أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد المحسن - الصدقة : فضلها عند الله كبير..وأجرها عظيم















المزيد.....

الصدقة : فضلها عند الله كبير..وأجرها عظيم


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7516 - 2023 / 2 / 8 - 12:06
المحور: المجتمع المدني
    


الإهداء : إلى ذاك الرجل الرحيم..الذي مسح الدمعَ من على خدي النحاسي..وشدّ أزري في محنتي " الإغريقية" بكل تكران للذات..
إليك يا أستاذنا الجليل : المبروك العابدي..يا من لك عند الله مكان وثير


تصدير
“الصدقة عبادة لا يقبلها الله إلا إذا دفعها المسلم لمستحقّيها بنيّة التقرب إليه سبحانه وتعالى.”


قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن الصدقة تأتي الصدقة على رأس أعمال الخير لأنها تساعد المحتاج وتُشعره بأن هنالك من يقف معه ولا يتركه وسط العوز والحاجة،لتؤكد أن التكافل المجتمعي والإحساس بالآخرين حاضر دوما.
وتُعد الصدقة من أكثر صور الأعمال الخيرية التي يقوم بها الناس لمساعدة أبناء المجتمع الواحد،ليكون الخير مُضاعف الأجر
الصدقة من أشرف الأعمال وأفضلها،حث الله عليها في كتابه العزيز فقال جل من قائل: {وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [الحديد:18] وقال: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)[الحديد:11].
وإذن؟
الصدقة إذا،تدفع المصائب والكروب والشدائد،وترفع البلايا والآفات والأمراض،حيث يربي الله تعالى الصدقات،ويضاعف لأصحابها المثوبات،ويُعلي الدرجات،وجاء الأمر الإلهي للرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ الصدقات والحث عليها،قال تعالى : (خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها…)، سورة التوبة: الآية 103.
ومن هنا كان لزاماً على العبد ـ إن هو أراد فلاحاً ـ أن يراعي محبوب الله في ماله؛ بحيث يوطن نفسه على ألاَّ يرى من وجه رغَّب الإسلام في الإنفاق فيه إلا بادر بقدر استطاعته، وألاَّ يرى من طريق حرم الإسلام النفقة فيه إلا توقف وامتنع.
وإن من أعظم ما شرع الله النفقة فيه وحث عباده على تطلُّب أجره: الصدقةَ (1) التي شرعت لغرضين جليلين: أحدهما: سد خَلَّة المسلمين وحاجتهم، والثاني: معونة الإسلام وتأييده(2). وقد جاءت نصوص كثيرة وآثار عديدة تبين فضائل هذه العبادة الجليلة وآثارها، وتُوجِد الدوافع لدى المسلم للمبادرة بفعلها.
وهذه الفضائل والآثار كثيرة جداً تحتمل أن يفرد لها كتاب فضلاً عن أن ترسل في مقال..
علو شأنها ورفعة منزلة صاحبها:
الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل؛ ودليل ذلك حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً: "وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً"(3)، وحديث: "من أفضل العمل: إدخال السرور على المؤمن: يقضي عنه ديناً، يقضي له حاجة، ينفس له كربة"(4). بل إن الصدقة لتباهي غيرها من الأعمال وتفخر عليها؛ وفي ذلك يقول عــمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: "إن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم"(5).
لقد حث الإسلام على التبرع وفعل الخير وتقديم المعروف للناس بكل صوره وأشكاله،لأنه من التعاون الذي أمر الله به،قال تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِر وَالتقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان (المائدة 2 )
والتبرع ببذل المال لمن يستحقه إن ارتبط بنية التقرب إلى الله تعالى فهو صدقة مندوبة،لأن فيها نفعاً للفقير وعوناً للضعيف وإغاثة للملهوف،ومساعدة للعاجز وتقوية له على أداء فرائض الله تعالى بتأمين حاجاته وحفظ حياته ؛ قال صلى الله عليه وسلم، خير الناس أنفعهم للناس (رواه الطبراني) .
وفي الصدقة شكر الله تعالى على نعمه العميمة،فالمال والغنى نعمة عظيمة تقتضي شعور المؤمن بزيادة المسؤوليات التي يتحملها تجاه نفسه وتجاه أسرته ومجتمعه ودينه،وهي دليل صحة إيمان مؤدّيها وتصديقه بوعد الله في مضاعفة الأجر،قال تعالى مَنْ ذَا الذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاَللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (البقرة 245)،وقال صلى الله عليه وسلم واصفاً عظيم الثواب عليها أيّما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة،وأيما مؤمن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم،وأيما مؤمن كسا مؤمناً على عري كساه الله من خضر الجنة (رواه الترمذي) .
ولا فرق في أحكام المتصدق بين الرجل والمرأة،ويجوز لِلمرأةِ أَن تتصدق من بيت زوجها للسائل وغيره إذا أذن لها صراحة أو ضمناً .
والأفضل في صدقة التطوع أن تكون سراً،فهذا أقرب إلى صدق النية وأبعد عن الرياء وأحفظ لكرامة الفقير ومشاعره، وإن كانت تصح ويثاب عليها في العلن قال تعالى إنْ تُبْدُوا الصدَقَاتِ فَنِعِما هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفرُ عَنْكُمْ سَيئَاتِكُمْ ، وَاَللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (البقرة 271)، والتصدق في الخفاء يحمي المؤمن من أهوال يوم القيامة.
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (رواه البخاري)،وقال أيضاً صدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وكل معروف صدقة (رواه الطبراني) .
ودفعها في رمضان أفضل من دفعها في غيره لا سِيّما في العشر الأواخر منه.
سئل،صلى الله عليه وسلم،عن أفضل الصدقات فقال صدقة في رمضان (رواه الترمذي)،فالحسنات تضاعف فيه،ولأن الفقراء فيه يضعفون ويعجزون عن الكسب بسبب الصيام،والصدقة تعينهم على أداء هذه الفريضة،كما أن من فطّر صائماً كان له مثل أجره،لذا كان الإنفاق على أفراد الأسرة وأهل البيت في رمضان مستحباً فهم صائمون .
ولا يجوز إيذاء الفقير والمنّ عليه بالصدقة،ومن يفعل ذلك يُضِيعُ عملَه ويُبْطِلُ ثوابَه ؛ قال تعالى الذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُم لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنا وَلاَ أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 262) .
فالصدقة عبادة لا يقبلها الله إلا إذا دفعها المسلم لمستحقّيها بنيّة التقرب إليه سبحانه وتعالى .
خلاصة القول:
تعد الصدقة أحد أكثر الأبواب المحببة إلى الله سبحانه وتعالى،إذ بيّن فيها منافع الصدقات وآثارها على الإنسان والمجتمع،إذ يرفع الله ببركتها البلاء عن المتصدق ويشفيه ويعافيه من أمراضه ويفرج بها همومه، فالصدقة ترفع البلاء عن المتصدق نفسه وعن أهل بيته أيضاً، وتمثل هذه واحدة من أهم فوائد الصدقة،
كما أن الصدقات أيضًا تمنع ميتة السوء،فهي تحتوي على الكثير من الخيرات والبركات التي يحصدها المسلم في دنياه، بل وحتى في آخرته في حال قام بهذا العمل المحبب إلى الله عز وجل،وقد ذكرها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة.
(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ).
وهنا أشير إلى أن رمضان شهر الدعاء،فقد حثّ الله عباده على الدعاء بعد أن أمرهم بالصيام؛ لتتأكّد الرابطة بين الصيام والدعاء؛ فالله قريبٌ من العبد ويستجيب دعاءه، قال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وخير الدعاء ما كان للغير، فالمسلم يحبّ الخير لأخيه المسلم كما يُحبّه لنفسه؛ فيدعو الله له بأن يُفرّج همّه،ويزيل كربه،ويوفّقه في أمره،ويُعينه على الخير،ويدعو له بعد مماته كما دعا له في حياته،بأن يرحمه الله،ويغفر له.
اللهم أعنا على فعل الخير واجعلنا ممن يسابقون على فعله،واستعملنا لطاعتك وسخرنا لفعل كل ما يقربنا إليك واجعل لنا بصمة خير في هذه الدنيا.


هوامش :

(1) الصدقة : هي النفقة التي يطلب بها الأجر، وتطلق على الفرض والنفل، إلا أن عرف الاستعمال في الشرع جرى في الفرض بلفظ الزكاة، وفي النفل بلفظ الصدقة، انظر: المفردات، للراغب: 480، والتوقيف على مهمات التعاريف، للمناوي: 452، 453.
(2) انظر: جامع البيان، للطبري: 10 - 163، أحكام القرآن، لابن العربي: 1-230.
(3) قضاء الحوائج، لابن أبي الدنيا: 40 رقم: 36، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: 1 - 97 رقم: 176.
(4) شعب الإيمان، للبيهقي: 6-123 رقم: 7679، وصححه الألباني في صحيح الجامع : 2- 1025 رقم: 5897.
(5) صحيح ابن خزيمة: 4- 95 رقم: 2433، المستدرك، للحاكم: 1 - 416 وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى الطبي ...
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى الأست ...
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى الصيد ...
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى الأست ...
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى الأست ...
- هنا تطاوين : الأستاذ المختار صميدة (العدل المنفذ) قامة شاهقة ...
- هنا تطاوين : الأستاذ علي بن منصور (عدل إشهاد) قامة شاهقة في ...
- الأستاذ الفذ كمال الحداد (الإبن البار لجهة تطاوين) : نضيئ أع ...
- حين ينتصر شاعر مسكون بالإبداع في نخاع العظم..إلى شاعر نالت م ...
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى رجل ا ...
- التاجر الورع الحاج الحبيب الهوش : الإبن البارلولاية تطاوين ب ...
- إشرقات البعد الفني و تجليات الإبداع في قصيدة الشاعر التونسي ...
- الأستاذ التونسي القدير مبروك العابدي-عدل منفذ- نضيئ أعمالنا ...
- قراءة نقدية-متعجلة-في قصيدة الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي ...
- قراءة نقدية-متعجّلة- لقصيدة (نزرع الأشجار صباحا ) للشاعر الت ...
- جماليات الإنزياح اللغوي في قصيدة الشاعر التونسي د.طاهر مشي - ...
- ..حتى لا تكون أشعارنا راشحة بالمرارة،طافحة بالحزن ومتخَمة با ...
- اشراقات الإبداع..وتجليات المبنى الحكائي في القصة القصيرة جدا ...
- عمق الألم..وصدق الإحساس في قصيدة -وَداعاً مُطفّرَ النّوّاب- ...
- معالم الرؤيا الجمالية في قصيدة -دعيني أحبّك..بملء الفم والرو ...


المزيد.....




- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد المحسن - الصدقة : فضلها عند الله كبير..وأجرها عظيم