أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم بخشي المندلاوي - طريق جديد إلى أرض الميعاد














المزيد.....

طريق جديد إلى أرض الميعاد


سالم بخشي المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7612 - 2023 / 5 / 15 - 02:09
المحور: الادب والفن
    


عادة يدّخر السارد أفضل قصصه، ليضعها في نهاية كتابه أو في الربع الأخير منه على الأقل؛ من باب ختامها مسك -هكذا أفعل أنا- غير أن القاص البارع د عبد الحسن خضر عبيد المحياوي، آثر أن يضع قصته القصيرة جدًا في بداية مجموعته، وانتحل عنوانها، عنوانًا لمجموعته القصصية (أرض الميعاد) الصادرة عن دار الآداب للطباعة والنشر والتوزيع، مطبوعات العام 2022.
لم يكتف بذلك، بل وضعها مجددًا في الغلاف الخلفي لكتابه، وكأنه يعلن عن نفسه من خلال هذه القصة، ويكرر هذا الإعلان، ويحيلنا إلى سرد دائري شائق، ينطلق وينتهي ويلتقي في نقطة واحدة، ناهيك عن وضعه صورة مؤثرة في الغلاف الامامي لمجموعته، تتناسب ورحلة البطل نحو أرض الميعاد، والقصة نصّها:
((أعلنَ الإنذار، فشدَ رحاله عبر الأفق الشاحب، وعلى امتداد الزمن الوضيع، ودّع أهله رغم قساوة التوديع، وحين وصل أرض الميعاد، شاهد رأسه مصلوبًا فوق منارة الطغيان، فأرتقى إلى العلياء بابتسامة النصر والخلود))
بهذا السرد اللغوي المختزل، بثلاثين كلمة تقريبًا، جمع القاص بين بلاغة التعبير السردي، وأفق الشعر الرحب، ليعبر بهما عن أكبر قضية أخلاقية، وسياسية عبر تأريخنا الإسلامي المأزوم. قضية رحلة الامام الحسين (عليه السلام) ومن ثم استشهاده الأليم. استشهاد بطعم النصر والخلود.
في كثير من قصصه التالية، يتلاعب السارد، بلاغيًا، باللغة، ويكسر بعض الكلمات المركزية فيها، ويحيل حروفها -بمهارة- إلى معاني جديدة، ومختلفة، لكنها تدور في فلك ثيمتها البارزة. كما في القصص التالية: (صوفيا ص6، الرحيل ص11، الشبح ص12، الميم الوسيم ص15).
حيث سرد في قصته (الرحيل):
((على ضوء فانوسه القديم، المتقد شوقًا، المتلهف لقاءً، أمسك بقلمه الذهبي المرصع بحروف الرحيل. ففي الراء رحلة حب. وفي الحاء، حزن الفراق. وفي الياء، يأس ملأ عليه حياته القادمة. وفي اللام، لوعة الفقدان.
لقد بدأ نبض قلمه يتصاعد، كما نبضات قلبه الجريح، وبدأت قطرات مداده الأسود تتجمد، وشرايين كلماته تتقطع كما تقطعت آماله.
توقف الهمس، وصمت القلم وودع الحياة مع انطفاء الذبالة في الفانوس القديم...
و.. د.. ا.. ع)).
وفي بقية قصصه الأخرى (القصيرة جدًا) يقدم لنا القاص وبأسلوب تجريبي جميل، شكلا لغويًا جديدًا، يتنازع الصدارة فيه السرد والشعر، للتعبير عن الأفكار والصور والتخيلات، والثيمات المتنوعة التي حركتها.
بعيدًا عن البناء الفني الناجح لقصصه الشائقة، لم يكن التصميم الداخلي للكتاب مناسبًا، وطريقة عرض القصص، للأسباب التالية:
1- حجم الخط (10) ناعم جدًا، ربما يتناسب مع الصحف الورقية؛ لتوفير مساحة، وعرض أخبار ومواد صحفية أكثر، لكنه لا يتناسب بالمرة مع كتاب أدبي، بالذات كتابنا الذي نحن بصدده الذي لم يتجاوز خمس وعشرين صفحة، وكلمات القصص فيها محدودة بالعشرات.
2- لا بأس إدراج ملاحظة أو إشارة عن القصة في هامش الكتاب، فيما لو ربحت جائزة مثلًا، أو نشرت في جريدة أو مجلة ما. لكن أن تدرج تعليقات القارئين عن القصة في (الفيس بوك) في متن الكتاب، وجدتها غريبة، ولا يمكن تبريرها. وإذا كان الكاتب يقصد منها إعطاء فكرة عن المستوى الفني للقصص عبر هذه التعليقات، فالقارئ لا يستسيغ الأمر ويحب أن يكتشف القصة بنفسه من دون ملاحظات أو وصايا مسبقة.
3- رغم أهمية الصورة الموضوعة في الغلاف الأول، وهي مكمل سردي، لأرض الميعاد -كما نوهنا- غير أنها زاحفة وغير واضحة للعين بشكل كبير، وهو خلل طباعي يؤاخذ عليها دار النشر، نرجو أن تتجاوزه في طبعاتها القادمة.
ما سبق، لا يقلل من شأن ما قدمه القاص البارع من قصص ماتعة، والطريق الجديد الذي خطه، بثقة، نحو أرض الميعاد، للأدب الجميل.



#سالم_بخشي_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكشف التاريخي والإيهام الجمالي في صورة جانبية للخريف
- شيرين وعشيقيّها.. خسرو وفرهاد في رائعة نظامي كنجوي
- فالانتاين... رواية خُطّت بضمير الحب المتكلم
- نطالب بمنح الأوسكار, لمسؤولي الثقافة في الحكومة العراقية
- عراقي يبتكر الشعر (المتشعب) نمط جديد في شكل القصيدة العربية
- المسؤولون الفاشلون يطيحون بالتربية والتعليم العالي
- شفيق المهدي يبث روحاً جديدةً في دار الثقافة والنشر الكوردية
- حوار مع مدير دار الثقافة والنشر الكوردية الدكتور شفيق المهدي
- اطلاق منحة الطلاب الشهرية لأسباب انتخابية
- ظاهرة تعدد النقابات الصحفية في العراق (تحقيق صحفي)
- عندما تقود جدتي سيارة في بغداد
- إعلان الحرب على السينما و المسرح
- حوار مع رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن الصحفيين العراقيين ا ...
- من يكذب على من ؟!
- آخر الصناعات الصينية... مقالات عربية!
- لا تهملوا نملتكم النشيطة !


المزيد.....




- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم بخشي المندلاوي - طريق جديد إلى أرض الميعاد