أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رويدة سالم - فلسفةُ الحُشود: اتَّبِع الحركةَ وتجنَّب التَّحْديقَ في الآخرين يانيس كونستانتينيداس















المزيد.....

فلسفةُ الحُشود: اتَّبِع الحركةَ وتجنَّب التَّحْديقَ في الآخرين يانيس كونستانتينيداس


رويدة سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7588 - 2023 / 4 / 21 - 20:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فلسفةُ الحُشود: اتَّبِع الحركةَ وتجنَّب التَّحْديقَ في الآخرين

يانيس كونستانتينيداس


هل يمكن لروبنسون كروزو، على افتراض أننا أخرجناه من الحكاية إلى الواقع، أن يقبل الآن أن يعيش وحيدا في جزيرة لم تطأها قَدَمُ غيرِه؟ ألا تشي كثرةُ الإعلانات عن رحلات فرديّة إلى جزر نائية وغير مأهولة برغبة مواطن الحداثة وما بعدها في العزلة بعد أنْ أذابه أسلوب عيشه الجديد وسط جُموعٍ لا يعرفها عادةً؟ الحقّ نقول إنّ الجزر غير المأهولة إنّما هي الآن شبيهة بحُلمٍ1، إذْ كلّما ذهبنا إلى مكان نقدِّرُ أننا سنكون فيه بمفردنا نُلفي فيه حشودًا مِمّنْ سبقونا إليه، حتّى ليُخيّل إلينا بأنّ هذا العصر إنّما هو عصر الحشود والتزاحم على كلّ شيء. وهو الأمر الذي سعى الباحث الفلسفيّ يانيس كونستانتينيداس إلى تفكيكه والبحث في صلته بالحريات الفردية.
يقول الباحث إنّه لا أحد يرغب، من باب اللياقة، أن يورط نفسه في الزحام وفي التدافع وسط الغوغاء، غير أنّ الواقع يقول عكس ذلك، فالمظاهرات الكبرى صارت اليومَ أكثر جلبًا للناس من أي وقت مضى، كما لو أن المرءَ يجد نوعا من المتعة وإن كانت حيِيّةً في الانصهار الكلي ضمن الحشود. ما الذي يمكن أن يدفع عشرات الملايين من الأفراد ليتلاصقوا، طيلة ساعات ودون أدنى اكتراث براحتهم الشخصية، من أجل مشاهدة ألعاب نارية سريعة الزوال سوى تلك الذكرى المبهمة لوضعية جنينية كنا فيها في منتهى العجز، نتدحرج في كل اتجاه دون توقف؟ يتخلى كل فرد، ضمن تلك التجمعات، ودون ندم، عن الحميمية الخاصة التي يُدافع عنها بشدّة، سامحا بذلك للآخرين بملامسة جسده، وجَسّه، ودفعه أحيانا بكلّ صَلَفٍ.
كيف يقبل المرء أن يتخلى، بكل استخفاف، عن حريته الفردية لينغمس في اللامسؤولية الجماعية؟ الحقّ أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا عبر رغبة مضطربة تعتور الذات وتحفزها لأنْ تذوب داخل الحشد، وهي رغبة ممزوجة بنزعةٍ غير معلنة في تماهي تلك الذّات بمَن حولَها من ذوات الآخرين. يمكن للحشد أن يكون مرعبا، ولكنه ودود أيضا، بمعنى أنه يبتلع أفراده مثلما فعل كرونوس مع أبنائه أو كما يفعل الثقب الأسود مع المادة. وهو لا يُشكّل في الوقت ذاته كُلاً متجانسًا وإنما هو كومةٌ بلا رأس كان يمكن أن يساعدها على أن تنمو، إن جاز التعبير، إلى ما لا نهاية. إن ذاك الدفء "الفوق بشريّ"، أيْ ذلك الاختلاط الذي لا يبلغ مرتبة التقارب الفعليّ، هو ما يتم البحث عنه، وإنْ بشكل واعٍ نوعا مّا، داخل الحشد.
ولئن كان المندسّون في الحشود هم، في الحقيقة، انتهازيون يندمجون بين الناس ليُخفوا سوءاتهم، فإنّ كل الآخرين الذين يتواجدون في الحشد إنما يتواجدون فيه بسبب عجزهم عن البقاء وحيدين، وأحيانا من أجل إقامة علاقات حقيقية مع بني جنسهم(2). والحشد في هذا المعنى حلٌّ مناسب للمرء المعزول، بما أنه يمكّنه من أن يختلط بالآخرين دون أن يكون مجبرا على الحديث معهم أو حتى مجرد النظر إليهم. وبذلك يكون هناك العديد من الخلايا التي تتقاطع دون أن تلتقي مطلقا. فعبر الحركة نفسها، يفر المرء من نفسه ويفر من الآخر متوحدا مع الحشد، على حدّ قول بودلير(3).
نلاحظ، من هنا، قصور أنموذج "الحشد الوحيد"(4)، فكل فرد ضمن الحشد هو، بكل تأكيد، وحيد لكنه يذوب، مباشرة، في كتلة مبهمة، متنوعة ورخوة بإمكانها أن تتسع أكثر، أو أن تنحلّ سريعا، وبذلك يكون "الجمع صفرا". فالحشد، كما بين كياركيغارد، هو مصطلح مجرّد يُفيد العدَدَ، وسيكون من العبث البحث في صلبه عن أفراد بالمعنى الحرفي للكلمة(5). فهو إذْ يجرفهم بدفقه يصعب عليهم أن يضعوا خصوصيتهم في المقام الأول وأن يسيروا ضد التيار. هي إذا عزلة نسبية تماما، والمتسكع البودليري الذي يستمتع، بشكل غريب، بالحشد هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، لأنه ليس أحد عناصر الحشد حقا، بل هو مُشاهِدٌ له أكثر من كونه لاعبا فيه. وترف الانفصال هذا، أو هذا الوهم بالاستقلالية، لا يمكن طبعا أن يجيزه المرءُ لنفسه في مدن دول العالم الثالث المكتظة سكانيا. ففي داكا (عاصمة بنغلاداش) على سبيل المثال، حيث يتكوّم خمسة عشر مليون ساكنٍ، لا يُتْرك أحدٌ وحدَه مطلقا(6). بل إن اليأس الوجودي للمُسِنٍّ الغربيِّ، المجبَرِ على العيش وحيدا، هو أمر مجهول تماما، حيث يستحيل على المرء، في هذه الحالة، الاستسلامُ لفرح التأمل الكئيب أو التأسّي على قدره التعيس، لأن الفضاء –لا نجرؤ على قول إنه فضاء حيويّ- وأوقات الفراغ لا يُتيحان ذلك.
"العيش المشترك" بالنسبة للبنغلادشيين ليس مجرد شعار إشهاريّ وإنما هو واقع لا مناص منه، والاختلاط المتعمَّد بالجموع مثلما يفعل رجل الحشد(7) ((The Man of the Crowd للكاتب "إدجار آلان بوي" حينما يكون ما يزال بإمكانه الهرب منه هو، أيضا، على أقل تقدير أمر مربك. ذلك أن الحشد الكثيف واللزج والخانق هو، في العمق، عاطفيّ. فهو، وإن لا يوفر التحقق الذاتي، يمنح لكل راغب فيه، الطمأنينة اللذيذة الناجمة عن غياب الهوية الفردية.
كان جوستاف لوبون قد ركّز في كتابه "علم نفس الحشود" على تلك "الروح الجماعية" التي تنوب عن الشخصية الواعية لكل فرد، لكنه لم يكن قد عايش الحشد المعاصر "الودود" و"المحب للاحتفال"(8)، الذي يتعجّل الذهاب إلى باريس-الشاطئ أو إلى مشاهدة مباراة كرة قدم، مشكلا أنموذجَ تسامٍ لتخفيضات ثمن إنسان الحداثة المحبط. لا يمكن للحشد، حسب "لوبون"، إلا أن يكون مجرما أو بطلا. في حين أنه اليوم، وفي أغلب الأحيان، تدفٌّق لزج للمشاعر الطيبة: وصورة ذلك احتضان المرء لجاره بعد تسجيل هدف أو المعانقة التي تكشف الحميمية الشخصية extimité ، تحت شمسية قدمتها بلدية باريس. يبدو أن هذا هو الدليل على أعلى درجات الاندماج الاجتماعي الذي يمكن أن يبلغها عصرٌ صار فيه الأصدقاء الافتراضيون والمتابعون في مواقع التواصل الاجتماعي فخورين بصفاتهم تلك. بيد أن هذه المشاعر الأساسية لم تعد خامًّا بل صارت مغشوشة مثلما يشهد على ذلك "التجمع المفاجئ" ( الفلاش موب) والذي يَدَّعي أنه عفوي لكنه في الواقع خاضع لتنظيم من قبل مُنَسِّقين مجهولين وغير مرئيين.
هذا المجتمع الزائف، ذو العلاقات القسرية الموغلة في الوهم، هو من الآن فصاعدا مخصص لشديدي التعاسة (unhappy many). لذلك فإن دارسة نفسية جديدة للحشود غدت مُلحّة اليومَ. وقد رسم خطوطها "بوي" منذ 1840 في ذلك النص المذهل الذي يبدأ مثل حكاية بوليسية لينتهي على شكل شهادة ميتافيزيقية. قيل الكثير حول الجريمة التي يعزوها الراوي آلان بو، دون مزيد من التوضيحات، للرجل المُسِنِّ. ماذا لو أن تلك "الجريمة العميقة" أو "المحنة الكبرى"(9) لم تكن إلا رفضا منه للعيش كفرد مستقلّ وأن يكون على سجيته؟ على أي حال، لقد كان الرواي يتتبع، لفترة طويلة، ذلك الغريب مدفوعا بـ"خصوصيته المطلقة" التي يستحيل وصفها، لكنه في النهاية، وعلى نحو قاس، لا يتمكّن من اكتشاف سر غرابة الرجل المُسِنِّ غير القابل للتصنيف والذي يختلف عن الآخرين ممَّن يمتلكون على الأقلّ خصائص فردية مميزة نظرا لأن غموضه صرف؛ فهو لا يمكِّن أحدا من فهمه بما أنه إنسان دون خاصيات أي السيد "الجميع" الحقيقي. وإذا عكسنا الجملة المقتبسة من "سيلين" والتي يبدأ بها "غثيان" سارتر، سيكون بإمكاننا القول إن البطل هنا ليس بالكاد فردًا تامّا، وإن أهميته ليست إلا جماعية. وبناء عليه، فلا حاجة لمنحه اسما لأن ذلك سيكون تمييزا له، دون وجه حق، وإسنادا لهوية قد عمل هو على محوها.
الخنجر الصغير الذي اعتقد الرواي أنه رآه تحت المعطف الطويل (la roquelaure) للرجل المُسنّ لا يخلو من إحالة إلى القاتل بدم بارد في قصة آلان بو "برميل الأمونتيلادو"، لكن ما هو جنائي في حالتنا هو التعنت لقتل ما هو أكثر خصوصية في الذات. إذ يدفعنا، هنا، عدوُّنا الحميم، شيطانُ الانحراف، لنبذ ذاتنا وللبحث بنشاط عن تلك النشوة الخالية تقريبا من الروحانية التي يمنحها التَّماسُ مع حشد صاخب. وهذا لا يعني التبديد النشط للشخصية الذي تمجده الفيدا (الأوبانيشاد): أي فعل فصل الأنا الذي هو في الهند، على النقيض مما هو في القصّة، وسيلة للتغلب على التنافر الداخلي. يغادر إنسان الحشد، فيما يتعلق به، "الأنا الصغير" لا من أجل "الهو الأعلى" وإنما ليصير الـ"أيّ شيء" العظيم. إنه يقايض التناقض الحميمي بالفوضى الكونية.
النقّاد الذي يرون في الرجل المُسِنِّ وجها ثانيًا، أكبر سِنًّا، ععلى حدّ عبارة الرّاوي، هم بذلك يجانبون العبرة الرئيسية للحكاية والتي تتلخص في أن لا أحد له أهمية تذكر أمام الحشد (الشخصية المحورية) الذي تجر حركته العشوائية والمسعورة الجميع بشكل قدري. الرجل المُسِنّ هو شخصنة بيّنة للحشد المستعِدِّ دوما لارتكاب الجريمة دون أن تُوجَّه إليه أية إدانة. طابعه بالغ التقلب وتوتره الشديد عندما تبدأ الصفوف في التفكك وعودة إحساسه بالأمان عندما تعيد الصفوف تشكُّلها هي سمات نفسية عديدة خاصة بالحشد(10). الرواي هو أبعد ما يكون عن تعرف نفسه فيه، حتى إنه ينصرف عنه مشمئزا عندما يعي حقيقتَه، أي جوهرَه شديدَ الخفاء والذي يتعذّر بلوغه. لا يسمح الرجل المسن بأن يتمّ اختراقه بعد أن تخلص بوعي فائق من كل السمات الفردية. حتى إنه يعسر تصنيفه في أحد الأنواع (أو النماذج) المريحة التي تم استخلاصها، في مرحلة أولى، لأنه بصورة مّا أنموذج، أي "الإنسان الحشد" بامتياز.
وهكذا يعي الرواي عدم جدوى المراقبة الدقيقة التي كان قد انغمس فيها بنوع من الغطرسة في البداية: فالطبقات الاجتماعية والفئات السوسيو-مهنية تتلاشى أيضا بكل تأكيد، مثل الأفراد، في الحشد، ولا يبقى منها إلا ذلك الكل غير المتمايز، تلك الصهيرة عديمة الشكل التي هي الحشد (vulgus) المُتحرِّك(11). "أوغيست ديبان" ليست له أدنى قيمة هنا، فاسم المجرم لا يمكن الكشف عنه لأنه جمعيّ، ولا يمكن للتحقيق البوليسي، إذًا، إلا أن يتوقف فجأة. علاوة على ذلك، يتخلى الراوي عن ملاحقة الرجل المُسِنِّ حالما تتجلى له حقيقته، بل ويدرك أيضا أنه قد جرّه وراءه إلى وسط الحشد مجبرا إياه على مغادرة أمان ورفاهية موقعه المشرف عمّا حوله في المقهى ليغرقه في الليل والبرد. بيد أن محاولة إدراك الحشد من الداخل هو وضعٌ للنفس في حيّز الخطر، لأن الحشد لا يتسامح مع الخاملين والفضوليين، وقاعدته الضمنية التي يعرفها الجميع هي: اتّبِع الحركة وتَجنَّب التحديق في الآخرين.
انغماس الرواي التدريجي في الحشد بعد أن كان، في البداية، مراقبا له متنبها ثم متتبِّعا متفانيا، هو، في هذا المعنى، انحدار حقيقي في دوامة هائلة خرج منها سالما، لكن: بعد أن تحوّل. فهو كان قد أخضع نفسه طواعية، طوال نهار كامل، لانحسار وتدفق الحشد-الموج تاركا إياه يحمله مثل قوة طبيعية ولم يكن لديه وقت للتسكع(12) أو للضّجر. ففقد بذلك، وإنْ مؤقتا، صفاء ذهنه النقدي. لقد مكّنه تجلي الحقيقة، رغم أنها أتت متأخرة، من التملص، في الأخير، من الحشد والعودة إلى بيته-ذاته. إنها الدلالة الأكيدة على تعافي ذلك المتماثل للشفاء بعد أن أغواه، لبعض الوقت، الرجل المُسِن في إطار معنى كونه تجانسا كليّا مع الجمع ومع غريزة القطيع قبل أن يجد، في آخر لحظة، الشجاعة للبقاء وحيدا.
هكذا، يحذّر "بو" القارئ من غواية الذوبان، الكبيرة دوما، وسط الحشد للهرب من ذاته. فملجأ البعض هو مكان لهلاك الأشخاص الجديرين بهذا الاسم. وتكفي مجرّد نظرة مختلسة إلى هاوية الحشد اللانهائية لتدفع المرء إلى التراجع محمود العواقب عن التورُّط فيه. لقد فهم "آلان بو"، مثل معاصره "ماكس ستيرنار" كاتب "الوحيد وملكيّته"، أنّ كل تجمّع يسعى في الحقيقة، وإن بدا في ظاهره سخيّا، إلى أن ينتزع من الفرد أناه ويدفعه إلى التضحية بنفسه طواعية لصالح الجماعة.
رغم ذلك، علينا ألا نتسرع بالحديث عن الازدراء الأرستقراطي للدهماء، فالسادة وذوو الأصول النبيلة هم أيضا ينتمون إلى الحشد، والراوي لا يجدهم جديرين بأي اهتمام. إن الحشد المعاصر في حد ذاته هو من يقع التركيز عليه، هنا، واختيار لندن - تلك المدينة الأكثر كثافة في العالم، في ذلك العصر- كمكان للحدث ليس اعتباطيا. وإن قبلنا أن نرى في الرجل المسن تجسيدا للحشد اللندني سنسلِّم، ودون مشقة، بأن عبارتيْ "أسوأ قلب في العالم" و"قلب لندن الجبارة" (the heart of the mighty London)لا تُشكلان إلا كيانا دَلاليًّا واحدا.
يستحيل على أي حال، التمتّع، حتى بالنسبة إلى الفنان، بمشهد الأكوام البشرية التي تتشكّل في مثل تلك المدن الكبرى، مولدة، بالضرورة، البؤس والجريمة. ولا يجب أن تخدعنا الحشود بالغة الطيبة والعاطفية، لأنها يمكن أن تصير، سريعا، منذرة بالخطر عند رفض تودُّدِها إلينا. لذلك، كيف لا نفكر، فعليّا، بالموت المزري لـ"بو" الذي كان، دون شك، ضحية، في بلتيمور، للإيمان المفرط بمصلحة خاصة لمجموعة من السفاحين؟ إنه الثأر الحيواني والشرير لرجل الحشد من ذلك الذي كشف خواءه.

***
1) هذه الإشارة مذكورة في النص المنقح بعض الشيء المنشور لأول مرة في "أخت الملاك" (العدد 10 خريف 2011 في الصفحات 124-129) وهو عبارة عن تعليق حر على أقصوصات "رجل الحشد" لإدغار آلان بو.
2) الشيء نفسه في قصة "مجتمع الشيهم" التي كتبها شوبنهاور، كل واحد منهم يقترب من الآخرين ليستدفئ ثم يبتعد عنهم تجنبا للوخز. إياب وذهاب متواصلان يذكراننا بحركة الحشد.
3) رسام الحياة المعاصرة، الفصل الثالث.
4) المحامي والسوسيولوجي الأمريكي دفيد ريسمان "الحشد الوحيد". وهذا الإحساس بالوحدة لا يشعر به، في حكاية "آلان بو" إلا جزء من التائهين في الحشد.
5) Individuum = وحدة غير قابلة للقسمة ولا للتجزئة.
6) ساحة بينغلاداش ويعيش فيها على الأقل 164 مليون نسمة تجعلهم الفيضانات المستمرة يقتربون أكثر فأكثر من بعضهم بعضًا.
7) في "رجل الحشد" لـ"آلان بو": الحشد، رغم كونه مجموعة عددية كبيرة يستحيل توحيدها، فهو عبارة عن كيان ميتافيزيقي على عكس النسخة التي كتبها بودلير.
8) يترك المتسكع البودليري مكانه للمحتفل (homo festivus) القهري الذي أبدع فيليب موراي في وصفه.
9) يقدم المقتطف في بداية "رجل الحشد" كما في أغلب نصوص "آلان بو" مفتاحا لقراءة الحكاية. يحوّر هذا الكاتب بعض الشيء حكمة لابريار "كل تعاستنا تأتي من عدم قدرتنا على أن نكون وحيدين" والتي ترى في "نسيان الذات والله" هي النتيجة الأساسية لخوفنا من الوحدة.
10) مصطح الـ folla كان ماريناتي قد تطوع بشرح طبيعته "الأنثوية" وبين قربه من مصطلح الـ follia أي الجنون.
11) بداية حكاية "رجل الحشد" تشير بشكل قوي إلى هذه الفقرة من التأملات الثانية لديكارت: "لو رأيت، صدفة، عند النظر من النافذة، أناسا يمرون في الطريق، فمرآهم يجعلني أقول إني أرى أناسا (...) ورغم ذلك فإنّ ما أراه عبر هذه النافذة إنما هو قبعات ومعاطف يمكن أن تغطي أطيافا أو دمى تحركها نوابض".
12) فالتر بنيامين محقٌّ في هذا الخصوص عندما أكّد، على نقيض بودلير، في (حول بعض الثيمات البودليرية) أن "رجل الحشد ليس متسكعا".


ودمتم بخير



#رويدة_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية البيانات في عصر إنترنت الأشياء (القانون، والحَوْكَمة و ...
- العمل في عصر ما بعد الرقمنة: أي مهن لسنة 2030.
- هل تُشكِّل الروبوتات والذكاء الاصطناعي خطرا على البشرية؟
- إيقاعُ الجسد وفلسفةُ الرّقص
- مبدعاتٌ إيرانياتٌ يُحارِبْنَ شرورَ وطنٍ بصِيغة المُؤنَّثِ : ...
- ميناتا ساو فال: رائدة الكاتبات الفرانكفونيات
- باتريك شاموازو: النيوليبراليّة عملية غادرة تستنزف إنسانيةَ ا ...
- أي مهن للمستقبل في ما بين سنوات 2030 و2050 ؟
- هو وهي والquiproquo الازلي
- الأنوثة بين التجريم الذكوري والبناء الحضاري
- قصور من رمال
- الانثى في الرواية التونسية
- بداية القرن XIX تأليف صحيحي مسلم والبخاري
- ذهان Psychoses
- التعليم والأصولية وتفريخ العنف
- التاريخ وهم أم حقيقة: مقبرة توت غنج أمون مثالا
- دهشة الملائكة : هيفي
- دهشة الملائكة 1 : لاجئ إيزيدي
- بعض مما روي عن الصبايا
- خربشة على أسوار ذاكرة مهدرة


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رويدة سالم - فلسفةُ الحُشود: اتَّبِع الحركةَ وتجنَّب التَّحْديقَ في الآخرين يانيس كونستانتينيداس