الأولى هي المفتاح أو السر العظيم الذي تمتلكه لكن لا تدركه ولا تدرك قيمته في إنقالك بين الشيء واللاشيء والأجساد والأبعاد و عالمك الداخلي الله، الكون السر كل هاته الأبواب مفتاحها هو التنفس. نعم أنا أقدر إعتقادك أنك حي لأنك تتنفس تلقائيا لكن في الحقيقة أنت ميت. وستحيى عندما تتنفس بوعي أنت ميت، أنت أقصد هنا أنت كوعي لكن تعتقد أنك حي لأنك تعتقد أنك أنت الجسد الذي بتنفسه التلقائي ذاك هذا الجسد لازال هنا.لكن عن عمق ما أفصح لك به أن بالتنفس ستدرك حقيقة أنك لست هذا الجسد وسيختفي هذا العقل وأفكاره.سيحدث فقط عندما تعي أن التنفس ليس التنفس الذي تعرفه وتستهين بوجوده لأنك لا تدرك عمقه وأنه هو مفتاحك تأمل جيدا في جملة أن التنفس هو مفتاحك لعالمك الداخلي.تتنفس و عندما ستتنفس ستحيى، فأنت ميت اللآن لأنك لاتتنفس، النفس يعبر فقط من خلالك بشكل سطحي لكنك أنت في اللحظة التي تريد فيها أن تحيى ستتنفس، فباب الحياة السرمية أو الوعي السرمدي هو التنفس، التنفس بوعي.أنت ميت الآن إلى حين أن تتنفس الحياة الأبدية السرمدية

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل