أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رويدة سالم - هيلين دو بوفوار.. الفنّانة التي عانت أزمةَ -الأخت الصُّغرى-















المزيد.....

هيلين دو بوفوار.. الفنّانة التي عانت أزمةَ -الأخت الصُّغرى-


رويدة سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 02:56
المحور: الادب والفن
    


"بعد موتي أودُّ أن يتذكّر العالمُ لوحاتي. إنها أهمُّ ما فعلتُه في حياتي"، هذا ما تمنّته الفنانة التشكيلية الفرنسية هيلين دو بوفوار Hélène de Beauvoir (1910-2001) الأخت الصغرى للكاتبة والمناضلة النسوية الشهيرة سيمون دو بوفوار قبل وفاتها. وقد تحقّقت أمنيتها، إذْ بعد سبع عشرة سنة من وفاتها، وجد قولُها هذا صدى لدى إدارة متحف "ورث" Würth الموجود في إرستين Erstein في الراين الأسفل Bas-Rhin شمال شرقي فرنسا التي تقيم لها، خلال الفترة الممتدة من جانفي 2018 حتى 9 سبتمبر القادم، معرضا استيعاديا كبيرا، يتضمن أكثر من مئة لوحة ونقيشة تغطي كل المراحل الإبداعية لهذه الفنانة، "منذ نقوشها الأولى على الخشب حوالي 1920 وحتى آخر لوحاتها حول مواضيعها المفضلة مثل قضية المرأة والبيئة والمسائل الاجتماعية وأحداث ماي 1968". بدأت هيلين دراسة الفنّ في سن المراهقة على يد مدرسات شابات وَجَّهْنَها إلى فن الديكور لكنه لم يوافق هواها فانتسبت إلى مدرسة "فن وإشهار" في شارع فلوريس قرب مونتبرناس، وهناك أغرِمَت بالرسم التصويري. و بعد ذلك في أكاديمية لاقروند شوميار، عاشت هيلين مغامَرة رائعة استمرت أربع سنوات، تعلمت، خلالها، النقش على الخشب ثم التنميش والطباعة وبقية أساليب الفن التشكيلي وتقنياته وتاريخه.
الواقعُ في الفنِّ
"يوم بلا رسم هو يوم لا ينتمي لأيام حياتي" هذا القول لهيلين دو بوفوار يجد تجليًّا له في كثافة أعمالها الفنية، حيث أنجزت خلال حياتها حوالي 3 آلاف رسمٍ تصويريٍ ونقيشةٍ ولوحةٍ، مُستعمِلة فيها أفضل التأثيرات الفنية في عصرها، ومُطوِّرةً العديدَ من الأساليب الفنية التجريدية والتشكيلية مع التركيز على غزارة الألوان وتوهّجها.
في حديثها عن هذا المعرض قالت مديرة المتحف ماري فارنس بارتران: "لم تكن هيلين تريد أن تُكرِّر نفسَها. حالما تتقن تقنيةً تضع أمام نفسها تحدياتٍ جديدةً وتنسى كل ما هو أكاديميّ. هناك فترات بالغة الاختلاف في رحلتها الفنية، لكن يمكننا القول بشكل عام إنها ألّفت بين التجريدي والتشخيصي". ولم يكن هذا الثناء غريبا عن فنانة وصف بيكاسو عملها بأنه "مبتَكَرٌ" عندما توقف أمام إحدى لوحاتها أثناء عرضها الأول في باريس سنة 1936، ثم بعد فترة من ذلك كتب سارتر المعروف بندرة ثنائه على الآخرين متحدثا عنها: "ابتدعت (هيلين) طريقها بين ضغوط التقليد العبثية وقحط التجريد الصِرف. مثلما لا تقول الكلمات القصيدة فالألوان والأشكال عند هيلين دو بوفوار هي وجه آخر للغياب. غياب العالم الذي تمنحه وجوداً دون أن تُجسّده". هذا التقدير الذي نالته أعمال هيلين دو بوفوار الفنية من قبل المختصين والفلاسفة عارضه رأيُ أختها سيمون دو بوفوار، حيث لم ترَ في لوحاتها إلا أعمالا "بسيطة ومجّانية".
يتحدث الناقد الفنيّ إيمانويل أبيلا عن هيلين فيقول: "إنها إنسانة لطيفة جدا حالما تُقابلها لأول مرة تتحدث معك كما لو أنها تعرفك منذ زمن بعيد وتناقش معك بحميمية المواضيع الأثيرة لديها على غرار القضية النسوية والبيئة، وهما الثيمتان اللتان كرست لهما العديد من أعمالها التشكيلية". ويذكر هذا الناقد أن أكثر ما يشد الانتباه في المعرض هو لوحات الخمسينات التي أجادت فيها هذه الفنانةُ تقنيةَ ما بعد التكعيبية مع حفاظها على خيط واقعي رفيع يجعلها منفتحة على الفن التشخيصي.
قضايا النسويّة
تقول هيلين دو بوفوار :" عديدون "هم من لا يحبون الفن التشكيلي الملتزم" لكن "الرسام شاهد عل عصره بنفس قدر كل المبدعين الآخرين من كتاب ومؤلفين موسيقيين ومسرحيين..." ولقد جسدت هذه الفنانة مقولتها مخلَّدة في لوحاتها أهم المحطات التاريخية في حياتها، وفي عصرها. إذْ رسمت الصراعات الفكرية والسياسية التي عاشتها فرنسا على غرار أحداث ماي 68، كما قدّمت مشاهد عن واقع المرأة في البلدان التي أقامت فيها مع زوجها الديبلوماسي الفرنسي ليونال دو رولي Lionel de Roulet كالبرتغال والنمسا ويوغسلافيا وإيطاليا والمغرب. واستعملت في تلك المرحلة الأشكال الملونة المُفعَمة بالحيوية في تصويرها لحقول الأرز في ميلانو أين كانت تعمل فلاحاتٌ مَوْسِمِيَّاتٌ، ذواتُ أقدام حافية وظهور محنيّة تحت الشمس، مقابل أجور زهيدة جدا. وهي لوحات عبّرت فيها هيلين عن قلقها من تلك العبودية التي تُمارس على المرأة. وقد راهنت هذه الفنانة في اختيار مواضيع لوحاتها وتوثيق أحداث عصرها على استعمال بارع لتقنيات تمزج فيها بين الواقعيّ والحُلُميّ مزجًا صارت فيه اللوحة كأنّما هي فكرة رشيقة تنطلق من الأرضِ صوب عالَم التخييل. وهي تقنيات ستظلّ هيلين تدعّمها بتراكم تجربتها في الحياة وفي الفنّ.
كانت هيلين سابقة لعصرها، يبرز ذلك في أعمالها التي نبّهت عبرها إلى ضرورة حماية البيئة وأدانت الأسلحة النووية حال ظهورها في السبعينات، وقد رأت فيها هيلين سِمةً مميزة لنهاية القرن. كما ساندت حركة الطلاب في أحداث مايو 1968 وهو أكبر إضراب عام شهده تاريخ فرنسا والإضراب الأول من نوعه على مستوى البلاد، وأنجزت حوالي 63 عملا فنيا معبرا عن التزامها بتلك القضية وقد أُلغِيَ معرضها ذاك عدة مرات قبل أن يُحسَم أمر افتتاحه بدعم من الشاعر جاك بريفار Jacques Prévert.
أظهرت هيلين دو بوفوار، في لوحاتها ونقوشها، رفضَها للنفاق الأخلاقي وللقمع وأبرزت قسوة حياة النساء الصعبة غالبا: مثلما في اللوحات التي تصوِّر الريفيات في البرتغال خلال الحرب العالمية الثانية، وتلك التي تُقدِّم العاملات الإيطاليات في حقول الأرز، كما دعمت إجراءات تنظيم الأسرة منذ 1960، ووقعت على بيان الـ343 امرأة الذي كُتِبَ فيه: "لقد قمتُ بالإجهاض" وهو بيان ظهر في العدد 334 من مجلة لونوفيل أوبسرفاتور في أفريل 1971. كما انخرطت هيلين في الحركة النسوية، وأنجزت أعمالا فنية مميزة حول كل موضوعات تحرير النساء.
بعد ذلك، وفي ستراسبورغ Strasbourg ، دافعت هيلين عن شابة متهمة بقتل رضيعها ووقعت تبرئة المتهمة وشاركت هذه المناضلة الفاعلة في منظمة أنجدوا النساء " SOS Femme " في إنشاء ملجأ للنساء المعنَّفات، وكانت أول رئيسة له لمدة سنتين قبل أن تستقيل من تلك الخطة وتنصرف إلى الرسم مستمرة في التنديد بالقمع الذي تتعرض إليه النساء في لوحات مثل "رجل يقدم امرأة للوحوش" و"النساء تُعانينَ والرجال يحكمون" و"مطاردة الساحرات ما تزال قائمة" وهي لوحات "تعتبر اليوم في كل العالم مَرجِعاً لحقوق النساء" كما تقول كلودين مونتوي. كما سافرت هيلين دو بوفوار إلى الولايات المتحدة، وزارت عيادات الصحة في كاليفورنيا Feminist Women s Health Centers التي تدعمها أختها سيمون، والتي هاجمها بعض المتدينين المتطرفين وخربوها بالقنابل. ومثل أختها سيمون، تعتبر هيلين عنصرا محوريا في الحركة النسوية الفرنسية، إذْ نلفيها تقول: "في سنة 1975، أدركتُ فعليا كيف يمكن أن يكون قَدَر النساء... إنها السنة التي وقع فيها قتل 4 نساء، في ستراسبورغ. الأولى رمى بها زوجها من النافذة والثلاث أخريات توفين جَرّاء الضرب".
أزمة "الأخت الصُّغْرى"
كان أبوهما جورج بارتراند يعشق المسرح فجعلهما تكتشفان النصوص الكلاسيكية الفرنسية، وهو أمر دفع سيمون إلى اختيار أن تكون كاتبة وقد شرعت في ذلك مبكرا في حين اتجهت الصغرى إلى الرسم سعيدة لكونها وجدت "أخيرا نشاطا لا تقدر أن تنافسني فيه سيمون" على حدّ ما جاء في أحد اعترافاتها. وقد عبّرت هيلين عن تلك الوضعية الحرجة لكلودين مونتوي كاتبة "الأُختان بوفوار" قائلة: "أن نكون الأصغر في العائلة أمر قاسٍ جدا" وأخبرتها أنها تتمنى أن يكتب أحدهم عن مكانة الأخت الصغرى القاسية والنتائج التي تنجر عنها طيلة الحياة.
لئن حققت هيلين شهرة كبيرة في العديد من المدن الفنية الكبرى حول العالم مثل لشبونة، ميلانو، فيينا، برلين، البندقية، مكسيكو سيتي، روما، بوسطن، نيويورك، وكيوتو فإن شهرة الأخت الفيلسوفة التي طبع علاقتها بها طيلة حياتهما مزيج غامض من الحماية والهيمنة فرضت عليها أن تبقى دوما في الظل على الأقل في وطنهما فرنسا.
ورغم أنهما كانتا مقربتين جدا وعلى تواصل دائم، وأن سيمون دعمت ماديا عمليات إرسال لوحات هيلين إلى العديد من المعارض خارج فرنسا، وقدمت لها تذاكر الطائرة لحضور افتتاح عروضها في اليابان وألمانيا وايطاليا والولايات المتحدة وفي بلدان أخرى، بل وبذلت جهودها لتتمكّن هي أيضا من حضور أغلب افتتاحيات المعارض إلا أن حضور سيمون كان يزعج هيلين إلى الحدّ الذي جعلها تشعر بأنّ الكثيرين ممن كانوا يأتون إلى معارضها إنما هم جاؤوا فقط من أجل التعرف على أختها سيمون، على حد اعترافها لكلودين مونتوي. أمر آخر صدمها وأحزنها كثيرا ويتمثّل فيما كتبته سيمون في كتاب "الجنس الآخر" من أن الرسامات يرسمن لأن لديهن أوقات فراغ، مما يعني أن "إبداعهن" ترفيهي وترف، وهو ما مثّل موضوع اختلاف بين الأختيْن لفترة طويلة وانتهى بأنْ "أدركت سيمون العراقيل التي توجّب عليّ مواجهتها باعتباري إمرأة فنانة"، فتراجعت عن موقفها قائلة أمام ثلاث آلاف طالب في إحدى المدرجات الجامعية في طوكيو إن العمل الفني مكلف جدا وإن العائلة تقدم دعمها المادي للرسامين الرجال لا للنساء وإنّ "تجار الأعمال الفنية لا يراهنون على الشابات الرسامات لأنهم يعتقدون بأن النساء لا يمتلكن الموهبةّ.
خلال مسيرتها الفنية والنضالية، أبدت هيلين إصرارا أكثر من أختها سيمون على استنكار سيطرة الذكور سواء على المستوى الأسري أو في المجال الفني وفي المجتمع عموما، من ذلك أننا نقرأ في كتابها "ذكريات لم تعد موجودة اليوم" قولها: "كنتُ نسوية قبل سيمون بوقت طويل وقد اعترفت هي بأنها قبل كتابة الجنس الآخر لم تكن قد فكرت في تلك المسألة. إنها لم تُعان أبدا من كونها امرأة".

ودمتم بخير



#رويدة_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختفاء من الشبكة العنكبوتية واستخدام البيانات الشخصية في ا ...
- الفقد الطوعي للخصوصية : كيف تطور مفهوم -الخصوصية- من جون ستي ...
- السيلفي بوصفه تمجيدا للتفاهة جونثان دوداي
- فلسفةُ الحُشود: اتَّبِع الحركةَ وتجنَّب التَّحْديقَ في الآخر ...
- حماية البيانات في عصر إنترنت الأشياء (القانون، والحَوْكَمة و ...
- العمل في عصر ما بعد الرقمنة: أي مهن لسنة 2030.
- هل تُشكِّل الروبوتات والذكاء الاصطناعي خطرا على البشرية؟
- إيقاعُ الجسد وفلسفةُ الرّقص
- مبدعاتٌ إيرانياتٌ يُحارِبْنَ شرورَ وطنٍ بصِيغة المُؤنَّثِ : ...
- ميناتا ساو فال: رائدة الكاتبات الفرانكفونيات
- باتريك شاموازو: النيوليبراليّة عملية غادرة تستنزف إنسانيةَ ا ...
- أي مهن للمستقبل في ما بين سنوات 2030 و2050 ؟
- هو وهي والquiproquo الازلي
- الأنوثة بين التجريم الذكوري والبناء الحضاري
- قصور من رمال
- الانثى في الرواية التونسية
- بداية القرن XIX تأليف صحيحي مسلم والبخاري
- ذهان Psychoses
- التعليم والأصولية وتفريخ العنف
- التاريخ وهم أم حقيقة: مقبرة توت غنج أمون مثالا


المزيد.....




- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رويدة سالم - هيلين دو بوفوار.. الفنّانة التي عانت أزمةَ -الأخت الصُّغرى-