خارج المألوف ( الأغنية الوطنية)

كاظم عبيد جابر

الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماهي الأغنية الوطنية؟
هل المقصود بها تمجيد الحكام أم التغنِّي بالوطن؟
هل نغني لحكامنا أم نغني لبلادنا؟
الاغنية الوطنية في التراث العربي الحديث اي بعد ظهور الحركات القومية والانقلابات التي قام بها العسكر في خمسينات القرن الماضي ، في اغلبها تمجد الحكام وكانت ظاهرة للعيان في مصر ايام حكم عبد الناصر باعتباره الرمز الاوحد وتغنى به وببطولاته أغلب مطربي مصر المشهورين نتيجة تأثير مد الفكر القومي آنذاك مع ان عبد الناصر لم يقدم لمصر غير الهزيمة!!
في سبعينات القرن الماضي وبعد فترة عبد الناصر وتغيير اسم الدولة من الجمهورية العربية المتحدة الى جمهورية مصر عاد اسم مصر الى الواجهة في الاغاني الوطنية باعتبارها تعبر عن ضمير الشعب تجاه الوطن ولم نسمع ان مطرباً تغنى باسم الرئيس السادات أو الرئيس مبارك.
أغنية الفنانة الجميلة شاديه رحمها الله ( حبيبتي يا مصر) من الحان بليغ حمدي غنتها بحضور الرئيس السادات ولم تتغنى به كحاكم بل تغنت بمصر!!
هذه الاغنية التي تعيش في ضمير كل المصريين باختلاف توجهاتهم وكما قالت عنها شاديه بعد تسجيلها لاول مرة سنة 1970 سترددها كل أجيال مصر القادمة وهذا ما حصل فعلاً!!
وكانت قيادات الجيش المصري في حرب اكتوبر 1973 تبث الاغنية في جبهات القتال بمكبرات الصوت لشحذ همم المقاتلين ، وفي ثورة 25 شباط 2011 كانت هذه الاغنية تصدح في ميدان التحرير!!
في العراق وخصوصاً في حقبة سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي ( فترة بالروح بالدم وهلا بيك هلا ) كانت الأغنية الوطنية هي التي تمجد الحاكم وبطولاته وهو الاخر لم يقدم للعراق غير الهزيمة وكلهم غنوا له ولحزبه زرافات ووحدانا (مكرهين أو متملقين)!!
كنا نتمنى وبعد التغيير في 2003 ان تظهر أغنية وطنية بمستوى أغنية شاديه تجمع كل العراقيين وتعبر عن ضميرهم الوطني ،
لكننا فوجئنا بان هناك جمع من المغنىٰ لهم وليس رمزاً واحداً ، وبدل ان يغنىٰ لفلان صار يغنىٰ لأكثر من فلان!!

#كاظم_عبيد_جابر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات