أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غازي الصوراني - قطاع غزة قبل تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وأجواء ما قبل هزيمة حزيران 67















المزيد.....

قطاع غزة قبل تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وأجواء ما قبل هزيمة حزيران 67


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 7622 - 2023 / 5 / 25 - 20:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


طوال الفترة الممتدة بين عامي 1957-1964 كان الركود النسبي مخيماً على الأحوال السياسية للقطاع ، بسبب ممارسات الإدارة المصرية العسكرية وأنظمتها التي لم تسمح بالترخيص رسمياً للأحزاب والحركات السياسية في قطاع غزة ، ما عدا حركة القوميين العرب، التي استطاعت العمل بصورة شبه علنية، بحكم توافق شعاراتها وموالاتها للنظام الناصري آنذاك ، أما بالنسبة للشيوعيين والإخوان المسلمين والبعثيين، فقد فرضت عليهم الإدارة المصرية أشكالاً عديدة من الحظر والملاحقة والاعتقالات طوال هذه المرحلة .
وفي هذا الجانب ، أشير أيضاً إلى أن الإدارة المصرية فرضت حظراً على العمل النقابي ، حيث ظل قطاع غزة محروماً من التنظيمات النقابية، العمالية والمهنية والفلاحين والمرأة والشباب..إلخ حتى عام 1965 (ماعدا نقابة المعلمين في وكالة الغوث التي تأسست عام 1954) عند تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ، وبداية تأسيس بعض النقابات في إطار اتحاد عمال فلسطين .
وقد عملت الإدارة المصرية آنذاك ، على كسر حالة الركود السياسي ، استجابة للمشاعر الوطنية لدى أبناء قطاع غزة ، حيث قامت بتشكيل المجلس التشريعي بتاريخ 14/3/1958 ، ثم أعلنت تأسيس الاتحاد القومي في ديسمبر 1960 عبر انتخابات شكلية جرت في يناير 1961 فاز فيها عدد من أبناء العائلات ، وعدد من الشخصيات الوطنية المحسوبة على النظام المصري ، وتم تعيين أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد القومي برئاسة المرحوم منير الريس ، وفي نفس الفترة تم تأسيس "الاتحاد القومي الفلسطيني" في سوريا، لكن حكومة الجمهورية العربية المتحدة "رفضت إقامة وحدة بين الاتحاديين ، ومع ذلك طالب الاتحاد القومي الفلسطيني في سوريا – الذي سيطر عليه القوميون العرب- في مذكره رفعها إلى الجامعة العربية ، بتعبئة جميع الفلسطينيين في جيش موحد ، إلا أن عبد الحميد السراج ، نائب رئيس الجمهورية عارض الفكرة ، وفي تشرين أول 1961 وجه مازن النقيب -رئيس الاتحاد القومي الفلسطيني في سوريا – نداءً إلى الدول العربية كي تقيم كياناً فلسطينياً تنفيذاً لقرارات الجامعة العربية ولم تتم الاستجابة لكل هذه المطالب ، حيث بات كل من الاتحاد القومي الفلسطيني في سوريا وفي غزة شكلياً دون أي نشاط سياسي أو وطني، وسرعان ما تم حل الاتحاد القومي بقرار من الحاكم العام لقطاع غزة رقم (5) بتاريخ 7 / فبراير / 1965 .
وبالتالي ، ظلت حالة الركود السياسي هي المظهر الرئيسي السائد في قطاع غزة في تلك المرحلة ، ما عدا الاحتفالات الرسمية السنوية بمناسبة خروج المحتلين الإسرائيليين في 7 مارس/آذار وعودة الإدارة المصرية للقطاع في 14 مارس/آذار، والثورة المصرية في 23 يوليو، وذكرى وعد بلفور في 2 نوفمبر، بالإضافة إلى وسائل الإعلام خاصة، إذاعة صوت العرب، التي كانت تنقل باستمرار الخطابات السياسية للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في هذه المناسبات والأجواء السياسية كانت مشاركة الجماهير العفوية الفقيرة قوية ومتميزة ، وقد تعززت هذه الروح العفوية الصادقة بصدور قانون التجنيد في مارس (1965) وإقبال جموع الفقراء للالتحاق بالجيش الفلسطيني من أجل الخلاص الاجتماعي والتحرير والعودة إلى الوطن.
هذه الحالة الجماهيرية تصاعدت إلى أعلى مستوياتها مع ولادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي وجدت في القطاع متنفسها ومكانها الطبيعي في الوقت الذي أغلقت في وجهها كل الأبواب المؤدية إلى الفلسطينيين في أماكن تواجدهم في البلاد العربية.
ولأول مرة جرت الانتخابات الشعبية عام 1966 في القطاع لانتخاب قيادة وأعضاء التنظيم الشعبي الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، واختفى الركود السياسي في جميع الأوساط، وقامت الأحزاب السياسية الوطنية بدور بارز في هذا المجال خاصة حركة القوميين العرب التي فازت بحوالي 35% من المقاعد في لجان الأحياء المنتخبة لعضوية التنظيم الشعبي، و كذلك الشيوعيين الذين دبت فيهم الروح من جديد وتناسوا خلافاتهم وشاركوا بزخم واضح في هذه الانتخابات، رغم قلة عددهم من جهة ورغم الحملة المعادية الموجهة ضدهم من أجهزة الأمن من جهة ثانية ، واستطاعوا الفوز بحوالي 10% من المقاعد في لجان الأحياء الشعبية، أما حركة الإخوان المسلمين ، فلم يشارك أو ينجح في هذه الانتخابات أي من عناصر الإخوان المسلمين الذين لم يكن لهم أي دور سياسي ملحوظ في هذه المرحلة.
ومن الجدير بالذكر هنا أن عناصر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بدءوا نشاطهم السري المعروف لأطراف الحركة الوطنية منذ نهاية عام 1964 في القطاع، وشاركوا في انتخابات التنظيم الشعبي الفلسطيني واستطاعوا الحصول على حوالي 20% من المقاعد، في حين حصل المستقلين من الموالين للنظام المصري إلى جانب المرشحين من أبناء العائلات والعشائر والمخاتير على حوالي 35% من المقاعد .
هذا وقد تم عقد المؤتمر العام للتنظيم الشعبي المنتخب ، حيث قام بانتخاب هيئة التنفيذية أو "مكتب القطر" وعدد أعضائه أحد عشر عضواً، وتنافست على عضوية هذا المكتب قائمتان : قائمة حركة القوميين العرب وحلفائهم ، وقائمة د.حيدر عبد الشافي المدعومة من الحزب الشيوعي الفلسطيني وحصلت كل قائمة على (5) مقاعد وكان الحادي عشر (د.ياسين الأسطل) مستقلاً، وتنافس د.حيدر مع محمد شعبان أيوب من حركة القوميين العرب على أمانة سر / رئاسة المكتب، فحصل د.حيدر على ستة أصوات ومحمد أيوب على خمسة .
ظل هذا النشاط السياسي سائداً بقوة حتى إعلان عبد الناصر لحالة الطوارئ في اليوم الأول من مايو/أيار عام 1967 ، وصدور أوامر بتوزيع السلاح على كل قادر من المدنيين في القرى والمخيمات والمدن، وفتح باب التطوع في الجيش، وكانت المفاجأة أن عشرات الآلاف من العمال والفلاحين والفقراء والطلاب وبعض الموظفين والمعلمين تقدموا الصفوف للتطوع والقتال في المعركة المقبلة ، بناءً على قناعة لدى الناس بأنها ستكون معركة فاصلة سيكون "النصر" نتيجتها الحاسمة!!.
تلك هي أجواء الوضع السياسي للجماهير في قطاع غزة التي آمنت بعبد الناصر وبجيشه الوطني بكل عفويتها وصدقها، وقدمت كل ما لديها من إمكانيات في هذه المعركة، من معدات وسيارات نقل ومواد بناء، وحفرت بسواعدها كل الخنادق على طول "الحدود الإسرائيلية الفلسطينية"، علاوة على ما قدمته من أبنائها لهذه المعركة، لكن الواقع الحقيقي للبنية البيروقراطية العفنة المدنية والعسكرية، في مصر كانت نقيضاً لعبد الناصر نفسه، بقدر ما كانت نقيضاً لعفوية جماهيرنا وتوجه وسائل الإعلام وإذاعة صوت العرب، وبدأت المعركة في صباح يوم الاثنين الخامس من حزيران (1967) وكانت الهزيمة التي نعيشها إلى يومنا هذا.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاوضاع القانونية والسياسية والثقافية/خاصة الصحافة في قطاع غ ...
- أزمة التعليم في الجامعات الفلسطينية
- سبل النهوض بجبهة مقاومة التطبيع في مشرق ومغرب الوطن العربي
- راهنية جبهة مقاومة التطبيع في مغرب ومشرق الوطن العربي لدعم ا ...
- صعود وهبوط الهوية القومية العربية في التاريخ المعاصر
- لماذا لم تتطور الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية العربية في ال ...
- بمناسبة الأول من أيار ....عن العمال والفقراء في الوطن العربي
- في مناسبة يوم العمال... الطبقة العاملة الفلسطينية ومخاطر توط ...
- .سنظل الاوفياء في رفع راية الطبقة العاملة وكافة الفقراء والك ...
- على طريق استنهاض قوى اليسار الماركسي في الوطن العربي لتحقيق ...
- عن اخفاق وفشل أحزاب وفصائل اليسار الماركسي في بلداننا وسبل ن ...
- الفلسفة في الوطن العربي في مائة عام
- ماركس والاستغلال الرأسمالي ومستقبل الطبقة العاملة.
- في الذكرى السابعة والاربعين ليوم الأرض
- علم الاجتماع ومساهمة المادية التاريخية فيه
- حول الماركسية والمستقبل ..رؤية مفترضة من منظور أحزاب وفصائل ...
- كارل ماركس في ذكرى رحيله - 14 مارس 1883...
- حول أهمية الحزب وضرورة الوعي المعمق بالماركسية
- عن مخاطر التبعية الاقتصادية والاجتماعية – عبر التحليل السياس ...
- بمناسبة مرور 175 عاماً على البيان الشيوعي دروس وعبر البيان ل ...


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غازي الصوراني - قطاع غزة قبل تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وأجواء ما قبل هزيمة حزيران 67