أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مسلم - للديموقراطية مخالب، للديموقراطية انياب؟














المزيد.....

للديموقراطية مخالب، للديموقراطية انياب؟


علي مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 7657 - 2023 / 6 / 29 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن للديمقراطية أنيابا أشرس من انياب الدكتاتورية، هي جملة أطلقها الرئيس المصري الراحل أنور السادات في السبعينيات من القرن الماضي ضد معارضيه في أخر فترات حكمه، كانت هذه الجملة عنوانا تحذيريا من السادات على ما يمكن أن يتخذه من إجراءات باسم نفس القوانين التي تحمى الديمقراطية، وبقيت فيما بعد كماركة مسجلة باسمه، ومن الواضح انه استخدمها في سياق يتعدى مسألة التخويف، أو التحذير، وقد أصبحت هذه المقولة مهيأة الآن لتكون ضمن أدبيات العلوم السياسية في إطارها الحديث لما تحمله من دلالات ومعان تتفق مع الوضع السائد في العالم حالياً، ففي أغلب البيئات المتسلطة وبغية الاستحواذ على مفاصل القرار والسلطة يتم العمل بها وفق قوانين وضعية تقود الى تشريع الاستبداد باسم الديموقراطية، فالمؤسسات الديكتاتورية لها خط واضح في نهج التعامل يعتمد على القمع والأحكام القسرية، وقد تنجح في خلق جو من التعايش معها، أو فرض نمط التعايش الذي تسعى اليه، بينما الديمقراطية في ابهى صورها تعني المشاركة والحرية وبناء مؤسسات تحمي تطلعات المجتمع المدني وتصون حقوق الإنسان، ولذا فإن أي تراجع في ممارساتها سوف يترك أثراً شديد القسوة في سلوكيات المجتمعات المعنية من شأنها تشويه الحضور الاجتماعي، ليس في سياقها الطبيعي فحسب، بل ربما يتعدى ذلك لتتحول بحكم التشريعات والقوانين الى سلوك دائم.
وما يعزز صدقية هذه المقولة، هو مسألة العقاب، فالعقاب في الديمقراطية أشد شراسة وضراوة من عقاب الديكتاتورية، والسبب في ذلك يعود الى أن العقاب الديكتاتوري غالبا ما يسوده التهور والتسرع والفردية، وهذا يساهم على الغالب في خلق جو مفعم بالعداء، مما يحد من قسوته في سياق محاولة ردعه، أما العقاب الديمقراطي فهو عقاب يستفيد من النظام المؤسسي وذلك في تهيئة الرأي العام لتأييد توجهه، بما في ذلك بناء تحالفات بينية بغية تمكين حضوره القسري، ويأخذ وقته عادة في غير عجلة، لتكون نتائج عقابه مدمرة وكاسحة من خلال أنيابه التي إذا ظهرت نهشت نهشاً مميتاً.
في سياق اخر يمكن القول جدلياً أن النظم الديكتاتورية قد تتحول الى نظم ديموقراطية بحكم تطور القوانين المجتمعية في سياقها الزمني، ولكن التساؤل ماذا عن تحول الديمقراطية أو تطورها، هنا أيضاَ تظهر شراسة أنياب الديموقراطية، لأنها تتجاوز حدودها المحلية من خلال نهج تسلطي مدعوم بالقوة يسعى إلى صهر المجتمعات، والقفز فوق موروثاتها الحضرية من تقاليد وثقافات وأديان، وبالتالي السعي نحو تعميم نمط حضاري احادي القطب، وبالتالي إرباك المجتمع، وتهيئة الأجواء للفوضى العارمة، مما يجعلها في صراع بين المحافظة على مكتسباتها، أو التفرغ لمقاومة حالات التوتر التي تفرضها أنياب الديمقراطية تحت شعار الديمقراطية.
وفي نفس السياق يقول الكاتب اشرف صالح " جرت العادة وبحسب اعتقاد عامة الناس أن الفاشية والدكتاتورية والكهنوتية والثيوقراطية هي فقط التي لها أنياب لتنهش حرية وإرادة الشعوب، ولكن الديمقراطية أيضاً لها أنياب وتستخدمها عند الحاجة، وخاصة عند بعض الساسة اللذين يستنفذون كل قدراتهم الناعمة وطاقاتهم الديماغوجية، ومع أن الأنياب وتحت مسمياتها الغلافية تشترك في هدف واحد، وهو تمزيق جسد الإرادة والحرية لكل فرد في المجتمع، إلا أن أنياب الديمقراطية هي الأكثر فتكاً بأفراد المجتمع، وذلك لأنها تخلع عباءة الوحش الكاسر "الفاشي والدكتاتور والكهنوت" وتلبس عباءة السياسي التي سيتحول الى "حاوي وبهلوان" ليتقمص أدوار متعددة كي يبقى في رأس القرار دون حسيب ولا رقيب" .



#علي_مسلم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران في مرآة الانتخابات الامريكية
- من قتل قاسم سليماني
- هل فعلاً ستنسحب امريكا من سورية
- شرق الفرات والكرد وتركيا
- الصراع على عفرين - السيناريوهات الصامتة
- قراءة أولية في مشروع النظام الاساسي للمجلس الوطني الكردي الم ...
- كركوك وصفقات ما بعد الحرب على داعش...؟
- المجلس الوطني الكردي - ازمة قيادة ام ازمة خطاب
- حرب بلا عداوة
- من الخنادق الى الفنادق
- الجيل الثالث من الارهابيين – تحول في قلب المتحول
- فيينا 3 – هل ستكون محطة النهاية
- عفواً تركيا – الروس قادمون
- بين مرج دابق ومرج داعش – هل يعيد التاريخ نفسه
- وجهة نظر حول المبادرة التي طرحها الاستاذ القدير صلاح بدر الد ...
- الاتفاق الامريكي التركي وانعكاساته على مسار الازمة في سوريا
- الطريق بين القاهرة ودمشق سالك - قراءة في ميثاق القاهرة
- بقعة ضوء على ميدان جهنم – بدلاً من رثاء شهداء المذبحة في كوب ...
- مشروع الحزام العربي جزء من حزام تركي عثماني بدأ من شمال حلب
- اردوغان العثماني وديمرتاش التركي - من سينتصر


المزيد.....




- شاهد.. أسراب من -حشرات الحب- تغزو كوريا الجنوبية بأعداد كبير ...
- النووي الإيراني: هل يستأنف الحوار بين طهران والعواصم الغربية ...
- بعد المواجهة مع إيران.. اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب ...
- القوات الروسية تسيطر على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في ...
- غوتيريس يشدد على -إصلاح وإطلاق محرك التنمية- بمواجهة -عالم ي ...
- الأرجنتين: وضع حرج لأكبر مركز صحي للأطفال في البلاد بسبب سيا ...
- جرعة مخدرة تحت إشراف طبي في بلجيكا.. وفي العراق الأطباء مسته ...
- المقاومة تدمر آليتين عسكريتين إسرائيليتين شرقي خان يونس
- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مسلم - للديموقراطية مخالب، للديموقراطية انياب؟