أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم عذوف - حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة 11















المزيد.....

حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة 11


نجم عذوف

الحوار المتمدن-العدد: 785 - 2004 / 3 / 26 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


رسالة مفتوحة إلى الشاعرين فالح حسون الدراجي وستار موزان
قوضت البحار الزبد وارتحلت صوب الأشرعة المتكلة على أجنحة النوارس الفضية ، بعثر النهار شعر الشمس المتلون بحناء الوهج . استظلت المساءات بدثار الانفعالات المبعثرة ، تتجاذب أطراف الأرض صراعاتها المفتعلة نحو خصام ألا بدية . ينزع الهوس القابع تحت قلق اللحظة هروبه ، كهرمانة تشرب لهاث الاسترخاء الجموح ، تسابق ازمنتنا المطاردة جياد ذاتنا المتسربلة . يفيق حلم الحكايا المنقبة بنزواتها المتهرئة ، كهرمانة تفقئ الليالي الألف بعد الليلة . ثمة ارتباك يرتمي خلف الشواطئ المعفرة باستجماع القاع . تمد الليالي باتجاهي فافتح خرافة استذكاراتي مرة أخرى ، افتحها قادما من غبار الحكايا التي أيقظت استراحة شرودي .
حينما سكتت شهرزاد عن حكاياتها بدأت الحكاية نافضة غبار ذكريات الوداع المتجه صوب الجنوب (( ودعة السماوة بليل وهزني الشوك بالحسرة)) وكأن لهذا الوداع استقبال مرتقب لتبدأ رحلة الوداع الآخر ومن محطة أخرى ، كان كلكامش في رحلته هذه وبحشد من النساء السومريات متجها من الوركاء إلي اور التي كان يبغي التبضع من أسواق زقوراتها حلي لجمال السومريات كان بانتظاره زامل سعيد فتاح منتظرا وجها سومريا قادما من أسوار مدينة كلكامش جاء مع الوافدين للتبضع من أسواق ( اور ) ومن ثم يرحل صوب شط العرب ليستحم في مياهه فآبى آن يفارقه ، أراد أن يضع يده بيده ليوصله إلى محطة الوداع الآخر (( المكير )) وهناك لم يتردد في الذهاب معه دون أن يتركه وحيدا في محطة الوداع واتجه معه الى شط العرب (( البصرة )) وهو يعد الخطوات ويعد المحطات الواحدة تلو الأخرى ( واعد امحاط للبصرة )
كهرمانتي التي أقص عليها حكاياتي تهدهد في ليالي الحلم الجميل ( مشية وياهه للمكير اودعنه ) ، كهرمانتي هذه أيقظت حلم النساء السومريات وعيونهن المملوءة بليل الوركاء وسمرة ( نانسن )* ، لا تستوقف لحظتي وأنا أقص و أقص الحكايا تلو الحكايا ... كانت تهمس بإذني .... بالله ما لهذا الجمال وما لهذه الحكايا التي أصبحت زادي وشرابي ، حلمي ويقظتي ، حزني وفرحي ... وما لهذه المدينة التي تنهض من تحت التراب والسنوات ، أشم رائحة عرافون وصوفيون وفرسان وعشاق وهم يقفون قبالة الذكريات ، وهم يفتحون أبواب الحكايا ليدخلوا وكل يحمل لحظته ويستجمع تاريخه .
أيتها الكهرمانة التي تلونت بلون الحلم ، لماذا لا يعود الشعراء الذين تباكوا على الوطن وآلامه حينما غادروا أسوار سومر ليتغنوا بجمال السومريات اللواتي تحررن من قيودهن ، آما آن الأوان أن يحلمن بقصيدة تتغنى بجمالهن .. أم انهم بنوا إمبراطورياتهم الموهومة على انتهاك حرمات أسوار سومر وما كان يدور بداخل أسوارها ، أم انهم موهومون بهوس الشعارات وبقاء الدكتاتوريات التي تمارس ابشع الظلم والاضطهاد والقمع والتعسف .. آما يستحق شعب سومر وبابل و أشور و أكد أن يفرح وان يمارس حريته الطبيعية . أما تستحق نساء العراق أن يتزين بحلي البهجة والانتصار ، أم هم يفكرون أن نبقى نعلق يافطات الحزن ونساءنا يرتدين السواد وهم يرقدون تحت ثوريتهم الافتعالية . هم ينثرون وينظمون في كل المحافل وينهلون من معين شعب رزء تحت الدكتاتورية لتأتي قصائدهم عظيمة تستحق أن تسمع في كل الجلسات ويملؤن حقائبهم بالإطراء والوطنية ومن ثم العيش بأمان على أنغام الورق الأمريكي ، وكأنهم يتاجرون بظلم شعب يموت في كل لحظة ..
العراق شاعر وفنان وحضارة لا يحتاج من يحمله بقدر ما هو يحمل نفسه ويحمل الآخرين معه . على ما يبدو أن البضاعة كسدت وسوق تجارتهم توقف وآلا لم الصمت .. أيروق لهم مشهد الدم ليحرك مشاعرهم لكتابة قصيدة ، أم انهم لا يعون لغة الفرح والحرية والتحرر من القهر والظلم . لماذا يقاتلون في بلاد غير بلادنا وشعب غير شعبنا من اجل التحرر والحرية و لا يقاتلوا مع شعبنا ولا يفرحوا لحرية بلادنا .. مع من هم مع الاحتلال أم ضد الاحتلال ، فها هو الاحتلال اصبح واقع حال ، جاءت الحرية بهذا الشكل .. اشترينا حريتنا بالاحتلال بعد أن عانينا ما عانينا ... وبعد أن قدمنا ما قدمنا ..
العراق نفض ألان غبار الدكتاتورية وانهارت كوابيسها ، فلم لا نقف مع شعبنا الذي عانى الظلم والقتل من اجل نيل حريته ، أم تستهويهم رائحة الهيل وصوت دق القهوة .. أما يستهويهم قطار الليل أم أن المحطات أغلقت والقطار توقف .. هل ما عاد لنخل السماوة طعم أم أن نخل السماوة عقم أن يحمل بأنواع التمور .
أما تريدون أن تستنشقوا رائحة الهور ومساءات أبو الخصيب التي تفوح برائحة الجنوب ..
الشعراء الأموات عادوا ، نزعوا حلة القبر وعادوا وهم يتلون أنشودة عودتهم ( شممت ثراك فهب النسيم .. نسيم الكرامة من بلقعِ ) ، شعراءنا الأحياء كأنهم ألان يقبعون في قبور لا تفتح لهم أبوابها ليعودوا ، ربما هم لا يفتحون باب قبورهم ، فلا تستهويهم لعبة العودة بعد أن اثخنوا في الترف الأدبي ...
لا نريد شعارات ولا خبز ولا شاعر .. بل نريد قصيدة ترقص على أنغامها دجلة والفرات ويزغردن نساء العراق للحرية الجديدة .
أيتها الكهرمانة ، ألف ليلة وليلة لم تنتهي .. وما زلن نساء سومر يضعن الحناء ويذهبن إلى خضر إلباس يدعون للغريب بالعودة إلى الديار ولن ينسين أن يدعين لهم بالعودة ...
لنغني يا كهرمانتي أنا وأنتي وفالح حسون الدراجي وستار موزان تحت نصب الحرية ( انته روحي وروحي جم حب تدري بيه ... حبه للكاع وغرسه ومايه ومن مشه أعليه ) ونحتسي خمرتنا تحت تمثال أبو نواس ونرقص على أنغام دجلة وننام بإحضان الفرات ( هواك انته يذكرني بفرات ودجلة يوميه) .
هكذا يا كهرمانتي هو الحلم الحقيقة رقراق كمياه العراق وصافي كرافديه وجميل كليله وعشقه ( مثل كلبي ومثل كلبك تلاكن صافيه النيه ) ..
ولنقل يا كهرمانتي الجميلة لصديقنا الشاعر فالح حسون الدراجي لا تتعب نفسك بان تحثهم على العودة فهم لا يرغبون ، وكأنهم لا يريدون أن نعيش بسلام وبفرح وحب .. لان ذلك ربما يعلن ناقوس النهاية ..

محبتي لك أيها الصديق المبدع الذي يذكرني بصديقنا الشاعر المرحوم جبار الغزي وكأنني اليوم ونحن في جلسة غنائية رائعة وصوته وهو ينادي ( غريبة الروح لا طيفك يمر بيه ولا ديره التلفيه) ..
أنا وأنت وفالح حسون الدراجي وستار موزان وأغانينا وقصائدنا نتجه صوب العراق ، نتجه صوب التراب الذي نتدثر به أحياء أموات ولنرثي من لم يحظى أن يشرب من الرافدين ويشم تراب الوطن .. تراب الكرامة تراب على والحسين .
والى حكاية أخرى ولقاء آخر .. افتحي دفترك واكتبي ما سأتلوه عليك من حكاية أخرى .
موعدنا هو العراق .. العراق .. العراق .....


• نانسن : هي أم كلكامش
كهرمانة : هي امرأة حكايتي الليلة بعد الآلف



#نجم_عذوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين اشيائي حروف تحتضر
- زفرة باتجاه المتخفي المعلن
- كلٌ باتجاهِ الاخر
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة التاسعه
- ثَمةَ أشياءٍ تختزلُ الوسادة
- الهطول الاخير للزبدِ البري
- خفايا تَحتَ ظِلالِ الفَجرِ
- تحتَ صوتِها شهوةٍ مهملةٍ
- من يوصد الغفله الى/جمال حافظ واع
- خرافة الريح
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه الثامنه
- الحوار المتمدن .. هو الحوار الاكثر بهاءا واكثر اشراقا في زمن ...
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه السابعه
- اقبية المراثي المستتره
- حينما نتشاجر مع القصائد
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه السادسة
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه الخامسة
- نشأة....... ونشأة أخرى
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه الرابعه
- نحلم.....فيسترخي البحر


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم عذوف - حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة 11