أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - نحن جئنا بكم الى الحكم .















المزيد.....

نحن جئنا بكم الى الحكم .


تيسير خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 11:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


عنف المستوطنين يجول الضفة الغربية ، بما فيها القدس ، من شمالها الى جنوبها ومن غربها الى شرقها ضد البلدات والقرى والتجمعات البدوية في الريف الفلسطيني ، بمسيرات في شوارعها وطرقاتها الخارجية وباعتداءات لا تتوقف وإرهاب تجاوز الحدود والخطوط الحمراء . هو عنف تحميه حاضنة سياسية في الكنيست والحكومة وأخرى عسكرية في جيش وشرطة الاحتلال وأذرعه الأمنية المختلفة ، ما بات يتطلب إعادة النظر في جدول أعمال أولوياتنا الوطنية .
هذا العنف يجري تشجيعه من المستوى السياسي في اسرائيل ، حيث الشواهد على ذلك كثيرة . عودة قليلة الى الوراء القريب توضح الصورة أكثر . عندما اثار عومر بار - ليف ، وزير الأمن الداخلي السابق في حكومة نفتالي بينيت ، بلغة ناقدة عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في محادثة مع شخصية رفيعة في الادارة الأميركية تصدى له رئيس الوزراء ، بينيت ، مدعيا إن " الامر يتعلق بظاهرة هامشية " . بهذا التضليل حاول بينيت في حينه امتصاص غضب المستوطنين وردود أفعالهم وامتصاص الانتقادات الدولية الخجولة في آن ، وخاصة من دول الاتحاد الاوروبي ومن الادارة الأميركية ، غير أنه أخفق في ذلك ، لأن الأمر لم يقف عند حدود موقف رئيس الحكومة آنذاك ، فقد كان هناك هياج في اوساط المعارضة الاسرائيلية ( التي أصبحت الآن في الحكم ) ضد اعترافات بارليف ، حيث هب عضو الكنيست، بتسلئيل سموتريتش ، ووزيرة الداخلية أيليت شاكيد ، ووزير الأديان نتان كهانا ، هبة رجل واحد ضد تصريح بار – ليف، ودافعوا بقوة عن ممارسات وإرهاب المستوطنين . وفي الكنيست الراهن هناك على أي حال حاضنة سياسية قوية لعنف المستوطنين ، هناك أكثر من 78 عضو كنيست من اليمين واليمين المتطرف يعتبرون المستوطنين " طلائع المشروع الصهيوني "، ويدعمون بالتالي بقوة ممارساتهم وعنفهم وإرهابهم ، علما ان بيانات عدد من منظمات المجتمع المدني الاسرائيلية ، التي توثق اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين كانت توضح أنه في السنوات الثلاث الأخيرة وقعت 540 حالة عنف نفذها المستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين ، وفقط في 238 حالة منها اختار الفلسطينيون تقديم شكوى بشأنها في الشرطة الاسرائيلية عبر تلك المنظمات ومن بين جميع تلك الشكاوى تم تقديم 12 لائحة اتهام فقط
ومع الزيادة المضطردة لأعداد المستوطنين في الضفة الغربية وزيادة نفوذهم السياسي وخاصة بعد انتخابات الكنيست الأخيرة ، نمت وتطورت في أوساطهم في السنوات العشر الأخيرة ؛ برضى حكوميٍ كامل ، منظمات يمينية متطرفة وإرهابية وتشكيلات أخرى منظمة أقرب للمليشيات المدعومة بشبكة واسعة من المنظمات والجمعيات الأهلية والمؤسسات الإعلامية ، خاصة بعد أن استوعب جيش الاحتلال في صفوفه تشكيلات صممت خصيصاً لاستيعاب الفئات المتدينة ، مثل وحدات دراسة التوراة المعروفة باسم "ييشيفوت سيدر"، وكتائب " نيتسح يهودا "، ولواء كفير . وقد ساءت الاوضاع بعد الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة وتشكيل نتنياهو حكومته الجديدة مع الفاشيين والنازيين الجدد أمثال سموتريتش وبن غفير . وأصبحت الأمور تجري على المكشوف دون إضاعة وقت لحسم الاوضاع على الأرض في ظل صمت عربي وانتقادات خجولة من المجتمع الدولي وملهاة ما يسمى حل الدولتين ، التي تتردد على السنة المسئولين في الادارة الأميركية .
عنف المستوطنين أصبح الآن على المكشوف . وقد بدأوا يتحلون بجرأة أكبر في اعتداءاتهم على اراضي وممتلكات الفلسطينيين وفي استعراض قوتهم . " ليلة الكرستال " أو " بوغروم " حواره في شهر آذار الماضي كانت كما يبدو بروفة او تمرين او تدريب في الميدان ، اشمأز العالم من أحداث تلك الليلة ، التي أعادت لذاكرته " ليلة كرستال " برلين ضد المواطنين الألمان اليهود على أيدي عصابات الرايخ الثالث الألماني ، غير أن الحدث كان بالنسبة للمستوطنين وحاضنتهم السياسية رسالة للداخل الاسرائيلي بتوازنات قواه ، نحن جئنا بكم الى الحكم ، ورسالة في الاتجاه الخاطئ للمواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال .
لم يعد المستوطنون يقيمون وزنا لما نطق به عومر يار – ليف ، فهم يواصلون مسيرتهم ليس بأعداد قليلة العدد ، بل بحشود جماهيرية . هذه الأيام تجري الاستعدادات للزحف من جديد إلى بؤرة " جفعات أفيتار " ، على جبل صبيح في اراضي بلدة بيتا الى الجنوب من نابلس ، وهو زحف احتلال جديد هذه المرة وليس مسيرة كما كان الحال قبل أسابيع . في حينه بدت الخطوة حدثا مثيرا حين نظم مئات المستوطنين ، بمشاركة 20 من نواب الكنيست الإسرائيليين و7 وزراء في حكومة الاحتلال اليمينية ، مسيرة حاشدة نحو البؤرة الاستيطانية ، في رسالة واضحة بأن الحكومة تقف وراء منظمات الارهاب اليهودي ، الذي يتخذ من المستوطنات والبؤر الاستيطانية ملاذات آمنة بحماية قوات الاحتلال ولغيرها من حركات الاستيطان كحركة " نحلاه " التي كانت قد دعت في وقت مبكر الى تنظيم مسيرة للعودة إلى جعفات أفيتار ، وهو ما استجاب له وزير جيش الاحتلال وسمح في حينه لنحو 30 ألف مستوطن بالمشاركة في المسيرة يتزعمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش ورئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية يوسي داغان ، الذي وجه رسالة تحذيرية للحكومة ( لم يكن لها ضرورة على أي حال ) ، قال فيها "نحن من جعلناكم في الحكم ، وننتظر منكم أن تحكموا كحكومة يمين ، وتقيموا مستوطنة أفيتار بشكل دائم . هكذا خاطب داغان حكومته ، وفي الحقيقة ، هو لم يخطئ التعبير ، فالمستوطنون أصبحوا يعملون علنا كذراع تنفيذي للحكومة .
حوارة وعلى مقربة منها بؤرة " جفعات أفيتار " ليس المثال الوحيد في المشهد ، الذي تدور أحداثه في وضح النهار وليس في عتمة الليل . مؤخرا غادر حوالي 200 فلسطيني يسكنون في الخيام والمباني المؤقتة في قرية " عين سامية " المكان الذي يعيشون فيه منذ الثمانينيات بسبب عنف المستوطنين ، فقد بدأت معاناتهم من ممارسات المستوطنين قبل نحو خمس سنوات ، وتفاقم الوضع العام الماضي حتى أصبح لا يطاق مع تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو . هذه القرية البدوية تقع بالقرب من مستوطنة “كوخاف هشاحر” والبؤرة الاستيطانية “بلاديم” التي تعتبر المصدر الرئيس للعنف في تلك المنطقة . وغير بعيد عن " عين سامية " تقع قرية المغير في محافظة رام الله كذلك ، التي يغلق جيش الاحتلال مداخلها منذ عدة اسابيع . هي الأخرى تتعرض كما القرى المجاورة لهجمات مستمرة من قبل المستوطنين ، تتمثل في إرهاب منظم ذهب ضحيته عدد من شبان القرية ، وفي الاعتداء على المزارعين ، وقلع الأشجار ، وإحراق المحاصيل ، وتخريب خطوط المياه . هي قرية باسلة محاصرة ، يتحداها ضابط مخابرات الاحتلال بأن حصارها سيستمر لشهر كامل ، أو حتى يقوم أهالي القرية بالاعتذار من المستوطنين ويتعهدون بعدم المساس بأمنهم وأمن مستوطنيهم ، على حد تعبيره.
بات عنف المستوطنين ظاهرة يومية تجاوزت كل الحدود وكل الخطوط الحمراء وهو يتمدد في جميع ارجاء الريف الفلسطيني بدءا ببلدات حواره وبرقه وبيت دجن وعصيره القبلية وبيتا وقريوت وقصره وجالود في محافظة نابلس والنبي صالح والمغير وعين ساميا في محافظة رام الله والخضر ونحالين في محلفظة بيت لحم وبيت أمر ومسافر يطا في محافظة الخليل ، التي وضع المستوطنون وحاضنتهم السياسية تهجير سكانها ، في عملية تطهير عرقي يجري التخطيط لها ، على جدول الأعمال ، الى جانب ما يجري في محافظة سلفيت وفي الاغوار الفلسطينية وخاصة الأغوار الشمالية ، الأمر الذي بات يتطلب من قيادة المقاومة الشعبية الشروع دون تردد في تشكيل لجان الحماية الذاتية والحراسة في جميع هذه البلدات والمناطق ويتطلب من الحكومة نشر قواتها العسكرية والأمنية بلباسها الرسمي في الريف الفلسطيني المستهدف للمشاركة الفعالة في توفير الحماية المطلوبة والضرورية للمواطنين الفلسطينيين في الريف الفلسطيني .
نطلب الحماية من المجتمع الدولي لم لا ، دون مفاربات غير مفيدة ، وقد طلبناها ذات مرة من الأمم المتحدة بعد أن ارتكب باروخ جولدشتاين عمله الارهابي ضد المواطنين الفلسطينيين الركع السجود في المسجد الابراهيمي الشريف في العام 1995 ، وحصلنا على بعثة مراقبة دولية في الخليل ولم تكن التجربة مشجعة فقد ماتت دون إشهار ودون ان يسير أحد في جنازتها وطواها الزمن والنسيان . نحن أولى بحماية مواطنينا ، وفي ظني ان تحركا جادا ومسئولا في هذا الاتجاه أجدى وأنفع ، وقد حان وقته الآن .



#تيسير_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستوطنون يسيطرون على مراكز صنع القرار في الحكومة وفي الكني ...
- ليس دفاعا عن روسيا الاتحادية ، بل عن القانون الدولي والعدالة ...
- للنكبة الفلسطينية روايتان : الأولى حقائق والثانية محض أكاذيب ...
- في الأول من أيار – عيد العمال العالمي مسؤوليات الحكومة في بن ...
- عيد الفصح اليهودي .... وقصة الخروج من مصر الفرعونية بقلم : ت ...
- بن غفير في طريقه لبناء ميليشيا مسلحة من بيئته الخاصة ومحيطه ...
- باقون كصخرة - سيزيف - على صدوركم في هذه الارض المباركة
- اتفاق بيجين بين الرياض وطهران يعزز الأمن والاستقرار في المنط ...
- في يوم المرأة العالمي مكانة المرأة الفلسطينية في واقعنا الرا ...
- محو بلدة حوارة من الوجود في تراث أساطير سموتريتش وبن غفير
- سياسة كي الوعي الاسرائيلية هي الوجه الآخر لسياسة النازيين - ...
- المقدسيون يقدمون نماذج متطورة من المقاومة الشعبية للاحتلال ب ...
- حكم العسكر في السودان يرتمي في أحضان - الاتفاقيات الإبراهيمي ...
- موقع الاحتلال والاستيطان في برنامج المعارضة الصهيونية لحكومة ...
- في حوار مع وسائل الاعلام تيسير خالد : يدعو الى مراجعة سياسية ...
- وكالة الصحافة الوطنية : في حوار مع القيادي الفلسطيني تيسير خ ...
- ياسر عرفات كان على حق
- من جيش الشعب الى جيش الرب ..تحولات في مسار صعود الفاشية
- بنيامين نتنياهو ، ميكافيلي من الطراز الوضيع
- دولة الاحتلال تبني من خلال الاستيطان نظام فصل عنصري في الضفة ...


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - نحن جئنا بكم الى الحكم .