أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميمد شعلان - شبح البطالة بين كماشة الاحتكار ومصائب الأقدار














المزيد.....

شبح البطالة بين كماشة الاحتكار ومصائب الأقدار


ميمد شعلان

الحوار المتمدن-العدد: 7645 - 2023 / 6 / 17 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البطالة مشكلة اجتماعية واقتصادية كبيرة جدا في العالم العربي، وتهتري مجتمعنا المصري بشكل أبعد ما يكون آفة تصيب رونق محصولنا وهو قطاع الشباب.. فسوق العطالة يزداد عددا وظلما وعدوانا.. وأقرب ما وصل إليه الآن هو الكفاح من أجل التغيير، وما ثورات الربيع العربي إلا كنسيم الصباح الذي خرج يفتش عن نفسه من جوف الليل الغميق؛ من أجل عيش.. كرامة.. عدالة اجتماعية. فتشجيع الشباب علي فتح أفق جديدة في عالم المال والعمال ستكسبهم ثقة في تحقيق الأمل المنشود.. فلدينا المشروعات الصغيرة التي خلقت من أجلهم والحوالات والقروض البنكية التي ستلبي رجائهم في القضاء على شبح البطالة.. هذه من جهة! أما من جهة أخري علينا مراعاة تبني مشروع الحدود الدنيا والقصوى للأجور.. فهذا ما سيولد نوعية جديدة من الثقة المتبادلة بين المواطن والجهات المعنية التي ستتولى دور المراقب في تنظيم المسائل بينهما.. أما الدور الرقابي فهي تلك المعايير التي تقتضيها الحاجة لتثبيت دعائم التنقيح المركزي لسوق العمل وضخ الشباب بها.

بالرغم من حيثيات الموضوع التي ألقت بنا علي الربيع العربي ودورها البارز في إحداث نوعية التغيير المأمول إرساء أعمدتها، إلا أنها لم تحقق أهدافها لصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة التي كانت القوة الرئيسية لتلك الثورات.. والسبب واضح وضوح الشمس في كبد السماء.. وهي تلك الانهزامات طويلة الأمد التي أصابت المواطن العربي وعصفت بأهدافه نحو الهاوية والتي جعلت من واقعه نمطًا كئيبًا وشرخًا أليمًا؛ فبالكاد يعيش عمره لسد قوت يومه، حيث تبخرت أجور العاملين في وقت وجيز. أما العاطلين فانحصرت قواهم في معاناتهم المادية والتي تعكسها الظواهر الاجتماعية الدالة على تفكك خطير بسبب تدهور ظروف المعيشة، وارتفاع نسب العنف الأسري، وانتشار إدمان المخدرات، والانتحار، وجرائم الشارع، وتجارة الجنس، والتشرد…وغيرها.

لا نريد أن ننكر بأن ثقل الأزمات المتتالية خلال السنين الأخيرة، من جحيم جائحة الكورونا (كوفيد-19)، كان سببًا في زيادة السع الاستهلاكية بجنون في ظل قلة المعروض وزيادة الطلب والخوف من المجهول، وتفاقم الحال مع تغلغل ثقافة السوق الاستهلاكية التي جرفت عالم القرية وأنهت قرونا من عزلته؛ فلا صوت يعلو عن صوت المادة في ظل انحسار منافذ البيع واستفحال معدلات البطالة بأرقام قياسية. لم يعد ارتفاع الأسعار حالة طارئة أو نسمة صيف تمر بها البلاد، بل للأسف أصبحت نغمة شاذة جديدة ونشاذ يسمعها القاصي والداني، وذلك بسبب العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تعصف بعصر العولمة المضطرب، وخصائص نمط احتكار السلع الغذائية والدوائية والمعمرة، والتوزيع الخاضع لشركات كبرى تحمي أرباحها وتملي شروطها مع انحصار الجهاز الرقابي داخل المدن عن مثيلاتها، وكذا انحراف أخلاق التاجر ونواياه الخبيثة في الكسب الغير مشروع في احتكار السلع و(تسقيعها) ومن ثم إغراق السوق بأسعار خيالية؛ وبالتالي فالتذرع بالظروف العالمية لتبرير الأزمات الداخلية ونفض الدولة مسؤولياتها عما يترتب عنها من كوارث هو خداع سافر. إن التوجه نحو التحرير الاقتصادي والاندماج من موقع التابع في منظومة العولمة الرأسمالية يعني إعداد العدة لمواجهة الانعكاسات السلبية والصدمات العنيفة المتولدة من رحم الرأسمالية وتناقضاتها. مبرر التأثير الخارجي ليست عذرا بل حجة ضد الدولة وكبار التجار والموزعين الذين يجنون الأرباح من الانفتاح ويرمون بالخسائر المترتبة عنه على كاهل الكادحين.

من زاوية أخرى، فقد تفاقمت الحرب الروسية الأوكرانية وواكبت معها أزمة اقتصادية هائلة، ومشاكل نقص الغذاء وزيادة التضخم الناتج من الأثر السلبي لوباء الكورونا، الظروف الجوية القاسية والتغير المناخي، زيادة تكلفة مصادر الطاقة وغيرها. ونظرًا لإنتاج كل من روسيا وأوكرانيا نسبة تقارب %40 من الإنتاج العالمي، أسهمَ الاجتياح الروسي لأوكرانيا في نقص سلاسل الامداد وزيادة أسعار المواد الأساسية مثل القمح والشعير والذرة والزيوت النباتية وعلف الأغنام والماشية وبالتالي زيادة أخرى في أسعار المواد الحيوانية ومنتجات الألبان. وبما أن روسيا تعد ثالث أكبر بلد منتج للنفط في العالم، ومن بين خمسة ملايين برميل من النفط تنتجها روسيا يوميًا، ازدادت أسعار المحروقات وبصورة هستيرية داخل المنطقة العربية وأوربا.

أخيرًا وليس آخرًا، يمكن أن تكون فترات الركود التي تعايشناها وما زلنا نعاني من ويلاتها بمثابة تطهير للأحداث للاقتصاد ككل، مما يؤدي إلى إبعاد الأطراف غير الفعالة عن العمل وإفساح المجال أمام منافسين أكثر ذكاءً ومرونة واحتواء للمشهد الاقتصادي؛ مما يمكنهم تلبية حاجات المستهلك بشكل أفضل وتضمين فرص ووظائف لغير القادرين والعاطلين عن العمل. وهذه المرة تغير الاقتصاد بدرجة كافية في أعقاب الظروف العالمية الذي لا بد أن تفتح فرص عمل جديدة وواعدة للشباب. أخيراً، إذا كانت المنطقة العربية في حالة ركود الآن أم لا، فإن هناك إشارات على أن الاقتصاد آخذ في العرض؛ فإن ثقة المواطن في مؤسسات الدولة يجب تعزيزها وربطها ربطًا وثيقًا في كيفية استثمار الطاقات والموارد البشرية لما يخدم مصالحها ويعود بالفائدة تباعًا على كل من الفرد والمجتمع، حيث أن معظم فترات الركود يعد التحفيز المركزي طريقة نموذجية لتحفيز الاقتصاد والقضاء على شبح البطالة، بل وأنه من غير المحتمل أن تهبط شرايين الحياة المالية هذه المرة.



#ميمد_شعلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجميلة وقصاب الطب
- فصيلة في وادي المغارة
- الصداقة الروسية المصرية وشمولية التعاون الدولي بين جامعة الص ...
- شبح الذكاء الاصطناعي في ظل تطور العالم المعاصر
- ألف باء ديمقراطية | معركة الوعي
- حروب البحار وصراع الطاقة
- فن الدعاية الكاذبة
- كش ملك
- أسباط المايا وجنرالات الدم
- مذبحة المقطم.. بعين الشاهد والناقد!
- أرفض زيارة نجاد لمصر, وتلك أسبابي..
- تحرر وجودي, تحرش وإغتصاب
- ثائر حق وثائران بالباطل
- 16 سببا لموافقتك علي الدستور المصري الجديد
- الإعلان الدستوري الجديد وكشف الأقنعة
- المنتدي الإجتماعي العالمي بين نظرة الإسلامي وغياب اليساري
- بمصر ظاهرة التحرش الجنسي.. ماأسبابها ومسبباتها؟
- أكذوبة ثورة 23 يوليو
- البراجماتية العسكرية.. إنقلابات وإنتهاكات!
- اُصمت اليوم.. تُقتل غدا


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميمد شعلان - شبح البطالة بين كماشة الاحتكار ومصائب الأقدار