أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - الدب الروسي في معرض الزجاج السوري














المزيد.....

الدب الروسي في معرض الزجاج السوري


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 18:24
المحور: كتابات ساخرة
    


من المعلوم أن الدببة لا تتعاطى السياسة، وشهرة الروس في ألعاب السيرك وفنونها لم تكن يوماً انعكاساً لتجارب مدربيهم الفاشلين في ألعاب السياسة. لذا فإن استعارة القيصر بوتين ووزير خارجيته الأزلي لافروف لبعض بهلوانيات السيرك لاستخدامها في السياسة تعتبر قفزة خارج إجراءات الأمان التي تتخذ عادة في ألعاب السيرك.
الدب الروسي الذي سُحبَت قدمه إلى الشتاء السوري في غفلة منه، قد لاتطول به الأيام حتى يداهمه الإحساس بالغربة عن بيئته القطبية، بعد أن يصحو من غفلته تلك. ولقد قيل في المصطلح الشعبي السوري: (ياغافل إلك الله). لكن يبدو أن الله لم يعد يكترث لمن سكن أكثر من سبعة عقود في بيت الشيوعية الذي تداعى على ساكنيه بسبب التكاذب والنفاق والتعاظم المزيف، وما زالت أشباح ستالين وبريجنيف تداعب أحلام قياصرة روسيا الجدد ببناء أمجاد واهية على حساب دماء وحياة السوريين، ومستقبلهم.
إعادة الحياة لعظام ستالين أسهل ألف مرة من إعادة الروح لمصطلح استعماري قديم سئمه الناس وكرهوه، وكرهوا أكثر وأكثر مستخدميه، ابتداءاً بدعاوى الاستعمار القديم وليس انتهاءاً ببشار وحماته الطامعين بـ (الحج والناس راجعة).
حماية الأقليات، الذريعة الواهية التي عاد إليها القياصرة الجدد بعد استفاقة متأخرة، هي سبب معلن لجلب الدب الروسي للكرم السوري. لكن ذريعة حماية الأقليات تلك لم تعد شعاراً يستوجب سوى السخرية والاحتقار لمستخدميه، وبخاصة إذا علمنا مافعلته روسيا الأورثوذكسية عبر تاريخها لمسيحيي المنطقة، الأورثوذكس منهم بشكل خاص، وهم يشهدون المذابح والقتل والتهجير على حدودها، ولم تحرك ساكناً. لا بل دعمت وساعدت القتلة بكل ما استطاعت. ومذابح المسيحيين الأورثوذكس الأرمن والسريان الآشوريين واليونان قبل مائة عام على أراضي الامبراطورية العثمانية لا تغفلها عين الراصد. وما يزيد الجرح إيلاماً أن تبارك الكنيسة الأورثوذكسية الروسية اليوم جهود المافيا الروسية-الأسدية في القضاء على ماتبقى من أحلام للشعب السوري في الحياة.
لن يُحسَد السيد دي مستورا على الحال الذي وجد نفسه عليها، وهو يخطط ويضع الأطر لتجسيد آماله في الحل السوري البعيد، عندما داهمه الدب الروسي ليقطع عليه خلوته وهو يتأمل بكل دقة تفاصيل معرض الزجاج السوري الهش، ليتحطم كل شيء في لحظة غير محسوبة. وليدرك الجميع كم كان الروس جادون في بحثهم عن أرقام متسلسلة جديدة لمؤتمرات موسكو المتقادمة بفعل سياسة الدببة تلك. فهل علينا أن نتمعَّن بما خلفه الدب الروسي وراءه من خربطة أوراق كان الوضع السوري بغنى عنها في ظل التداخل والتعقيد والحساسية التي تميزت بها الحالة السورية أصلاً.
ليس بعيداً عن ملاعب الدب الروسي تلك، جرَّبت إيران العمامة تلو الأخرى من آياتها المعصومة علَّها تضفي شيئاً من القداسة على درر سياساتها البعيدة، لكنها لم تكن يوماً أبعد عن مكة مما هي عليه اليوم. فهل ستكون مخالب الدب الروسي أقدس من كل تلك العمامات لتقربها ولو قيد أنملة؟؟؟
ولعل القريب الأبعد هو هذا العجز العربي عن ،الفعل رغم القدرة، بإلقاء شبكة المصالح لتقييد الدب الروسي بها وإبعاده ولو إلى حين عن معرض الزجاج السوري القابل للكسر عند كل صدمة غير محسوبة.
يبقى الدور الأهم للمايسترو الذي أعطى الأدوار ووزع المهام مسبقاً، والذي بات همه الأكبر الآن السهر على حسن التزام كل لاعب بدوره المرسوم له غير مكترث بآلام الشعب السوري المتوجع حتى الموت في هذه التراجيديا الإنسانية.
أما الرابح الأوحد والذي لم يستثمر فلساً واحداً في كل هذا المهرجان المسرحي فهو كما هي الحال دائماً، دولة إسرائيل (الشقيقة)!!!



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلق العالم هو مايقلق السوريين
- الخلافة وبناتها، الخليفة وإخوانه
- حكاية الإرهاب ومكافحيه
- وعند بثينة الخبر اليقين
- التدخل الأمريكي: درهم وقاية أم قنطار علاج؟
- داعشي حتى العظم مع وقف التنفيذ
- انتحابات في سوريا... مرة أخرى
- لسنا إرهابيين .... لكننا سنكون
- استعراض روماني في الساحة السورية
- جنيف 2... تعا.. ولا تجي...
- إقالة قدري جميل.. عقوبة في الشكل ومكافأة في المضمون
- نظرية المقاومة
- مؤتمر الإنقاذ، وإنقاذ مالايُنقَذ
- خطاب بشار الخامس: خمسة بعيون الشيطان
- قصة الثورة والحذاء وخطة أنان
- عقد إتمام البيع
- الرئيس يختار الشعب الذي يريد !!!
- بشار الأسد: مغفل أم متغافل
- النظام السوري سيرة وانفتحت
- مشعل التمو وشرف الشهادة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - الدب الروسي في معرض الزجاج السوري