أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حكمة اقبال - كي داير















المزيد.....

كي داير


حكمة اقبال

الحوار المتمدن-العدد: 7618 - 2023 / 5 / 21 - 00:56
المحور: سيرة ذاتية
    


- كانت الطائرة المتوجهة من كوبنهاكن مباشرة الى مدينة مراكش مملوءة بالركاب، أكثرهم من اصول عربية، وآخرين دنماركيين وجنسيات اوربية اخرى، والكثير منهم يستخدم هذا الخط للانتقال لاحقاً الى مدن المغرب الأخرى، نحو مدينة أغادير في الجنوب ونحو مدينة فاس في الشمال، وما بينهما. كان الوقت منتصف الليل عند وصول الطائرة ولكن الطقس كان حار بشكل لطيف، وبمعدل عام كانت درجة الحرارة 32 درجة مئوية.
- رحلة نقاهة ممتعة لمدة عشرة أيام قضيتها في ضيافة راقية من الصديق القديم والعزيز رحمن خضير عباس في مدينة مراكش، تعرفتُ فيها على صور جميلة عن المجتمع المغربي، غير ماهو مألوف سماعه في اوربا. تعرفتُ على جزء بسيط من تأريخهم وثقافتهم وآفاق مستقبلهم من خلال لقاءات عدة مع مغاربة هم أصدقاء سابقين لمضيفي.
- أول ما لفت انتباهي بعد خروحي من المطار هو كثرة النخيل، غير الملقّح، في كل شوارع المدينة وأحيائها، واتضح ان تلك سمة تأريخية في المدينة التي تأسست عام 1062، وهي اليوم واحدة من المدن الأكثر سياحة في أفريقيا، وتعمل كمركز اقتصادي رئيسي، وتمتلك مراكش أكبر سوق تقليدي في المغرب، وتوظف الحرف التقليدية نسبة كبيرة من السكان.
- تسمى مراكش بالمدينة الحمراء لأن كل المباني، القديمة والجديدة، حمراء اللون، ويعود أصل هذا اللون الى الحجر الرملي الأحمر الذي بنيت منه أسوار المدينة عام 1122، وقصور ومساجد المدينة حينذاك.
- يمكن ملاحظة الاستقرار المجتمعي بوضوح عندما ترى العوائل تخرج للنزهة في أوقات متأخرة من المساء، الميسورون يجلسون في المقاهي المُكلفة مادياً، ومقابل المقاهي يجلس الأقل يسراً في الجزرة الوسطية الفسيحة الخضراء، الكل يتمتع بوقته كما يشاء في منطقة المنارة حديثة البناء.
- وجه آخر للمدينة، حضرتُ لقاء ثقافي بعنوان (الرواية نبض المجتمع) إستضافت فيه (جمعية وشم) الكاتب والمفكر (حسن أوريد) حول روايته (المتشو) على قاعة كلية اللغة العربية. كان حواراً ممتعاً بين الكاتب والجمهور، لغة الحوار كانت عالية المستوى من حيث الفصاحة والتنوع، وقبل ذلك كان صوت الشابة (نزهة) قد صدح بأغاني مغربية وعربية وبمشاركة الجمهور، الذي لم يتعلم بعضهم ان يغلق صوت التلفون في هكذا أماكن.
- المغاربة مضيافون عموماً، هذا ماسمعته، واتيحت لي حضور دعوة عشاء في بيت الدكتور شكيب مع عشرين آخرين من الرجال والنساء، تخلل العشاء حديث متنوع عن الثقافة والمجتمع، وكذلك كان هناك وقت للغناء المشترك.
- زُرتُ العاصمة الرباط لمدة ثلاثة أيام في ضيافة راقية ايضاً من قبل الصديق العزيز صفاء حسن الذي تميّز بخبرة جيدة في الدلالة السياحية، وأختار لنا أهم المعالم السياحية في المدينة. وتشهد الرباط خلال السنوات الأخيرة نشاط واسع من التطور العمراني أضاف عليها جمالاً حديثاً الى جانب جمالها التاريخي، وتم انجاز بناية المسرح الكبير الجديدة على ساحل الأطلسي للراحلة المعمارية العالمية زهاء حديد، وتنتظر الافتتاح الرسمي من قبل الملك.
- أبرز المعالم التاريخية التي تختزل قرون من تأريخ المغرب هي قصبة (الأوداية)، وهي بالأصل قلعة عسكرية بُنيت لبناتها الأولى في القرن الثاني عشر، وجرت توسعتها لاحقاً، لتحوي مساكن ذو أبواب مميزة ودروب وأزقة ضيقة، تؤدي في النهاية الى الى سطح يطل على زرقة ماء المحيط الأطلسي، الذي يتلاقي مع حمرة الشمس وهي تختفي عند الغروب. وفي وسط (الاوداية) تقع الحديقة الأندلسية التي شُيدت في القرن السابع عشر.
- تتواصل جولتنا في المدينة القديمة ومن ابرز معالهما (السويقة) وهو أشهر سوق شعبي في العاصمة ويشهد على حركة تجارية متواصلة طوال العام حيث محال الملابس والجلود والصاغة والعطارين وغيرها الكثير. والتقينا هناك الفنان التشكيلي العراقي حمود خليف في محله الصغير لبيع رسوماته والتي يوقعها بدائرة تضم العلم العراقي بدلاً من اسمه. بعض أزقة المدينة القديمة لايتجاوز عرضها عن أقل من مترين فقط، وقد شاركنا الجولة في المدينة القديمة الصديق المغربي علي علي وهو قد وُلد وترعرع في المدينة العتيقة، وقد حدثنا عن مشروع كبير منذ بضع سنوات للمحافظة على بيوت وأزقة المدينة.
- في اليوم التالي توجهنا الى مدينة القنيطرة لزيارة قبر الفقيد الشاعر البصري مصطفى عبد اللة الذي توفي في حادث سير عام 1989، واستقبلنا هناك بحفاوة جميلة الصديق مثال عبد الوهاب ، وما يميز القبر هو ان الشاهدة بُنيت على شكل نصب الجندي المجهول الذي كان وسط بغداد من تصميم المعماري رفعت الجادرجي بعد ثورة 14 تموز.
- من المعالم السياحية التأريخية في الرباط (صومعة حسان) وهو مسجد كبير بُنيّ أيام دولة الموحدين عام 1197، وأضافته اليونسكو الى قائمة التراث العالمي عام 1995. وتدل الآثار المتبقية على المساحة الكبيرة التي شيد عليها المسجد، (180 متر طولاً و140 متر عرضاً). وتحوي مساحة المسجد قبريّ الملكين محمد الخامس والحسن الثاني.
- من مظاهر التطور العمراني انشاء منطقة (مارينا سلا) على الجانب المقابل للمدينة القديمة على نهر ابي رقراق بمساحة 8 هكتار، أربعة منها مخصصة للمسطح المائي الذي يستقبل الزوارق واليخوت بمختلف احجامها، وشيدت مباني سكنية حديثة الطراز بتصاميم مختلفة، وعلى الكورنيش الطويل مقاه ومطاعم وأماكن ترفيه متنوعة. غادرنا الرباط في اليوم الرابع ومضيفنا صفاء يحاول اقناعنا بالبقاء يوماً آخر.
- عندما تكون في مراكش لابد لك من زيارة (أوريكا)، وهي منطقة جبلية سياحية طبيعية يخترقها نهر تكون أصوله من ينابيع المياه على سفوح جبال الأطلس الكبير، وتنتشر المرافق السياحية والمطاعم، ولكن وجبة الطاجين التي قُدمت لنا احتوت لحم لايزيد عن 100 غرام وفي قائمة الطعام كُتب 600 غرام، ولم ينفع الاحتجاج على ذلك، وتتميز المنطقة بوجود شلالات (ستي فاطمة). وفي الطريق الى اوريكا مررنا على ضريح الشاعر (المعتمد بن عباد) 1040-1095حاكم أشبيلية وثالث وآخر ملوك بني عباد في الأندلس، أسقطه المرابطون ونُفي الى مدينة أغمات المغربية وتوفي فيها، الضريح بسيط وبرعاية محلية متواضعة.
- مدينة الصَويِرَهَ، هكذا يلفظها المغاربة والعراقيون في المغرب يلفضونها كما نلفظ اسم مدينة الصويرة في محافظة واسط، تطلب الوصول اليها ثلاث ساعات بالسيارة. وهي تطل على المحيط الأطلسي ويرجع تاريخها الى ماقبل الميلاد ايام الفنيقيون، واعيد بنائها عام 1760. وتشابه مدينتها القديمة المدن القديمة الأخرى، وهي موقع سياحي يزوره الكثيرون من السواح الأوربيين، وتنتشر أكشاك بيع السمك بأنواعه، اضافة الى متاجر بيع الصناعات التقليدية التي تستهوي السواح.
- اذا كنت تقود سيارة في مراكش عليك في بعض الأحيان ان تخالف القواعد لتنجو من مخالفات الآخرين، ومنهم سائقي الدراجات النارية الصغيرة التي تتغلغل برشاقة بين السيارات. في مراكش فقط يكثر استخدام الدراجات النارية حتى من قبل النساء والمحجبات منهن أيضاً.
- عليك ان لاتفترض وجود ورق أو ماء في تواليتات المقاهي أو الدوائر الحكومية.
- لازالت هناك مفردات من اللغة الفرنسية مستخدمة في الحياة اليومية مثلاً: المطبات التي توضع في الشوارع لتخفف السيارات من سرعتها تُترجم تسيميتها الى العربية لتكون (الشرطي النائم).
- مآذن المساجد مربعة الأضلاع وليست اسطوانية، والتفسير المقبول انها مأخوذة من العمارة الأندلسية.
- عندما تسأل الصديق المغربي محمد فخر الدين عن المسافة بين مكانين، يجيب بعدد السكائر التي يدخنها من الإنطلاق الى الوصول.
- الصديق المغربي عبد العزيز منيف جاهز لتقديم اية خدمها يتمكن منها بابتسامة لطيفة.
- لدى المغاربة تقليد تناول الفطور الصباحي في المقاهي، وأطيب تلك الوجبات في مقهى الصالون في منطقة المحاميد مع ابتسامة العاملة سهام التي نشبه كثيراً الفنانة المصرية ليلى علوي.

ممتن كثيراً للصديقين العزيزين رحمن وصفاء اللذان منحاني وقتاً ممتعاً أعاد لي بعض النشاط والمزاج الطيب الذي افتقدتهما بعض الوقت سابقاً، أما جملة كي داير فهي تعني كيف حالك أو شلونك.



#حكمة_اقبال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للوقت من رائحة؟
- اسئلة الى الرفيق رائد فهمي
- الإحتجاج وطلب التضامن
- صوتك مستقبل الدنمارك 2، نتائج انتخابات البرلمان الدنماركي 20 ...
- صوتك مستقبل الدنمارك 1
- مهرجان الأفلام العربية – كوبنهاكن من 15 آب الى 16 أيلول 2022
- إتركوا سنجار نائمةً
- قبل الإنتخابات المبكرة و بعدها .. أسئلة تلد اخرى
- إستفتاء الدنمارك وإتفاقية الإتحاد الأوربي العسكرية
- بوتين، الناتو والقائمة الموحدة
- يوميات دنماركية 300 والأخيرة
- يوميات دنماركية 200+99، قبل الأخيرة
- يوميات دنماركية 200+98
- حل البرلمان . . وماذا بعد؟
- يوميات دنماركية 200+97
- يوميات دنماركية 200+96
- يوميات دنماركية 200+95
- ثقافة السَرِقة الأدبية
- يوميات دنماركية 200+94
- أزمة تفكير وازدواجية معايير


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حكمة اقبال - كي داير