دروس قيمة من الماضي (مؤسسة شاعر الحمراء)..

حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 00:47
المحور: سيرة ذاتية
    

NE CROYEZ JAMAIS FORT..!!
NF PRECIPITEZ PAS..!!

معذرة، نعود إلى الماضي من حين إلى آخر، من أجل التزود ببعض الزاد لمقاومة الحاضر وشراسته أو استراحة محارب (منهك)..
كنت أدرس بالسنة الرابعة (الثالثة إعدادي الآن)، بمؤسسة شاعر الحمراء (الداوديات، مراكش، والشاعر المقصود هو محمد بن ابراهيم). كنت محظوظا، لأنى ضمن الرابعة رقم واحد، وهو قسم ضم خيرة تلاميذ المؤسسة ذلك الموسم الدراسي 1977/1976. وبالمناسبة، كان يدرس إلى جانبنا الإعلامي المشهور بقنوات الجزيرة وقبلها BBC بلندن عبد الرحيم فقراء (توجه هذا الأخير إلى الشعبة الأدبية بينما توجه أغلبنا إلى الشعبة العلمية)..
كان يدرسنا أستاذ للغة الفرنسية يدعى BISCARA. كان أستاذا رائعا ومتمكنا. لست أدري، هل كان يحبنا أم يحب لغته، أي اللغة الفرنسية؟! لا أخفي أني استفدت منه كثيرا، ويرجع له الفضل الكبير في إدراكي لبعض ضوابط هذه اللغة الأجنبية الضرورية والمعتمدة في المواد العلمية حينذاك..
ومن بين ما كان يردده على مسامعنا بدون انقطاع: "NE CROYEZ JAMAIS FORT"..
كنا مندفعين ومسكونين بالحماس، وكثيرا ما سقطنا في الأخطاء تلو الأخرى. وكان ينبهنا إلى ذلك ويحذرنا من الثقة الزائدة في النفس ومن التسرع القاتل..
وإلى جانب الأستاذ BISCARA، كانت تدرسنا Mme BONAILLE، أستاذة رائعة لمادة الرياضيات.
كانت بدورها تردد على مسامعنا: "NE PRECIPITEZ PAS"..
كنا نتسابق بذاتية مفرطة على الإدلاء بالأجوبة الصحيحة، وكنا نرتكب الأخطاء في كثير من الأحيان..
لقد اكتشفت بعض جوانب ذاتي على يد هذا الأستاذ الأنيق وخاصة هذه الأستاذة الطيبة، لأني كنت تلميذها الأول بالفصل. ولن أنسى ملاحظتها على صدر نتيجتي (BULLETIN) لنهاية السنة: "ELEVE DOUE"، أي "تلميذ موهوب"..
وما أسعدني كثيرا هو تقدمها نحوي في نهاية السنة وبتواضع الكبار من أجل أخذ دفتري معها (دفتر التمارين) نحو بلاد الفيتنام، حسب تصريحها. لقد كانت سنة 1977 سنتها الأخيرة بالمغرب..
منذ ذلك الحين، وأنا أضع بين عيني:
- NE CROYEZ JAMAIS FORT..
- NE PRECIPITEZ PAS..
لا أدعي الاحترام الدائم للحكمتين، لكني حاولت وأحاول، وسأبقى أحاول..
ليس الزمن الجميل، بل زمن مضى...

#حسن_أحراث (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات