أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر عبد العزيز زهيري - في الجوار














المزيد.....

في الجوار


عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)


الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


دائما ما اشعر بأن هناك ما ينتظرني. شحص ما أود أن اهاتفه او آخر أخاف أن يحناجني دون أن يطلب ذلك صراحة خجلا مني. دائما ما أشعر بأنني علي موعد ما ويجب أن افي به. يجب أن لا أتأخر عنه. منذ صغري كنت دوما مثقلا بالمسؤوليات. والتي فرصت علي فرضا نتاج كبر سن أبي وكوني أكبر إخوتي ومع سفره للعمل بالخليج خلف ذلك علي عبأ نفسيا أكبر مخافة أن يرحل وحيدا في غربته وهو شيخ كبير بخلاف مسؤوليتي عن أمي واخواني حيث تربيت علي كوني " رجل البيت".
كانت هذه البدايه بالتأكيد فسنوات التأسيس هذه جعلتني دوما أدور جغرافيا في فلك أبي. و بعد عودته من الخارج واستقراره في بيتنا بمصر الجديده، كنت لا استطيع أن أبعد زمانيا أو مكانيا مخافة أن لا أجد الوقت الكافي لاعود له مسعفا.
شيخ مريض كان أبي منذ أن وعيته صغيرا واستمر مسؤولا مني الي أن رحل مجبرا لظروف مرضه ولعجزي عن الاستمرار في محاربة مرضه وشيخوخته.
لم أفكر يوما أن أنقل أي مسؤوليه لأحد إخواني الثلاثة والذين اعتادوا ذلك وتعاملوا معه كحق مكتسب. لم أفكر من الاساس في امكانية ذلك فانا ابنه الاكبر وإكثر من عاشره ولا أثق ابدا في آخر يستطيع أن يقوم بخدمته. كانت ميولي أدبيه من الاساس ولكنني التحقت بعلمي رياضه لأحقق له أمنيته في أن يكون" ابو المهندس" الصفه التي تعارضت دوما مع كافة ميولي ولكني جلبتها له طواعيه سنه واحده قبل الفراق الاخير.
في احد ايام العمل وقد كنت اهاتفه أكثر من مره من شركتي التي أسستها عند تخرجي والتي حتمت علي تفويض اخواني الطلبه وأمي ليراعونه حين تواجدي بالعمل وأثناء إحدي المكالمات والتي كانت تستدعي من اخواني مساعدته في الاتكاء عليهم ليخذلونه عن عبث وتكاسل وعدم اهتمام، ويهوي ارضا في غيبوبه لم يعد منها للابد
أتذكر أنني تركت عملي ورافقته خلال فترة مرضه لمدة شهرين بالمستشفي لم أري اخواني زإئرين سوي مري واحده وأخري مر بي أصغرهم ليأخذ مني شنطتي او شبشبي لا أتذكر لقضاء عطلة الصيف بالاسكندريه.
اتصور انني السبب في افسادهم لكوني اتصدي دوما لأي مسؤوليه دون أن احاول أن يقوم كل بواجبه.
أخي الاصغر هذا تكاسل حتي عن مصاحبتنا في رحلتنا الاخيره معه الي فارسكور دمياط مسقط رأسه الحبيب ومآل جثمانه الضعيف حيث واراه ترايها للابد.
" لم اقم يوما بزيارة قبر أبي لقناعتي أنه غادر ذاك الجسد ولم يعد يوما هناك"
لا أعرف هل تلك النشأه هي ما جعلت النزوع للمسؤوليه جزأ اساسيا من تكويني أم أنها صارت عادة لدي ولكني بالتأكيد انحو اليها طواعيه.
لم اسمع باحتياج كائنا من كان الي نصيحه او مساعده او معلومه او مسانده ماديه الا وشعرت بوجوب تدخلي ايا ما كنت أملك من توجيه او نصح او حلول. وأشعر بالكثير من الاسف والتقصير والحرج إذا لم تتوافر لدي مقومات الحل وكأنني ملزم بذلك.
لم يذكر امامي يوما احتياج شخص ما الا وبادرت " ما استطعت الي العمل علي سد هذا الاحتياج. ربما مثل هذا عبئا علي حيث صرت الملجإ لجميع من حولي وذلك لتعدد علاقاتي ومعارفي حال احتياج ايا منهم حتي ولو لابسط المعلومات التي يمكن الوصول اليها عن طريق جوجل ولكن صار الكل يتكاسل طالما هنالك من يتصدي حبا وطواعية للعون.
مع الايام اعتدت وضعي هذا وصار ليس واضحا لدي وغير فارق من الاساس مصدر احساسي هذا ولكنه ترسخ بداخلي بصوره جعلت من الطبيعي لدي أن أشعر دوما بأن هناك من ينتظرني.
ورغم رحيل أبي الحبب منذ سنوات طوال وكذلك أمي الغاليه مؤخرا الا انني لا زلت مثقلا دوما بهذا الشعور وبوجوب بقاءي دائما في الجوار. انتقلت المسؤوليه هذه بالطبع لتشمل اسرتي الصغيره من ابني وزوجتي ولكني امسكت بنفسي في لحظات عده وهما بجانبي ، ومع ذلك يخامرني نفس الشعور.بانني قد تأخرت.. او بعدت ..وبوجوب عودتي الي الجوار ....وهو ما سيحدث بالتأكيد مهما طال الزمن يوما ما.



#عمر_عبد_العزيز_زهيري (هاشتاغ)       Omar_Abdelaziz_Zoheiry#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهاج الفكري بين فلسفة العلم وفلسفة الدين -مقدمه لكتابي ال ...
- في المثليه الجنسيه بين المنطق والدين والمونديال
- شريط جديد لمحمد منير
- مات الملك..عاش الملك
- الصندوق الاسود
- -سيد القمني- اخيرا لك كل السلام.
- الكتاب عمره ما يبان من عنوانه..اقرأ
- اصحاب ولا أعر !!!    
- اذكروا محاسن موتاكم!! طب لو ما عندهمش محاسن
- سور الكورنيش
- عجز
- من وسطي الي متشدد. وبئس المآل
- هل تأمل ان يسود معتقدك الكون ؟
- ليل رغاي
- المسلم والاسلام علاقه تبادليه شرطيه             
- الدخول القسري للجنه وقانون عبد السميع
- جاله الخلاص
- حماة للفضيله؟! طب مين يحمينا منهم؟؟
- في تأبين يسري زكي
- من مفاخذة الرضيعه الي التحرش بالاطفال..فعلام تعجبون؟!


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر عبد العزيز زهيري - في الجوار