أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - معارضة ... ومؤتمرات ... وشيء آخر














المزيد.....

معارضة ... ومؤتمرات ... وشيء آخر


سعيد لحدو
كاتب وباحث، شاعر


الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في استانبول مرة أخرى ولكن بإخراج مختلف ، اجتمعت أطراف المعارضة السورية لتقول كلمة في شأن الوطن الذي بات دريئة لطيش وسادية نظام أهوج يعيش وهم القوة التي تعود استخدامها عشرات السنين لتحقيق رغباته على حساب كل شيء. لكن هذا الوطن رغم البربرية والوحشية المفرطة التي التجأ إليها هذا النظام ، لم ييأس من تحقيق حلم الحرية التي يتقدم تجاهها خطوة في كل يوم وهو يقدم بكل أريحية الثمن الباهظ لذلك التقدم من دم خيرة أبنائه. ومع صرخات الحرية كانت أصوات تنادي لوحدة المعارضة السورية وتعلن الحاجة لتشكيلها هيكلية تنظيمية تستطيع أن تمثل ثورة الشعب أمام المحافل الدولية للدفاع عن قضية هذا الشعب ومحاصرة النظام لإجباره على الرحيل الأبدي.
وبعد محاولات عدة بائسة التأم أخيراً معظم الأطراف الأساسية للمعارضة السورية. وعلى أطرافها وحولها اجتمع عدد أكبر من الساعين تحت مسمى المعارضة للحاق بطائرة المؤتمرات والمجالس التي تتحضر للإقلاع لعلها تحتل مركزاً بالقرب من كابينة القيادة أو على النافذة أو في الذيل أو حتى على الجناح لأن المرحلة حاسمة ومصيرية وقد لا تتاح لهم الفرصة مرة أخرى. وبسبب تزاحم الساعين للمعارضة بمسمياتهم وأحزابهم وتكتلاتهم التي أعلنوا في الآونة الأخيرة عنها اضطر مندوبو الأطراف الأساسية لعقد اجتماعاتهم بعيداً عن الفندقين الذين نزلوا فيهما تلافياً لأي تشويش قد يحدث من اقتحامات الراغبين بالمشاركة بالتضحيات في فنادق الخمسة نجوم . ولكن هل كانت الأطراف الرئيسية تلك أقل رغبة واندفاعاً من هؤلاء نحو تكريس نفسها وبعض من أحاطت نفسها بهم كالقدر المحتوم على الشعب السوري الذي يتطلع للتخلص من هذا النظام بأي ثمن؟ هل كانت تلك الأطراف أقل تشوقاً لتقديم تلك التضحيات غير المكلفة وقبض ثمنها عينياً حصصاً استثمارية في قالب سياسي؟؟
المعارضة كان منها من أفنى سنين طويلة من عمره من أجل لحظة يعيشها بأمل حقيقي للخلاص والانعتاق إلى فضاء الحرية. ومنهم من استيقظ ذات صباح ربيعي على نداء الحرية المفاجئ بالزمان والمكان فهرع إلى الشارع حاملاً روحه على كفه لتلبية ذالك النداء مقدماً نفسه مشروع شهادة قد يتجسد في كل لحظة. ولكن منهم أيضاً من تردد طويلاً على أبواب سفارات النظام حتى وجد نفسه في لحظة صحوة ضميراستثنائية، وقرر أن يلتحق ببازار السياسة كمشروع وجد فيه احتمالات الربح أكثر من احتمالات الخسارة. وبناء عليه فقد وظَّف كل رصيده السابق من حنكة وخبرة وعلاقات ليشتري له مقعداً في الطائرة المقلعة إلى مواعيد التحولات الكبرى التي بدأت ترتسم معالم خطوطها في سماء المنطقة.
ولأن هذه النزعات الفردية المسيئة إلى صورة المعارضة كموقف وطني تحولت إلى ظاهرة مرضية تميز طيفاً واسعاً من أولئك المعارضين فإنه ليس من المجدي تسمية الأفراد في هذه الحال وإبعادهم عن الحراك المعارض لأن آخرين لهم النزعات ذاتها سيحلون مكانهم. وبالتالي لن نكون قد أنجزنا شيئاً مهماً. لذلك فإن التركيز على الظاهرة بحد ذاتها ومحاولة التداوي منها عبر تجسيد مبدأ الشفافية والديمقراطية في أي نشاط معارض قادم ربما سيعمل على تحييد هذه الظاهرة المرضية وصولاً في المستقبل إلى الشفاء النهائي منها.
ولأننا بشر فإننا لسنا منزهين عن ميول الأنا وتبعاتها المرضية. إلا أنه من المفترض أن تفرز الجماعات البشرية أيضاً أفراداً لهم من الخصال ماتجعلهم مختلفين عن الآخرين وقادرين على أن يعوضوا عن نقائص أولئك الآخرين بما ينهجونه من سلوك قويم يصحح مسار الرحلة ويعدل بوصلتها باتجاه طموحات الشعب الثائر وأهدافه التي قالها بكل وضوح، جمعة بعد أخرى وعلى مدى سبعة أشهر ونصف.
إنها حكاية الراعي والذئب التي قد تصدق هذه المرة. ولكن هل سيصدِّقُ الشعبُ الذي لُدِغَ من الجحر ذاته أكثر من مرة، حكاية الراعي هذه، حتى ولو أقسم له بأغلظ الإيمان؟
لقد حضرتُ واستمعتُ وشاركتُ على أمل أن يمنحَ الشعبُ هذا الراعي الذي خيَّب الآمال مرات ومرات، هذه الفرصة الأخيرة لعلها تصدق.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفواً سيدي الرئيس.... أنت تكذب
- حكم السلاح بين الإسقاط والإصلاح
- وظائف شاغرة للعاطلين حصراً
- المسيحيون والنظام السوري... من يحمي من؟
- توبة الحاج رامي مخلوف
- حبل الشبَّيحة القصير
- سراويل الأنظمة المحلولة
- القذافي يحكي والنظام السوري يسمع
- ناقة الصمود، وجمل الديمقراطية
- نصيحة متأخرة جداً للديكتاتور
- أنظمة قيد الترحيل
- أبو الغيط والغطاء الرسمي للإرهاب
- هل ينقذنا الإسلام من مسلميه؟
- أنظمة القاع ومواطنو القمة - المثال السوري
- قوافل الحرية التي لم تنطلق
- ما الذي يحصل في وللمجتمع السوري؟
- العبث الصاروخي كرسائل سياسية
- كم من السفراء ستسحب تركيا بعد بسبب الاعتراف بالمذابح؟
- حمد ... مواطن خارج التغطية
- قف... منطقة إسلامية


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - معارضة ... ومؤتمرات ... وشيء آخر