محمد هادي لطيف
الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 13:24
المحور:
الادب والفن
لمّا متُّ علّقني
على عامود من الرّخامِ الأزرقِ
ودلّني على بَرّ بعيدٍ
ودمٍ جارٍ بين بيتٍ، وبيتٍ
ومثل حمامةِ الطّوفانِ
طويتُ مواسمَ اللّوزِ، والأزِقّةَ القديمةَ
أيقظْتُ جاراتِي المسْرعاتِ
إلى نضجِهِنّ بمكرٍ شديدٍ
واعْترَضتُ أول النّدى، وآخرَ الطّميِ
لكنّي زلقتْ قدمايَ بالْبخارِ الْعالقِ
بين نافذتيْنِ
وتلعْثمْتُ في الكلامِ
عبرتُ الآن خمسين بابا
عبرتُ العواصفَ كلّها
ومخابئَ البرقِ
وما حدّثْتُ الناسَ بغير الإشارةِ
ما نطقتُ، وما سكتٌّ
ما نجوتُ مع النّاجينَ
وما اشْتبَكتْ آهاتُ الأوّلينَ بأنْفاسي
أكانَ من الضّروريّ
أن أعبرَ ضَوْضاءَ الدّم المَشاعِ
إلى هدْأةِ الضّبابِ في هذا الوقتِ من الليلِ؟
#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟