|
صراع الأمراء ، او الصراع داخل القصر
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7643 - 2023 / 6 / 15 - 18:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ مدة ليست بالقصيرة ، والمواقع الالكترونية لأشخاص يحسبون نفسهم المعارضة الحقيقية ، وليس فقط جزءا منها ، او ظلها ، يتداولون أخباراً من دون سند ولا دليل ، ويعطون انفسهم صفة الشاهد عيان ، ليس بتناول صراع الامراء ، او صراع القصر ، كصراع حقيقي يجري من اجل المُلك . بل يقودون الحملة المسعورة ، لترسيخ وتأكيد فكرة مستقبل النظام ، الذي تجري الصراعات من اجله وباسمه ، آملين من هذه الحملة ، ان يعم خبر صراع الامراء ، الرعايا ( الشعب ) المرتبطين بالملك وحده ، في غياب تنظيم في شكل منظمة او حزب ، يتشارك مع الراعي ، الأمير ، والامام ، تمثيلية الرعايا التي وحدها تنطق بالممثل الحقيقي للرعايا ، ومن دون منازع . فالهدف من الحملة الإعلامية ، ليس تأكيد صراع غير موجود ، بل اقناع الرعايا بظلامية مستقبل النظام ، الذي اصبح مصيره بيد عفريت . والهدف من الحملة طبعا ، ارباك التصور الواحد لما يجري ويدور ، والتفريش لهبّة او انتفاضة ( جماهيرية ) ، عند غياب الملك محمد السادس ، وقبل تقديم البيعة للملك الجديد ، الذي لن يكون غير الأمير الحسن ، الذي سيسمى بالحسن الثالث ، احبّ من احبّ ، وكره من كره ، وبنصرة كل القصر ، أي بنصرة الامراء ، وبما فيهم الأمير هشام الذي ابتعد عن كل صراع مضيعة للقوت ، وهي الحقيقة التي ستظفر بالتنزيل . ان هذه الحملة المغلوطة والمُغلِّطة ، لم تقتصر على ( دعاة ) الجمهورية ، رغم ان هذه بعيدة عنهم بعد السماء عن الأرض ، بل شاركت ولا تزال تشارك فيها ، مواقع الكترونية تابعة للمخابرات الجزائرية ، التي تخوض حربها الأبدية و( الحتمية ) الربح ، مع النظام الملكي الدولة ، وليس نظام محمد السادس كنظام بطقوسه واعرافه ، جزء مكمل لصورة الدولة العلوية التي حكمت المغرب ، وبرضى المغاربة لما يزيد عن 350 سنة .. فالوصول لتثبيت فكرة صراع الامراء ، او صراع القصر لذا الرعية الجاهلة ، والسريعة الترويض والاستعمال ، قد يحفز هذه الرعية وبالسرعة المعهودة ، ان تصبح مادة دسمة قابلة للاشتعال ، اذا وُجّهت دعوة النزول الى الشارع ، في وقفات يراهنون على تحويلها الى عصيان مدني ، قد ينتهي باشتعال انتفاضة / ثورة ضد الدولة العلوية بأكملها ، وليس فقط ضد نظام محمد السادس ، كنظام ضمن استمرارية الدولة ، من خلال فترة وسيادة الأنظمة السياسية المتعاقبة ، ضمن الدولة العلوية .. فعند النجاح الآن ، في اقناع الرعايا العفوية بوجود صراع القصر ، او صراع الامراء ، تكون فكرة التغيير الجذري التي يحلم بها هؤلاء ، قد توطنت في ذهن الرعية ، ويكون شيوع صراع الامراء ، او صراع القصر، قد حقق مبتغاه ، الذي هو اقناع العامة بفراغ الحكم ، في غياب الحاكم القوي الذي من المفروض فيه ، ان يمتلك آليات ووسائل الحسم النهائي ، وبالضربة القاضية للصراع الجاري ويدور ، سواء ما يسمى بصراع القصر ، او صراع الامراء ، او صراع القوى السياسية التي تنشد السيطرة على النظام ، مع رأس النظام ، ومريديه من مختلف الاتجاهات التي هي في جوهرها اسلاموية ، وفي الحالات الأخرى ، قد تكون عفوية ، تدفع بسرعة مفرطة الرعايا الى ساحة الوغى ، لحسم مسألة الحكم حسما ثوريا ، لا حسما رجعيا .. فالصراع العام مشاهد وبوضوح ، من خلال هذه الحملات الإعلامية المسعورة ، التي لا أساس لها من الحقيقة .. انّ المواقع الالكترونية المساهمة في هذه الجذبة ذات المعاني الواضحة ، في اغلبية أعضاءها ، هم اسلامويو الاتجاه ، والباقي وهم الأقلية ، ذوي انتماءات لأيديولوجيات دهْرية ، تهْرْب منها العامة الجاهلة ، بقدر ما تتقرب من تجار الدين الذين يتحركون بأسماء ، ومسميات باسم الحسنى الحسنة .. ( الإسلام هو الحل ) . فهل فعلا هناك صراع يدور على اشده بين الامراء ، او يدور في القصر لحسم مسألة الحكم ، لصالح مجموعة ضد مجموعة ، او ضد شخص معين لصالح شخص اخر ؟ وعندما ينخرط الاعلام الجزائري بكل اتجاهاته ، في هذه الحملة ، وبطريقة الاقناع بها ، وينخرط في الحملة الاعلام الصحراوي المحسوب على الجبهة ، او الاعلام الذي له ارتباطات عقائدية او أيديولوجية معها ، وتساهم وسائل الاعلام الدولية العربية والغير عربية كالإسرائيلية ، والفرنسية ، والاسبانية ، في تعرية النظام الملكي ، وتقديمه للعلن كنظام اضعف من شعرة معاوية ، او اضعف من عش عنكبوت ، فالمستهدف من الحملة الداعية الى التمرد ،والى العصيان المنتظر ، ليس شخص محمد السادس ، ولا نظامه . بل ان المستهدف هو شخص الأمير الحسن ، حتى لا يصل بعد البيعة التي ستقدم له ، ليصبح بالحسن الثلث ، وخاصة انه سيكون نسخة اصلية للملك الحسن الثاني بكل ايجابياتها وسلبياتها . فالمستهدف من الحملة ، ومن الحرب التي تجري بأدوات وتكتيكات مختلفة ، الدولة العلوية ذات الطقوس الخاصة ، وذات التقاليد المرعية ، التي تعتبر مسخرة من قبل الغرب الرأسمالي ، ومن قبل الدول التي ترفض تقاليد وسمات العبودية ، ووسائل إعادة انتاجها ، تلك التقاليد التي هي سبب ازمة الصحراء التي وصلت النفق المسدود ، لان جزءا من الصراع الذي يقوده البوليساريو ، يتعلق بالديمقراطية المنتفية في الدولة المخزنية البوليسية . لكن هذا الاحتجاج مردود عليه ، لان التدافع في التطبيل والتزمير للنظام الجزائري ، وللدولة الجزائرية ، والجزائر يحكمها نظام عسكري ليس بالديمقراطي ، كل هذا يصب ليس في المطالبة بالدولة الديمقراطية ، والتعيينات التي عرفتها الجمهورية الصحراوية ، كانت الغلبة فيها ليس للديمقراطية ، بل كان الحسم لنظام القبيلة الذي طغى ، بعد عقد الجبهة لمؤتمرها السادس عشر الأخير ، ففرق بين خطابات المؤتمر الاستهلاكية ، وما طفى على السطح عندما انتصرت القبيلة على الديمقراطية . فالخطاب الذي ساد أجواء المؤتمر ، والداعي الى التمسك والتشبث بالديمقراطية ، سيتبخر ، وستحل الحقيقية التي تحكم المجتمع الصحراوي ، التي هي تغليب والانتصار للقبيلة ، على حساب الدولة الديمقراطية الغير موجودة في الجزائر العاصمة ، فأحرى ان توجد عند الجبهة التي تكرس اليوم ، العقلية العربية الضيقة المسماة بالديمقراطية العربية . فهل كانت الناصرية والبعثية ديمقراطية ، وهي الأنظمة التي كرست عبادة شخصية الزعيم ، المعادي للديمقراطية في اشكالها التقدمية ، وفي حدودها الدنيا .. وبصيغة أخرى . هل الجمهورية الصحراوية ، هي جمهورية ديمقراطية ، شأن الجمهورية الجزائرية ، حيث الغلبة والسيادة للاعتبار القبلي العنصري المقيت ، على حساب المجتمع المغلوب على امره ، المستعمل للتصفيق وللتطبيل ، ويزيده في هذه الهزيمة ، نوع الطقوس والتقاليد السائدة التي تنفخ فقط في بطانة الزعيم . وبكيفية أخرى . هل مضمون هذه الحملة التي تخوضها ( المعارضة ) الاسلاموية خارج المغرب ، وتستخدم فيها كل آليات وأدوات الاتصال الإعلامي ، الهدف منها ، حقا بناء نظام ديمقراطي ، يكون منفتحا على الجميع ومن دون استثناء ، ام ان الهدف ، هو تحطيم الدولة المغربية ، من دولة واحدية قوية ، وقوتها ليس من الضروري إظهارها ، كنظام عسكر الجزائر ، وسيادة القبيلة عوض الديمقراطية لذا جماعات البوليساريو ؟ . وما يثير الضحك ، ان أنظمة دكتاتورية لا علاقة لها بالديمقراطية ، تدعو نظام مخزني بوليسي يكره الديمقراطية ، انْ يصبح ديمقراطيا ، من دون ان تلتفت هذه الأنظمة الى حالها ، لتجد نفسها هي قبل غيرها ، بعيدة عن الديمقراطية بعد السماء عن الأرض .. وانّ ما عرّى ، على مرمى الحملة الإعلامية السياسوية ، التي تخوضها هذه الجماعات ، التي تتظاهر بانتسابها الى الإسلام الحركي ، هو مِخْيالها ، وحلمها ، وفي كيفية تصدرها للأشياء ، عندما بدأت توزع المتحاربين ، وتوزع مناصريهم ، سواء ( الرافضين ) لتولية الأمير الحسن العرش ، ليصبح بالملك الحسن الثالث ، او عند تقديم الشخص او الجماعة المقابلة التي تنشد العرش ، لأنها ترى نفسها الأكثر حقا به ، والجهات التي تساندها في مطلبها وبمشروعيتها في الحكم . وككل المواقع الالكترونية الاسلاموية ، او المواقع المنادية للعلمانية ، لم يهدأ الاعلام الجزائري من الدلو العميق ، في هذا التصنيف للمجموعات ، او للمتحاربين ، والهيئات الواقفة وراء كل مجموعة ، حيث وجدنا انفسنا امام خرائط جغرافية تشير الى مختلف الأمكنة التي تتواجد بها الفرق المتحاربة ، وكأن لناظره قريب ، أي قربت ساعة الانفجار العظيم ، الذي وحده سيسهل سقوط الدولة ، دولة الطوائف ، وبناء أخرى محلها ، لكنها ستكون دولة ضعيفة عندما ستنفصل الصحراء ، وانتظار انفصال الريف اذا نجح مخطط فصل الصحراء ، بحيث سنكون امام دويلات متصارعة من اجل التراب ومن اجل الحكم ، لا امام دولة واحدة واحدية ، وقوتها في وحدتها ، لا في تفرقتها وتشتيتها .. والسؤال . كيف توصل هؤلاء المنجمون المنظرون الى معرفة فرق الصراع من اجل الحكم ، وعرفوا الأجهزة والمؤسسات التي تقف مؤيدة خلف كل مجموعة ؟ لقد قسم هؤلاء الدغماء وليس الدهماء ، المتصارعين حول الحكم ، الى مجموعتين أساسيتين : --- مجموعة الرافضين لتولية الأمير الحسن الحكم ، بعد تقديم بيعة ، ولو شكلية ، وفي سرعة قصوى لحسم مسألة الحكم ، وخلق ما يسمى بالأمر الواقع ، الذي سيجعل من الفريق المضاد ، خاضعا لإذعان للحاكم الملك الجديد الذي سيكون الحسن الثالث .. --- وفريق ، هو مجموعة الفريق المعارض ، والرافض لتولي الأمير الحسن الحكم ، حتى يحرم من عنوان الملك الحسن الثالث . ويكون الحكم والعرش قد انتقل الى جهة أخرى معارضة لشخص الحسن ، ترى انها الاحق بتولي المُلك ، مركزين على بعض الاشاعات الغير الصحيحة ، وغير المتأكدة ، كالتشكيك في الاصل البيولوجي للحسن ، والتشكيك في قدرته على تحمل تدبير وتسيير الدولة . -- تتكون المجموعة الأولى كما حددها الواقفون وراء هذه الدعوة ، وانخرطت الابواق المرتبطة بالمخابرات الجزائرية ترددها ، مع المواقع الإعلامية لجبهة البوليساريو ، والاعلام الاسباني ، والفرنسي ، والإسرائيلي ، لتساهم في هذا المشروع الذي لم ينتقل الى الكتابة للتدوين ، وظل مجرد رغبات واقتراحات ، يقامر بها عبر وسائل الاعلام العدوة ، ومُعوّلين عليها لإحداث الشرخ ، الذي ينتظر الدولة ، بعد ذهاب محمد السادس من : الأمير رشيد ، اخته مريم ، اخته حسناء ، ولم ينسوا الإشارة الى جدة الأمير الحسن ، التي لم تحسم خيارها بعد ، لأنه مرة يقدمونها انها مناصرة للأمير رشيد وللأميرات المتحالفات مع الأمير، ومرة يقدمونها كورقة رابحة لصالح فوز الحسن الثالث بالعرش .. لكن لا هنا ولا هناك ، اعط الحجة والدليل على هذه المواقف لجدة الأمير ، التي تعيش في فرنسا ، بعيدة عن هذا ( الصراع ) المعشعش فقط في رؤوس مروجينه ، ولا اثر له على الأرض .. وحتى ينجحوا في بث وترسيخ الصراع في ذهنية الرعايا ( الشعب ) ، التي يُحضّرونها للتحرك في اليوم العظيم المنتظر ، بمجرد ذهاب محمد السادس ، اجمعوا وبلا حياء ، في اعتبار المناصرين للأمير رشيد في احقيته بالحكم : -- وزارة الداخلية ، وهنا تقرير " البنية السرية " يشير الى وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت ، الذي استفاد من امتيازات خيالية ، من الملك محمد السادس ، الذي وقع بخط يده تفرد وزير الداخلية بالقطعة الأرضية بمنطقة السويسي الغالية الثمن . فتوقيع محمد السادس هو ما جعل المحامون الذي رفعوا دعوة ضد استفراد وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت ، يسحبون الدعوة ، ويلوذون بالصمت .. -- أجهزة البوليس المختلفة من " المديرية العامة للأمن الوطني " DGSN ، " المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني " DGST ، ولا نعرف اين وضعوا ورتبوا " المفتشية العامة للقوات المساعدة " FA ، لان هذه تخضع للجيش ، ولا تخضع لوزارة الداخلية ، الاّ في مهام حفظ الامن بالمدن ، وبالبوادي ، وتُعْرف بتدخلاتها عند فض الوقفات ، والمظاهرات ، والمسيرات في الشوارع ، فالمفتشية العام للقوات المساعدة ترتبط بالنظام العام ، كما انها تشارك في حرب الصحراء .. ويعتبر الجهاز ( القضائي ) ، مدعما للأمير رشيد ، ولأخواته ، ضد الأمير الحسن ، حتى لا يحظى بالتربع على العرش كملك بعنوان الملك الحسن الثالث . وللإشارة فالملك كأمير ، هو الرئيس الفعلي للقضاء ، الذي يعتبر من وظائف الامامة ، الذي يختلف عن الأجهزة القضائية في الدول الغربية الديمقراطية .. -- تتكون المجموعة الثانية المقابلة للمجموعة الأولى المذكورة أعلاه ، من الجيش ، والدرك الملكي ، المناصرين لتولي الأمير الحسن مقاليد العرش ، ومن دون منازع .. لكن أيا من المجموعتين ( المتحاربتين ) ، مجموعة الأمير رشيد ، ومجموعة الأمير الحسن ، وهنا لم نقل مجموعة محمد السادس ، لأنه غير معني بصراع يدور بعيدا عنه ، رغم انه معني بكل ما يجري ويدور من صراعات من اجل الظفر بالعرش ، لأنه ما يزال ملكا بحكم الدستور .. لم يشر الى دور الرعايا في حسم هذا ( الصراع ) . هل ستؤيد الرعية الجاهلة الأمير رشيد ، والاميرات المتضامنات معه كمريم وكنزة ، والمناصرين من الطاقم المدني لوزارة الداخلية ، وللمديريات العامة للبوليس ، ام ان الرعية ستميل الى جناح محمد السادس الذاهب ، وهو ميل واضح وصريح للأمير الحسن ، الذي بعد البيعة ، سيصبح بعنوان الملك الحسن الثالث مدعما بالجيش وبالدرك ، ومدعما اكثر بالرعية المرتبطة بالراعي الأمير والامام الذي ، يحكم الدولة الرعوية ، البطريركية ، البتريمونيالية ، الثيوقراطية ، الكمبرادورية ، والمخزنولوجية ... الخ .. هناك فرق شاسع لإذاعة اخبار بقصد بث الشرخ ، والدعوة للفوضى الهدامة ، التي قد تسقط كل الدولة ، وليس فقط اسقاط النظام ، مع الاحتفاظ على الدولة ، التي سيتولى الحكم فيها نظام اخر ، ضمن نفس الدولة ، التي هي الدولة العلوية . وبين الترويج لأخبار ذات مصداقية ، بعيدة عن الدسائس ، والمؤامرات المختلفة ، التي يكون هدفها الرئيسي اسقاط كل الدولة ، وليس فقط اسقاط نظام فيها .. لذا من يروج لصراع الامراء ، او صراع القصر ، ومن دون الحجة والسند الناطق بما يؤكد هذا ( الصراع ) المفتعل ، امّا انه انسان خاوي الوفاض ، يضرب الاخماس في الاسداس ، وهو هنا يلعب دور " لحْلايْقي " ، او انه شخص متحامل يوظف الاشاعة كإحدى آليات الحرب المدمرة ، بغية التسبب في الفوضى ، وضرب الاستقرار العام ، والمساهمة في خدمة اجندات تخدم مصالح دولة عدو ، تبحث عن أي شيء ، ولو صغير بحجم ذرة للإطاحة بنظام الدولة المقابلة ، ومن ثم اضعافها بما يجعلها تستصدر الاذونات ، من الدول العدو اذا نجحت حقا في مشروعها الذي هو اسقاط كل الدولة المقابلة ، وليس الاكتفاء بقلب نظام من نُظمها السياسية .. ان الوضع الحالي بالقصر الملكي ، والعلاقات بين افراد الاسرة الحاكمة ، هي سمن على عسل . وليست هناك أطماع عند البعض لتأكيد العكس .. ان الخلافة للعرش في المغرب ، تنظم على أساس دستوري ، كما تنظم بمقتضى عقد البيعة الذي يجمع في علاقة مباشرة ، السلطان الأمير، الامام ، والراعي ، والرعية المرتبطة بالراعي ، دون غيره من القوى الأخرى التي انقرضت ، ولم يعد لها وجود منذ سنة 2000 ، حيث اصطف الجميع وراء الدولة يناصرونها ، ولا يذمّونها كما كان الحال طيلة الستينات والسبعينات ، ووصلت العلاقة بين هؤلاء ، ان شارك الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الجيش ، في انقلاب الطائرة الملكية في سنة 1972 .. ان الشخص الذي سيتم بيعته ، وليس تعيينه ، هو الأمير الحسن الذي سيصبح بمجرد انتهاء مراسيم البيعة ، وبالسرعة القياسية ، لإغلاق الباب امام أي طارئ قد يقلب الأوضاع رأسا على عقب ، سيكون الأمير الحسن وحده دون غيره .. والبيعة سيؤديها له الجيش والدرك ، وشخص او شخصين من الهيئات الاخريات ، كمجمع ( العلماء ) ، وكل الامراء ، وعلى رأسهم الأمير هشام ، و الأمير إسماعيل ، والأمير رشيد ... وطبعا الاميرات عماته ... الخ .. ان قضية الخلافة في النظام السياسي المخزني ، تستند في جهة الى الدستور ، وفي الجهة الأكبر تستند الى الطقوس والتقاليد المرعية التي ترجع بالممارسة السياسية للدولة ، ليس كدولة عصرية ، بل ترجع بالأساس الى وجه الدولة الحقيقي كدولة مخزنية ، وفي هذا الاثناء يحجب عنها صفة الدولة البوليسية ، دولة رعوية ، بطريركية ، بتريمونيالية ، مخزنية ، ثيوقراطية .... الخ ، وبالاستناد على ( النسب ) الى سلالة ( النبي ) .. اما السيناريوهات المنتظرة ، فلا أساس لها من الصحة .. وكما قلت ستمر إجراءات البيعة قبل الدستور ، بالسرعة القصوى ، وانّ الأول من سيأتي مسرعا لأدائها ، سيكون الأمير هشام ، والأمير رشيد ... الخ . وبمجرد مرور ، والانتهاء من مراسيم البيعة ، سيصبح الأمير الحسن بمثابة الملك الحسن الثالث .. اما الترويج بالإشاعة ، من قِبل انّ صراعا يجري من اجل الحكم بين الامراء ، وبالقصر ، فلا أساس له من الصحة .. فهل احد من الامراء ، كالأمير رشيد ، سيخرق الدستور ليتولى المُلْك غصبا عن مستحقه الأول الأمير الحسن ؟ فلنفترض جدلا ، ان الأمير رشيد سيرمي بالدستور ، وسيرمي بالبيعة ، فهذا معناه ان الأمير رشيد اصبح انقلابياً ، لا يختلف عن الانقلابيين ضد الأنظمة في افريقيا وبأمريكا الجنوبية .. والقيام بعمل الانقلاب على الدستور ، وعلى عقد البيعة ، لا يمكن تصور حصوله ، دون موافقة ومشاركة الجيش الذي تربطه علاقات مع الملك ، كقائد للجيش ،ورئيس لأركان الحرب ، ولا شيء يربطه بالأمير رشيد سوى الاحترام.. ، سيقبل مشاركة الأمير رشيد للانقلاب على الأمير الحسن ، حتى لا يصبح بالملك الحسن الثالث . فهل يقبل رشيد بان يكون انقلابيا ، وفي غيبة الجيش فخرجته ستكون فاشلة من بدايتها ؟ .. وهل سيقبل الجيش والدرك ، الانقلاب على الحسن الثالث ، من اجل تنصيب الأمير رشيد مكانه ؟ وبمجرد التفكير في ( انقلاب ) الأمير رشيد ، سيرجع بنا التفكير لاستحضار مؤتمر " سقيفة " ، الذي كان انقلابا على علي بن ابي طالب ، وتولية الحكم ابو بكر الصديق مغتصب الحكم ، ذاك الاغتصاب الذي زرع بذرة الصراع الإسلامي / الإسلامي الى اليوم.. لا يوجد صراع في القصر او صراع الامراء ، الأمور عادية واكثر من عادية ، والشخص الوحيد المؤهل للأمارة ، وللدولة ، يبقى الحسن الثالث ، وبموافقة كل الاسرة ، وعلى رأسها الأمير هشام المثقف الحداثي ، والملكي ، وليس الجمهوري كما حاول تلبيسه بعض القوم .. والأيام بيننا ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل غيرت جبهة البوليساريو قواعد الاشتباك ؟
-
الاتحاد الأوربي يلغي اتفاقية الصيد البحري مع النظام المغربي
...
-
دولة البوليس ، دولة الغاب
-
هل للمثقفين المغاربة من دور في حركية المجتمع ؟
-
فرنسيس فكوياما ونهاية التاريخ
-
الخطاب الفلسفي والخطاب الغوغائي
-
ثلاثة أجهزة مخابراتية ، تتآمر لخلق الاضطرابات الاجتماعية في
...
-
التنظيم السري او البنية السرية
-
الدرس المستفاد من الهزيمة المدوية للحزب الاشتراكي العمالي ال
...
-
هل القضاء مستقل في المغرب ؟
-
المظاهرة ، التظاهر ، والمسيرة
-
قصيدة شعرية بعنوان -- لن يتحد الليل مع النهار
-
المثقف والسياسة
-
أين وصل نزاع الصحراء الغربية ؟
-
الخونة وخيانة وطن
-
من يحكم الله ، أم الشعب ؟
-
المفوضية الاوربية تدعو الاتحاد الأوربي ، الى عدم تجديد اتفاق
...
-
هل النظام السياسي المغربي قابل للإصلاح
-
السياسة الثقافية واللغوية بالمغرب
-
إدارة تويتر وإدارة الفيسبوك
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|