أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مسلم - الاتفاق الامريكي التركي وانعكاساته على مسار الازمة في سوريا















المزيد.....

الاتفاق الامريكي التركي وانعكاساته على مسار الازمة في سوريا


علي مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الواقع أن تاريخ العلاقات الأمريكية - التركية تعود إلى عدة عقود فقد انضمت تركيا إلى "حلف شمال الأطلسي" في عام 1952 لترسخ رسمياً التحالف بين الدولتين. وفي عام 1964، في الوقت الذي كانت فيه العلاقات التركية - اليونانية تتداعى بسبب مزاعم متضاربة بشأن قبرص، بعث الرئيس ليندون جونسون رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء التركي عصمت إينونو يهدد فيها بالتخلي عن تركيا إذا ما أقدمت على استخدام القوة في الجزيرة القبرصية. وحين دخلت القوات العسكرية التركية إلى قبرص عام 1974 لحماية القبارصة الأتراك، فرضت واشنطن حظراً على توريد الأسلحة إلى أنقرة. فاستتبع ذلك جموداً عميقاً في العلاقات بين الدولتين حتى عام 1981، إلا أن العلاقة بينهما استعادت عافيتها في نهاية المطاف. وقد ساهم في ذلك، الانقلاب العسكري الذي حدث في تركيا عام 1980، حيث عمد الجنرالات في أعقابه إلى اعتماد سياسة وفاق مع الولايات المتحدة. وما كان من واشنطن - التي كانت قلقة من السيطرة الإسلامية على إيران في العام السابق - إلا أن استجابت لهذه السياسة بإيجابية. ونرى في هذه الحالة كيف أن الفوضى التي تعم دول الجوار التركي تعزز أهمية تركيا بالنسبة للولايات المتحدة.
الاسباب الحقيقية التي ساهمت في حصول التباعد بين البلدين :
تعتبر السلطة التركية الحالية أنّه قد تكون هناك مصالح مشتركة بين تركيا والولايات المتحدة، غير أنهما لا تملكان هوية مشتركة ، ففي عام 2003، أظهرت حكومة "حزب العدالة والتنمية" المنتخبة حديثاً مؤشرات تدل على بداية مرحلة التغيّر في العلاقات الأمريكية - التركية حين رفضت السماح للقوات الأمريكية بالعبور إلى العراق عبر الأراضي التركية. وفي حين كان الزعماء الأتراك السابقون يتبنون شعار مؤسس البلاد الحديث مصطفى كمال أتاتورك المنادي إلى "التقرب من الغرب"، تؤمن نخبة "حزب العدالة والتنمية" بأنّ على تركيا أن تصبح قوة مستقلة في الشرق الأوسط لا تتعاون مع واشنطن إلا عندما كان هذا التعاون يخدم مصالحها. وباتت الوحدة الاستراتيجية خياراً "انتقائياً" أكثر فأكثر لدى تركيا. وفي أيار/مايو 2010، صوتت أنقرة ضد القرار المدعوم من الولايات المتحدة وأوروبا في مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على إيران بهدف ردع مطامعها النووية. ثم في عام 2013 قررت نخبة "حزب العدالة والتنمية" شراء منظومات دفاع جوية صينية، مبتعدةً بذلك عن التزام تركيا التقليدي تجاه مجموعة "حلف شمال الأطلسي".
الحرب في سوريا والصراع على الزعامة الاقليمية :
النجاح الاقتصادي الذي تحقق في تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية بعد عام 2003 ، ربما دفعت بزعيمها رجب طيب اردوغان كي يحلق في فضاء زعامة المنطقة الاقليمية ، وربما اعادة امجاد الامبراطورية العثمانية مرة أخرى والابتعاد ما أمكن عن هيمنة الولايات المتحدة الامريكية ، لكن انطلاقة الثورة السورية عام 2011 ربما قوضت هذا الحلم كون السوق السورية كانت بوابة تركيا لتصريف منتجاتها ، وقد حاولت تركيا عبر رئيس وزرائها استمالة الاسد للقيام ببعض الاصلاحات السياسية والاستجابة لبعض مطالب الشارع السوري حتى تبقى اسواق دمشق مفتوحة أمام البضائع التركية ، لكن الاسد ارسل دباباته الى المدن السورية بعد ساعات من مغادرة اردوغان للأراضي السورية وقد واجهت تركيا ذلك الموقف بالوقوف الى جانب المعارضة السورية ، حيث فتحت حدودها أمام الثوار واستقبلت على اراضيها ما يقرب من مليوني لاجئ سوري باتو يشاركون الاتراك افراحهم واتراحهم ، وقد رد النظام السوري على تلك المواقف ببعض العمليات الارهابية ولعل أبرزها ما تم من تفجير في مدينة الريحانية التركية الحدودية في ايار عام2013 والتي راح ضحيتها حوالي 51 مواطناً تركياً .
وقد ساهم احتلال تنظيم داعش لمعظم المناطق السورية المحاذية للحدود التركية والتي شكلت خطراً على الامن القومي التركي في حدوث تقارب امريكي تركي بالرغم من التباين في المواقف بين الطرفين فيما يخص تبعات الحرب في سوريا ، حيث يصّر الجانب التركي على محاربة النظام السوري الى جانب محاربة الارهاب الداعشي ، فيما تحاول امريكا ايلاء الاهتمام أولاً لمحاربة الارهاب ، ومن الواضح أن الجانب التركي لا يملك المزيد من الخيارات بمعزل عن أمريكا في الوقت الحالي لذلك سوف تكون مضطرة تحت تأثر الظروف الموضوعية للاذعان للخيارات الامريكية كما شاهدنا ابان احداث كوباني حيث سمحت تركيا لدخول قوات البيشمركة عبر اراضيها لمساندة قوات ال ي ب غ في حربها ضد داعش ، وقد تكلل ذلك بالاتفاق بين الطرفين على خلفية تأجيل محاربة النظام في دمشق وليس إلغائه تركياً .
حيث ضمت الولايات المتحدة بذلك تركيا إلى صفوف شركائها، وهذا سيسهل عليها محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» وإرساء الاستقرار في العراق، والإطاحة بالأسد - ومع أن واشنطن تملك حلفاء آخرين في الخليج وأوروبا، تبقى تركيا الحليف الوحيد في "حلف شمال الأطلسي" الذي يقع على حدود العراق وسوريا. لذلك فإن غيابها عن المساعي الحربية للولايات المتحدة يعقّد لوجستياً العمليات ويرفع التكاليف المرتبطة بالعمليات الجوية. وفيما يتعين على أنقرة أن تقرر إلى أي مدى تستطيع تحمل السيطرة الأمريكية، ينبغي على واشنطن أيضاً أن تقرر إلى أي مدى تريد وقوف تركيا إلى جانبها.
الاتفاق الامريكي التركي من منظور الاعلام التركي :
أفادت مصادر إعلامية تركية بأنّ الجانبين التركي والأمريكي توصلا إلى اتفاق حول تحرك عسكري مشترك في سوريا، تمخّض عنه فتح قاعدة "إنجرليك التركية" أمام طائرات التحالف الدولي في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية واستهداف الطاقم القيادي للتنظيم، وإنشاء منطقة عازلة داخل الحدود السورية.
ونشرت صحيفة "حريت" التركية تفاصيل الاتفاق بين الحكومة التركية والولايات المتحدة الأمريكية، وذكرت أن الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وباراك أوباما، كان بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذي توصل له الجانبان.
وبناء على الاتفاق المبرم بين الطرفين، فإنّ القوات التركية ستقوم بإنشاء منطقة آمنة بين جرابلس ومارع بمسافة 90 كلم، وعلى عمق 40 كيلومتر داخل الأراضي السورية في حال أحكم كل من تنظيمي داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) سيطرتهما على المناطق المحاذية لتركيا، مقابل تعهد الولايات المتحدة الأمريكية بعدم الاعتراض على هذه الخطوة.
كما ينص الاتفاق حسب صحيفة "حريت" على:
- منع سيطرة التنظيمات المتشددة كتنظيم داعش وجبهة النصرة على تلك المنطقة.
- تقوم طائرات التحالف الدولي أو المقاتلات التركية بفرض حظر جوي فوق المنطقة الأمنة.
- السماح للمقاتلات الأمريكية وطائرات التحالف الدولي باستخدام المجال الجوي التركي وقاعدة “إنجرليك” وهي محملة بالأسلحة والقنابل والصواريخ، وذلك “عند الضرورة”.
- تقوم المدفعية التركية بتقديم الدعم من أجل إنشاء المنطقة الآمنة.
- استخدام قاعدة “إنجرليك” يكون بالتنسيق مع قيادة القوات الجوية التركية. وعقب إنشاء المنطقة الآمنة، يتم إغلاق المجال الجوي أمام طائرات النظام السوري.
- الاتفاق لا يستهدف وحدات الحماية الشعبية التابعة لـ (PYD) بشكل مباشر. لكن في حال اتخذت وحدات الحماية موقفا معاديا لتركيا أو قامت بعمل ما يهدد أمن المنطقة أو أمن تركيا (كإحداثها تغييرات ديمغرافية بقوة السلاح) فإن لتركيا الحق في التدخل للحيلولة دون حدوث ذلك.
- إرسال قوات برية محاربة إلى قاعدة “إنجرليك” أمر غير وارد. إلا أنه من الممكن السماح لهيئة عسكرية تقنية مؤلفة من 40 – 50 عسكري، بالذهاب إلى القاعدة المذكورة لتلبية الاحتياجات التقنية لطائرات التحالف الدولي.
- يسمح لطائرات التحالف الدولي باستخدام القواعد العسكرية التركية مثل: باتمان وديار بكر وملاطيا وذلك في “الحالات الطارئة”.
وذكر موقع "ترك برس" التركي أنه خلال الزيارة التي أجراها الوفد الأمريكي بقيادة ممثل الرئيس أوباما في التحالف ضد تنظيم داعش "جون إيلين" في 7 تموز/ يوليو الجاري ولقائه مع الوفد التركي المتمثل بمستشار وزارة الخارجية "فريدون سينيرلي أوغلو" وعدد من كبار الضباط في الجيش التركي، تمّ إقرار بنود التعاون بين الدّولتين لمكافحة عناصر التنظيم، حيث أبلغ حينها الوفد التركي الجانب الأمريكي بأنّ المنطقة الممتدّة بين مدينة جرابلس وعفرين، تُعدّ خطًاً أحمر بالنسبة للدّولة التركية، وأنّ القيادة التركية لن تسمح بتعرض هذه المنطقة لهجمات تنظيمي داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).
كما اتفق الجانبان على عدم مشاركة الطائرات التركية في الغارات الجوية الموجّهة ضدّ مواقع التنظيم في سوريا، وأنّ المساعدات التركية لقوات التحالف الدّولية ستقتصر على فتح قاعدة إينجيرليك بشكل محدود.

وأسفر الاتفاق المبرم بين الدّولتين، عن قيام الدّولة التركية بإنشاء منطقة عازلة داخل سوريا في حال حدوث موجة نزوح كبيرة من الجانب السوري تجاه الأراضي التركية، على أن تساند الولايات المتحدة الأمريكية الإجراءات التركية في حال حدوث شيء من هذا القبيل.



#علي_مسلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق بين القاهرة ودمشق سالك - قراءة في ميثاق القاهرة
- بقعة ضوء على ميدان جهنم – بدلاً من رثاء شهداء المذبحة في كوب ...
- مشروع الحزام العربي جزء من حزام تركي عثماني بدأ من شمال حلب
- اردوغان العثماني وديمرتاش التركي - من سينتصر
- منتدى موسكو التشاوري والبحث عن الديك السوري
- رسالة من فوق الركام – في تداعيات رسالة اوجلان الأخيرة
- التقارب السعودي – التركي هل سيعيد صياغة خارطة التوازنات الإق ...
- حروب في الظلام
- غياب تمثيل اقليم كردستان العراق عن اجتماع لندن – هل بدأ لعبة ...
- المرجعية الكردية واعادة تأهيل الفشل
- كل الدروب تؤدي إلى طواحين دمشق
- في حيثيات المنطقة الآمنة (العازلة )
- تصارع الإمبراطوريات في سوريا
- روبرت فورد الحاضر رغم الغياب
- وأخيراً داعش – في دائرة الاهتمام
- تانسو تشيلر كانت محقة
- دولتان في دولة أم دولة في دولتين (2)
- دولتان في دولة أم دولة في دولتين - الجزء الأول
- في التمثيل والتمثيل المناطقي اللامتكافئ – المجلس الوطني الكر ...
- هروب نحو الا زمة – بحث في ممارسات pyd الأخيرة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مسلم - الاتفاق الامريكي التركي وانعكاساته على مسار الازمة في سوريا