أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - في ذكرى النكبة الليبية















المزيد.....

في ذكرى النكبة الليبية


محمد حسن البشاري
(Mohamed Beshari)


الحوار المتمدن-العدد: 7354 - 2022 / 8 / 28 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة

لقد كان الباعث على الكتابة عن هذه النكبة من جديد عدة صدف حدثت لي متتالية في نهاية شهر مايو وبداية شهر يوليو 2022 ، ففي مايو أقتنيت كتاب بعنوان (القذافي يتكلم) من تأليف علي شندب (لبناني) ثم شاهدت لقاء تلفزيوني مع المدعو/ الطيب الصافي على قناة العربية فأجبرت نفسي على قراءة الأول وتابعت الثاني في حلقتين متتابعتين (ولم أتمكن من متابعة الحلقتين الأخريين لإنقطاع الكهرباء) لعلي أجد شيئا مفيدا يغير من وجهة نظري في القذافي ولو قليلا إلا أن قناعتي السابقة فيه (كالعادة) ترسخت وأنهما ضحيتان من ضحايا القذافي تماما كما كان إبن أبيه المدعو/ سيف الإسلام المتعري (حسب وصفه لنفسه) الذي أعلن عن مبادرة لحل الوضع المأساوى في ليبيا في بداية يوليو 2022 وإحتفاء بعض النواب وشكره عليها دون خجل أو حياء ، ثم تصريح المدعو/أحمد قذافي الدم بأن الحل في ليبيا في المؤتمرات الشعبية !! وفي صباح يوم عيد الأضحى السبت 09/07/2022 وأنا في طريقي مع أبنائي لبيت الوالدة مررنا على كثير من جلود الأضاحي المكدسة على جانبي الطريق فحدثتهم عن مصنع الجلود في الكويفية الذي كان يشتريها من المواطنين بمقابل نقدي في السبعينات والثمانينات إلى أن تم إقفاله ، ولا أدري إن كانت صدفة أو بشكل متعمد من صديقي الذي أرسل لي فيديو لكلمة للقذافي في ثاني أيام العيد عن هذا المصنع تحديدا قائلا فيه أنه على الليبيين أن يستعينوا بالخرازين في صيانة أحذيتهم بدلا من الإنفاق على هذا المصنع وغير ذلك من الهلاوس ، بالإضافة إلى لقاء مطول في فترة سابقة مع الإعلامي/ وليد الحسيني الذي تابعت عدة حلقات معه في الإذاعة التي يدعمها أنصار القذافي ولا تزال تتغنى بتلك الحقبة السوداء من التاريخ الليبي وتتمنى أن تعود ، فكلهم لا يزالون يعتبرونه بطلا قوميا مثله مثل صدام حسين و جمال عبد الناصر الذين كانوا يمارسون صلاحيات الآلهة في دولهم ، ومثار أستغرابي ودهشتي الدائمة أن هؤلأ وأمثالهم لم يستفيدوا من مناصبهم والفرص التي أتاحتها هذه المناصب في زيارة مختلف دول العالم المتقدم والإحتكاك مع النخب المثقفة في توسيع آفاقهم وثقافتهم وتفكيرهم ، بل أن من كان يوصف بالرجل الثاني في ليبيا المدعو/عبد السلام جلود لا يزال يكرر الكثير من الترهات مثل أن نصر أكتوبر المجيد في عام 1973 هو هزيمة أكبر من هزيمة 1967 ولا يزال يفتخر بجريمة تزويدهم لإيران بصواريخ سكود الليبية التي كانت الوحيدة التي ضربت بغداد وأنها كانت عملا ثوريا ومن أجل تحرير فلسطين بعد ذلك وغيرها من ترهات لا تصدر عن عاقل وظهوره الإعلامي الباهت على قناة فرنسا 24 في نفس الفترة (بداية يوليو 2022) الذي يشبه إلى حد بعيد ظهور القذافي الإعلامي سابقا ، ومفاجأتي برأي الكاتب المميز/ سمير عطالله في عموده اليومي في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 15/07/2022 عن الديكتاتور الروماني/ نيكولاي تشاوشيسكو بعنوان (لكنه بنى البلاد) وهو نفس الرأي الذي يقوله الكثيرين في ليبيا بأننا كنا في خير في عهد معمر ويصفونه بأيام الخمس فردات بربع ولا يدرون بأنهم يهينون أنفسهم لأنه وصف للخرفان ، والبعض الآخر الذي يصف حكامنا الآن بأنهم أسواء من معمر وأنها مؤامرة أمريكية وصهيونية على ليبيا كما كانت على العراق ، وفي الحقيقة لا يوجد أسواء منهما لأنهما هما المعلمان لحكامنا وحكام العراق الآن وهم ضحايا وتلاميذ نجباء لهما تماما مثل حكام رومانيا بعد تشاوشيسكو ، وفي شهر أغسطس تابعت قراءة عدة حلقات من الترجمة الرائعة لعلي جمعة علي لكتاب الأردنية دعد شرعب الصادر باللغة الانجليزية عام 2021 و عنوانه (العقيد و انا.. حياتي مع القذافي) والتي نشرها على صفحته في الفيس وفيه الكثير من الحقائق التي تبين بوضوح تصرف القذافي في ليبيا أرضا وشعبا وما فوق الأرض وما تحتها من موارد وكأنها ملكه ، وصدمتها عندما سألته :" بعد أن تموت، من الذي سيدير ليبيا" بإجابته: " انا اولا، و بعد ذلك إلى الجحيم، لا أهتم بماذا سيحدث" لهذا كله ولغيره رأيت أنه من الضروري الكتابة الموسعة عن ما عايشته عن هذه النكبة منذ الصغر للمساهمة في نشر الوعي لدى من فقدوا الذاكرة أو لدى ممن لم يعيشوا تلك الحقبة أو الذين أكتووا بنار فبراير والتي ما كانت لتشتعل لولا جهنم سبتمبر ، ولمحاولة إقناع أنصار القذافي بأنه لم يكن يوما بطلا قوميا ولا إسلامويا ولا حتى وطنيا كان ببساطة شخص غير طبيعي أستولى على الحكم في دولة هشة أمنيا وأنفرد به تماما طوال فترة حكمه ورجع بليبيا وشعبها الى الوراء ماديا وثقافيا وإجتماعيا وأنه السبب المباشر فيما نحن فيه الآن والى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ، وأرتأيت أن تكون الكتابة من الناحية الشخصية فقط وأروي كل ما حدث بعده من هذه الزاوية سواء كنت شاهد عيان عليها أو سمعتها من أطرافها المباشرين فيما بعد أو ممن سمعوها من أولئك الأطراف مباشرة وليس مما كتب أو قيل هنا أو هناك.

فأنا لا يعتريني الشك على الاطلاق بأن معظم (لا أريد أن أقول كل) المشاكل التي تواجهها ليبيا الآن ولعقود مقبلة من الزمن كانت نتيجة لما حدث في ذلك اليوم المشئوم 01/09/1969 وأن أكبر مثالب النظام الملكي تتمثل في سماحه لبعض الشباب الغر والطائش والمتحمس نتيجة لدعاية صوت العرب (المضللة للعرب) من النجاح في تغيير النظام في ليبيا بكل يسر وسهولة وإدخالها الى المجهول.
إن الحقيقة الساطعة بأن النظم الملكية في مصر والعراق وليبيا كانت نظما بالغة في الهشاشة والضعف الأمني بحيث أستطاع ضباط أغرار وشبه أميين من تغييرها وأؤمن إيمانا جازما بأنه لا وجود لأي مؤامرات أجنبية أو خطط خارجية من قوى عظمى أو صغرى فيما حدث من مآسي في هذه الدول الا أن مأساة ليبيا كانت مضاعفة لانها أكتوت بنظام عبد الناصر المتخلف ودعمه اللامحدود لقوى الظلام التي أستولت على السلطة في ليبيا بداية من 03/09/1969 بإرساله لفتحي الديب على رأس وفد مصري ليصوغ الإعلان الدستوري المؤقت وكل القوانين والقرارات في بداية الانقلاب المشئوم.

لقد كتب الكثير عن تأثير الطغيان على الإنسان ومن أهمها على المستوى العربي الكتاب المعروف للنهضوي العربي الإستثنائي عبدالرحمن الكواكبي المنشور في عام 1900 أي منذ أكثر من قرن وسماه (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) والذي أعادت طباعته مكتبة الاسكندرية ضمن سلسلة في الفكر النهضوي الإسلامي عام 2011 والغريب أن معظم ما ورد فيه ينطبق علينا في الوقت الحاضر بالنص بل أنه قال في مبحثه الأخير من الكتاب وهو الخاص بالسعي في رفع الاستبداد :

1. الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية.
2. الاستبداد لا يقاوم بالشدة إنما يقاوم باللين والتدرج.
3. يجب قبل مقاومة الاستبداد ، تهيئة ماذا يستبدل به الاستبداد.

والكتاب الآخر الذي يغطي هذا الموضوع بإمتياز هو المعنون (الطاغية) لإمام عبد الفتاح إمام ، أما ما يخصنا كليبيين فإن كتاب عبد الرحمن شلقم المعنون (أشخاص حول القذافي) فلا أعتقد بأنه يوجد كتاب مثله على كامل الساحة العربية يتحلى بالشجاعة الأدبية في نقد هؤلأ الأشخاص بمن فيهم المدعو/ الطيب الصافي ووصف المدى الذي وصل إليه شذوذ القذافي مع من حوله ، مثل إشارته الى شهادة إحدى النساء العربيات المتخصصات في تلبية طلباته الشاذة بأنها وجدته مستلقيا في فراشه عاريا تماما مع أحد المقربين منه وذلك في الفصل الخاص بالمدعو أحمد قذافي الدم ، أو في إغتصابه للنساء بطريقة فجة أمام الأخريات كما رواها في الفصل الخاص بفوزية شلابي ، أو علاقته بهدى بن عامر، أو بشهادة عبد القادر البغدادي منسق اللجان الثورية عن رواية حفلة التيس للارجنتيني ماريا فارغاس يوسا بأنها تصور الوضع في الجماهيرية وسرده لعشرات الأسماء من الرجال والنساء الليبيين الذين تنطبق عليهم أحداث الرواية وتعليق شلقم عليها : "أليست أورانيا الدومينيكانية ، البالغة من العمر 14 عاما ، هي الفتاة الليبية (صفية) البالغة من العمر 15 عاما ، التي أخذتها قوادات القذافي الثلاث مبروكة وسالمة وفايزة من سرت الى خيمة القذافي ليبدأ –الزعيم- في إغتصابها بكل وحشية وسادية على حد وصفها." وغير ذلك من القصص التي لا تسمح هذه العجالة بسردها ، هذا الكتاب الذي يعتبر شهادة قيمة على السلوك الإجرامي والشاذ والمتخلف الموغل في نفسية القذافي وخاصة أنه أتحفنا به في وقت مبكر قبل نهاية 2011 وغطى فيه 38 شخصية حول القذافي وذكر في نهايته بأنه واحد من ثلاثة ولكنني رغم البحث لم أتحصل الا على كتابه الثاني الموسوم (نهاية القذافي) بعنوان فرعي (ثورة 17 فبراير – يوميات ، وأسرار ، وشهادات) والذي صدر عن دار الفرجاني عام 2012 ولا أدري ان كان قد أصدر كتابه الموسوم (سنوات مع القذافي) حسب ما قال في نهاية الكتاب الأول ولكنه غير موجود في قائمة مؤلفات عبد الرحمن شلقم الواردة في نهاية الكتاب الثاني.

والكتب الثلاثة الأولى (طبائع الاستبداد ، الطاغية ، أشخاص حول القذافي) متوفرة بالمجان على النت.

وبالمقابل لم يذكر الا القليل عن العكس تماما وكأننا نتحدث عن الملائكة والشياطين فقد كانت ليبيا محظوظة بشخصية لا تتكرر وهي شخصية الملك الصالح محمد أدريس المهدي السنوسي طيب الله ثراه ، باني الدولة الليبية الحديثة ، وبطل الاستقلال المجيد وأنا أؤمن بما قيل عن أن : "الناس على دين ملوكها" فقد كان الليبيون من أحسن خلق الله أيام المملكة ومن أسوئهم أيام القذافي ويكادون اليوم أن يكونوا الاسواء على الاطلاق فقد صدق فيهم ما قيل باكرا بعد إنتصار الثورة في 2011 بأنهم : "كانوا يتحشموا أيام المملكة ويخافوا أيام معمر وتوا لا يتحشموا ولا يخافوا"
... يتبع

بنغازي ، الجمعة 26/08/2022



#محمد_حسن_البشاري (هاشتاغ)       Mohamed_Beshari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة روسيا والعالم
- العرب في الغرب
- علم الجهل
- الحرام
- التعقيب على مقال (سلوى حجازي)
- الشاهد مع المقريف والحجازي
- سقوط المثقف (غسان سلامة نموذجا)
- السقوط
- تحرير طرابلس
- فساد في ليبيا
- الشرق و الغرب
- الطفولة الأبدية (4)
- الطفولة الأبدية (3)
- التقوقع الفكري لدى العرب


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن البشاري - في ذكرى النكبة الليبية