أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجم عذوف - رفع المصاحف في صفين ووثيقة مكة















المزيد.....

رفع المصاحف في صفين ووثيقة مكة


نجم عذوف

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أشبه اليوم بالبارحة , وما أشبه وجوه الأمس بوجوه اليوم في كل شيء , بالأمس وهذه الأمس ما يقارب الألف ومئات من السنين حينما كان الخصام السياسي على أشده بين خليفة المسلمين علي ابن أبي طالب عليه السلام وبين الخارج عن الخلافة معاوية بن أبي سفيان وبعد اشتداد ألازمة بين الفئتين ووصولها إلى طريق مسدود وعدم إذعان معاوية إلى الانضمام إلى مركز الخلافة والاقتياد بها وفي الأساس معاوية الرافض لهذا الوضع لشعوره بان أحقية وأهلية علي ابن أبي طالب تعني إن الأمويين لن يستطيعوا أن يتوارثوا الحكم إذا قدر لهم الانضمام إلى الدولة الإسلامية الجمهورية العادلة الديمقراطية التي تعني بالكادحين والفقراء وتساوي بينهم , وهو يريد الدولة الأموية قبل الإسلامية والملكية التي يتوارث بها الحكم أبناء أبو سفيان , هذه المتناقضات وهذه الأزمة أدت إلى نشوب حرب صفين بعد أن أجج الوضع أكثر وبمشورة عمر ابن العاص على معاوية بخوض هذه الحرب , وهكذا نشبت الحرب بين الطرفين , طرف يدافع عن كيان امة ومعتقداتها ومفاهيمها الإنسانية الراسخة وطرف يبغي الوصول إلى مبتغاه إلى دفة الحكم بأي ثمن كان وان انقسمت الأمة وتفرقت فهذا لا يهم , ودارت الحرب بين الطرفين وحينما شدت الحرب أوزارها وكانت الحرب سجال بين الطرفين إلى أن لاحت بوادر النصر في جانب الحق على الباطل ففي حينها رأى الطرف الآخر الذي بدا ينظر هزيمته لامحال عنها بدأ يفكر في حيلة للتخلص من الهزيمة واستمرار بقاءه فجاءت المشورة من عمر ابن العاص ترفع المصاحف والاحتكام إلى كتاب الله ليس إيمانا بالكتاب بل الخروج من مأزق الهزيمة التي أحس الطرف الآخر لاحقة به ولابد منها إن لم يفعل شيء حيال ذلك لبقائه واستمراره , وهكذا كان لهم ما أرادوا على الرغم من إن معسكر الحق المنتصر كان يعرف حينها إن هذه مكيدة وإنها حيلة شرع بها المهزوم لإيقاف الهزيمة ولكي يتسنى لهم إعداد أنفسهم مرة أخرى ورص صفوفهم لمواجهة الأمر بأساليب أخرى , كان لهم ما ابتغوا وما أرادوا لبقائهم وديمومة حكمهم , وكانت هذه وثيقة اتفق عليها الطرفان .. وسرعان ما نكثت هذه الوثيقة من الطرف الآخر ومارس أساليب بشعة في التقتيل والتعذيب لأصحاب الطرف الأول طرف الحق .
هذا ما كان بالأمس الأمس الذي مضى عليه ألف ومئات من السنين , أما اليوم وقد جاءت لنا وثيقة أخرى هي وثيقة مكة التي تم التوقيع عليها بحقن دماء الشعب العراقي وقد وقعت بإشراف ورعاية خادم البريطانيين والأمريكان والصهاينة حفيد معاوية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وعلى نفس النهج الذي سار عليه معاوية , وربما نتساءل الم يكن السعوديون هم الذين يصدرون الإرهاب إلى العراق ويدعموه من حيث العدة والعدد , الم يكونوا هم الذين أشعلوا فتيل الحرب بين العراق وإيران والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين وكانوا يدعمون نظام صدام بكل ما أوتوا من قوة ليجعلوا هذه الحرب كما يقول المثل ( كيدهم في نحورهم ) . استقبلوا بادئ ذي بدء يدهم الضاربة في العراق حارث الضاري للتدارس معه حول الوثيقة وماهيتها ولتهدئة الثورة السياسية العارمة في العراق ضد السلفيين والوهابيين والإرهابيين القتلة في ولتخفيف الأنظار المتجهة إليهم مما يقوموا به من أعمال قتل وتفجير ضد أبناء الشعب العراقي المسكين وإرضاء مشاعر البسطاء من الناس الذين تغلب عليهم اللعبة السياسية التي تقودها السعودية منذ سقوط الطاغية إلى لحظة توقيع وثيقة مكة ومكة منهم براء .
هل وثيقة مكة معنية بالعراقيين ومن يحميهم ويحقن دماءهم أم إنها جاءت بناء على رغبة الضاري وبعض الأطراف التي أرادت أن تحج العمرة بمعزل عن الشعب المسكين المغرر به والذي يتبع أهواء أطراف لا تستطيع أن تحميه أو تدافع عنه , وهل العراق الآن بدون حكومة وبدون إدارة سياسية لكي يأتي الضاري ومن لف لفه وبعض الأطراف التي أتخمت بملايين من الدولارات لكي تلعب بمقدرات الشعب وتظهر عليه بوثيقة حقن دماء الشعب وفي لحظة التوقيع على الوثيقة سالت دماء العراقيين وهجروا وقصفوا وذبحوا فيا لتعس الوثيقة ويا لتعس الموقعين عليها ويا لتعس الحكومة التي ليس لها لا من قريب ولا من بعيد بمعاناة الشعب وهمومه ..
أية حكومة هذه التي تعقد الاتفاقات وتوقع الوثائق بعيدا عنها , أية حكومة تلك المتحصنة في حصن منيع غير قادر الوصول إليه والعراقي يذبح ويقتل على مسمع ومرأى من العالم وهي لم تحرك ساكن غير وعود من ناطق باسم الحكومة أو من طرف يريد التقرب إلى الشعب بأنه سيحمي ويدافع ولكن في الحقيقة غير ذلك سوى إنهم يكنزون الذهب والفضة ويبنون القصور وينعمون بترف ليس له مثيل والعراقي يعاني ويسمع وعود كاذبة لا تستطيع أن تحمي فراشة تحوم في بساتين العراق وحدائقه .. الحزب الإسلامي والضاري وجيش المهدي و .. و ... والقائمة تطول وتعرض والمواثيق والوثائق والمعاهدات والتصريح في الفضائيات كلها تتباكى على مستقبل العراق والعراقيين وتدعوا إلى حقن دماء العراقيين وتحريم الدم العراقي فربما نسأل إن كان هذا كله من اجل الشعب ومصلحته إذا من الذي يقتل ويفجر ويذبح ويهجر على الهوية أهي وهم أم حقيقة إن كانت وهم فقد كذب من قال وان كانت حقيقة فمن فعل ويفعل ذلك ومن يدعمه ويهيأ له كل الأساليب ليمارس نشاطه بحرية في دولة عاجزة ضعيفة بقيادة كانت تبيع المحابس في أرصفة السيدة زينب وتتاجر بعملة التصريف بالدولار في شارع الحيدرية في السيدة زينب حكومة كانت تتاجر بالعراقيين في يوم ما حينما كان الطاغية يدمر بالبلد ويهجر بأهله .. هذا من ناحية الحكومة ورئيسها ولو إن الحديث ذو شجون وطويل ولكن اكتفي بشيء بسيط عنها حكومة الحسينيات .
ومن ادخل أو أشرك بهذه الحكومة رغم انفها وبقوة أطراف أخرى كانت في يوم ما سيف بيد قائدهم وملهمهم الطاغية صدام فآل الضاري الم يكونوا ساعد لصدام وسيفا بيده في المخابرات أبان حكمه المشئوم وألم تنصب أمارة آل الضاري أبان سقوط الطاغية أمارتها في خان ضاري وتدفع بكل ما أتت من قوة وبمساعدة الاماراة العربية والسعودية لقتل العراقيين عبر وسيطهم الكبيسي البليد والذي كان أبان حكم الطاغية مرشدا وموجها في اكبر جوامع بغداد .. وألم يكن عدنان الدليمي هذا الخرف الهزاز يوما ما موجها ومرشدا في حكومة تقتل وتذبح وتهجر العراقيين وهو يبارك ويؤيد ويساند حكومته الدكتاتورية العفلقية العوجوية التافهة واليوم يطل علينا من بطون الحكومة والبرلمان ليبرئ ساحته من القتل وكلنا على يقين وعلم بأنه وثلة من الدجالين أمثاله هم من يساند ويبارك قتل العراقيين ويساعد في عمليات التفخيخ والتفجير متسترا بذلك بالحكومة والبرلمان وكان قبة البرلمان كقبة الصخر أم إنها أستار الكعبة يحتمي بها كل قاتل ومجرم ودنيء , ونائب رئيس جمهوريتنا الموقرة طارق الهاشمي رئيس بما يسمى الحزب الإسلامي هو الآخر من الذين لطخت أياديهم بدماء الشعب العراقي سابقا ولاحقا ومساندتهم لقائدهم الجهبذ المغوار الذي ما زالت تفوح منه رائحة مغارة الجرذان النتنة وقد حصلوا في زمنه على شهادة الدكاترة ( دغتور ) في القتل والتعذيب وقطع الرؤوس والتفجير والتفخيخ وهيأهم لهكذا يوم ولو تحدثت عن الآخرين والقائمة تطول , ولا استثني من القائمة جيش ما يسمى بجيش المهدي الذي يسرح ويمرح في البلاد وهو البديل الأوحد لفدائيي صدام من كل النواحي من حيث الزي والممارسات وهم معظمهم
من مخلفات الفدائيين والبعثيين ورجال الأمن والاستخبارات أبان النظام السابق ليرهبوا ويقتلوا ويهجروا أيضا تحت ذرائع وحجج ما انزل الله بها من سلطان , كلنا يأمل بعراق ديمقراطي حر موحد يسوده الأمان والطمأنينة والسلام ولكن من يأتي هذا وعراقنا اليوم يرزح تحت تصفيات الحساب والمراهنات فيما بينهم وكل يسعى للوصول إلى مبتغاه والضحية واحدة سواء في زمن الطاغية أم الآن فهو الشعب المسكين الذي لاحول له ولا قوة سوى انه يوميا يقتل ويذبح ويفجر دون أن يحميه طرف من الأطراف أو فئة من الفئات أو حكومة ( المحابس ) أو برلمان يقوده ناس مترفون منعمون محصنون وقائده الأرعن الأهوج الذي لا يجيد اللغة العربية نطقا .
وثيقة مكة هذه وما يدور في الساحة العراقية اليوم ليس لها شان بالعراقيين ولا تحقن دماءهم ولا تقلل الموت عنهم بل هي مجرد إرضاء لأطراف اعتقد إنها الأقوى في الساحة وهي التي تفرض رأيها على الحكومة وعلى مؤسساتها وعلى التيارات الأخرى التي أعلنت ضعفها في الساحة وانشغالها بسرقة النفط وممتلكات العراق وكان العراق ملك لهم وهم الأعاجم وان المرجعية الدينية شيعية أم سنية متقاسمون الوطن بمعزل عن المواطن الفقير الذي هو عرضة لصراعاتهم السياسية والفكرية ومع علمي لم يكن في العراق سياسة أو سياسيين سوى حفنة من الأوغاد كل يفكر في مصلحته ويبتغي الوصول إلى منصب للسرقة ولتثبيت أرصدتهم التي ستنفعهم في اليوم الأسود على حساب المسكين العراقي الذي صدق ويصدق كل ما يقال تحت أي طائلة دينية أو سياسية شرعية أم غير شرعية , فبؤسا لكم يا قيادات دينية وبرلمانية وحكومة هزيلة .
فوثيقة مكة كرفع المصاحف أبان حرب صفين وما أشبه اليوم بالبارحة ولنرى ماذا سيأتي بعد الوثيقة والتي وقعت على تفجيرات وبوركت على قتل ولأقل لكم بملء فمي تفٍ عليكم من أولكم إلى أخركم ولا استثني منكم أحدا .
وقولي للشعب العراقي الرائع خذوا حذركم ودافعوا عن أنفسكم واحموا بلدكم يا من عانيتم وتعانون في كل زمن ودور فلا تتركوا المفسدين يعيثوا في بلدكم ولا تغرنكم الخطابات الرنانة والوثائق التي لستم بها طرفا واتعظوا من كل الذي مر عليكم وانتبهوا لأنه لا مكة ولا وثيقتها ولا حكومة الصيارفة ولا التيارات تحميكم فاتحدوا شيعة وسنة وشدوا سواعدكم للتصدي للطائفيين والقتلة والمارقين وفوتوا الفرصة على من يريد بكم سوء وأما من يقود العراق اليوم من حكومة وتيارات سياسية وتنظيمات سياسية ودينية فقولي لهم ( قومٌ إذا صفعَ النعال وجوهَهم ... شكت النعال بأي ذنبٍ اصفع )



#نجم_عذوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الفنان مازن المنصور
- رقصة الظل
- اندثار الاماكن
- أسمال الصوت تخلع صمتها
- كريم ناصر يقضم برادة الحديد
- بخور في ليل بشت أشان - إلى الشهيدينِ .... زهير عمران وعلي حس ...
- تأبين بقايا الخطوات
- حكايا من مدينة كلكامش الحلقة 14
- الفكر لن يحجب ولو كثرة الغيوم
- حلم سومري
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة 12
- خرافة السعلاة تعود إلى الانترنيت
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة 11
- بين اشيائي حروف تحتضر
- زفرة باتجاه المتخفي المعلن
- كلٌ باتجاهِ الاخر
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة التاسعه
- ثَمةَ أشياءٍ تختزلُ الوسادة
- الهطول الاخير للزبدِ البري
- خفايا تَحتَ ظِلالِ الفَجرِ


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجم عذوف - رفع المصاحف في صفين ووثيقة مكة