أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - مأساة روسيا والعالم















المزيد.....

مأساة روسيا والعالم


محمد حسن البشاري
(Mohamed Beshari)


الحوار المتمدن-العدد: 7248 - 2022 / 5 / 14 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من فلاديمير لينين الى فلاديمير بوتين

روسيا هذه الإمبراطورية العظيمة بمساحتها الشاسعة التي تعد أكبر مساحة لدولة في العالم بل أن التي تليها في الترتيب وهي كندا لاتتعدى نصف مساحتها والتي تحتوى على عشر مناطق زمنية وبمواردها التي لا تكاد تنضب من النفط والغاز والقمح وغيرها أبتليت بالبلاشفة الشيوعيون الذين أججوا الشارع للقيام بثورتهم في أكتوبر 1917 وكانت ثورة للحزب البلشفي بعد الثورة الشعبية في فبراير من نفس العام والتي أطاحت بحكم القياصرة من آل رومانوف وبذلك أنتقلت ملكيتها الى القيصر فلاديمير لينين وجماعته الذين يؤمنون بايديولوجية شيوعية واشتراكية تدعي أنها تسعى الى سعادة الانسان ورفاهيته وفي حقيقتها تسعي الى الاستحواذ والانفراد الكامل بالسلطة الى آخر نفس ، لينين الذي ثبتت عمالته لألمانيا وحكمت عليه السلطة المؤقتة بعد ثورة فبراير مثلما ثبتت عمالة الاخوان لشتى الدول وحُكم عليهم.
فكم من ملايين الانفس التي زهقت ومليارات الموارد التي أهدرت في سبيل هذه الايديولوجية العقيمة التي وجدت من يستمع اليها ويؤمن بها وتم تأسيس الاتحاد السوفياتي وفقا لها والصين العظيمة وكوريا الشمالية وكوبا والعديد من دول العالم التي دارت في فلكها ومنها الكثير من الدول العربية مخلفة البؤس والشقاء أينما حلت من مصر عبدالناصر الى عراق عبد الكريم قاسم الى جزائر بومدين الى ليبيا القذافي الى سوريا الأسد واليمن الذي كان سعيدأ.
وبعد فلاديمير لينين جاء ستالين الذي قضى على ملايين الروس في عملية التطهير العظيم والتي بدأها مع رفاقه في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وصرح لصحفي غربي وهو يدخن الغليون أن ضحاياه بلغوا حوالي 10 مليون إنسان وتسبب في مجاعات في جميع أنحاء الاتحاد السوفياتي قضت على حوالي 8 ملايين إنسان ولا يزال يتذكرها الاوكرانيون ويسمونها هولودومور (ماو قام بحملة التطهير العظيم في الصين وتسبب في مجاعات وبلغ عدد ضحاياه من الصينيين 80 مليون انسان) وكان على وشك الهزيمة أمام هتلر لولا غباء الأخير وتغييره لمسار الجيش الألماني من موسكو الى أماكن أخرى فتشتت الالمان وجاء الشتاء القارس ليقضي عليهم وتدخلت أمريكا والحلفاء الغربيون لينقذوا ستالين ويتبنى النصر الذي كلف ما يقارب 27 مليون روسي والذي أحتفل به بوتين منذ أيام قليلة وكان الغرب والعالم يضع يديه على قلبه يتوقع منه أن يعلن الحرب بدلا من العملية الخاصة في أوكرانيا أو أي كارثة أخرى فلم يقل أي شيء ذو قيمة.
ومن ستالين الى غورباتشوف لم ترى الشعوب السوفياتية الا طوابير الخبز والبرد القارس والفقر المدقع والتشرد وكان غورباتشوف شجاعا بشكل استثنائي فقد أعتلى سدة الحكم عام 1985 وهو عاقد العزم على تحديث النظامين الاقتصادي والسياسي وقال في إحدى المناسبات: "كنا نخطط لتشكيل هيئة يرأسها سكرتير اللجنة المركزية لحل مشكلة سراويل النساء الضيقة ، تصوروا بلدا يغزو الفضاء ويطلق أقمارا صناعية وينشئ نظاما دفاعيا عظيما ولا يمكنه حل مشكلة السراويل النسائية ، لا يوجد لدينا معجون أسنان ولا صابون مسحوق وليس لدينا ضروريات الحياة الأساسية ، لقد كان أمرا لا يصدق بل مهينا العمل مع حكومة من هذا القبيل" وأعلن سياسة البيرسترويكا والغلاسنوست والتي تعني إعادة الهيكلة والشفافية بعد كارثة تشيرنوبيل في أوكرانيا التي وقعت بتاريخ 26/04/1986 والتي لاكثر من أسبوعين نفت القيادة السوفياتية ووسائل الاعلام أن يكون أي شيء خطير قد حدث – كان كل شيء من صنع الصحافة الغربية - وهناك مسؤول كبير في قطاع الطاقة السوفياتي في اجتماع مع الغربيين في موسكو ضرب بقبضته على الطاولة وأصر أن أي فكرة عن حادث نووي كانت مختلقة كليا من قبل الصحف الغربية. وبعد ذلك في 14/مايو/1986 أطل غورباتشوف عبر التلفزيون واعلن ببطء ووقار وبصوت حزين رصين ما حدث بالفعل وهو أمر لم يقدم على مثله أحد من القادة السوفيات قط وأثناء محاولته لطرد بعض الدهشة المحيطة بالحادث في الاعلام الغربي تحدث عن المخاطر الواضحة لما اسماه "القوة المهددة للطاقة النووية غير المسيطر عليها" وكانت هذه نقطة تحول تاريخية داخل الاتحاد السوفياتي فهذه الحادثة التي –حسب العقيدة السائدة لا ينبغي أن تحدث مطلقا- كانت صدمة سياسية واجتماعية كبيرة اسهمت في زعزعة الثقة بالنظام الشيوعي والمعتقدات التي ساعدت في اعتناقها برمتها وصار يشجع الدول التي تدور في فلكه على سياسة الشفافية الى أن وصل الامر الى ثورات 1989 في أوروبا الشرقية فأنفصلت عن هذا الاتحاد الذي لم يجلب لشعوبه وللعالم الا كل بؤس وشقاء طوال سبعين عاما وعادت المانيا الشرقية القبيحة والبائسة الفقيرة الى شقيقتها الغربية الجميلة والعظيمة والغنية بعد أن دفعت المليارات لغورباتشوف حتى يوافق على هذه الوحدة ولم تمضي الا مدة يسيرة من الزمن حتى صارت الشرقية جميلة وعظيمة وغنية مثل شقيقتها الغربية وفي خطابه الأخير في ليلة 25/12/1991 الذي لم يستغرق أكثر من 12 دقيقة صرح قائلا : "أعلن استقالتي من أداء مهام منصبي بوصفي رئيسا لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية" ومضى الى القول : "لدينا كميات وأحجام وافرة من كل شيء –أرض ونفط وغاز وموارد طبيعية أخرى – ولدينا الذكاء الخارق والمواهب الخلاقة ومع ذلك نعيش حياة أسواء بكثير من تلك التي يعيشها الناس في الدول الصناعية وكنا متخلفين كثيرا عن ركبهم" وفي اليوم التالي صوت مجلس السوفيات الأعلى بالاجماع على حل هذا الاتحاد اعتبارا من منتصف ليلة 31/12/1991 وبذلك أختفى هذا الاتحاد العقيم.
ولغياب المؤسسات الحقيقية في روسيا التي ورثت موارد القوة العظمى السوفياتية فقد تم بيع أغلب هذه الموارد بأبخس الاثمان الى رجال العصابات الروس فأصبحوا بين يوم وليلة أصحاب مليارات ينافسون الملوك وأباطرة المال في العالم مثلما فعل الاخوان ومن خرج من عبائتهم بعد نهبهم للأموال العامة في ليبيا.
وبعد ما يقارب العشر سنوات من حكمه المطلق في روسيا وجد فلاديمير بوتين نفسه منتشيا وتخيل نفسه قادرا على العودة بالزمن الى ما قبل 25/12/1991 (تماما مثل ما يتطلع الاخوان الى ما قبل 03/03/1924) فأطلق عمليته الخاصة لاخضاع أوكرانيا التي أشارت كل التقارير الاستخبارية الغربية بأنها لن تدوم أكثر من 72 ساعة وأنه سينطلق بعدها لاخضاع الدول الأخرى فاثبتت أوكرانيا بأنها عصية عليه وأثبت ممثل كوميدي بأنه يستطيع الوقوف في وجه هذه الآلة الجهنمية والوحشية بالعزم والتصميم على رفض العودة الى العبودية مرة أخرى ، إنه درس للعرب ولشعوب العالم بأنه اذا صدقت نوايا القادة فلا شيء مستحيل على الشعوب.
والغريب أن الكثير من العرب يتعاطفون مع الاتحاد السوفيتي ويتذكرون الأيام الخوالي وكأنهم كانوا في خير معه وهو أول من أعترف بالكيان الصهيوني عام 1948 قبل أمريكا والغرب وهو من كان سببا رئيسيا في هزيمتهم المخزية عام 1967 والتي لم تستغرق أكثر من ستة أيام وصلت فيها إسرائيل الى مشارف القاهرة وسجد الشيخ الشعراوي سجدة الشكر عليها وطردهم من مصر كان من أسباب نصر أكتوبر وأننا في ليبيا ابتلينا بنصيحة فيديل كاسترو الشيوعي للقذافي بعد زيارته التاريخية لليبيا قبل اعدامات ابريل 1977 وايغال القذافي وزبانيته في الدم الليبي ولله الامر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

محمد حسن البشاري
بنغازي 14/مايو/2022

بعض المراجع:
• Stalin, The court of the Red Tsar, Simon Sebag Montefiore, The Orion publishing, London 1st , 2003
• Mao, The Unknown Story, Jung Chang & Jon Halliday, Vintage, London 2007
• Wikipedia. various articles.



#محمد_حسن_البشاري (هاشتاغ)       Mohamed_Beshari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب في الغرب
- علم الجهل
- الحرام
- التعقيب على مقال (سلوى حجازي)
- الشاهد مع المقريف والحجازي
- سقوط المثقف (غسان سلامة نموذجا)
- السقوط
- تحرير طرابلس
- فساد في ليبيا
- الشرق و الغرب
- الطفولة الأبدية (4)
- الطفولة الأبدية (3)
- التقوقع الفكري لدى العرب


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - مأساة روسيا والعالم