أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة فنية في قصيدة الشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعود :-حين قلتُ -أحبّك..-















المزيد.....

قراءة فنية في قصيدة الشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعود :-حين قلتُ -أحبّك..-


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7585 - 2023 / 4 / 18 - 08:18
المحور: الادب والفن
    


“القصيدة تكتب شاعرها” موريس بلانشو

قد كبــر الشوق عشرين عامـاً / وصار اشتياق /وما مــن دمـوع أداوي /بها حضرات الهمــــوم الجليــــلة/إلاّ قميــصي وقلبي،وكــلمة حزن نسيها الرفاق/تفتح حـــزنا كثيرا غــداة افترقنـــا /ولست على أحــد نادمــاً غير قلبي /فقد عاش حبـــاً معاق ...

" ليس الشعر أن تقول كل شيء،بل أن تحلم النفس بكل شيء" -سانت بوف-

تصدير:“رحيل-رفيق درب-ونبراسي في الليالي الحالكات (زوجي) ذات زمن متخم بالغيوم..أعادني بكل الوجع المطبق على الأرض والسماء إلى الورقة والقلم،وأنا على يقين بأن الشعر يجمل الروح..يصقل الذات،يفجّر الأحاسيس ويحلّق بنا في الآقاصي..
ومن هنا..صرت أعزف على أوتار الحروف سمفونية عشق لا ينتهي،وحب خالد يرفرف كالنوارس على صفحات البحار”(الشاعرة التونسية فائزة بنمسعود)

حــيـن قلتُ -أحبّـك..-

حين أخبرتك
أني أحبك
اهتز عرش الطغاة
وانشقّ إيوان كسرى
خمدت نيران فارس
وغاضت مياه بحيرة ساوة
فهل الحب نبي تخافه قبيلتي؟
قبيلتي التي انتقلت الى لعنة الجهل
يوم تخلت عن الحب وعن الشعر
حين قلت أحبك
فرعون نجا من الغرق ببدنه
واليم ما أوصل موسى بر الأمان
وخان الوديعة
وسفينة نوح تخلت عن راكبيها
وبات الطوفان كذبة
ورسائل السماء بهتانا وخدعة
فهل الحب يهودي الديانة؟
حين قلت أحبك
توقف بيتهوفن عن عزف سمفونياته
وتفرّق الفقراء في الأرض بحثا
عن وجه الله وعن الخبز في كف الله
والمشاعر طُويت طي السجل للكتب
فهل الحب جريمة؟
حين قلت أحبك
كل الحروف لامتني
وكأن-أنا من اخترع الحب
والحروف تعلم ان حبي خارق
لا يقبل التكرار
واروع ما فيه اجتياز جحيم القبيلة والنار
وما همّني قرار الشيوخ برجمي وجلدي
والحب دثـاري وجَلَــدِي
فهل الحب في عرف القبيلة عار؟
ألا ليت قومي يدينون للحب بالولاء
الا ليت قومي يعلمون
لماذا أحببتك دونا عن كل البشر
يا أنت يا مــن
في عينيك سكن الورع والشعر
ولولاك ما كتبت القصيدة
حبيبان نحن لحين
يفنى العمر
ويغفو القمر
ويصمت البحر
عن مد وجزر
احبك وأعلـمُ أن الحب للمحب حتفَـا
وأعلم جدا أنّــك في الحب أوفَـى

(فائزه بنمسعود)
يوميات مارقة - الجزء الثاني-

إذا اعتبرنا الخيال عند افلاطون هو الجنون العلوي وان الشعراء متبعون وان الارواح التي تتبعهم قد تكون خيرة او شريرة ،لكن أرسطو هو الذي اعترف لصاحب الحرف في قوة الخيال وبالمكانة اللائقة به واثنى على قدرته في المجاز واعتبر الخيال قوة وطاقة ضرورية في القول الشعري فحين نتعمق في النص الذي امامنا نحن اما ثنائية المجاز والعشق الذي دل عليه عنوان القصيدة فالشعر النثري لا يعتمد على التوصيل فحسب بل يسعى الى الجمالية اذ ترتفع بالذات الشاعرية عند معالي مصاروه بلغة رشيقة،وصور رامزة،وايحاءات كامنة في دلالات لا تخلو من فيض الاحاسيس والرؤى والخيالات القلقة التي تشير ولا تفصح والمدرك منها يكفي لفهم ابعاد الرؤيا وتحسس ما هجست به وعنه في معادلة بالغة العمق جوهرية الدلالة ..
عاشقة متمردة وثائرة توشوش الغيم وتغني للسماء..
تكتب الشعر بانفاس حارة واسئلة عميقة عن ماهية الجسد والروح..إمرأة مصلوبة على حافة الشوق،والعشق تشتعل كشعاع الشمس في خمرة البحر،تبوح في الحب رغم الغلاف التابوي المسلط على عناق الحب بسيف الخطيئة والقبيلة..نعم نص حار بلغته وبأسئلته الكبرى والحزينة وحرف حفيف ومشتعل كاشعة الشمس..لغة متقنة وبلاغة صاخبة تزف الهوى على اجنحة الغمام تكتب بضوء القمر ما تعثر من وجد في طوق اليمام وتغزل من سنابل وطنها ومن هذا السكون قصائد عشق صامتة رغم بوحها في اوردة الروح،فيسيل الحبر الاحمر على قراطيس العشق المباح في الخطى السماوية ويحكي للعابثين بالحب وللراقصين على الجمر بأن العشق كذب ان لم أمن بمن سواك،هي لا تريد ان تدفن هذا الحب في طين الجاهلية في التوابيت فهي لا تخجل من ضوء الشمس وتغزل القمر لحنا وتطرز المغيب وردا ..
على غرار رواد القصيدة الحديثة كأدونيس و امل دنقل و صلاح عبد الصبور و محمود درويش وغيرهم،اقتحمت الشاعرة التونسية السامقة فائزة بنمسعود عالم الغياب و التشظي كمفهوم اكثر اتساعا وعمقا في شعرها وربطته بحياتها الواقعية،كدلالات تعبيرية ومكونا اساسيا وبعدا محوريا للأنثى من نسيج العالم الواقعي الحديث او المعاصر،وأضحى وجودها الانساني كالاشباع الروحي مثلا،يمتاز بكونه حاجة ملحة،حاضرة،مبعثرة،متشظية وممزقة الاوصال ومشحونة بالتناقضات والمفارقات..و كذا احكام المجتمع الذكوري،والقبلي..
انطباعي الأولي أن الشاعرة فائزة بنمسعود مفعمة بالاحاسيس المرهفة والصادقة والمعبرة، وأحاسيس الحب الصادق،وللحب مصاديق كثيرة،قد نفصح عنها ونحن نقف في بعض محطات الحياة وقد نكتم،الإنسان الرجل والانسان المرأة يسيران في هذه المحطات متقاربين أو متباعدين،فهما جناحا الحياة،وهما محور الحب في جميع درجاته،قد يسيران متحالفين متعاونين متحابين،وقد يكونان متعاندين أو متخاصمين،وقد يكون التعامل بينهما وفق معيار المالك والمملوك والسيد والعبد،فقد تدفن امرأة حيّة مع زوجها المتوفى كما في بعض البلاد الأفريقية،وقد يتكلمان ويتفهمان أو يلزمان الصمت،وأحيانا يعطي الصمت إشارات أبلغ من الكلام،وقد يكون الصمت قاتلا.
“ حــيـن قلتُ -أحبّـك..-إبحار في سراديب الذات،ومصباح في زجاجة من الأرق والألم، والقلق،والسؤال والحب العاصف،إنّه ايغال في-الغرام النبيل-لا يملأه إلا الفضاء،وهو أيضا بحث عن دفء الرغبة في ظل سكون،وصمت،رهيبين يقلان صخب الرعشة والحلم..
تطلّ علينا هذه النفس المتشظية والهادرة من عتبة هذه القصيدة،وعتبتها عنوانها،وعنوانها يؤجج الإحساس فينا-بعشق قدسي لحبيب غائب/حاضر-يهجع خلف الشغاف..
تتثاءب الحروف..وتتململ الكلمات كي تتشكّل ابداعا شعريا يلامس نرجس القلب،وذلك في شكل فضاءات دالة على ما يشكل هذا العمل الشعري من عوالم إبداع..يتقاطع فيها وجع العشق بوجَع الحصار…
تتعدد المداخل إلى النص الشعري المعاصر وتتنوع،بحكم أنّه يبقى قابلا لأكثر من صورة تأويل،ومنفتحا على أكثر من شكل احتمال للمُمكن والتوقع للكامن..فمدار الإبداع عامة والشعر منه خاصة،بحث يسكنه الإرتحال إلى المجهول من الآفاق،والقصي من جماليات الكتابة ودلالات الفكر..توقا لتحقيق المغايرة للسائد الشعري..
وتبدو ملامسة تخوم الكون الشعري الذي تنحته نصوص الشاعرة التونسية-فائزة بنمسعود- مدعاة للتأمّل عبر إحدى عناوينها :"حين قلت أحبّك”،بإعتبار أنّ مثل هذا العنوان قد يختزل مُجمل العلامات الدالة على أسئلة متنه الشعري وجماليات صياغتها..فالعنوان رغم ما يشي به-بعده العاطفي-،إلاّ أنّه يُضمر كتابة دلالية تجعل منه أحد المفاتيح الأساس لفتح مغالق النّص الشعري،والكشف عمّا تبطنه من دلائل لا تخلو من علامات غموض وتعتيم،وتتوسّل به من أدوات كتابة سحرية،تبقى دوما متغيرة،ومتحوّلة من تجربة إلى أخرى،وحتى من نص إلى آخر داخل التجربة الشعرية الواحدة..فجوهر الإبداع تجاوز ينبغي دوما أن يدرك المدى الذي لا يُدرك،للكائن من الأشكال،والراهن من أسئلة الشعر..
أما المتن الشعري الذي ترسم معالمه نصوص هذا العمل الإبداعي وتحدّد المفيد من سماته الفكرية والجمالية في آن،فإنّه يقوم على تيمتين أساسيتين تشكّلان محوري القول الشعري، وهما الحب المزلزل-للتابوهات-والناسف للمسكوت عنه..وعطر الأنوثة..وذلك بمنأى عن -تربيات الوصاية-و"الأدب الخجول":

"واروع ما فيه اجتياز جحيم القبيلة والنار
وما همّني قرار الشيوخ برجمي وجلدي
والحب دثـاري وجَلَــدِي
فهل الحب في عرف القبيلة عار؟..

محوران يتنوّع حضورهما داخل القصيدة،إذ تأخذ علاقتهما أشكال التوازي أو التحاور أو التقاطع..وقد وزّعت الشاعرة-ببراعة واقتدار-قصيدتها المدهشة بينهما..
للشاعرة التونسية-فائزة بنمسعود- قدرة على استبطان اللغة وتشكيلها بحيث تعطي أقصى طاقتها في الدلالة على ما تريده وكأنما قد ألينت لها العربية..واللغة ليست صماء بكماء إلا حال استخدامها من قبل أصم أبكم أعمى فساعتها تجدها جامدة ..
وتظهر اللغة أسرارها حال الاجتماع والبناء إذ اللفظ في ذاته مجرد أداة ولا يظهر مكنونه ومعناه بغير اجتماع لذا كان اللفظ في مبني بحيث يكون لبنة من لبنات هذا البناء غيره في معجم..
من الجدير –في هذه القراءة المتعجلة-أن نتبيّن معالم البنية الصوتية للتشكيل اللغوي في هذه القصيدة (حين قلت أحبّك) في محاولة لربط هذه المعالم بما لها من دور في إنجاز التجربة،وفي تحقيق قدرتها التأثيرية،فالملامح الصوتية التي تحدّد الشعر قادرة على بناء طبقة جمالية مستقلة (1)،والبنية الصوتية للشعر ليست بنية تزينية،تضيف بعضا من الإيقاع،أو الوزن إلى الخطاب النثري ليتشكّل من هذا الخليط قصيدة من الشعر،بل هي بنية مضادة لمفهوم البناء الصوتي في الخطاب النثري،تنفر منه،وتبتعد عنه بمقدار تباعد غايات كل منهما،وهذا يعني أنّ إرتباط الشعر بالموسيقى إرتباط تلاحمي عضوي موظّف،فبالأصوات يستطيع الشاعر أن يبدع جوّا موسيقيا خاصا يشيع دلالة معينة،واللافت أنّ هذه الآلية الصوتية غدت في نظر النقاد مرتكزا من مرتكزات الخطاب في الشعر العربي الحديث،وهذا المرتكز يقوم على معنى القصيدة الذي غالبا ما يثيره بناء الكلمات كأصوات أكثر ما يثيره بناء الكلمات كمعان(2)..
إن المناخ الشعري الذي تبرعمت في ظلاله أشعار-فائزة بنمسعود-يتسم في مجمله بالتفاعل الخلاق مع الجانب الحداثوي وهذا ما أعطى قصائدها تحديثا شديد الألفة،من خلال لغتها التخييلية المشكلة تشكيلا عضويا ساعد على خلق معادل فني تلعب الذات دورا بارزا في أساسيات نموه وبالتالي تحوله الى وحدة تكوينية تجمع بين تشكيلاتها المتناهية الدقة كل ما هو متنافر ومتضاد حيث تؤدي هذه الأضداد وظيفتها في إنجاز الهيكلية الهندسية للصورة الشعرية المتوافقة مع إيقاع حركة الواقع والمتعارضة معه.عندما يحاول ذلك الواقع أن يفرض منطقا عقلانيا يتعارض والفضاء التخييلي للغة الشعر.
إن هذا البناء اللغوي،سوى في خاماته الأولية او المنتقاة لا ينسحب على القصيدة الحديثة فحسب،بل يتعداه الى التجارب التي اتخذت من قصيدة النثر وعاء تصب فيه ما يترشح من عملية التغطية التي تتعرض لها ذات الشاعر/الشاعرة..
ومن هنا فإن شعرية قصائد الشاعرة التونسية المتميزة حرفا ابداعيا خلاقا -فائزة بنمسعود-،تمثل خطوة أخرى باتجاه قراءة النص الآخر الذي بدأ يشكل خطواته في مسار القصيدة العربية وهي تتململ اليوم بكل اختزاناتها وسحرها وقلقها للخروج الى برية الاتساع حيث الشكل يمسك لذة الحلم،وحيث الحلم يفور في مسارب المعنى..
-والشاعرة-فائزة-تقيم طقوسها على تفاصيل الاشياء..حالمة او كاشفة او قائمة أو عاشقة وسط حرائقها وحرائق الآخرين،تفتّش عن أشياء اخرى بلون الجمر او لون الحب او لون الحرية..وهذه القصائد-التي قاربت معظمها-لا تخرج عن محاولات الشاعرة فائزة بنمسعود في التماس بنية نصها الحداثي المجبول على كشوفات الرؤيا الايقاع في تركيبة تزاوج بين شكل (تقطيع) وسردية حلمية تتكرر دائما كما وجدنا ذلك في قصيدتها (حين قلت أحبّك)..
ان قصيدة -العشق- تظل عصية..والشاعرة تظل قاسية مأخوذة ومقموعة بالنص تلم جسدها واحزانها وتسافر غاوية وسط ايقاعات يتداعى فيها كل شيء..تخرج من ذاكرة تكتب النص كتاريخ..انها ذاكرة الآخر الذي مازال يقيم وسط الأشياء حادا وطاغيا..يكتب للآتين في موكب الآتي الجليل..ولعل هذه جدوى أخرى تضاف لقصائد فائزة بنمسعود العذبةالتي تلتمس بصدق وجدية الخروج الى الجمال والحلم والاتساع والحب والحرية..-
وهنا..أضيف : إن الشاعرة فائزة بنمسعود.وهي تسابق الزمن في ركض محموم خلف الكلمة الشعرية المشبعة بالسحر والجلال،انما نراها تحاول من خلال تشكيل شعري يصل في كثير من تكويناته الى درجة من الشفافية والعفوية،أن تحقق القدرة على التوفيق بين أداته «اللغة داخل الشعر»وبين ترويض تلك الأصوات الضاجة في داخله الذي تمارس استمرارية طقس الاحتراق.
ومن هنا فهي تتموقع بين نزاعين يتطاحن فيهما الوعي واللاوعي،اليقظة والغياب،واختيارات لا حد لها،لعل من أشقها ان تختار المواصلة او النكوص،إلا ان «الدهشة الشعرية» تتغلب في الأخير على حوار المنطق العقلاني لتمسك بدفة القارب الشعري في محاولة للعبور نحو الضفاف المبتغاة..وهذا ما سيمهد السبيل الى أرض «معطاء» تليق ببذار القصيد القادم..
ما قبل الخاتمة :
ففي الغالب لا يمكن أن يكون الشعر شعراً إلا إذا كان مدعوماً بوعي بواقع العالم ونظرة معينة للأشياء المحيطة بنا،فلا بد من الاكتشاف والبحث عن لغة جديدة تحاكي الواقع الملموس فالشعر عند الشاعرة التونسية فائزة بنمسعود هو مجازفة وتجريب وكسر للثبات والجمود في قصائد يمكن تصنيفها بقصائد تجريبية تخلق عوالم أخرى يتنفس عطرها وتعطر ما حولها لما تحمله من رؤية إبداعية وعمق شعري.
على سبيل الخاتمة :
قد لا أبالغ إذا قلت أنّي لست من الذين يتناولون القصائد الشعرية بأنامل الرّحمة ويفتحون أقلامهم أبواقا لمناصرة كلّ من ادّعى كتابة الشعر،إلاّ أنّي وجدت نفسي في تناغم خلاّق مع هذه القصيدة التي فيها كثير من التعبيرية وقليل من المباشرة والتجريد تغري متلقيها بجسور التواصل معها،مما يشجع على المزيد من التفاعل،ومعاودة القراءة والقول،فكان ما كان في هذه الصفحات من مقاربة سعت إلى الكشف عن بعض جماليات هذه القصيدة مربوطة بالبنية اللغوية التي عبّرت عنها..
والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع :
هل لامست كلمات الشاعرة الفذة فائزة بنمسعود شيئا ما في دواخلنا وحركت بحور عشق ساكن فينا ؟ وهل هزت وتراً ما من مشاعرنا وألهبت حماسنا لأخذ زمام المبادرة لصياغة قصيدة تهدى-لحبيب (ة)-نتوسّد طيفه (ا) ونخترق لأجله(ا) سجوف-الصمت والمسكوت عنه-بفعل طقوس قبلية بائدة وموغلة في التحجّر والإنغلاق..!!

"فهل الحب جريمة؟.ألا ليت قومي يدينون للحب بالولاء
ألا ليت قومي يعلمون
لماذا أحببتك دونا عن كل البشر.."
ويظل الجواب..عاريا..حافيا..ينخر شفيف الروح..
تحياتي للشاعرة التونسية المبدعة فائزة بنمسعود
أدعو لها إلى مزيد من الإبداع والتألق،وأخيرا أهدي لشاعرتنا أبياتا جميلة للشاعر أبو الطيب المتنبي،أرى أنها قريبة المعنى والمقصد من قصيدتها :

أبلغ عزيزا في ثنايا القلب منزله أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وإن طرفي موصول برؤيته وإن تباعد عن سكناي سكناه
ياليته يعلم أني لست أذكره وكيف أذكره إذ لستُ أنساه
يامن توهم أني لست أذكره والله يعلم أني لست أنساه
إن غاب عني فالروح مسكنه من يسكن الروح كيف القلب ينساهُ؟
ولنا عودة إلى تجلياتها الشعرية الخلاقة عبر مقاربات نقدية مستفيضة..


الهوامش:

1-اللغة العليا ص: 116جون كوبن.. ترجمة أحمد درويش.. ط2 القاهرة 2000
2-البنيات الأسلوبية في لغة الشعر العربي الحديث ص: 38-ط-الإسكندرية -اللغة العليا-ذُكٍر سابقا-ص: 74



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يرسم الشاعر التونسي القدير جلال باباي بالكلمات لوحاته ال ...
- قصائد الشاعر التونسي المدهش-د-طاهر مشي-تلج عتباتها المزدحمة ...
- الشاعر التونسي القدير جلال باباي : شاعرٌ يشبه شعاع الشمس الذ ...
- قراءة في قصيدة (” هذا الهوى..يطربني”) للشاعر التونسي القدير: ...
- حين ترتقي الكاتبة/الشاعرة التونسية السامقة فائزة بنمسعود بخط ...
- المبدعة التونسية السامقة فائزة بنمسعود تتنفّس شعرا..وتؤسس-لن ...
- عندما تنثر أزهار الشاعر التونسي القدير جلال باباي عبقها (-قص ...
- جلال باباي : شاعرٍ تونسي أنهكته المواجع ونالت منه الأزمنة ال ...
- في حوار لا يخلو من الصراحة والشفافية مع الشاعرة/الكاتبة التو ...
- جلال باباي..شاعر تونسي كبير..عرفته في زمن مفروش بالمواجع..وع ...
- اشراقات الصّور الشّعريّة..وتجليات التكنيك الفني في قصيدة -أخ ...
- الشاعر التونسي القدير د. طاهر مشي..والناقد محمد المحسن وجهًا ...
- تمظهرات العمق الإبداعي..وتجليات البعد الفني في قصيدة - ناديت ...
- التطريز الإبداعي ..بأنامل الشاعر والكاتب التونسي القديرد-طاه ...
- شاعرة تونسية فذة منبجسة من ضلوع ولاية الكاف الشامخة.. تنتصر ...
- الشعر في الطقوس الإبداعية لدى الشاعرة التونسية الكبيرة فائزة ...
- الصدقة : فضلها عند الله كبير..وأجرها عظيم
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى الطبي ...
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى الأست ...
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى الصيد ...


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة فنية في قصيدة الشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعود :-حين قلتُ -أحبّك..-