أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم عبيد جابر - الحرب في أوكرانيا ( امريكا بدأت الحرب وروسيا تعمل على استمرارها)















المزيد.....

الحرب في أوكرانيا ( امريكا بدأت الحرب وروسيا تعمل على استمرارها)


كاظم عبيد جابر

الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع لتطورات الحرب في اوكرانيا تظهر امامه بعض المؤشرات التي تعكس طبيعة هذه الحرب واهدافها وما يراد من وراء استمرارها
أختلف تماماً مع من يقول ان الحرب ابتدأها الروس هناك للاسباب التي تساق يوميا في الاعلام
الحرب ابتدأتها امريكا وعملت عليها سنين طوال ومنذ زمن بعيد عندما تأكد لها فشل اهدافها التي رسمت عليها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي حيث كانت تظن ان عظمة روسيا وقوتها قد انتهت الى الأبد وبات الطريق ممهداً امامها لتكون هي الدولة العظمى الوحيدة والحاكم بامر العالم تستطيع ان تفعل ما تشاء لوحدها او بالتنسيق مع حلفائها في الناتو .
وما حدث في يوغسلافيا والعراق وليبيا امثلة حية على سيادتها على العالم ومجلس الامن ولا قِبَلَ لروسيا الاعتراض لضعفها وهشاشة وضعها السياسي والاقتصادي.
لم تجري الرياح بما تشتهي السفن الامريكية ونهض الاتحاد الروسي من تحت الركام بعد ان استطاع كبح حركات التمرد في الشيشان ومناطق اخرى وتحقيق اهدافه في مناطق حدودية اخرى وبات قوة عظمى بثاني اقوى جيش ويمتلك ترسانة نووية هي الاكبر في العالم.
كان العام 2014 حاسماً حيث استطاعت آمريكا ان تسيطر بشكل فعلي على السلطة الجديدة في كييف والمناهضة تماماً لروسيا وكان اكثر حسماً لروسيا التي فهمت اللعبة وارادت تصحيح الاخطاء التي خلفها تفكك الاتحاد السوفياتى فبادرت الى ضم شبه جزيرة القرم التي تبرع بها الاوكراني خروتشوف لاوكرانيا في عام 1954 والتي كانت جزءاً من الاتحاد .
كانت الادارة الامريكية التي ترأسها ترامب تختلف كثيرا عن ما تفكر به الادارة الحالية التي يرأسها بايدن
الرئيس ترامب استطاع ان يفلت من قبضة الدولة العميقة التي تدير الامور بمجملها الان ، لذلك رأيناه ينصح رئيس اوكرانيا زيلينسكي عند استقباله له في البيت الابيض وامام الصحفيين بان يحل مشكلته بشكل مباشر مع الرئيس الروسي بوتين ، وهذا ما اصاب زيلينسكي بالاحباط وكان ذلك واضح على وجهه اثناء اللقاء.
بعد استلام الديمقراطيين للحكم عملت الادارة الامريكية بشكل جدي وحثيث على تأجيج النزاع بين النظام في كييف والانفصاليين في اقليم الدونباس وتشجيعها بالتنصل عن ما اتفق عليه في مينسك ، ومحاولة جعل اوكرانيا قوة عسكرية على حدود روسيا قد تتحول الى قوة نووية ولديها الامكانيات وشعرت روسيا ايضا ان هناك محاولات امريكية لضمها الى حلف الناتو على غرار الدول الاخرى منتهكة تعهداتها للقيادة الروسية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي بعدم تقرب الحلف من الحدود الروسية
ولو عدنا بالذاكرة الى خطاب الرئيس بوتين في مؤتمر الامن الاوربي في ميونخ في سنة 2007 حين قال (أظن أنه من الواضح أن توسع الناتو ليس له أي علاقة بتحديث الحلف نفسه أو بضمان الأمن في أوروبا فهو على العكس يمثل استفزازًا خطيرًا يقلل من مستوى الثقة المتبادلة ومن حقنا أن نسأل: ضد من يقصد هذا التوسع؟) يكون الامر واضحا وكان تشخيصاً دقيقا لما يجري وما يضمرون .
وهكذا دُفِعت روسيا للحرب وكانت تعي انها ان لم تبادر سيكون الثمن كبيراً وخطيراً على الامن القومي الروسي وتعي جيداً ان اهداف الولايات المتحدة هي:
- اضعاف الاتحاد الروسي اقتصاديا وعسكريا تمهيدا لتفكيكه على غرار ما حصل في الاتحاد السوفياتي لذلك كانت العقوبات الاقتصادية غير مسبوقة والحصار في كل الاتجاهات وراهنت على الزمن وعملت بشتى الطرق من منع القيادة الاوكرانية من التفكير في التفاوض والحلول السلمية ولا يهمها ما سيحصل في اوكرانيا حتى لو انهارت كدولة.
- تدمير روسيا كقوة عظمى قد تنافسها يوما ما في قيادة العالم او في التاثير الدولي.
- الاستفادة اقتصاديا لانها ستحل محل روسيا في مجالات متعددة واهمها الطاقة وبالتالي قد يساعدها ذلك لتتجاوز الصين وتكون القوة الاقتصادية الوحيدة في العالم.
- اضعاف اوربا اقتصاديا وعسكريا والعمل على تأجيج الصراع بين روسيا واوربا لتكون هي المنقذ لاوربا كما حصل في الحربين العالمية الاولى والثانية وبالتالي هيمنتها اقتصاديا وعسكريا والحفاظ على أستمرار تبعية الغرب لها.
ولذلك اجبرت اوربا قاطبة وحلفائها الاخرين في مناطق العالم الاخرى على مقاطعة روسيا وحصارها وكانت تظن ان الامر لن يطول كثيرا.
مالذي حصل؟؟
المتابع للوضع الميداني للحرب قد يتفاجأ بالاداء المتواضع للجيش الروسي وهو ثاني اقوى جيش في العالم ولماذا نراه سرعان ما يدخل جبهة لينسحب منها ولم يستطع لاكثر من سنة من تحقيق اهداف الحرب التي يسميها ( العملية الخاصة ) من السيطرة على كامل اقليم الدونباس وهل فعلاً انه غير قادر او ان قوة الاوكران وبدعم حلفائهم من الناتو ودفاعهم هو الذي يعيقه؟؟
ولماذا لحد الان يقاتل بالمرتزقة والشركات الخاصة ولم يقاتل بجيشه المحترف؟
لنترك الاجابة على هذه الاسئلة الى الخبراء العسكريين ولكن احداث الايام الاخيرة كشفت عن كثير من المخفي…
يبدو ومن سياق الاحداث ان روسيا قد فهمت اللعبة بشكل جيد قبل ان تبدأ وتهيأت ووضعت هي الاخرى اهدافها وهكذا بدل من ان تغوص هي في المستنقع الاوكراني
ورطت امريكا وحلفائها في هذا المستنقع وبدت تتلاعب بهم ففي الجانب السياسي استطاعت كسب الكثير من دول العالم الى جانبها ولو بشكل خفي وتحالفها العلني مع الصين هو المسمار الاول في نعش الامبراطورية الامريكية
وفي الجانب الاقتصادي استطاعت الصمود والتحرك باتجاهات مختلفة وحافظت على قوة عملتها والعمل على ايجاد بديل عن الدولار للتبادل التجاري مع العديد من دول العالم المهمة وبالاخص مجموعة البريكس وتعريض الدولار الى هزة عالمية كبيرة ، اضافة الى انعكاس تاثير العقوبات الاقتصادية على امريكا واوربا بشكل كبير وهناك بوادر حقيقية في ركود اقتصادي وازمة عالمية وافلاس لبعض البنوك المهمة وقد تتبعها تطورات تطيح بالاقتصاد العالمي.
وتراهن روسيا بشكل جدي على تفكك الاتحاد الاوربي اقتصاديا ، وقد يقود ذلك الى تفكك حلف الناتو نتيجة الامدادات غير الطبيعية للاسلحة والمعدات العسكرية لاوكرانيا والتي ينتهي معظمها الى الدمار في ساحة المعركة وهذا اثر كبيرا على مخزونات اوربا من الاسلحة وعلى قدراتها العسكرية.
اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار المعارضة الشعبية الكبيرة في الدول الاوربية لسياسة حكوماتها وتبعيتها للولايات المتحدة والتي أرغمت بعض الساسة الغربيين من التصريح علانية بضرورة فك الارتباط مع امريكا وان تفكر اوربا جدياً باستقلالها.
هنا شعرت الولايات المتحدة ان الرياح فعلا تسير عكس توقعاتها وعكس ما خططت له ، لكنها ستكون في وضع صعب وتفقد هيبتها لو تراجعت بشكل علني .
وبدأت تفكر بالبدائل وكيفية الخروج من ورطة هذه الحرب على ان تكون بعيدة عن احداث نهايتها ، ونعود هنا الى احداث اليومين الماضيين وبالاخص محاولة الهجوم على الكرملين وتهديد حياة الرئيس الروسي ومع ان هذا العمل غير متوقع لانه تجاوز لكل الخطوط وتهور غير مسبوق في سياق الحروب التقليدية بين الدول ، ونكاد نجزم ان القيادة الاوكرانية لم تستطيع الاقدام على هذا العمل او التفكير فيه دون موافقة الولايات المتحدة الامريكية عليه لان النتائج المترتبة قد تكون كارثية على العالم برمته!!
هذا العمل كان استغفال للقيادة الاوكرانية من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي منعت اوكرانيا من استخدام الصواريخ الامريكية لضرب الاراضي الروسية ولكنها قد تكون نصحت باستخدام المسيرات التي لا تحدث ضررا كبيرا ولكنها تساهم في استفزاز الجانب الروسي!!
اعتقد جازماً ان امريكا ارادت استفزاز روسيا واجبارها على الرد بشكل يدخل الحرب منعطفا جديدا قد يفضي الى انهائها وقبول الامر الواقع من القيادة الاوكرانية ، لذلك نصحت زيلينسكي بمغادرة اوكرانيا قبل هذه العملية بساعات!!
روسيا لا تزال اهدافها قيد التحقيق لكنها لم تصل الى ما تريده بالفعل ليس في ساحة المعركة بل على صعيد الحاق اكبر ضرر بالولايات المتحدة الامريكية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي وانهاء التفكير بالقطبية الواحدة وخلق عالم متعدد الاقطاب!!
الروس فهموا اللعبة بشكل جيد وتصرفوا بهدوء وانضباط شديد على مستوى القيادة من جانب ومن جانب آخر استفزاز الامريكان وحلفائهم بتصريحات نارية من ميدفيديف وبعض الصقور وهذا يتم بشكل مدروس!!
هنا اتضح الامر للقيادة الامريكية والدولة العميقة ان القيادة الروسية ليست بتلك السذاجة والغباء بل انها تفوقت عليهم في ادراك تفاصيل اللعبة وكيفية التعامل معها فاوعزت الى مخابراتها بتصريح استفزازي آخر بقدر ما يدل على الغباء فهو يدل على السذاجة في التعامل مع هكذا قضايا حساسة تهدد العالم باسره وهو ( روسيا ليست لديها امكانيات نووية او غير قادرة على شن حرب نووية ) وهي التي تمتلك اكبر ترسانة نووية في العالم وكان على الامريكان ان يفكروا قبل هذا التصريح ان هذه الحرب لو حصلت قبل تفكك الاتحاد السوفياتي في زمن خروتشوف أو بريجينيف ودخول امريكا طرف مباشر فيها لانتهى العالم من زمن بعيد.
‏في النهاية ، الروس ليسوا في عجلة من امرهم وصارت اهدافهم ابعد من حرب اوكرانيا!!
اهدافهم وباتفاق مع الصين باخراج امريكا من قطبيتها والقضاء على الدولار وتمرد الغرب عليها وابعد من ذلك!!



#كاظم_عبيد_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج المألوف ( الأغنية الوطنية)
- رؤية شخصية لآليات دعم الصادرات
- عرض مبسط لاهم القطاعات التي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادي ...
- 14 تموز 1958
- الانتخابات العراقية بين المقاطعة والمشاركة الواسعة
- تغيير سعر صرف الدينار العراقي
- هل نجت أم أخفقت وزارة التجارة في مهامها بعد 2003؟
- مع اقتراب موعد الانتخابات تشابه في المقدمات واختلاف في الشخو ...
- أسئلة قد تكون مشروعة
- 14 تموز ثورة أم إنقلاب
- ايران ودورها في العراق
- ‎الصراع الأمريكي - الصيني والأزمة الإيرانية - الأمريكية
- رؤية شخصية للتنمية الاقتصادية في العراق ودور وزارة التجارة


المزيد.....




- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- مأساة -ريان المنيا- تتكرر.. مصرع شاب وعمه إثر سقوطهما في بئر ...
- مصرع أكثر من 29 شخصا في فيضانات البرازيل (فيديو)
- العراق.. مقتل طبيب معروف بطريقة مروعة في محافظة النجف (صورة) ...
- الجزائر تجلي أطفالا جرحى من غزة
- نائب أمريكي: الحفاظ على ما لديها الآن سيكون نجاحا لأوكرانيا ...
- قوات روسية تدخل قاعدة في النيجر تتمركز فيها قوات أميركية
- تأكيد مقتل أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم عبيد جابر - الحرب في أوكرانيا ( امريكا بدأت الحرب وروسيا تعمل على استمرارها)