أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال جمال بك - وجه الخير والطَّير














المزيد.....

وجه الخير والطَّير


كمال جمال بك
شاعر وإعلامي

(Kamal Gamal Beg)


الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


"طير ويحسد الطير" تُردّد مرآةُ عقله صدى صوت أمّهُ بوجهها البشوش في كلّ سفر ذهابا كان أم إيابا، بوسائل نقل وذكريات، أو برحلة ومخيّلة، ويخفق جناحاها بغبطة أنَّ الإنسان حرّ وحالم ومحلّق، وتُخفي ابتسامتها المخاوفَ من مخاطر الطريق، وتطوي شفتاها بباطن الدعاء مجاهيلَ شرّ الحسد الظاهر إذا حسد.

************* **********

طيرٌ يحبُّ الأعالي، وينام فاردا جناحيه العريضين في الهواء، لا يأكل إلا صيده، وينفرد مع أنثاه التي تشبهه في فترة الخصوبة والتزاوج، وحين يقع في الأسر ليباع بأغلى الأثمان كي يصبح صيّاد حباري وكروان وحمام وغزلان أحيانا، ويبادر الصَّقَّارة إلى وضع البرقع على رأسه، وهو من جلد الأغنام أو الماعز أو الأبقار وأغلاها من الغزال، ويستخدم لتهدئته، وتقليل ثورته، وحماية عينيه، ومنعه من الطيران، وتسهيل الاقتراب منه والتعامل معه من دون أن يؤذي نفسه أو من حوله.
حرٌّ و"من لا يعرف الصقر يشويه" انطلقتْ كحجرٍ بركاني مقذوف من حِممِ صاحب طائرٍ عزيزٍ وغالٍ في وجه راع اصطاده وذبحه، وهمّ لشوائه بذريعةِ أنَّ كلّها طيور.
وكان ما كان في الدنيا طفل يحبّ المشي في الطرقات حافيا، أو بجرابات بيضاء أودع حذاءها تحت الخزانة الخشبية في البيت الطيني، أو بحذاء صيفي وهو "كلاش" ديري من جلد الغنم أو البقر، له سوار يثبت القدم، ولم يبق منه سوى نصف نعال لاعتقاده بأنّه "الكلاش الركيضي" الذي يمنحه القوة والسرعة، طفل يتشاغب مع أقرانه مرحا وفكهنة وشقاوة، ويقلّب الأشياء معهم في موازينها، ويحتفظ في خزائنه بمعايير قيمتها ومدى أهميتها، ولا يهدرها أو يفرّط فيها. وفي لحظات قد تبدو الأشياء مبهمة وصارخة في الوضوح في آن، كتلك "الطرطورة" بثلاث عجلات عند زاوية شارع بيت آرو على مفترق الطرق، منها الذاهب الى العراق وطريق الشامية المتوجه الى البادية، وقد امتطى صاحبها ظهرها واقفا في وسطها حاملا بيده المغطَّاة بكفّ خشن طائرا جميلا بعينيه العسليتين الحادَّتين ومنقاره الصغير المعقوف وبألوانه المتدرّجة من الأسود والأبيض والرمادي وبعلو صدره، وضخامة حجمه، غير أن حبلا ربط ساقيه، بمشهد بدا أشبه بلحظة إعدام منه إلى مزاد للبيع. ما إن وصل الطفل إلى حيث تجمّع الناس حوله، وغدا بلحظة غامضة مفتونا به، حتى تلفَّت الحُرُّ برقا يميناً ويساراً وخلفاً وأماماً وفوقاً وتحتاً، ومسح القريب والبعيد، وفي لحظة حاسمة كتب اسمه بمنقاره، وكسر رقبته منتحرا، غير مأسور بيد الصَّقَّارة ولا ذليلا بيد من لا يفرّق بين الصقر والشاهين!

************* **********

"في كل زمان ومكان
هناك دائما
راسب ويعيد
وناجح وشهيد"
من كيس الغريب في المشفى وهو يستذكر الطيور التي حملت على أجنحتها الورود وقناني الماء، مقابل الجنود الذين رشقوهم بالرصاص ورموا من تبقى منهم في المحرقة، وشووا معهم قلوب أهاليهم. حدث هذا في دمشق بداية وتوزع شذاه في كل مكان.
أمسك أبو حسان ولده قبل الالتحاق بالمظاهرة في داريّا، ضمه إلى صدره، ثم خاطبه جازما: إذا طاردوكم إياك ثم إياك أن تقع في الأسر.



#كمال_جمال_بك (هاشتاغ)       Kamal_Gamal_Beg#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غياب البنفسج
- مطرٌ.. بل دم
- دزّينة الذكرى
- التاء تاؤك
- قلوبنا مناطق منكوبة
- زلزال على الكوع
- مثلما ضيَّعت أصحابك ضيعت الحساب
- وجه الخير في الدائرة المربعة
- مع زفير الغياب
- دين المحبَّة
- لقمان محمود والصمت الذي لا يتوقف عن الكلام
- الاندماج
- وجه الخير بين إذاعتين
- وجه الخير و أهل البركة
- للشام تاج من الأسماء
- لم يبخل الحبُّ
- بعد منتصف الحرب
- لا يريد الذي لا يريد
- بساتين فيينا
- للحنين شموس لا مقر لها


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال جمال بك - وجه الخير والطَّير