افترشنا اليوم الورد، وافترش رفاقنا بالأمس الجمر..

حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 06:58
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

إنها قلعة مكونة، قلعة الورد والجمر، قلعة الحياة والموت..
عندما كان رفاقنا يفترشون الجمر في سجن القلعة سنوات مضت، كان من يفترش الورد حينذاك، بل كان من يغوص في بحار وحمامات الورد حتى التخمة..
واليوم كما الأمس، هناك من يمتص دماء صناع الورد وصناع الحياة، بالقلعة وقرب القلعة وبعيدا عنها..
افترشنا اليوم، الخميس 27 أبريل 2023، الورد (الحسين العلواني وحسن أحراث) بقلعة مكونة..
شكرا للرفيق الحسين الذي قضى ضمن مجموعة مراكش 1984 عشر (10) سنوات سجنا نافذا، بالتمام والكمال، ولعائلته الكريمة على الضيافة الجميلة والاحتضان الدافئ..
افترشنا اليوم الورد في ضيافة عائلة رفيقنا الحسين، والفرق شاسع..
ضيافة الرفاق ليست ك"ضيافة" النظام..
الحياة ليست كالموت، بل ليست كالقتل..
كل الإدانة للإجرام الذي لحق رفاقنا بالأمس (مجموعة بنو هاشم المتكونة من محمد الرحوي وعبد الرحمان قنسي ومولاي إدريس الحريزي ومحمد النضراني وعبد الناصر بنو هاشم، الذين اعتقلوا سنة 1976 وزُجّ بهم بمعتقلات سرية منها معتقل أكدز والمعتقل السري بقلعة مكونة)؛
كل الإدانة للإجرام المستمر الذي يلحق رفاقنا وباقي أبناء شعبنا اليوم. ونثمن بالمناسبة مبادرة "حفل تأبين" الفقيد محمد الرحوي الذي ذاق جحيم معتقل القلعة بدل رحيق وردها، يومي السبت والأحد، 29 و30 أبريل 2023، والدعوة العامة "من أجل حقيقة كاملة وذاكرة متقدة"..
إن للقائنا اليوم بقلعة مكونة طعم خاص، لقد وفر لنا فرصة الاقتراب من بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى. فإبان الفترة القصيرة التي جمعتنا بسجن بولمهارز بمراكش وحتى قبل الاعتقال لم تُتح لنا إمكانية التواصل العميق، خاصة والإضرابات عن الطعام والتنقيل من سجن الى آخر ومن مستشفى الى آخر..
مر حوالي 30 سنة عن مغادرتنا السجن دون أن ننصت بما فيه الكفاية الى بعضنا البعض ودون أن نستمع الى نبض قلوبنا؛ وها نحن اليوم نكتشف/نكشف "أسرارنا"، وخاصة مستجدات حياتنا الشخصية..
لقد عشنا لحظة بوح رائعة، استحضرنا خلالها الماضي والحاضر واستشرفنا في ثناياها المستقبل. ولنا لقاء غدا الجمعة 28 أبريل 2023 بحضن عائلة رفيقنا الحسين الى جانب الرفاق عثمان حاجي وسعيد كنيش وخالد نارداح وآخرين إذا توفرت فرص التحاقهم، وسنكمل فصول ملحمة الإنصات والاستماع..
لكن، كم تألمنا لتزامن الزيارة مع فقدان رفيقنا عبد الصمد سراج لأخيه مصطفى..
تعازينا الخالصة للرفيق عبد الصمد ولعائلته..
ولنا لقاءات قادمة مع رفاق آخرين..

توقيع: الحسين العلواني وحسن أحراث

#حسن_أحراث (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل