أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم إبراهيم - فدعوس المطريجي ومذهب هالي














المزيد.....

فدعوس المطريجي ومذهب هالي


عبدالكريم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 19:44
المحور: كتابات ساخرة
    


هواية تربية الطيور(الحمام)، قد تكون ممتعة ومسلية للمولعين بها لدرجة الهوس والثمالة؛ ولكنها في نفس الوقت محط انتقاد ،وعدم الاحترام من قبل بعض الآخرين؛ لما تسببه من إزعاج لسكان المنطقة من أصوات (المطرجية) العالية، ورمي الحجارة والضرب على (تناكي) الماء، وتسلط على سطوح الجيران. وأحيانا القرع على (تنكة) الدهن بقوة لبث الهمة في نفوس الحمام بعدما أعياها التعب من كثرة الطيران لابد من محطة مناسبة لالتقاط الأنفاس.
فدعوس (المطريجي) واحداً من الذين يعشقون تربية الحمام لدرجة الجنون،والطيور عنده حالة تصل إلى القداسة، ولعل هذا الولع ليس من باب الكسب المالي، لأنه في الكثير من الأحيان يستدين لأجل الإنفاق على طيوره. وقد يصاب فدعوس كغيره من (المطريجية) بنكسة عندما يهاجم إحدى (عتاوي) المنطقة المتمرسين بمثل هذه العلميات برج الطيور، ليختار أغلى الأنواع وجبة له. عندما يحاول الرجل المولع بتربية الطيور للملمت أوراقه، وتعويض خسارة بعض الأنواع النادرة من خلال الاقتراض، وبل وصل به الأمر إن تطال يده ذهب زوجته التي كانت تخاف من هكذا يوم. ونتيجة معركة بين زوج مولع بطيوره وامرأة معتزة بذخيرة عمرها، ذهاب الزوجة إلى بيت أهلها زعلانة احتجاجاً على بيع الذهب ،وصرفه في غير مكانه كما كانت تعقد، ولولا تدخل أهل الرحم من الجيران في لم الشمل من جديد بعد اخذوا منه إيمانا غليظة بترك الطيور، والالتفات إلى بيته وأسرته. ولكن سرعان ما ينسلخ الرجل عن إيمانه ليعود إلى سابق عهد، وربما أكثر من ذي قبل، بل إن فدعوس (المطريجي) نصب برجاً عالياً كلفه مبلغاً كبيراً؛كي يستطيع من خلال هذا المكان العالي إن يمارس هوايته بكل حرية وهو يشاهد (جوكته) هي تتسيد المكان نكاية بزملائه من (المطيرجية).
وكان لازماً عليه من اجل المحافظة على طيوره؛ أن يقوم بنوبات حراسة ليلية خوفاً من غدر(العتاوي)، مما أتاح إن يرصد حركة الكواكب والنجوم وهي تزين السماء الصافية. وفي إحدى نوبات الحراسة ابرق نجمة ، وهي تسحب خلفها شهاباً كأنه الذيل، فتذكر كلام مقدم برنامج العلم للجميع كامل الدباغ وهو يقول " أن الأرض على موعد مع مرور مذنب هالي" أو (نجمة أم ذويل) كما يجب إن يطلق عليها بعض العراقيين. وهذا الحدث لا يتكرر سوى كل تسعين سنة – علما أن الدباغ كان يطلق على هالي مذنب أبي تمام ؛لان هذا الشاعر العباسي أشار في إحدى قصائده المشهور إلى هذا الحدث :
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
واربط اسم مذنب هالي بالكوارث والأزمات ، وظهوره في هذا الوقت نذير شأم، ودلالة على حدوث كارثة ستحل بالبلد في القريب العاجل. هرع فدعوس إلى زوجته فزعا وهو يخبرها انه شاهد (نجمة أم ذويل)، ولكنها لم تأخذ كلامه على محل الجد، وربما لم تكن سوى موجة جنون حزناً على طيوره الثمينة بعدما التهمها إحدى (العتاوي). ولكي يقطع الشك باليقين، انظر صديقه كامل الدباغ الذي عنده الخبر الصحيح. فعلاً أكد الدباغ مرور مذنب هالي البارحة القرب من الأرض،عندها لزوجته" استعدي للبلاء الذي سيحيل بنا". قام الرجل المفزوع ببيع جميع طيوره دون القيمة السعرية لها. لم يخرج من البيت وقد اعد نفسه من خلال خزن ما يمكن حزنه من مواد غذائية.مر أسبوع وفدعوس (المطريجي) وهو يلزم بيته مراقباً السماء وحركة النجوم . بعد هذه المدة شعر بالملل وهزه الشوق إلى طيوره، ولكن مذنب هالي جعله يرجع إلى الصفر بعدما كان الأول بين اقرأنه (المطيرجية) يتفاخر على أبناء جنسه بأن برجه يضم أغلى أنواع الطيور وأندرها. واخذ يلعن اليوم الذي رأى فيه مذنب هالي، ليأخذ عهداً على نفسه بعدم مشاهدة برنامج العالم للجميع وصديقه كامل الدباغ وهو يقول لنفسه " انه مطريجي جابني للعلم للجميع ومذنب هالي".



#عبدالكريم_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والعشيرة والدولة ... التجاذب والتنافر
- دولة (الماستركارد) و نظرية ( الخطيّة)
- فريد شوقي وصورة الأب المثالي في الأفلام الاجتماعية
- قحطان العطار .. صوفية الاعتزال المبكر
- قلم الباركر وتسريحة (الفس بريسلي)
- محاولة القفز على جمالية السينما
- كيف انتصرت الأغنية الشعبية لحقوق المرأة؟
- مسلسل (فدعة)مشكلة اللهجة وبطء الحركة
- صالح الكويتي .. الإبداع اللحني و التجديد الموسيقي
- (الطنطل) من إبداعات ذاكرة الأجداد الخصبة
- حيرة ... غربة عراقية وأجواء تركية ونهاية هندية
- جيمس دين وناظم الغزالي وعبدالحليم حافظ


المزيد.....




- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم إبراهيم - فدعوس المطريجي ومذهب هالي