أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - من أكيتو إلى نوروز














المزيد.....

من أكيتو إلى نوروز


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أكيتو الى نوروز
في كل عام ، مع حلول أعياد (نوروز) و (أكيتو ) يتجدد السجال حول "الجذور التاريخية" لهذه الأعياد الربيعية الشعبية القديمة ، المرتبطة بـ( تجدد دورة الحياة والخصب في الطبيعة مع حلول فصل الربيع) . في هذا المقال المتواضع سأتناول العيدين من وجهة نظر تاريخية ، ودوافع القوميين الكرد من تسييس و تكريد "عيد النوروز" .
فيما يخص " عيد الأكيتو - عيد رأس السنة الأكادية البابلية الآشورية " يعد أبرز الأعياد القومية والشعبية لدى (السريان الآشوريين) ، طبعاً معهم أبناء (الكنيسة الكلدانية)، فهم أحد المكونات الأساسية لـ(الأمة البابلية الآشورية)، يحتفلون به في الأول من نيسان من كل عام . التقويم البابلي الآشوري بلغ مع الأول من نيسان الحالي ( 6773 )، هذا يعني بأن " عيد الأكيتو" هو أقدم عيد عرفته البشرية ، أنه العيد العابر للتاريخ والجغرافيا السياسية. من مدينة (أور)، عاصمة (الدولة السومرية) مركز أقدم الحضارات، كانت الانطلاقة الأولى للاحتفال بالعام الجديد " عيد الأكيتو " . من أور انتقلت الاحتفالات بهذا العيد إلى بابل و آشور ونينوى ونمرود وأريدو وأربيل وباقي مدن بلاد الآشوريين. لا حقاً انتقلت الاحتفالات بـ(عيد الأكيتو - عيد رأس السنة البابلية الآشورية) إلى معظم شعوب وأقوام الإمبراطورية (البابلية - الآشورية) التي توسعت شرقاً وغرباً.. في الساحل السوري يحتفلون به باسم " عيد القوزلي" و " عيد الرابع من نيسان". المصريين يحتفلون به باسم" عيد شم النسيم ".. سقوط الدولة (الآشورية – البابلية - 539 ق. م ) و خضوع (بلاد ما بين النهرين) للإحتلال الفارسي، المحتلين الفرس اقتبسوا بل سرقوا الكثير من الحضارة البابلية الآشورية ، مثل (التقويم البابلي الآشوري). (عيد الأكيتو) ، سموه بلغتهم الفارسية " النوروز أو النيروز" وهو يعني" اليوم الجديد" ، يعتبر " عيد رأس السنة الفارسية"، الاحتفال به 21 آذار يوم الاعتدال الربيعي . وفق كتاب ( إيران في عهد الساسانيين) للمؤرخ (آرثر كريستنسن)، من الفرس انتقل (عيد الأكيتو ) باسم" نوروز" إلى مختلف الأقوام والأعراق الفارسية الإيرانية ، بينهم الكرد، والى الشعوب الآرية في آسيا الوسطى وغرب آسيا .. (سليم مطر) يقول في كتابه (الذات الجريحة): " الإيرانيون وحتى قبل احتلالهم للعراق - بلاد ما بين النهرين- ظلوا يقتبسون الحضارة العراقية من كِتابة ولغة وفنون وعلوم وأفكار دينية، ومن جملة الأمور التي إقتبسها الإيرانيون كان التقويم البابلي وتقسيم السنة، وعيد السنة العراقية ، وأطلق الإيرانيون على هذا العيد العراقي تسمية نيروز "..
القوميون الكرد لم يكتفوا بتقليد الفرس باقتباس (عيد الأكيتو) البابلي الآشوري، والاحتفال به باسم " عيد النوروز "، وإنما سيسوه ، روجوا له على أنه " عيد كردي" ، ألفوا حوله روايات وحكايات شعبية بوقائع هي من نسج خيالهم . مجلة (مزكين) العدد (78) 5 آذار 2018 ، وهي مجلة كردية للأطفال تصدر بالعربية عن ( مؤسسة روناهي في شمال سوريا)، نشرت مقالاً بعنوان " كاوى الحداد .. إشراقة يوم جديد "، جاء فيه " كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ يسَمّى (الضحاك). هذا الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه… حتى الشمس رَفضتْ الشْروق وكان من المستحيلَ نَمُو أيّ نبات... وكان كاوى الحداد قد أخذ على عاتقه إنزال الضربةَ القاتلةَ بالملكِ الشريّر الضحاك . وكانت إشارة البدء بالثورة هي إضرام النار في قمة الجبل، ذلك الصباح بدأت الشمس بالشروق ثانية وأزهرت النباتات من جديد وبات ذلك اليوم هو يوم عيد النوروز…".. المثير أيضاً في موضوع احتفالات الأكراد بـ"عيد النوروز"، أن القوميين الكرد أخذوا من تاريخ (سقوط نينوى) على يد الميديين الفرس (عام 612 قبل الميلاد) بداية تقويمهم الخاص" الروزنامة الكردية". ( 21 آذار الماضي بلغ التقويم الكردي 2635 ). زاعمين بأن أسلافهم "الميديين" هم من أسقطوا(الدولة الآشورية).. هنا نتسائل: إذا كان الأكراد " شعباً بذاته"، أسقطوا الدولة الآشورية قبل 2635 عام، فلماذا لم يقيموا (دولة كردية) على أنقاض (الدولة الآشورية) ؟؟؟ . إخراج عيد النوروز(عيد الربيع) من سياقه التاريخي و وربطه بحكايات وروايات شعبية لا واقعية " كاوى الحداد "والاحتفال به على أنه "ثورة كردية ضد ملك آشوري" و " ذكرى إسقاط الأكراد للدولة الآشورية" ، فيه كثير من المغالطات التاريخية والسياسية و تضخيم لـ"الذات الكردية" واصطناع بطولات وانتصارات تاريخية لا وجود لها في التاريخ الكردي ، ناهيك أن تسييس وأدلجة لعيد الربيع "عيد النوروز" بطريقة مثيرة للأحقاد والكراهية العرقية يسيء كثيراً للعلاقة (الآشورية - الكردية). فبدلاً من أن يكون" عيد النوروز" مناسبة لمد جسور التواصل وتعزيز العلاقة بين السريان الآشوريين والأكراد والعمل معاً لما فيه خير ومصلحة الشعبين وجميع شعوب المنطقة، غلاة القوميين الكرد جعلوا من "عيد النوروز " (اسفيناً) بين (الشعب الآشوري) و(الشعب الكردي) . كيف للسريان الآشوريين مشاركة الأكراد احتفالاتهم بسقوط (الدولة الآشورية) ؟؟.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة- ترحيب مسيحيي المشرق بالغزاة المسلمين كفاتحين ومحررين ...
- المسيحية ، نعمة أم نقمة، على الآشوريين ؟؟
- مونديال قطر 2022 ، بين ( التسييس والأسلمة )
- آشوريو .. مسيحيو المشرق و(الإرساليات التبشيرية الغربية)
- الجزيرة السورية: وقف (التعليم السرياني) ، جريمة ثقافية وتعدي ...
- الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)
- مذبحة سميل الآشورية، شكلت بداية سقوط العراق
- أردوغان والعودة الى (الحروب الدينية)
- بريطانيا و(الدولة الآشورية )
- سوريا: -الإدارة الذاتية- الكردية، والبحث عن (الشرعية المفقود ...
- الآشوريون يحتفلون بأقدم عيد عرفته البشرية
- الاسلام، أفاد شعوباً وأضر بأخرى
- حكومة اربيل والاستثمار السياسي ليهود السبي الآشوري البابلي
- نشأة الأكراد وأصولهم
- لأجل حوار (اسلامي – مسيحي) مشرقي، حقيقي وبناء
- (داعش) مشروع اسلامي متجدد
- - تركيا أردوغان- على ابواب الجحيم
- تهاوي -المثقف المسيحي المشرقي-
- نعم أنا طائفي
- العرب والاسلام


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - من أكيتو إلى نوروز