أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - الرئيس يختار الشعب الذي يريد !!!














المزيد.....

الرئيس يختار الشعب الذي يريد !!!


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 15:43
المحور: كتابات ساخرة
    


الرئيس الذي لم يختره أحد، اختار له شعباً يختاره إلى الأبد. تبدو هذه العبارة (الفايتة ببعضها) وكأنها لغز من تلك الألغاز التي كان يتسامر ويتذاكى بها الساهرون من نزلاء المضافات قبل اختراع التلفزيون والإنترنت والآي فون، ليقتلوا بها الوقت في لياليهم الطويلة والمملة. لكنها في الواقع السوري وفي القرن الواحد والعشرين، تجسدت حقيقة ماثلة للعيان في ظل نظام الأسد الوريث وأبيه من قبله. وعوضاً عن شعار (الشعب يريد إسقاط الرئيس)، خرج الرئيس بشحمه ولحمه لإسقاط الشعب. فأرسل جيشه ودباباته وقطعان شبيحته (لتنظيف) حمص وحماه ودرعا وإدلب والزبداني ودير الزور.. وقريباً المدن السورية الأخرى، من الشعب الذي لايريده. لأن هذا الشعب كما يبدو بات مزعجاً بمطالبه التي لاتنتهي، رغم تنازل النظام عن المادة الثامنة في دستوره الجديد- القديم. وفوقها تنازل عن رقمه المفضل السابق 99% إلى 89،4%. أي حسم 9،6% على كل منتوجات النظام وسلطاته وامتيازاته الموروثة خلف عن سلف. فماذا يريد الشعب أكثر من ذلك؟ بالمقابل، ولتخفيف أعباء الحكومة لتوفير احتياجات السكان في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة فقد باشر النظام بتنفيذ قراره بحسم مانسبته 10% من عدد سكان سورية وإرسالهم إما إلى القبور أو إلى المعتقلات (وهذه أيضاً قبور بشكل ما). وكذلك دك وتدمير نسبة مماثلة من المنازل لتوفير استهلاك الماء والكهرباء والغاز والمازوت والخدمات الأخرى التي من واجب الحكومة تأمينها للسكان في حال بقيت هذه المنازل مسكونة. بالطبع فإن هذه النسب مرشحة للتصاعد كلما تفاقمت الأزمة الاقتصادية في البلاد بسبب الثورة وحالة العصيان المدني. وفي نظرالنظام فإنه مسموح شطب حتى نسبة 33% من الشعب من سجل الحياة بحسب محمد سعيد بخيتان عندما قال في بداية الثورة بأن النظام مستعد للتضحية بثلث الشعب السوري في سبيل البقاء في السلطة. ولأن الفيتو الروسي والصيني لايمكن تقديمهما للناس كبديل عن الطعام والشراب ، فقد قرر الرئيس، الذي لم يختره أحد، تطبيق نظرية بخيتان تلك وإلغاء الشعب المشاكس والاكتفاء بـ (المنحبكجية).
عندما تصاعدت الضغوط الدولية على النظام لتلبية مطالب الشعب بالحرية والديمقراطية، قال بشار الأسد بأنه سيعلم العالم أجمع دروساً في الديمقراطية لم يشهدها أو يختبرها أحد بعد. وسيأتي زعماء العالم إليه ليشحذوا منه بعضاً من تلك الديمقراطية التي سيطبقها في سورية. وكان الرجل عند وعده!! وقد سعى بكل جهد ممكن إلى تطبيق ذلك النوع من الديمقراطية الذي بحسب فهمه الموروث لاتعني أكثر من أن من نام وصحا فوجد نفسه رئيساً، أن يختار الشعبَ الذي يريد!!! فالقاعدة في حرية الاختيارهي ذاتها ولكن أجرى بشار تعديلاً طفيفاً عليها باستبدال طرفي المعادلة. أما الجوهر بنظره فبقي كما هو: الحرية والديمقراطية!!! وقد اختار الرجل بكامل إرادته وحريته (ولا أضمن أن ذلك تم بكامل قواه العقلية) وبديمقراطية تامة الشعب الذي أراده. أما من كان له اعتراض على ذلك فسيكون له مكان محفوظ ولكن ليس في هذه الحياة.
ولتجسيد تلك الديمقراطية التي تعلمها بشار في مدرسة أبيه وضع أمام كل بيت مازال قائماً لم يدمر على رؤوس ساكنيه في سورية دبابة أو مجنزرة أو شبيح لضمان التطبيق الناجع لنظريته الجديدة في علم الاجتماع السياسي والديمقراطية، ولإفشال تلك المؤامرة الكونية التي استهدفت النظام وأركانه من عائلة الأسد ومخلوف وشاليش وغيرهم من أبطال الممانعة والمقاومة والذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحرير الجولان وإقامة الدولة الفلسطينية السيدة المستقلة وإغراق إسرائيل والإسرائيليين في قاع المحيطات البعيدة خوفاً من عودتهم سباحة إذا تم إغراقهم في البحر. وقد كانوا على وشك إعادة لواء إسكندرون السليب بعد أن تنازلوا عنه لتركيا مؤقتاً ولأسباب تكتيكية ليتم لهم تحديد ساعة ومكان المعركة لا أن تفرض عليهم في الزمان والمكان غير المناسبين. وقد أوشكوا على هزيمة أمريكا الذي فشل بن لادن وقاعدته بإفنائها وذلك بإرسالهم بشار الجعفري إليها على مبدأ (تفاحة خربانة تخرب كل الصندوق) مع التحفظ على مادة التشبيه فالبصلة أقرب إلى واقع الحال ولكن ما العمل وقد اعتقد الأولون لطيب نواياهم ولأنهم لم يعاشروا نظاماً كهذا، أن جميع الناس خير وبركة وفيهم بعضاً من الطعم الحلو حتى لو كانوا خربانين.
كان قد بقي أمام النظام ورجاله الممانعين أن يستعيدوا عربستان. ولأن إيران هي المحتلة في هذه الحالة وهي دولة إسلامية شقيقة للنظام (الإشتراكي العلماني البعثي العروبي) فليست محرزة إعلان حرب لتحريرها مادام أحمدي نجاد قد وعد بشار بأنه سيقدمها نقوطاً في عرس حافظ الثاني بمجرد أن يتسلم الرئاسة بعد طول بقاء للمحروس الوالد.
أما الوحدة العربية التي ابيض شعر بشار من أجلها وأخرتها حتى هذه اللحظة المؤامرة الكونية وأدواتها من ملوك ومشايخ الخليج، فإن بشار ونظامه ومعهم الشقيقة إيران نجاد، سيكلفون بهم مقاومي وصواريخ حزب الله حيث سيغدون عاطلين عن العمل بعد زوال إسرائيل وقيام فلسطين من النهر إلى البحر.
وللأوربيين في عرس المقاومة هذا أيضاً نصيب. فهم بعد أن استشعروا عن بعد أن بشار هذا قد عقد العزم على إعادة مجد بني أمية في إسبانيا وتحقيق ماعجز عنه كل الخلفاء اللاحقون في عبور جبال البيرينيه والوصول إلى قلب أوربا، تملكهم الفزع وانخرطوا بلا تردد في تلك المؤامرة الكونية لزحزحة بشار وعائلته عن الحكم قبل أن يقع (الفاس بالراس).
كل أولئك بما فيهم الشعب السوري المتآمرين على بشار ونظامه لهم دوافعهم وأسبابهم ومبررات الحفاظ على وجودهم مما دفعهم للانخراط في مؤامرة عالمية شاءت الصدف أن تحصل في زمن الفيس بوك الذي أراد به بشار أن يظهر من خلاله للشعب وجهه المتنور فإذا به وجه ولا أقبح. ولأنه لايستطيع أن يغير وجهه فقد صمم على تغيير الشعب.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الأسد: مغفل أم متغافل
- النظام السوري سيرة وانفتحت
- مشعل التمو وشرف الشهادة
- معارضة ... ومؤتمرات ... وشيء آخر
- عفواً سيدي الرئيس.... أنت تكذب
- حكم السلاح بين الإسقاط والإصلاح
- وظائف شاغرة للعاطلين حصراً
- المسيحيون والنظام السوري... من يحمي من؟
- توبة الحاج رامي مخلوف
- حبل الشبَّيحة القصير
- سراويل الأنظمة المحلولة
- القذافي يحكي والنظام السوري يسمع
- ناقة الصمود، وجمل الديمقراطية
- نصيحة متأخرة جداً للديكتاتور
- أنظمة قيد الترحيل
- أبو الغيط والغطاء الرسمي للإرهاب
- هل ينقذنا الإسلام من مسلميه؟
- أنظمة القاع ومواطنو القمة - المثال السوري
- قوافل الحرية التي لم تنطلق
- ما الذي يحصل في وللمجتمع السوري؟


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - الرئيس يختار الشعب الذي يريد !!!