أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - إنتصارات العرب الوهمية















المزيد.....

إنتصارات العرب الوهمية


محمد حسن البشاري
(Mohamed Beshari)


الحوار المتمدن-العدد: 7644 - 2023 / 6 / 16 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الكثيرين بأنه ليس علينا نبش الماضي الذي لا يفيد كثيرا في حل مشكلة ليبيا العويصة الحالية ولكنني ضد هذا الرأي بالمطلق فالحديث حتى على الماضي البعيد جدا مفيد فما بالك عن الماضي القريب للقذافي فهو ليس مفيدا فقط بل واجبا على كل من أستطاع وفي كل وقت وحين ليعرف الجيل الجديد الذي لم يعاصره أو أنصاره مدى الجرائم التي أرتكبها في ليبيا وفي العالم بأسره وحتى نستفيد من تجارب من كانوا قريبين منه في السلطة سواء كانوا مقتنعين بقيادته أو ممن حاولوا قدر المستطاع انقاذ ما يمكن إنقاذه ، فمن لا يعرف التاريخ لن يعرف طريقه الى المستقبل حتما.
لقد دأبت الانظمة الثورية في أنحاء العالم العربي على تبني بطولات وهمية على الرجعية والاستعمار والامبريالية الغربية ومنه بطبيعة الحال النظام الناصري والقذافي وخاصة قضية الجلأ التي مرت ذكراها في ليبيا خلال هذا الشهر وهو السبب في كتابة هذا المقال بعد قرأة عدد من المنشورات في الفيس لانصار هذا المخلوق البشع الذي أبتليت به ليبيا ولا تزال آثاره عليها ويبدو أنها ستستمر الى فترة طويلة لا يعلم مداها الا الله والكثير منها يقوم بها لوبي النظام السابق بإمكانياته المادية الهائلة التي سرقها من قوت الشعب الليبي والذي يسعى الى ترشيح سيف القذافي ليكررالمأساة ولم يلتفت الى النصيحة:"اللي خذا قسمه يواطي عينه" وبعض تلك المنشورات كانت طويلة جدا وتصلح أن توضع فصلا في كتاب وأعتمد كاتبها على الكثير من المراجع العربية والأجنبية فقط ليثبت شيئا واحدا بأن الجلأ كان إنجازا تاريخيا للقذافي ، والمؤسف أن شخصا بهذا القدر من العلم والثقافة لا يزال يؤيد مجرما متخلفا ومعتوها مثل القذافي ولم ينفعه هذا القدر من الثقافة والعلم ليعرف المدى البشع الذي بلغه اجرامه والذي عرفته وتأكدت منه شخصيا منذ سنوات الشباب الأولى وعلى سبيل المثال فقط فأنني أتذكر بعض الشباب في يوم 01/09/1979 في زاوية شارع محمد موسى في وسط البلاد في بنغازي كانوا يتحدثون عن خطاب القذافي المرتقب في ذلك اليوم وأشيع وقتها بأنه يحمل الكثير من المفاجآت المفرحة للشعب الليبي فقلت:"يا جماعة والله أنا أنتمنى هالراجل يسكت وما يتكملش لانه ما يعرفش يتكلم الا بالمصايب" فأندهش الجميع مما قلت مستنكرين ذلك ومقتنعين بما أشاعته المخابرات في ذلك الوقت وأعتبرته من باب التفكير بالاماني الشائع بيننا Wishful thinking وبطبيعة الحال هذا المصطلح لم أعرفه الا بعد وقت ليس بالقصير وكمثال آخر ففي شهر أبريل 1995 الذي كنت أنوي فيه المغادرة الى بريطانيا للدراسة على حسابي الخاص بعد أن تقدمت على أجازة بدون مرتب لمدة عام ونصف كنت في سيارتي بعد نهاية دوام آخر يوم عمل لي في شركة رأس لانوف متوجها الى السكنية ومعي زميل سألني بعد أن قال لي بالحرف الواحد: “It’s a complete adventure” أي أنها مغامرة كاملة "هل متأكد مما أنت مقدم عليه؟" فأجبته: "لا لست متأكد ولكنني لا أستطيع الحياة في بلد يمكن أن يقوم فيه القذافي بتسميم خزانات مياه النهر الصناعي ليقضي على الشعب الليبي ويستريح منه" فضحك وقال: "لا يا راجل مش لهذه الدرجة" فأكدت له بأنني أشعر بأنه لن يتورع عن فعلها.
لقد كان حدث جلأ القوات البريطانية في مارس 1970 ثم الامريكية في يونيو 1971 أكبر هدية قدمتهما هاتين الدولتين الى القذافي على الرغم من أن الملك إدريس رحمة الله عليه أصدر تعليماته بانهاءها منذ زمن ليس بالقصير وفعلا دخلت حكومات المملكة في التفاوض من أجل إنهاء هذه الاتفاقيات على الرغم من نصيحة عبدالناصر لحكومات المملكة بعدم القيام بالاجلأ كما ورد في الكثير من الشهادات هذا أولا.
وثانيا فإن الاتفاقيات نفسها كانت ستنتهي تلقائيا اذا لم يتم الاتفاق على تجديدها وآخرها الامريكية التي كانت ستنتهي في 24 ديسمبر 1971
وثالثا : كانت تصفية القواعد والوجود العسكري في العالم تتم على قدم وساق من قبل هذه الدول نفسها لتكلفتها المالية العالية مقارنة بجدواها وكمثال إنسحاب بريطانيا من دول الخليج العربي في ذلك العام تحديدا.
وفات على أنصار القذافي أنه لولا ريع هذه القواعد لما كان بالإمكان فتح مدارس سبها التي تآمر فيها مع جلود من تحت البطانية على الملك الصالح الذي وجد نفسه بين أن يؤجر القواعد ليتحصل على الأموال اللازمة للتعليم والتعليم فقط لاغير واما أن يأكل الفول كما نصحه عبد الناصر الذي أجج الشارع الليبي في عام 1967 بقوله الملغم: "كنا ننتظر العدو من الشرق فأتانا من الغرب" وتبين فيما بعد أن الطائرات الحربية لإسرائيل بعد أن أنطلقت من مختلف المطارات الإسرائيلية ألتفت ودخلت أجواء مصر من الشرق لتضرب السلاح الجوي المصري وهو رابض في المطارات وتدمره بالكامل في 6 ساعات فقط لا كما فهمها السذج من الليبيين بأنها أنطلقت من طبرق وهو الدرس الذي تعلمته إسرائيل من حرب السويس التي راح ضحيتها الالاف من أبناء مصر لم يذكرهم احد لماذا؟ لان الريس خرج منتصرا على ثلاث جيوش؟ وتعطلت قناة السويس لسنوات طوال ودمرت مدن القناة الإسماعيلية وبورسعيد ولكن لا يهم طالما أن الزعيم بخير.
لقد أراد القذافي قتل الملك حسين والملك الحسن والملك عبدالله بن عبدالعزيز وبورقيبة و غيرهم فأنظر يا من تدعي الثقافة والعلم وتكتب عن هذا الإنجاز التاريخي الى ما فعله هؤلأ في بلدانهم وانظر الى مخلفات القذافي في ليبيا الآن ، فالعبرة بالنتائج ، بل دعك من هؤلأ وأنظر كيف أستلم الملك ليبيا التي قال عنها الخبير الاقتصادي البريطاني Benjamin Higgins بنجامين هيجينز في تقريره للامم المتحدة قبل الاستقلال:
“If Libya can be brought to a stage of sustained growth there is hope for every country in the world”
"إذا أمكن إيصال ليبيا الى مرحلة النمو الاقتصادي فان الامل قائم لاية دولة من دول العالم" وقال فيه أن بنغازي تعتبر أفقر مدينة في العالم بعد منروفيا (ليبيريا) وأن ليبيا لا يوجد فيها أي عامل أو مورد اقتصادي يمكن أن يعتمد عليه الا الموقع الجغرافي الاستراتيجي لها والذي يمكن أن تقوم بتأجير بعض القواعد فيها للدول الكبرى وأخذت الدولة الليبية الفتية بهذه النصيحة الذهبية.
وأنظر اليها يوم أغتصبها القذافي حين قال طه حسين عن جامعة بنغازي بأنها أفضل الجامعات العربية وكيف أستلمها الليبيون في عام 2011 وكيف أنقسمت ونخشى أن تتشظى لماذا؟ لانه خطط لكل هذا الخراب حسب شهادة دعد شرعب مستشارته في كتابها (العقيد و انا.. حياتي مع القذافي) والتي قالت عندما سألته:"بعد أن تموت، من الذي سيدير ليبيا" صدمتني إجابته: "أنا اولا، و بعد ذلك إلى الجحيم، لا أهتم بماذا سيحدث" أما أنا والكثيرين غيري فلم تصدمنا إجابته لأننا نعلم يقينا بأن الشئ الوحيد الذي يجيده هو كيفية خراب ليبيا والعالم من حوله لو أستطاع.

بنغازي الجمعة 16/06/2023



#محمد_حسن_البشاري (هاشتاغ)       Mohamed_Beshari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مركز دراسات الوحدة العربية في الميزان
- وداعا بي بي سي عربي
- في ذكرى النكبة الليبية - الحلقة الثانية
- في ذكرى النكبة الليبية - الحلقة الأولى
- في ذكرى النكبة الليبية
- مأساة روسيا والعالم
- العرب في الغرب
- علم الجهل
- الحرام
- التعقيب على مقال (سلوى حجازي)
- الشاهد مع المقريف والحجازي
- سقوط المثقف (غسان سلامة نموذجا)
- السقوط
- تحرير طرابلس
- فساد في ليبيا
- الشرق و الغرب
- الطفولة الأبدية (4)
- الطفولة الأبدية (3)
- التقوقع الفكري لدى العرب


المزيد.....




- تركيا تعلن وقف التعاملات التجارية مع إسرائيل.. ووزير إسرائيل ...
- صحيفة أمريكية تتحدث عن انتصار السنوار في الحرب وهدفه النهائي ...
- الإعلان عن بطلان محاكمة أمريكية في دعوى قضائية رفعها ضحايا - ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- حانة -الكتابات على الجدران-.. أكثر من مجرد بار في بودابست
- لمواجهة الاحتجاجات.. الحكومة الفرنسية تمنح رؤساء الجامعات ال ...
- شاهد: مظاهرة وسط العاصمة الباكستانية كراتشي للمطالبة بوقف ال ...
- اليابان في مرمى انتقادات بايدن: -كارهة للأجانب- مثل الصين ور ...
- مسؤول أمني إسرائيلي: بايدن -يحتقر- نتنياهو وواشنطن تقف إلى ج ...
- ألمانيا: تراجع عدد المواليد والزيجات لأدنى مستوى منذ عام 201 ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - إنتصارات العرب الوهمية