أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مسلم - إيران في مرآة الانتخابات الامريكية














المزيد.....

إيران في مرآة الانتخابات الامريكية


علي مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 6736 - 2020 / 11 / 18 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان الإرادة الديموقراطية للمجتمع الأمريكي قد دفعت بمرشح الحزب الديموقراطي جوزيف بايدن الى سدة الرئاسة، وهذا ما سيشكل بداية تحول عميق في سياسة البيت الأبيض حيال العديد من القضايا سيما ما يتعلق منها بالسياسة الخارجية، الى جانب موقعه في النظام الدولي خلال السنوات الاربعة القادمة.
فتعاقب الحزبين الأمريكيين على إدارة المؤسسات الأمريكية قد أضرت بالاستراتيجيات الأمريكية خلال العقود الأخيرة، وربما يستمر ذلك ضمن المنظور القريب، كون الحزبان يختلفان في نظرتهما حول العديد من القضايا حول العالم، يقول البروفيسور في جامعة جورج تاون "توني ارند": إن الانتخابات الأمريكية بمثابة مواجهة حاسمة للسياسة الخارجية، "لأننا بصدد رؤيتين مختلفتين كلياً بشأن ما يجب أن يكون عليه العالم، وما ينبغي أن تكون عليه القيادة الأمريكية."
فالعالم وفقاً لمنظور الحزب الجمهوري (دونالد ترامب) هو وطنية أمريكا أولا، ويجب التخلي عن الاتفاقات الدولية التي تمنح أمريكا صفقات غير عادلة.
بينما يبدو العالم وفقاً لما يراه الحزب الديموقراطي (جو بايدن) في صورة أكثر تقليدية لدور أمريكا ومصالحها، وهو ما تأصل في المؤسسات الدولية التي قامت على أنقاض الحرب العالمية الثانية، على أساس القيم الغربية المشتركة، هو عالم التحالفات العالمية الذي تتزعم فيه أمريكا البلدان الحرة في مواجهة التهديدات العابرة للدول.
فرغم ان نظام الحزبين في الولايات المتحدة قد وفر قدراً استثنائياً من الاستقرار السياسي في البلاد على مدى سنوات حكمهما، إلا أن الجانب الموازي لهذا الاستقرار قد تمثل في تضييق الخناق على الخيارات السياسية الأخرى، بحيث لم تسنح الفرصة لطرف سياسي أخر للاستحواذ على إدارة البلاد، الى جانب غياب أية فرصة لظهور هذا الطرف.
وقد كانت ميادين الشرق الأوسط الخصبة بملفاتها المعقدة بمثابة الامتحان الأصعب للإدارات الأمريكية المتعاقبة سيما بعد انتهاء الحرب الباردة، وظهور قوى إقليمية فرضت نفسها على المحيط الإقليمي في الشرق الأوسط برمته، وربما كانت إيران الخميني من أكثر الدول التي استفادت من هذا الفراغ السياسي الذي أعقب انتهاء الحرب الباردة، واستطاعت خلال عقدين من الزمن أن تجند عشرات الألاف من أنصارها في تنظيمات أسمتها بالتنظيمات المقاومة في المحيط العربي والجزء الإسلامي من اسيا تحت شعار تصدير الثورة، الى جانب تمكنها من الاستحواذ على المقومات الاساسية اللازمة لامتلاك القنبلة النووية خلال سنوات قليلة مستفيدة من الفلتان التكنولوجي الذي رافق انهيار الاتحاد السوفيتي دون أن تحرك الولايات المتحدة الامريكية ساكنا.
وقد سعت إيران في عهد الرئيس باراك أوباما ( 2010 – 2016 ) الى تبوء مكانة متميزة في النظام الدولي والإقليمي سيما بعد نجاحها في توقيع الاتفاق النووي مع دول ال 5+1 في أيار 2015، حيث انها استطاعت الى جانب ذلك أن تحرر أموالها المجمدة في البنوك الغربية، هذه الأموال التي ذهبت الى خزائن الحرس الثوري الإيراني، الذي مول بها عصابات الحرب الإيرانية خارج إيران، هذه العصابات التي حققت بتلك الأموال مكاسب سياسية هائلة في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن.
وقد علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ذلك في واحدة من خطبه بأن الاتفاق النووي مع إيران كان فشلاً للإدارة السابقة، وقد حصلت إيران بموجبه على مبالغ هائلة بلا مقابل، واستطاعت ان تستغل تلك الأموال لتمويل الفوضى والمذابح في المنطقة وحول العالم.
لقد وضع قرار انسحاب إدارة دونالد ترامب المتعمّد من الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميّاً بـخطّة العمل الشاملة المشتركة في 8 مايو 2018على حافة الانهيار، فعلى الرغم من الجهود التي بذلتها فرنسا وألمانيا والمملكة المتّحدة وإيران، من أجل حماية العلاقات الاقتصاديّة ما بين الاتّحاد الأوروبي وإيران لإنقاذ الاتّفاق. إلا أن مستقبل خطّة العمل الشاملة المشتركة ما زالت غير مستقرّة. ولا يمكن للاتّحاد الأوروبي تحقيق هذه المهمّة إلّا عبر بذل جهود سياسيّة وقانونيّة حثيثة قد تقنع بدورها طهران بالبقاء في الاتّفاق. لكنْ حتّى لو استجمعت أوروبا قوّة سياسيّة واستطاعت الصمود بشكل غير مسبوق أمام واشنطن، فإنّ هذه الجهود المبذولة للمحافظة على استمراريّة الاتّفاق قد تفشل بسبب قلق الشركات الأوروبيّة فعليّاً من عقاب أمريكيّ محتمل.
أما جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية فقد صرح في أكثر من مناسبة انتخابية بأنه يؤيد عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران. وفي مقال لقناة "CNN" أعلن بايدن أن حكومته (في حال فوزه بالطبع) ستلتحق بالاتفاق النووي إذا التزمت طهران بشروط الاتفاقية.
فإذا ترتب على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي بعض التبعات السلبية على مستقبل العلاقة بينها وبين أوربا على المدى المنظور، فإن إطلاق العنان للجموح الإيراني المنفلت سيكون له تبعات أكثر خطورة، وقد لا تتوقف عند مستوى المصالح الاقتصادية، بل ربما يتعدى ذلك بكثير.



#علي_مسلم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل قاسم سليماني
- هل فعلاً ستنسحب امريكا من سورية
- شرق الفرات والكرد وتركيا
- الصراع على عفرين - السيناريوهات الصامتة
- قراءة أولية في مشروع النظام الاساسي للمجلس الوطني الكردي الم ...
- كركوك وصفقات ما بعد الحرب على داعش...؟
- المجلس الوطني الكردي - ازمة قيادة ام ازمة خطاب
- حرب بلا عداوة
- من الخنادق الى الفنادق
- الجيل الثالث من الارهابيين – تحول في قلب المتحول
- فيينا 3 – هل ستكون محطة النهاية
- عفواً تركيا – الروس قادمون
- بين مرج دابق ومرج داعش – هل يعيد التاريخ نفسه
- وجهة نظر حول المبادرة التي طرحها الاستاذ القدير صلاح بدر الد ...
- الاتفاق الامريكي التركي وانعكاساته على مسار الازمة في سوريا
- الطريق بين القاهرة ودمشق سالك - قراءة في ميثاق القاهرة
- بقعة ضوء على ميدان جهنم – بدلاً من رثاء شهداء المذبحة في كوب ...
- مشروع الحزام العربي جزء من حزام تركي عثماني بدأ من شمال حلب
- اردوغان العثماني وديمرتاش التركي - من سينتصر
- منتدى موسكو التشاوري والبحث عن الديك السوري


المزيد.....




- أستراليا تدعو إسرائيل للسماح فورا بدخول المساعدات إلى قطاع غ ...
- ليبيا.. آمر -اللواء 444 قتال-يكشف تفاصيل جديدة حول مقتل الك ...
- الكرملين: الاتصالات مع أوكرانيا استؤنفت من جديد وهي مهمة للع ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بغزة (في ...
- وزير الخارجية الأردني: تجويع 2.3 مليون فلسطيني جريمة يجب على ...
- قادة فرنسا وبريطانيا وكندا: -لن نقف مكتوفي الأيدي- إزاء -الأ ...
- الجزائر تتوعد برد مماثل على قرار فرنسا إلغاء إعفاء التأشيرة ...
- الحوثيون يعلنون فرض حصار بحري على ميناء حيفا ويطالبون السفن ...
- المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف ...
- الكرملين: بوتين وترامب بحثا الاتصالات بين روسيا وأوكرانيا وا ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مسلم - إيران في مرآة الانتخابات الامريكية