أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم نصر الرقعي - وجهًا لوجه مع (الخنزير) لأول مرة في حياتي!؟















المزيد.....

وجهًا لوجه مع (الخنزير) لأول مرة في حياتي!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 7578 - 2023 / 4 / 11 - 20:49
المحور: كتابات ساخرة
    


((هل تعلم أن أحب الناس إلينا هم المسلمون مع أنهم أكثر من يكرهنا من عباد الله ))!!
هكذا قال لي احد الخنازير وهو يحدثني بلغة العيون في أول لقاء جمعني بشكل حي مباشر - ولأول مرة في حياتي - مع خنزير وجهًا لوجه ! ، وكان ذلك ذات مرة حينما ذهبت في نزهة مع أهل الحي الى مزرعة لتربية المواشي هنا في بريطانيا!، فحينما نظرت اليه شعرت - للوهلة الأولى - بموجة من الكره الشديد الذي بلغ حد الحقد مع شيء كبير من التقزز !، وهي ردة فعل مكتسبة (لا واعية) ربما اكتسبتها من خلال التربية الشعبية لدى المسلمين التي تصور لنا ان الخنزير حيوان ملعون قذر (عليه من الله ما يستحق !!) وهو من (المغضوب عليهم ومن الضالين!!) الى يوم الدين (عدو الله ورسوله!) و(عميل للشيطان الرجيم مثله مثل الكلاب السوداء والثعابين والعقارب!) ولهذا فإن المسيح عليه السلام يوم ينزل الى الأرض في آخر الزمان فإن أول عمل جليل وتاريخي سيقوم به هو اعدام هذا الحيوان الخائن المقزز الملعون !! ، هكذا احسست في نفسي نحوه للوهلة الأولى بحكم أنني مسلم عربي تربى على كراهية الخنازير إلى حد الحقد !، حتى أنني فكرت حينما وقعت عيني عليه لأول مرة في حياتي أن أبصق في وجهه - من أعماق أعماقي - بكل ما أوتيت من قوة - وأصيح بأعلى صوتي في وجهه: (يا كافر !، يا قبيح!، يا ملعون يا خسيس يا ربيب القاذورات والعلوج، قبّح الله وجهك ، فلتخسأ وليخسأ الخاسؤون!) !!...... كدتُ أن أصرخ في وجهه بأعلى صوتي بهذه العبارات مُنفسًًا عن كرهي وحقدي الموروث له!، لكنني خشيت أن يستنكر الناس من حولي ومعظمهم من (العلوج؟) فعلتي هذه ويعتبروني شخصًا عنصريًا أو مريضًا نفسانيًا (!!) ولهذا ظللت أوجه إليه - في صمتٍ وقلبي يغلي كالمرجل - نظرات عدائية (حارقة خارقة) يتطاير منها الشرر والحقد كصواريخ أرض أرض!!...لكنني تفاجئت بأنه ينظر إليّ بعينين بريئتين كعيني طفل لا مكان فيهما لا للكراهية ولا للحقد!!، بل ولمحت في عينيه نظرات حزينة تحمل الكثير من المعاني والرسائل المشفرة - بلغة العيون - كما لو أنه يقول لي في لوم وعتاب: ((حتى أنت يا حاج سليم))(!!!؟؟؟).
ثم رأيته يدنو مني بشكل مقصود ثم بدا كما لو أنه أخذ يتمتم بهمسات غير مفهومة فاقتربت منه فهمس في أذني و قال لي :
"اسمع!.. أنا أعرف انكم معشر المسلمين تكرهوننا جدّا جدًا وتربون أولادكم على كراهيتنا نحن معشر الخنازير وتعتقدون أننا حيوانات قذرة ملعونة تستحق الإعدام مثلها مثل الكلاب السوداء الملعونة! ، مع اننا امة الخنازبر من الأمم المسلمة المسالمة ولم يسبق لخنزير واحد ان اعتدى على مسلم واحد!، في المقابل الكلاب والثيران والتيوس الغاضبة مثلًا فعلت بكم الأفاعيل ومع ذلك لم نرَ أنكم تكرهونهم كما تكروهننا كل هذا الكره!!، أليس هذا أمر غريب يا حاج سليم !!!؟؟
فاستغربت كثيرًا من معرفته بإسمي ولقبي الشائع في الوسط العائلي (الحاج سليم!!) ، فكيف عرفني !!؟؟ شيء غريب ومريب ، لدرجة أنني - وبحكم أنني عربي مسلم تربى على نظريات المؤامرة ، شككت بأنه ربما يكون جاسوسًا أو عميلًا للمخابرات البريطانية أو ربما حتى الموساد!!، ولمَ لا !!؟... هكذا أخذت تحدثني نفسي وتوسوس لي حيال هذا الموقف العجيب والغريب والمريب !! لكن سرعان ما سمعته يواصل همساته لي قائلًا بهدوء وبنبرات ينضح منها الصدق: " العجيب والغريب والمريب يا حاج سليم هنا هو أننا نحن معشر الخنازير ورثنا عن ابائنا واجدادنا حبًا للمسلمين باعتبارهم أكبر المدافعين عنا وعن حقنا في الحياة" !!
هكذا قال ذاك الخنزير لي فاستغربت من كلامه هذا فأرسلت نحوه نظرة استغراب وتعجب وحيرة وقلت له بلغة العيون: "كيف !!؟ ، انا لم افهم ما تقصد؟ كيف أنكم تحبون المسلمين أكثر من غيرهم من البشر!!؟"
قال : "الستم ترفضون ذبحنا وتحرمون أكل لحمنا؟ بل وتتشددون في هذا شدة ليس لها نظير في العالم إلا عند بعض المسيحيين الأرثذوكس" !!؟؟ ، فاجبته : "بلى" ! ، قال : "اذن فأنتم احب الناس الينا ونحن نراكم كأكبر حليف لنا فأنتم ترفضون اكلنا وتحرمون ذبحنا ولحمنا فأنتم إذن أكثر من يدافع عن حقنا في الحياة البرية!، على عكس القوم الذين يستبيحون ذبحنا وأكلنا ويعملون بنا حفلات شواء (برباكيو)، فأنتم أشد رفقًا بنا من غيركم، وكل الخنازير تنظر إليكم بمودة وامتنان! فلماذا تكرهوننا كل الكره!؟؟"
قال هذا ثم أخلد للسكون للحظة وهو يتأمل أسارير وجهي مستكشفًا تأثير كلامه علىّ ثم أردف يقول: "يا حاج سليم نحن مخلوقات من مخلوقات الله ولكن لحومنا شبيهة بلحوم الكلاب ولحوم القردة ولحوم البشر لهذا حرّم الله عليكم أكلنا لهذا السبب، أي لأننا لا نصلح لكم، فماهو ذنبنا حتى تكرهوننا كل هذه الكراهية !!؟؟ ، لماذا لا تكرهون القردة أو الكلاب مثلما تكرهوننا أو لأن القرود والكلاب شاطرة في لعب دور المهرج وتعمل لكم حركات مضحكة تضحككم لهذا أنتم راضون عنها !؟؟".." يا حاج سليم نحن مخلوقات بسيطة من الحيوانات (الكادحة) التي ظلمها البشر واستعملوها لغير ما خُلقت له، فالله خلقنا لا للأكل بل لأمور أخرى ولحمنا لا يصلح لكم أنتم البشر، فلحمنا كلحم القردة والكلاب ، أنا الخنزير عبارة عن فأر كبير لا أكثر ولا أقل !، ولهذا حرّم الله عليكم أكلنا، إذن فلماذا تكرهوننا كل هذا الكره بينما أنتم والله أحب أهل الأرض إلينا !!؟؟"
قال (الخنزير) لي هذا ورمقني بنظرة حزينة ترقرقت فيها الدموع في العيون كما لو أنه يودعني ثم أدار ظهره لي وأنصرف!!... ووقفت مكاني مذهولًا وقد شعرت بالحرج والصدمة حيال كل هذه الكلام العاطفي المؤثر والمقنع الذي ذكره لي ذلك الخنزير المسكين الحزين وهو ينظر إلى ّ تلك النظرات التي ترقرقت فيها الدموع!، فصحت به قبل أن يغيب عني : ((هيه! يا سيد خنزير!!)، فالتفت نحوي وهو يرمقني بنظرات متسائة، فاعتذرت له - بلغة العيون - وأعلنت له تعاطفي المحموم معه كمخلوق من مخلوقات الله البديعة والجميلة والعجيبة ووعدته بأن أنقل رسالته هذا إلى ((منظمة العالم الاسلامي)) وإلى جميع المسلمين لعلهم يتوقفون عن بث كل هذه الكراهية ضده في نفوس أولادهم جيلًا بعد جيل وينظرون إليه نظرة عقلانية انسانية عادلة كغيره من مخلوقات الله اللطيفة و(المسلمة) بفطرتها!!! ، وحينما كنت في طريقي للمغادرة التفت نحو ذلك الخنزير المسكين للمرة الأخيرة ورأيت في عينيه شيئا ً من المودة والامتنان فلوحت إليه بيدي علامة الوداع متمتمًا: ((السلام عليكم))!!، فأجابني بلغة العيون : ((وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته))!!



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية تخفض انتاج نفطها رغم أنف أمريكا!؟
- الملاحقات القضائية، هل ستضر (ترامب) أم ستخدمه!؟
- هل اسرائيل دولة ديموقراطية!؟
- هل هناك شعور لدى العرب بأنهم أمة واحدة؟؟
- الثورة ظاهرة طبيعية لا علاقة لها بالمستوى الثقافي والحضاري ل ...
- ما الغرض من تبني حماس لهجوم (تل بيب) وما الجدوى!؟
- ما هي فرص العودة للملكية البرلمانية في ليبيا؟؟
- عندما ينقلب (المثقف) إلى (....) سياسي!!؟
- إنقاذ الاسلاميين في تونس يمر من ليبيا!؟
- ماذا نتج عن مزج الديموقراطية بالليبرالية؟
- هل ستخطو السعودية خطوتها الأولى الشجاعة والمدروسة نحو الديمو ...
- الديموقراطية قسمان، موجودة وغير قابلة للوجود!؟
- هل الديموقراطية تعني (حكم الشعب) أم (حكم النخب)!؟
- متى ستستنفد الرأسمالية أغراضها وترحل!؟
- هل الاسلام ضد الرأسمالية من حيث المبدأ؟؟
- (صدام حسين) على ذمة المفكر الاشتراكي (فواز طربلسي)!؟
- لا نهضة في مجتمعاتنا بدون اصلاح ديني حقيقي وجوهري!
- تيك توك!.. تيك توك! .. تيك توك!؟
- هل قبل (سايكس بيكو) كانت للعرب (بلاد) واحدة؟ وما اسمها؟
- هل العالم ينزلق بهدوء نحو الفوضى وسقوط الحضارة؟


المزيد.....




- جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2023-2024 “صناعي وتجاري وصناع ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 33 مدبلجة على قصة عشق ومترجمة على فوكس ...
- رئيسي : ندعو الكتّاب والفنانين الى تصوير الصراع بين الشرف وا ...
- أغاني حلوة وفيديوهات مضحكة.. تردد قناة وناسه على نايل وعرب س ...
- الإعلان الأول ح 160.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 على قصة ع ...
- لأفلام حصرية باستمرار.. ثبت تردد قناه روتانا سينما على الأقم ...
- فنون البلاغة العربية.. فلسفتها، ومتى يعد العرب النص فصيحا أو ...
- الرباط.. معرض الكتاب الدولي يستقبل زواره ويناقش -الرواية وعل ...
- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم نصر الرقعي - وجهًا لوجه مع (الخنزير) لأول مرة في حياتي!؟