أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سالم بخشي المندلاوي - آخر الصناعات الصينية... مقالات عربية!














المزيد.....

آخر الصناعات الصينية... مقالات عربية!


سالم بخشي المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 01:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


لم أتصور يوماً ما ، أن أخشى سماع أو مشاهدة هذه العبارة : (صنع في الصين) بل ينتابني السرور عندما أجد ضالتي من الحاجات وقد خطت هذه الجملة بعناية فائقة على ماركاتها التجارية بإحدى اللغات الحية ، بل وحتى اللغات الميتة أيضاً !
وتعني هذه العبارة ، سلعة مناسبة و سعرا زهيدا ، و في بعض الأحيان يبلغ رخص الحاجة حد الشك !
الشك في أن الصين تبيع الكثير من بضائعها التجارية بسعر التكلفة إن لم تكن أقل من ذلك ، وذلك لرخص الأيدي العاملة المتوفرة فيها ! كذلك تستخدم الصين طريقة تكاد تتفرد بها عن بقية دول العالم الصناعية ، باعتمادها على أنشاء عدة خطوط إنتاجية للسلعة الواحدة و بجوّدات متعددة قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة مستويات ، و تصدير كل خط إلى البلد المناسب ، حسب متطلبات سوقها المحلية و وضعها الاستهلاكي وإمكانياتها الاقتصادية - لكل إنسان مستهلك في الأرض سلعة تناسبه – و بذلك استطاعت السيطرة على مفاتيح السوق العالمية بقاراتها السبع، حيث أفاد خبراء الاقتصاد في العالم : أن حجم التبادلات التجارية للصين مع دول العالم خلال عام واحد بلغ أكثر من تريليون دولار أمريكي وإن الميزان التجاري الصيني مع أمريكا لصالح الصين بعشرات الملايين من الدولارات إلى جانب أن الصين صارت الدائن الأكبر للولايات المتحدة!
و توفر الصين عدة مليارات أخرى سنوياً عن طريق متابعة الصناعات التكنولوجية الجديدة و تقليد الماركات العالمية ، متجاوزة بذلك استحقاقات تكاليف شراء حقوق هذه التكنولوجيات الجديدة حسب الاتفاقيات العلمية المعمول بها في العالم .
اذ تعتمد الفلسفة الاقتصادية الصينية على تطبيق شعار : ( تصنيع كل شيء ممكن أن يصّنع ، و تصدير كل شيء ممكن أن يصدر ) حتى البشر ! تصوروا ثلاجات كليات الطب في بعض البلدان الغنية تمتلئ بجثث قصار القامة ، لأغراض الدرس والتشريح ، مطبقين بذلك المثل العربي : (( الحي أبقى من الميت ! )) .
لكنني و بالرغم من كل هذا الخطر المحدق ، كنت بمأمن من تقليد الصينيين لأسرار حرفتي . بل كنت أتندر مازحاً على بعض أصحابي من الحرفيين ، عندما اضطروا إلى إغلاق ورشهم و معاملهم الصناعية المتهالكة ، و تحوّلوا إلى وكلاء بيع ومروّجين للسلع الصينية الرخيصة ، و التي غالباً ما تكون أثمانها أرخص من المواد الأولية التي كانوا يصنّعون بها سلعهم التجارية المنقرضة ! حتى أصبحت موضع حسد الجميع ، وخاصة أصحابي هؤلاء عندما يطلقون عباراتهم باللهجة الشعبية :
((شَكو عليك انت صحفي... الله ربك ! )) .
لكن الذي أقلقني ودبّ في أوصالي الرعب ، هو مطالعتي خبراً في إحدى الصحف العربية تفيد :
(( الصينيون يرسلون بعثات جامعية إلى بعض الدول العربية؛ لتعلّم لغة و ثقافة هذه الشعوب ! )) .
فقلت في سري فزعاً :
يبدو إن إخطبوط الاقتصاد الصيني يفكر أن يصل يوماً إلى سوق الثقافة العربية ! عندها لا نستغرب إذا ما قرر رئيس التحرير مثلاً في أي جريدة أو مجلة عربية،الاستغناء عن خدمات كتابها قائلاً :
(( آسف ، هناك مقالات معروضة ، كتبت - صنعت - في الصين بأسعار زهيدة جداً ، لا توازي سعر تكلفة الحبر والورق الذي كتبت بهما . يمكنكم العمل في مجال آخر ، ربما في قسم بيع أو توزيع الصحف ! )).
الصحف التي تنشر مقالات مستوردة قد ذُيّل أسفلها عبارة :
)) صنعت في الصين ))!



#سالم_بخشي_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تهملوا نملتكم النشيطة !


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سالم بخشي المندلاوي - آخر الصناعات الصينية... مقالات عربية!