أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم بخشي المندلاوي - فالانتاين... رواية خُطّت بضمير الحب المتكلم














المزيد.....

فالانتاين... رواية خُطّت بضمير الحب المتكلم


سالم بخشي المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 20:25
المحور: الادب والفن
    


على غير عادة الروائي ناهي العامري في اختيار ثيماته الجادة المأساوية, والمتخمة بإيقاعات سردية عنيفة, مغللة بالسياسة والفكر, يفاجئنا هذه المرة, بالكتابة عن ثيمة جميلة مغايرة عن كل ما كتب سابقًا, بإيقاع سردي هادئ, وبلغة رقيقة أقرب للشعر منها إلى النثر؛ فقدم لنا وبمشاركة الروائية السورية ضحى الأحمد, رواية حب في منتهى الروعة. ولعل هذا ما نحتاج إليه بشدة في هذا الوقت بالذات؛ لتخفيف الضغط النفسي, ومنغصات تداعيات كورونا وتأثيرها السلبي على حياتنا بشكل عام.
ما عزز الرواية, ودبّ فيها الحياة, والدفء, والشعور الانساني المتدفق؛ هو تناغم صوتيّ السرد فيها. ناهي, وضحى عبر بطليّهما: رحّال العراقي, وشام السورية, وهما يسردان بالتناوب, بطريقة المونولوج, الأحداث الرئيسة فيها, ويعبران عن حالة العشق والغرام الذي اجتاحهما كالإعصار فجأة من دون تخطيط مسبق, وهما يلتقيان صدفة في سوق الحميدية وسط دمشق, أمام محل لبيع الآلات الموسيقية التراثية والانتيكات, عندما كان يعزف عجوز على آلة العود الشجية, ويعتبر هذا اللقاء, الحدث الرئيس في الرواية والتي تدور في فلكه باقي الأحداث: ((توقف العجوز عن العزف، أخذت تصفق بكل جوارحها, جاريتها في التصفيق، شعرت بي، رمقتني بنظرات ساحرة وهي مستمرة في التصفيق. وما أن توقفت, نطقت: (يا الله شو حلو صوت العود..). (حلو مثلك!) رديت عليها من فوري, تلاقت نظراتنا بصمت ينطق عن حدوث معجزة, يا إلهي هل تحدث معجزة في هذا الزمان! الحبيبة التي استعصت علي ملاقاتها في الواقع, رسمتها في خيالي ثم جعلتها تهبط فوق سطور روايتي لتكون بطلتها، ها هي بلحنها ودمها.
(أتعرفني؟!) سألتني بصوت رددت صداه جوانحي, صوت لابث في أعماق روحي.
(نعم) أجبتها على الفور. دنت مني بضع خطوات حتى استشعرت بأريجها, ظلت تطالعني بابتسامة أوحت لي كأنها مصباح باهر, مزق ظلام وهمي القابع تحت دهليز خيالي)). ص 50.
ولو بحثنا في ثنايا الرواية كلها, لن نجد إلا تأريخ واحد تم ذكره بالتحديد من قبل الساردان, باليوم والشهر من دون ذكر السنة –الرابع عشر من شباط- وكأنهما يريدان, بذلك الاعلان عن أهمية هذا التاريخ بالنسبة للعاشقيّن؛ باعتباره يختزل لديهما العمر كله, الماضي والحاضر والمستقبل, ولا معنى لأية تواريخ أخرى, ما دام بعيدًا عن نطاق لقاءهما الأول الذي يصادف عيد الحب (فالانتاين) العنوان المختار بدقة, والمناسب تمامًا لروايتهما الشائقة.
لم يكتفيا بهذا الايحاء الجميل، بل تعمّدا إلى عدم ترقيم, أو عنونة فصول الرواية؛ لندخل مباشرة في متن الرواية, كالحب الذي يدخل قلوب العشاق من دون استئذان, أو ترصد مسبق.
إضافة إلى الشخصيتين الرئيسيتين رحّال, وشام. خلق الساردان البارعان, ناهي, وضحى, شخصيتين ثانويتين سلبيتين في الرواية: سوسن العراقية, وزياد السوري, وهما الطرفان الخاسران من قصة الحب الكبير بين العاشقيّن؛ باعتبار سوسن تمثل تجربة حب فاشلة في حياة رحّال, تعود لأيام الدراسة الجامعية, لكن رحّال بالنسبة لها, طوق النجاة الأخير, لتحظى برجل يليق بها؛ وهي المغرورة المدللة التي رفضت العشرات من الخطاب منذ أن كانت طالبة ثانوية؛ ما جعلها تدق أسفينًا كبيرًا بين الحبيبين في لقائها الأخير مع رحال في بغداد. كذلك بالنسبة لزياد السوري, الشخصية المغرورة, زير النساء الذي ظفر بجميلات الجامعة في دمشق, وأقام علاقات جنسية معهن, باستثناء شام العصية عليه, وعلامة الفشل الكبير في حياته؛ ما جعله يتآمر مع سارة شريكة شام في سكن الطالبات، من أجل الايقاع بها واغتصابها.
إن خلق هاتين الشخصيتين السلبيتين في متن الرواية, خلق توازنًا سرديًا مبهرًا, واضافة جمالية؛ باعتبارهما صوتيّن معارضيّن, بالضد من العاشقيّن, خاصة وقد منحهما الساردان، مساحة مناسبة تقارب ثلث الرواية, لسرد الأحداث من وجهة نظرتهما الشخصية, إذا ما علمنا أن الرواية فُرّقت سرديًا على خمسة عشر فصل -غير مرقم أو معنون- وبطريقة المونولوج بالشكل التالي: ستة فصول على لسان الحبيبة والبطلة الرئيسة شام, الفصول (15,13,10,8,6,2), خمسة فصول على لسان الحبيب والبطل الرئيسي رحّال, الفصول (14,11,7,3,1), فصلان على لسان الغريمة والشخصية الثانوية سوسن, الفصلان (12,2), فصلان على لسان الغريم والشخصية الثانوية زياد, الفصلان (9,5).
كان يمكن الاكتفاء بما ورد في منتصف الفصل السابع حتى نهايته على لسان رحّال, تفاصيل تعقّبه لحبيبته شام ووالدها من كراج العباسيين في دمشق إلى حمص, وما جرى له في الطريق من مخاطر, خاصة محاولة احتجازه في احدى السيطرات الأمنية المقيتة عبر صفحات الرواية (107_117). غير أننا وجدنا تكرارًا ممجوجًا على لسان شام في الفصل رقم (13) تعيد سرد ذات التفاصيل عبر الصفحات (184_193). كان يمكن الاستغناء عن رواية أحد الطرفين, وتجاوز التكرار الممل.
لم تنقضِ الأمور, وتسير قصة الحب العارم, بشكل سلس, من دون تعكير صفو العاشقيّن, وتعرّضهما للكثير من الصعاب, والمفاجآت غير السعيدة, والخطيرة أحيانًا... لكن هل تمكّنا من الصمود؟! هذا ما نعرفه عند انتهائنا من الرواية.
رواية فالانتاين الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة/ وزارة الثقافة والسياحة والآثار في بغداد, مطبوعات العام2021. محاولة لترمم الصدع النفسي, وإنهاء الفوضى, وإيقاف الخراب والدمار, وتبديل حالة الذعر الجاثم على صدورنا منذ سنين, بالذات في سوريا والعراق, إلى حالة الأمن, والطمأنينة, والسلام.



#سالم_بخشي_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نطالب بمنح الأوسكار, لمسؤولي الثقافة في الحكومة العراقية
- عراقي يبتكر الشعر (المتشعب) نمط جديد في شكل القصيدة العربية
- المسؤولون الفاشلون يطيحون بالتربية والتعليم العالي
- شفيق المهدي يبث روحاً جديدةً في دار الثقافة والنشر الكوردية
- حوار مع مدير دار الثقافة والنشر الكوردية الدكتور شفيق المهدي
- اطلاق منحة الطلاب الشهرية لأسباب انتخابية
- ظاهرة تعدد النقابات الصحفية في العراق (تحقيق صحفي)
- عندما تقود جدتي سيارة في بغداد
- إعلان الحرب على السينما و المسرح
- حوار مع رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن الصحفيين العراقيين ا ...
- من يكذب على من ؟!
- آخر الصناعات الصينية... مقالات عربية!
- لا تهملوا نملتكم النشيطة !


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سالم بخشي المندلاوي - فالانتاين... رواية خُطّت بضمير الحب المتكلم