أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد لحدو - البطريك لويس ساكو... إن لا ماصت تاوت ككوا...!!














المزيد.....

البطريك لويس ساكو... إن لا ماصت تاوت ككوا...!!


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 00:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكم أبدع المرحوم الشاعر الآشوري العظيم كيوركيس بيث بنيامين دآشيتا عندما سطر هذه القصيدة الحكمة وكأنه كان يتنبأ بالمستقبل الذي سيمر به شعبنا السرياني الكلداني اآشوري وكنائسه المتشرذمة حينما يقول في مطلعها: (إن لم تستطع أن تكون نجمة تشع لأمتك، فلا حاجة لأن تتحول إلى غيمة تحجب النور عنها). وزاد هذه الحكمة روعة أن لحنها الموسيقار المبدع نوري اسكندر وكانت من أجمل ألحانه، وغناها المطرب نينيب لحدو بأدائه الفذ وصوته الحنون. فزادت الحكمة روعة وجمالاً.
هذه الحكمة التي وردت من أحد أبناء هذه الأمة الغيورين على وحدتها ومستقبلها، تجسد بقوة سلوكيات الكثيرين من أبناء هذه الأمة ذاتها، من المهووسين بداء التشرذم وتكريس الانقسامات المذهبية، وتحويلها إلى قوالب جامدة تقتل وحدة الأمة وتطيح بمصيرهم إلى المجهول.
من بين هؤلاء كثيرون من المدنيين الذين لم يعوا تاريخهم الممتد لآلاف السنين في عمق الزمن. وقد نعذرهم. لكن حين يأتِي من يحتل أعلى منصب روحي في الكنيسة في مكانة البطريرك لويس ساكو، ويقوم بدور تلك الغيمة التي تحجب نور الحقيقة في حياة وفكر الناس العاديين الذين يكنُّون لموقعه الروحي كأعلى سلطة في الكنيسة الكلدانية، كل الاحترام والتبجيل. هذا يجعلنا نتساءل بقوة عما يقصده البطريرك ساكو من كل سلوكياته المثيرة للحيرة والكثير من علامات الاستفهام عن الهدف.
هذه السلوكيات التي تأتي بمناسبة وبغير مناسبة وهي تعمِّق الشرخ بين طوائف شعبنا وكنائسه. وتغرز إسفين الفرقة والعداء بين أبناء الشعب الواحد، ناهيك عن التنكر ومعاداة تراثنا وثقافتنا ولغتنا وقيمنا التي هي هوية ومفخرة هذا الشعب عبر التاريخ. وهنا نراه يبعثر الخراف عوضاً عن الاستماتة للمِّ شملها ليكتسب لقب الراعي الصالح تمثلاً بمثله الأعلى السيد المسيح. فهو وبدلاً من أن يجهد باحثاً عن الخروف الضال لإعادته إلى القطيع، نراه يشتت ماتبقى من أبناء الكنيسة بذرائع وأقوال لاتفيد إلا أعداء هذا الشعب الواحد والمتلاعبين بمصيره الذي بات على شفير هاوية.
تأتي حملة التعريب والتغريب التي يقودها غبطة البطريرك الذي أُؤتمنَ على هذا التراث والتاريخ الذي يجله العالم أجمع وينظر إليه باعتزاز وإعجاب، باستثناء البطريرك ساكو نفسه الذي يسعى بكل جهده إلى تجريد هذا الشعب من انتمائه وتراثه وهويته الحضارية. وإلباسه ثوباً مستعاراً لا يليق.
لقد تنكر لويس ساكو لماضي أسلافه من أعظم البطاركة والمطارنة المتنورين والمخلصين من أبناء الكنيسة الكلدانية أمثال توما أودو وأوكين منَّا ومار روفائيل بيداويد الذي قال جهاراً وبتصوير فيديو: أنا آشوري كقومية لكن ديني كاثوليكي وطائفتي اسمها طائفة كلدانية. وغير هؤلاء الأعلام ممن أناروا سماء الكنيسة الكلدانية والأمة أجمع بروحهم الجامعة وعقولهم النيرة وكتاباتهم المعززة لروح الشعب السرياني الكلداني الآشوري وثقافته وتراثه العريق. وسعى ومازال يسعى لأن يجعل من الطائفة أمة. ولا يكتفي بذلك بل يجرد هذه الأمة التي يصنعها، من كل ما يميزها من تراث وثقافة ولغة وتاريخ، ليجعل منها مسخاً مجرداً من أية هوية.
لقد كنا حقاً في بدايات التاريخ البشري مجموعات بشرية بتسميات متنوعة، لكننا، وعبر آلاف السنين من التفاعل والتكامل الحضاري، توَحَّدنا باللغة والجنس والاسم. ومع اعتناقنا المسيحية وبداية الخلافات المذهبية تحولنا إلى كنائس مختلفة بتسميات متنوعة، لكنها تستند إلى الإرث الحضاري الواحد. ولا عيب في ذلك بل هو مفخرة لنا أن تكون لنا حضارة عمرها آلاف السنين فمن الطبيعي أن نحمل عدة تسميات كل واحدة منها تشير إلى مرحلة تاريخية محددة من حضارتنا تلك. وأجد هنا من الضرورة العودة مرة أخرى إلى الحكمة التي أطلقها شاعرنا بيث بنيامين لنقول:
(إن لم تستطع أن تكون نجماً مشرقاً في سماء الأمة، فلا حاجة بك لتكون غيمة تحجب النور عنها)
فهل سنجد بيننا من يتخذ من هذه الحكمة سبيلاً لحياته وحياة شعبه ومستقبله..؟؟؟



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضة البيانات والترقيع في ظلال ربيع التطبيع
- عندما يغادرنا مبدعٌ كالموسيقار جورج جاجان
- كلمة ورد غطاها
- حكاية حفار القبور وابنه والوضع السوري
- المعارضة السورية وفقدان البوصلة
- أمير المؤمنين بشار بن أبيه يتحدث....
- الحرب العالمية الجديدة
- خطاب الكراهية وسبل مواجهته
- عودة الحاج رامي مخلوف
- عطب الذات أم عطب المنظومة...؟ قراءة في كتاب الدكتور برهان غل ...
- كردستان التي تأخرت مائة عام
- (غودو) الحل السوري
- الحرية طليقة والأحرار معتقلون
- العرس في فيينا والطبل في حرستا
- الدب الروسي في معرض الزجاج السوري
- قلق العالم هو مايقلق السوريين
- الخلافة وبناتها، الخليفة وإخوانه
- حكاية الإرهاب ومكافحيه
- وعند بثينة الخبر اليقين
- التدخل الأمريكي: درهم وقاية أم قنطار علاج؟


المزيد.....




- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...
- إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصر ...
- مفتي رواندا: المسلمون يشاركون بفاعلية في تنمية الدولة
- هاجروا نحو -الجنة- في أوروبا... أسر تونسية تبحث عن أبنائها ب ...
- تهديدات -كاذبة- تطاول 3 معابد يهودية في نيويورك
- تهديدات -كاذبة- بوجود قنابل تستهدف معابد يهودية ومتحفا في ني ...
- الكنائس الفلسطينية: منع وصول المصلين لكنيسة القيامة انتهاك ل ...
- مطبوعة عليها يد النبي محمد.. جدل على مواقع التواصل بشأن وثيق ...
- ألمانيا: مظاهرة لمجموعة متطرفة طالبت بـ-تطبيق الشريعة وإقامة ...
- الكنائس الشرقية الفلسطينية تقصر الاحتفالات بعيد الفصح على ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد لحدو - البطريك لويس ساكو... إن لا ماصت تاوت ككوا...!!