أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - المقدسيون يقدمون نماذج متطورة من المقاومة الشعبية للاحتلال بقلم : تيسير خالد














المزيد.....

المقدسيون يقدمون نماذج متطورة من المقاومة الشعبية للاحتلال بقلم : تيسير خالد


تيسير خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7528 - 2023 / 2 / 20 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الأفق تلوح ملامح تغيير في أشكال النضال تبشر بنماذج متقدمة من المقاومة الشعبية للاحتلال ، تبني على ما هو متعارف عليه كمقاومة سلمية وتطوره كحالة صدام ليس فقط مع قوات وشرطة الاحتلال وأجهزته الأمنية ومع المستوطنين وجمعياتهم الاستيطانية ومنظماتهم الارهابية ، بل ومع مؤسساته المدنية وشبه العسكرية الملحقة سواء بوزارة الجيش او وزارة الأمن القومي ، مثل الادارة المدنية أو ما يسمى بمكتب منسق المناطق في الضفة الغربية المحتلة .
ملامح التغيير هذه تأتي من القدس وضفافها ، وهي واعدة استنادا الى تجربتنا مع نضالات أهلها ، الذين خاضوا مع الاحتلال سلسلة من المعارك في الاعوام الأخيرة ناجحة بكل المقاييس ، بدءا بمعارك البوابات الاليكترونية عام 2017 مرورا بمصلى باب الرحمه عام 2019 وانتهاء بحواجز الاحتلال في باب العمود 2021 ، التي أكدت جميعها بأن القدس الموحدة هي مجرد سراب وبأن القدس الشرقية كانت وسوف تبقى عاصمة أبدية لدولة وشعب فلسطين وبأن عودتها الى السيادة الفلسطينية مسألة حتمية .
وما يبعث على مثل هذا التفاؤل هو الدعوة الأخيرة ، التي اطلقتها القوى الوطنية والإسلامية في العديد من البلدات والأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة ، في مخيم شعفاط وفي عناتا والعيساوية والرام وكفر عقب والسواحرة للعصيان المدني ، وبما يشمل دعوة العمال إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم في الداخل المحتل، ودعوة أبناء الشعب إلى مقاطعة الاحتلال وعدم التعامل معه بشتى الطرق (المعاملات الرسمية، دفع الفواتير والرسوم والضرائب، بلدية الاحتلال... )، وإغلاق الطريق المؤدي إلى حاجز مخيم شعفاط ومدخل بلدة عناتا وعدم السماح للعمال التوجه إلى أماكن عملهم في الداخل المحتل ، وذلك رداً على " غطرسة المحتل الذي بات يؤذينا في كل زمان ومكان ويريد حرماننا من أبسط حقوقنا، بهدم بيوتنا، وقتل زهرات شبابنا، واعتقالات في كل يوم وحين للأطفال والشباب والشيوخ والنساء ونزع ملابس شبابنا ومعاملتهم بطرق بشعة لا تحتمل واقتحام بيوت الأسرى المحررين ومصادرة مقتنياتهم وإغلاق حساباتهم البنكية، ومصادرة أموالهم بذريعة أنها أموال غير قانونية، وهي أموال يتقاضاها كل أسير عن طريق الأهل ويتم تحويلها مباشرة لأبنائهم داخل السجون لتلبية احتياجاتهم اليومية، وأيضاً قيام زعران الاحتلال بتسليم إخطارات هدم لعدد كبير من المنازل ومنهم من قام بهدم بيته بيده، وغيرها الكثير من المضايقات والقرارات الجائرة ، كما جاء في بيان هذه القوى .
وإذا كانت الدعوة الى العصيان المدني مفهومة بالنسبة لأبناء القدس ، باعتبارهم يحملون هوية تختلف عن تلك التي يحملها أبناء بقية المحفظات في الضفة الغربية ويعيشون حالة ضبابية من الناحية القانونية يفرضها عليهم الاحتلال ، فإن هذا العصيان المدني يمكن بل يجب ان يكون رافعة للعصيان الوطني في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان حزيران 1967 . عناصر العصيان المدني في القدس حددها بيان القوى الوطنية والاسلامية بدءا بالامتناع عن دفع الضرائب مرورا بدفع الرسوم والفواتير على المعاملات الرسمية وانتهاء بعدم التوجه الى اماكن العمل وإغلاق الطرق وغيرها من مظاهر العصيان ، وهي تتقاطع في جوهرها مع عناصر العصيان الوطني الّي ندعو إليه في المناطق الخاضعة للسلطة الوطنية ، أي في المحافظات الأخرى للضفة الغربية المحتلة ، بداء بتحرير سجل السكان وسجل الاراضي من سيطرة الكومبيوتر الاسرائيلي في بيت ايل ، مرورا بمد ولاية المحاكم الفلسطينية لتشمل جمع المقيمين على اراضي دولة فلسطين تحت الاحتلال وانتهاء بمقاطعة منتجاته وبدء مقاطعة الادارة المدنية وما يسمى مكتب منسق المناطق بخطوات تدريجية ، خاصة امام المخاطر المحدقة إذا ما تولى بتسلئيل شؤون الادارة المدنية وما يسمى المنسق .
ندرك ان ذلك ليس بالأمر السهل ، خاصة في ظل الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وما ترتب عليها من التزامات مذلة ومهينة فرضتها تلك الاتفاقيات على السلطة الفلسطينية . غير ان ما يدفعنا للضغط في هذا الاتجاه هو الحقيقة الماثلة للعيان وهي ان الجانب الفلسطيني وحده ما زال مقتنعا بأن تلك الاتفاقيات ما زالت قائمة بينما تؤكد الحياة والوقائع اليومية ان اسرائيل تحللت تماما من التزاماتها في هذه الاتفاقيات ، منذ اعلن دوف فايسغلاس ، مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارئيل شارون قبل اكثر من عشرين عاما ان تلك الاتفاقيات لم تعد قائمة وان اسرائيل تحتفظ بها في مادة الفورمالين كي لا تتعفن وتفوح رائحتها ، على حد تعبيره .
وخطوات كهذه ليست بالأمر السهل امام التوقعات بالضغوط التي سوف تمارس على الجانب الفلسطيني من الادارة الاميركية وغيرها من الحكومات بما فيها حكومات في دول الاتحاد الاوروبي وحكومات في المنطقة ، التي ترى ان الحفاظ على الوضع القائم هو خيارها الجوهري وأن إدارة أزمة العلاقة مع الاحتلال هو المتاح في الظروف الراهنة . غير أن حسابات المصالح الفلسطينية غير حسابات مصالح تلك القوى الحكومات ، بعد ان أصبح الجانب الفلسطيني يقف وظهره الى الحائط أمام انسداد آفاق التسوية السياسية للصراع مع الاحتلال . وعندما يكون الأمر كذلك ، وهو كذلك بل أسوأ على كل حال في ظل صعود اليمين الفاشي الى السلطة بعد انتخابات الكنيست الخامس والعشرين في نوفمبر الماضي وبعد تشكل حكومة في اسرائيل يمينية متطرفة وفاشية ومنسجمة في توجهات أطراف الائتلاف المكون لها ، فإن إدارة الصراع مع الاحتلال بنفس الوسائل القديمة تصبح عديمة الجدوى وعبئا على المصالح الوطنية الفلسطينية يجب التخلص منه . عندما يبلغ التناقض في المصالح السياسية الوطنية والمصالح المادية بين الاحتلال والشعب المحتل ذروته ، يجب البحث في روافع جديدة تجعل الاحتلال مكلفا للمحتل بتطوير المقاومة الشعبية بكل أشكالها وصولا الى العصيان الوطني باعتباره الخيار الوطني ، الذي يوحد الشعب بجميع قواه وفئاته وطبقاته الاجتماعية وتهون أمامه التضحيات .



#تيسير_خالد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم العسكر في السودان يرتمي في أحضان - الاتفاقيات الإبراهيمي ...
- موقع الاحتلال والاستيطان في برنامج المعارضة الصهيونية لحكومة ...
- في حوار مع وسائل الاعلام تيسير خالد : يدعو الى مراجعة سياسية ...
- وكالة الصحافة الوطنية : في حوار مع القيادي الفلسطيني تيسير خ ...
- ياسر عرفات كان على حق
- من جيش الشعب الى جيش الرب ..تحولات في مسار صعود الفاشية
- بنيامين نتنياهو ، ميكافيلي من الطراز الوضيع
- دولة الاحتلال تبني من خلال الاستيطان نظام فصل عنصري في الضفة ...
- لبيد ليس بن غفير ، ولكنه شبه فاشي بالتأكيد بقلم : تيسير خالد
- حكومة نتنياهو والانقلاب الجديد في منظومة الحكم في اسرائيل بق ...
- هرتسوغ أصاب في التعبير عن قلقه وأخفق في تقديم النصائح
- صعود الفاشية في اسرائيل تضع الفلسطينيين أمام تحديات مصيرية
- عملية - كاسر الأمواج - الاسرائيلية ترفع مستوى الغضب واللهب ف ...
- في اسرائيل يتجاهلون السمة الشيطانية للعلاقة مع اليمين المتطر ...
- صبرا وشاتيلا ومسؤولية اسرائيل والولايات المتحدة عن الجريمة‎‎ ...
- نعم .... هناك أمل وهناك ضوء في نهاية النفق
- خواطر في أوجه الشبه بين يورغ هايدر وكل من بن غفير وسموتريتش
- معاداة السامية ، صنم عبادة قادة اسرائيل والحركة الصهيونية
- قراءة في واقع النظام السياسي الفلسطيني في ظل الانقسام
- لو كنت في موقع المفاوض الفلسطيني في القمة الاقتصادية المرتقب ...


المزيد.....




- في عيد الأب.. نستعرض ما قاله آل باتشينو عن تأثير أطفاله بتطو ...
- -هروب جنود إسرائيليين- من قواعد عسكرية تزامنًا مع ضربات إيرا ...
- إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز: هل يصبح نفط العالم وحرية الملاح ...
- ليلة ليست كسابقاتها.. هجمات نوعية تشعل اليوم الثالث من الموا ...
- من غزة إلى اليمن وقبلهما إيران.. هل يحتمل الجيش الإسرائيلي ا ...
- +++ غارات إسرائيلية حديدة على طهران +++
- تل أبيب.. ارتفاع عدد القتلى جراء سقوط صواريخ إيرانية
- تل أبيب.. آثار القصف الإيراني على بات يام
- -القبة الحديدية- تصد صواريخ إيرانية فجر اليوم
- رئيس قبرص: إيران طلبت منا نقل -بعض الرسائل- إلى إسرائيل


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - المقدسيون يقدمون نماذج متطورة من المقاومة الشعبية للاحتلال بقلم : تيسير خالد