أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - دين الله لا تنصره سجود نجوم كرة قدم حتى لو كان رولدو أو ميسي!














المزيد.....

دين الله لا تنصره سجود نجوم كرة قدم حتى لو كان رولدو أو ميسي!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7642 - 2023 / 6 / 14 - 04:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


التقييم الصحيح لأي حدث أو ظاهرة أو موقف ، سياسيا كان أو اجتماعيا أو دينيا ، لابد أن يكون بتجرد و حيادية و بموضوعية ، لا تحركه المشاعر والعواطف والأهواء الشخصية ، ولا تتحكم فيه الأفكار المسبقة والمبيتة ، حتى لا تجيء معظم الأحكام خاطئة متقلبة تقلب القلب والعاطفة ، كما هو حال الكثير من الأحداث والظواهر والمواقف المتعلقة بالدين ، التي حُكِّمَ فيها القلب أكثر من العقل ، و أَصْدِرَت فيها وعليها الأحكام المبنية على مدى حب أو كره فاعلها ، والتي غالبا ما يُهمل صلب موضوعها و جوهر كينونتها ، كما هو الحال مع الأحداث والقضايا التي اعتبرتها الكثير من منصات التواصل الاجتماعي ومواقع البحث ومحركاته ، نصرا مبينا للإسلام ، وعزة ورفعة للمسلمين، والتي منها على سبيل المثال فقط: حدث ما اشتهر بـ "قطة الإمام" التي تسابقت جحافل "الفيس بوك" على التهليل والتغني بملاطفة الإمام الجزائري وليد مهساس، للقطة التي وقفت على كتفه أثناء إمامته المصلين لصلاة التّراويح ، وكخبر وصول عدد المسلمين لملياري مسلم ، الذي تنافست كتائب "الفسابكة" المتأسلمين ، على الاحتفال به ، وكقضية القس الكاهن الأمريكي "هيلاريون هيجي" ، الذي تصدر الاحتفاء بإعلان إسلامه ، كل العوالم العربية والإسلامية ، وغيرها من الأحداث الغريب التي اختصر الإسلامويون فيها عزة الإسلام ، وأوجزوا رفعته في حدوثها ، صد تعاليمه وقيمه السامية وشريعته الغراء، والمتمثل في سجدة البرتغالي رونالدو على أرضية الملعب احتفالا بتسجيله هدفا لفريقه "النصر" السعودي في مرمى غريمه "الشباب" ، التي فاق ما عرفته كلٌ من قصة الإمام والقطة ، ومسألة بلوغ المسلمين لمليارين ، وقضية إعلان القس الأمريكي لإسلامه مجتمعة ، من تفاعلات ومشاركات المسلمين وتباريهم بالملايين على التكبير لها و لاحتفاله بها، الذي لا يعيبه في شيء ، بقدر ما يعيب أولئك الجهلة الذين لا يعرفون أن السجود ليس حكرا على دين دون آخر، وأن المسيحيين يسجدون هم أيضا شكرا لله سبحانه ، وإن الدين الإسلامي الحنيف لا ينتظر من ينصره أو يعزه ، حتى لو كانت سجود نجم كبير ، و الكثير غيره من النجوم -غير المسلمين- الذين سجدوا قبله في ملاعب كرة القدم ، كليونيل ميسي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي ، وكوستا بارباروسيس النيوزلندي ، وجون جميل "مانجا" لاعب فريق النصر ، وإيرلينج هالاند لاعب مانشستر سيتي ، وتيري هنري نجم منتخب فرنسا وأرسنال ، والذين لا يزيد سجودهم لدين الله الحق قيمة أو عزة ، أنه لا يحتاج إلى من ينصره ، بل بالعكس هو الذي يرفع من مكانة من يشاء من عباده ، مصداقا لقوله تعالى: "إِنْ يَنْصُرْكُمُ الله فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" آل عمران:160.
الحقيقة المنطقية التي أوجزها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله البين والوا ضح :"كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله" ، الذي أرخ به لأثر الإسلام على العرب أفرادا ومجتمعات ، الذين وجدهم وهم أضعف أمم الأرض وأكثرها جهلا وتخلفاً ، فوحد اختلافاتهم السياسية وتنافراتهم الثقافية وتناقضاتهم الإثنية ، وجمع شتاتاتهم العرقية ، ورتق تمزقاتهم الاجتماعية ، وجعل منهم قادة الدنيا وسادتها ، قبل أن يتخلفوا عن الركب ويتخلفوا عن التحضر ، ويسقطوا في غياهيب التخلف ،الذي لا يعني بالضرورة تدني المستوى الاقتصادي فقط ، بل يعني الجدب الاجتماعي والسياسي وحضاري والأخلاقي ، والتردي العلمي والتقني، والجمود والبطء في حركة الاجتهاد إزاء قضايا الدين ومستحدثات الدنيا ، الأمر الذي عجل بظهور الكثير من النواقص المذمومة في مجتمعهم ،كالظلم ونقض العهود والخيانة والتزوير والاختلاس وتبديد أموال الشعوب والتناحر من أجل السلطة والاغتناء غير المشروع ، وغيرها من مظاهر التخلف التي لا يمكن كسر قيودها إلا باستنفار المشاريع النهضوية التي تحي حركة المعرفة والعلم ، والانخراط في الثورات العلمية وتوظيفها في الارتقاء بمستوى التعليم، والقضاء على الأمية، وتحرير العقل البشري من التحجر والتبعية الفكرية ، وإعادة تشكيل منظومة التحليل والتفسير في الأذهان المتزمّتة ، وإيساع المساحة الرمادية في تقبّلها للأحداث والقرارات بالتجرد والحيادية التي تحرسها المعايير الأخلاقية.

[email protected]حميدطولست
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس المشكل في التعرف على الظواهر، لكن في معالجتها !2.
- لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة ؟
- الفساد أنواع وإن اختلفت الأسماء !
- موروثات انشغالنا عنها بما لا يشبهها من الممارسات
- ليس المشكل في التعرف على الظواهر، لكن في معالجتها. !
- الإنسان لا يعيش حاضره منفصلاً عن ماضيه.
- ليس المغاربة وحدهم هم من وينتقدون الأعمال الدرامية الرمضانية ...
- في انتظار تظاهرة فاتح ماي في مصر.
- -كاينة ظروف-والمعلومات المغلوطة المفسدة لعقول.
- مسلسل -كاينة ظروف- والتبرع بالأعضاء !
- ما قدهم المذاهب الموجودة زيدهم المذهب المغامسي !
- مسلسلات رمضانية بنكهة نسائية
- من الطقوس الرمضانية الكرنفالية !
- حملة مدفوعة بأسباب طائفية !
- الفوز الذي لم يكن صدفة ولا ضربة حظ !
- ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم لسنة 2030
- حتى لا تتراجع وضعية -الواف- ويخفت بريقه أكثر !
- أخبار السوق على وجوه السواقة !
- الواقع يُفرز الحقيقة من الْوَهم !
- لماذا كل هذا التحامل على الموتى من الفنانين؟ المغفور له الفق ...


المزيد.....




- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...
- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - دين الله لا تنصره سجود نجوم كرة قدم حتى لو كان رولدو أو ميسي!