أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - ليلة غدر من احتلال غادر














المزيد.....

ليلة غدر من احتلال غادر


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7606 - 2023 / 5 / 9 - 12:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليلة غادرة من احتلال غادر
كعادته هذا المحتل منذ أن وطأت قدماه أرض فلسطين وهو يمارس الخديعة والغدر، في سلوكياته الإجرامية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، ويستدرج الوسطاء الذين يضغطوا ويمارسوا سلوك قاسي جدًا ضد الفعل الفلسطيني المقاوم كلما حدثت مواجهة أو كلما أراد شعبنا وقواه الحية أن يرد على هذا العدوان، في المقابل نحن لم نضع استراتيجيات تعتمد على دراسات عميقة لهذا المحتل وأساليبه وسلوكه، نستخلص منها العبر ونضع الخطط والوسائل الوقائية لحماية أبناء شعبنا والفاعلين من عناصر القيادات الوازنة عسكريًا وسياسيًا، فكانت خسائرنا كبيرة منذ انطلاق ثورتنا المعاصرة، ورغم الكثير من هذه الخسائر إلا إننا نعيد الأخطاء بنفس السيناريو ونفس الأسلوب، ورغم ذلك فإننا على يقين أن كل من يسير على هذا الدرب هو مشروع استهداف قائم بكل لحظة كما ابناء شعبنا في كل أماكن تواجده من قبل هذا العدو الإجرامي.
استقبلت غزة وكعادتها فجر يوم الأثنين التاسع من مايو جريمة كبرى من جرائم الاحتلال بقصف المنازل على رؤوس الأطفال الأمنيين النائمين في بديهة وبراءة طفولتهم لتمطرهم مقذوفات وقذائف الإجرام الصهيوني، وتهتز أركان وأرجاء غزة والعالم على وقع جريمة كبرى، هي سمة وشيمة هذا الكيان المسخ المجرم، وهنا علينا أن نستوعب الحدث ونستفيق سريعًا من وقع الجريمة وصداها الداخلي، ونرتب الأوراق المبعثرة في ساحتنا الفلسطينية، وفق وعي وقدرة استيعابية على دراسة عميقة لكيفية وضع أسس ومبادئ ومفاهيم جديدة للرد على هذه الجريمة وكيفية التفاعل مع هذا المحتل الذي لا يؤتمن، وعدم الانجرار وراء الغضب وردات الفعل التي يتلاشى فيها واقعية الرد، وإيلام العدو المجرم.
إن جريمة الفجر التي مارسها هذا المحتل المجرم بحق عائلات واسر فلسطينية، وقيادات وازنة فلسطينية لا بد وأن تكون جريمة تصحيحية للكثير من المفاهيم والاستراتيجيات والتكتيكات الممارسة منذ عدة سنوات والتي ترتكز على ردة الفعل، فلابد من التأني والتأني والدراسة لكل الأحداث، ولنتائج الجريمة وما يترتب عليها من نتائج، وقراءة الأسباب التي دفعت هذا العدو المجرم لإرتكاب هذه الجريمة دون أدنى وازع أو رادع، والإبتعاد عن عملية امتصاص الغضب بردات فعل لا تحقق أي نتائج فعلية على أرض المعركة، ولدينا الكثير من التجارب التي يمكن الإستناد عليها، فلا يهم سرعة الرد بقدر ما يهم نوعية الرد، ومدى تحقيق مبدأ الإيلام لهذا العدو، وفق وقاعد إشتباك جديدة، واسس جديدة ورسائل جديدة تصل لهذا العدو ولكل من يتهادن معه أو يساعده في ممارسة سلوكه الإجرامي.
ما حدث لم يفاجئ المحللين الفلسطينيين فمن واقع ما حدث خلال الفترة السابقة وما أعقب انتخاب حكومة المتطرف نتنياهو يدرك أن هذه الحكومة تستعد لعمل عسكري عنيف ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني، لتصدير أزمتها الداخلية، وهشاشتها بفعل مجرم ضد الشعب الفلسطيني، ولكن مارست النخبة العسكرية الفلسطينية سياسة الأمان مع هذا المحتل فكانت هذه النتيجة التي نحن بصددها، والتي ذهب ضحيتها خيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني، ولمن هذا المنطلق يجب أن يكون الرد بحجم الجريمة وبحجم الفعل، دون الإنجرار لردة الفعل أو تقليدية الرد المتعارف عليها في العرف المقاوم التقليدي، وربما تجربة أحمد سعدات في الرد على جريمة اغتيال أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الش/عبية لتحرير فلسطين نموذج حي وواقعي أمام الكل الفلسطيني، والذي يجب أن يكون استرشادًا به، وبالرد المؤلم الذي أوقعه بالاحتلال الصهيوني.
إذن فقد مارس المحتل جريمته كعادته منذ احتلاله لفلسطين، لذلك فهذه الجريمة يجب أن تشكل نقلة نوعية في الفعل الواقعي لفعل المقاومة الفلسطينية، كذلك يجب أن لا يسمح الكل الفلسطيني لهذا الاحتلال باستفراد بالقوى الفلسطينية بشكل فردي، واعتبار أن المعركة مع فصيل واحد، واستثناء الفصائل الأخرى، بل يجب أن تبنى صياغة الرد على أن الجريمة هي جريمة ضد الكل الفلسطيني، فما يمارسه الاحتلال من سياسات التجزئة أخطر من فعل الجريمة على الأرض، فالجريمة الحقيقية هي أن يسمح للاحتلال بممارسة هذه السياسة وفرضها كأمر واقع في كل جولة يخوضها ضد شعبنا الفلسطيني.
د. سامي محمد الأخرس



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة في الشهادة
- مونديال الانجاز الحلم الإعجاز
- لماذا منظمة التحرير الفلسطينية؟
- قراءة في التطرف الصهيوني
- الانتخابات الصهيونية في الرؤية السياسية
- الأرض تحب من تحبها .... وعد بلفور المشؤوم (1)
- الإستشراف البحثي السياسي
- جبهة عريضة لمصالحة أكيدة
- خطاب بواقعية اللغة العالمية وقوة المواجهة
- خطاب الرئيس في الأمم المتحدة ما الجديد؟
- المقاومة الناعمة(ثورة الملح)
- روسيا والعقيدة القيصرية
- لماذا الضفة؟
- إيران في المنطوق السياسي الفلسطيني (الجزء الثاني)
- إيران والمنطوق السياسي الفلسطيني (الجزء الأول)
- خليل العواودة انتصر ونحن هزمنا
- العراق دروس وعبر
- صاروخ العباس
- وحدة الساحات ماذا بعد؟!
- جولة مرت وهدنة معتادة


المزيد.....




- شاهد.. محتجون إسرائيليون يخربون شاحنات مساعدات متجهة إلى غزة ...
- في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني.. نص ما ورد في -إعلان البحرين- ...
- سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز ...
- قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا
- الرئيس الصيني شي يستقبل نظيره الروسي بوتين في بكين
- صحيفة: درونات مجهولة تصور بشكل خفي أكبر سفينة حربية يابانية ...
- بوتين: تحالف روسيا والصين في قطاع الطاقة سيتعزز
- وزراء خارجية 13 دولة يحذرون إسرائيل من الهجوم على رفح
- كندا تفرض عقوبات على أربعة مستوطنين
- الدفاع الروسية: تدمير أكثر من 100 طائرة و6 زوارق مسيرة أوكرا ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - ليلة غدر من احتلال غادر