أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - وداعا بي بي سي عربي














المزيد.....

وداعا بي بي سي عربي


محمد حسن البشاري
(Mohamed Beshari)


الحوار المتمدن-العدد: 7394 - 2022 / 10 / 7 - 06:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه الإذاعة التي كانت وجبة يومية في ليبيا منذ الخمسينيات وكنا نضبط ساعاتنا على دقات بيج بن التي تسبق نشراتها الإخبارية وكنا نتندر عليها في السبعينيات والثمانينيات بالقول : "خلونا نسمعوا البي بي سي بيش نعرفوا شن صاير في بلادنا" هذه الإذاعة التي كان يستمع اليها كل الحكام العرب ليعرفوا ما يجري في العالم وفي بلدانهم ، هذه الإذاعة التي لا تكتمل مأدبة من المآدب في المرابيع الليبية الا بها ، هذه الإذاعة التي كانت تملأ أمسياتنا بالثقافة والادب من نجومها ونجماتها اللامعات كحسن الكرمي الموسوعة في قول على قول الذي يأتي يوميا بعد نشرة أخبار الثالثة بعد الظهر بتوقيت ليبيا وحسام شبلاق وماجد سرحان والاصوات الانثوية الجميلة الرخيمة الهادرة لعبلة خماش ومديحة المدفعي وهدى الرشيد وسلوى جراح الى الصوت المرح لافتيم قريطم في برامجه الرياضية الى برامج لكل سؤال جواب و ما يطلبه المستمعون وحديث الساعة وأضواء وأقوال الصحف و الرأي الاخر وبانوراما وغيرها.
هذه الإذاعة التي كُتب على الليبيين أن يقدموا أحد مواطنيهم وهو الشهيد محمد مصطفى رمضان قربانا على مذبح الحرية في سابقة فريدة وستظل الوحيدة في تاريخ الإذاعة التي أقفلت (للاستماع اليه يمكن الضغط على الرابط: الحلقة الثالثة والعشرون من برنامج ذاكرة إذاعة - BBC News عربي)
وما أتذكره بعد هذه الجريمة النكرأ أنني كنت أتوقع إنحياز الإذاعة بالكامل الى قضية الشعب الليبي المغلوب على أمره وستأخذ بثأر أحد موظفيها بالتركيز على حقوق الانسان في ليبيا وفضح جرائم القذافي ولكن على العكس تماما أستمرت في تغطيتها الإعلامية كالسابق وكانت خيبة أمل شخصية بالنسبة لي وفي نفس الوقت إعجاب بمستوى المهنية العالية لديهم.
لقد تابعنا أحداث الثورة الإيرانية والغزو السوفياتي لأفغانستان وحرب العراق وإيران وإغتيال السادات وحرب تشاد يوما بيوم وكل الكوارث العربية والعالمية من خلالها بما فيها حرب الفوكلاند وشكوى مارغريت ثاتشر المريرة من تغطية البي بي سي لهذه الحرب ورفعها لقضية ضدها وخسارتها أمام المحكمة في بريطانيا مما عزز الثقة لدى شعوب وحكام العالم في مهنية وحيادية هذه المؤسسة العريقة.
هذه البي بي سي التي صارت علامة موثوق بها تبث بمعظم لغات العالم في جميع المجالات السياسية والثقافية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية وفي كل زاوية من زوايا بريطانيا العظمى لديها مراكز أبحاث ودار نشر أصدرت الكثير من الكتب والنشرات والدوريات بمعظم لغات الأرض وباللغة العربية كانت مجلة المستمع العربي التي كانت تصدر شهريا ثم نصف شهريا في الاربعينيات والخمسينيات والتي كانت تصل الى الوالد من لندن الى جالو بشكل منتظم وكان يقوم بمراسلتها وتوجيه الاسئلة اليها ولا يترددون في اجابته كتابة وعلى الاثير.
لقد دخل الراديو الى بيتنا في جالو قبل أن أولد بعقد بالتمام والكمال ففي يوم 10/01/1951 قام الوالد باستخراج رخصة لجهاز الراديو (أنا ولدت في بنغازي يوم 14/01/1961) وبذلك كان الراديو الثاني الذي يدخل الى جالو ومنذ ذلك التاريخ لم يتوقف الوالد عن سماع هنا لندن في الصباح والمساء.
وأذكر بأنني أمتلكت الراديو الخاص بي في عام 1981 أي بعد ثلاثون عاما بالتمام والكمال أيضا من الوالد ومنذ ذلك التاريخ لا أغادر فراشي في الصباح الا بعد الاستماع الى عالم الصباح لمدة ساعة كاملة وبعد وجبة الغذاء الى عالم الظهيرة وقبل النوم الى عالم المساء وأستمريت على هذا الحال الى عام 1992 تاريخ دخول الفضائيات الينا ونسيان جهاز الراديو تماما ، ولكنني أستمتعت بها في مصر عام 2001 ولمدة شهر كامل (خلال أغسطس وسبتمبر) على موجة FM ولا أنسى تعبير راغدة ضرغام مراسلة البي بي سي يوم 11/09/2001 (النيويوركيون) نسبة الى سكان نيويورك ووصفها لتعاضدهم ووحدتهم جراء هجمات القاعدة في ذلك اليوم الذي غير مجرى التاريخ في مسار معاكس تماما لما كان يظنه المهاجمون ، وعدت الى الاستمتاع بها في بنغازي على نفس الموجة اعتبارا من مارس 2011 الى أن تم اقفالها للأسف الشديد لاحقا ولقد أنقذتني من التورط في القتال الذي كنت متحمسا اليه عندما أستمعت الى مقابلة مع فواز جرجس يحكي فيها عن تجربته في الحرب الاهلية اللبنانية وأنه "يحمد الله بأنه لم يَقتل ولم يُقتل" فقررت عدم المشاركة في الحرب.
وفي الختام لا أملك الا أن أوجه الشكر الجزيل والإمتنان العميق لهذه الاذاعة العريقة ولكل من عمل فيها.

محمد حسن البشاري
بنغازي / الجمعة 07/10/2022

المرفقات موجودة على الرابط التالي:

https://www.facebook.com/photo/?fbid=10228994154340268&set=pcb.10228994155540298


1 : نسخة من رخصة تسجيل جهاز الراديو للوالد.
2 : غلاف أقدم عدد من مجلة المستمع العربي موجود لدى الوالد يوليو 1948.
3 : سؤال الوالد عن الصحابي عبدالله بن سعد بن أبي السرح.
4 : رد مدير الاذاعة للوالد يحدد فيه توقيت و تاريخ بث البرنامج الذي سيجيب فيه عن سؤاله.
5 ، 6 ، 7 : رد الاذاعة المكتوب عن سؤال الوالد عن الصحابي عبدالله بن سعد بن أبي السرح.
8 : طلب الوالد لبث أغنية النشيد الليبي.
9 : أغنية النشيد الليبي التي طلبها الوالد.
10 : غلاف عدد يونيو 1951.
11 : مقال (ألا بد من حرب بين روسيا وأمريكا؟) في الصفحة 3 عدد أغسطس 1950.
12 : صورة لطائرة ركاب بريطانية في مطار طرابلس في الصفحة 4 عدد أغسطس 1950.



#محمد_حسن_البشاري (هاشتاغ)       Mohamed_Beshari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى النكبة الليبية - الحلقة الثانية
- في ذكرى النكبة الليبية - الحلقة الأولى
- في ذكرى النكبة الليبية
- مأساة روسيا والعالم
- العرب في الغرب
- علم الجهل
- الحرام
- التعقيب على مقال (سلوى حجازي)
- الشاهد مع المقريف والحجازي
- سقوط المثقف (غسان سلامة نموذجا)
- السقوط
- تحرير طرابلس
- فساد في ليبيا
- الشرق و الغرب
- الطفولة الأبدية (4)
- الطفولة الأبدية (3)
- التقوقع الفكري لدى العرب


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - وداعا بي بي سي عربي