أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مسلم - حرب بلا عداوة














المزيد.....

حرب بلا عداوة


علي مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 5630 - 2017 / 9 / 4 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة تقليد قروي كان سائداً حتى امد غير بعيد في احدى قرى الشمال الحلبي وهي انه اذا حدث شجار بين اهالي القرية لسبب او لآخر كانوا يعقدون اتفاقاً قبل بدء الشجار على ان "الضرب على الرأس ممنوع " وكانوا يلتزمون بتفاصيل الاتفاق حتى وان طال امد الشجار ، قادني الى هذا الاستذكار ما جرى وما يجري من تفاصيل في جزئيات الحرب الدائرة في سوريا فكم من جزئية بسيطة استطاعت ان تبدل في المعطيات وفي النتائج على الارض بالرغم من ضخامة هذه المعطيات نظرياً وضخامة القتل والدمار الذي رافق ذلك ، ولعل الصفقة التي جرت منذ ايام بين ألد الاعداء في العقيدة ( حزب الله اللبناني وتنظيم داعش ) في جرود عرسال بإشراف مباشر من النظام السوري والذي تم بموجبها تسهيل نقل المئات من مقاتلي تنظيم داعش الارهابي من القلمون الغربي عبر مناطق النظام في اقصى جنوب غرب سوريا الى دير الزور اقصى جنوب شرق سوريا هذه الصفقة التي بثت اكثر من رسالة سياسية والكثير من اشارات الاستفهام اللوجستية ليس الى الجوار الاقليمي والداخل السوري فحسب بل طالت الاوساط الاوربية وامريكا ايضاً فحواها أن كل هذه الحرب انما جرت وفق متوالية هندسية محسوبة النتائج تم الاتفاق عليها سلفاً وان مثلث الرفض الداعشي ( لا اتفاقات ولا انسحابات من ساحات المعارك ولا تبادل للأسرى ) انما هي مجرد يافطات ذهبت ادراج الرياح حين اللزوم وتلتها ايضاً اتفاقية شبيهة بين النظام واسود الشرقية في البادية السورية بوساطة اردنية وضمانة روسية جرى بموجبها اطلاق سراح الطيار السوري علي الحلو واكثر من 30 عنصر من عناصر جيش النظام في سياق صفقة تبادل غير معلنة قد تكتمل وقد لا تكتمل وجرى شبيه ذلك في اكثر من بقعة من بقاع سوريا سابقاً في حي الوعر الحمصي والزبداني واطراف دمشق وكان يتم النظر اليها في البداية على انها مجرد اخبار يبثها وسائل الاعلام بغية التضليل او ما شابه وسرعان ما كانت تتحول الى وقائع ملموسة يتم العمل بها بين لحظة ولحظة .
وقد بدا واضحاً ايضاً ان ثمة ترتيبات لوجستية سبقت كل ذلك بدءاً من هروب المئات من المتشددين الاسلاميين من سجن ابو غريب في الانبار العراقية نهاية عام 2012 واطلاق سراح العشرات من امثالهم من سجن صيدنايا السيء بداية عام 2012 وكذلك قيام النظام السوري بتكديس مئات الاطنان من الاسلحة في مواقع كان يتم الانسحاب منها وتركها لتنظيم داعش الارهابي وفق اتفاق مسبق كما جرى في مطار منغ العسكري عام 2013 ومطار كويرس عام 2014 وكذلك مطار الطبقة ومواقع عسكرية اخرى بغية تمكين التنظيم من الاستحواذ على الارض في سوريا لقطع الطريق ما امكن امام الحراك السوري الحقيقي وما يعزز هذا التصور خروج رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي منذ يومين ليبارك اتفاق عرسال ويتهم كل من عارض ذلك بالجهل والغباء وهو الذي مهد لوجستياً لتسليم مدينة الموصل لدولة داعش المزعومة عام 2014 بغية تقطيع اوصال مواطن العرب السنة في العراق وفتح الطريق واسعا امام مشروع الهلال الشيعي بغية ربط إيران بلبنان عبر العراق وسوريا براً .
هذه الاتفاقات البينية بين اطراف الصراع في سورية بالإضافة الى اشتراطات دول الدعم الاسلامية التي كانت تدعم الثوار وفق شروط أن تكون السمة الاساسية للحراك في سورية ذو طابع راديكالي اسلامي والا فلا ..؟ كل هذه الاسباب بالإضافة الى اسباب عديدة اخرى تحولت مجمل المسارات على الارض لينتهي الحال الى ما نحن عليه الان وفق ذاك التقليد القروي الذي كان يرمي الى انه بالرغم من جسامة الحرب يجب ان يبقى الضرب ممنوعاً صوب رأس النظام .



#علي_مسلم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الخنادق الى الفنادق
- الجيل الثالث من الارهابيين – تحول في قلب المتحول
- فيينا 3 – هل ستكون محطة النهاية
- عفواً تركيا – الروس قادمون
- بين مرج دابق ومرج داعش – هل يعيد التاريخ نفسه
- وجهة نظر حول المبادرة التي طرحها الاستاذ القدير صلاح بدر الد ...
- الاتفاق الامريكي التركي وانعكاساته على مسار الازمة في سوريا
- الطريق بين القاهرة ودمشق سالك - قراءة في ميثاق القاهرة
- بقعة ضوء على ميدان جهنم – بدلاً من رثاء شهداء المذبحة في كوب ...
- مشروع الحزام العربي جزء من حزام تركي عثماني بدأ من شمال حلب
- اردوغان العثماني وديمرتاش التركي - من سينتصر
- منتدى موسكو التشاوري والبحث عن الديك السوري
- رسالة من فوق الركام – في تداعيات رسالة اوجلان الأخيرة
- التقارب السعودي – التركي هل سيعيد صياغة خارطة التوازنات الإق ...
- حروب في الظلام
- غياب تمثيل اقليم كردستان العراق عن اجتماع لندن – هل بدأ لعبة ...
- المرجعية الكردية واعادة تأهيل الفشل
- كل الدروب تؤدي إلى طواحين دمشق
- في حيثيات المنطقة الآمنة (العازلة )
- تصارع الإمبراطوريات في سوريا


المزيد.....




- مقتل عشرات الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة رغم ال ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنرد -بضربات قاتلة- إذا هاجمتنا إسرائيل ...
- فيديو - حاملتا طائرات صينيتان تختتمان تدريبات قتالية في بحر ...
- بسبب زهران ممداني.. ترامب يهدد بقطع التمويل عن مدينة نيويورك ...
- موجات الحرّ تهدّد العالم.. من هم الأكثر عرضةً للخطر وما هي س ...
- بينما يناقش البرلمان قانون الإيجار.. -أمن الدولة- تمدد حبس أ ...
- كيف يمكنك البقاء بأمان خلال موجات الحر؟
- صيف لاهب يضرب جنوب أوروبا والملاحة عبر الراين في أزمة
- فرنسا: مناقشة إصلاح نظام السمعي البصري العمومي من قبل نواب ا ...
- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مسلم - حرب بلا عداوة