أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسنين قيراط - أطياف راحلة ..صديقي في السكن















المزيد.....

أطياف راحلة ..صديقي في السكن


حسنين قيراط

الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 21:21
المحور: الادب والفن
    


في سنوات الدراسة كان يشارك عبدالله في السكن زميل أسمه جاسم ..يتمتع بروح مرحة ولا يشغل باله فكر أومشكلة لكن تتغلب علي ثقافته بعض معالم العلمانية خاصة مايتعلق بأمور الدين والحلال والحرام ...وقد حرص كل منهما علي حرية الآخر وكان التعاون والمحبة سمات ما يحمله كل منهما للآخر ....
كان كلاهما يدرس بالنهار ويعمل بارت تيم في الليل ...للمساعدة في المعيشة ...كان كلاهما يعملان في مطعم قريب من ميدان البيكاديلي اسمه ( أنجس ستيك هوس)
كانت الراحة الاسبوعية من العمل بالمطعم وايضا من المحاضرات بالكلية يوم الاربعاء من كل اسبوع ....كان يوم الاسترخاء والراحة بالنسبة لعبدالله ...زميله جاسم عنده محاضرات حتي الساعة الثالثة عصرا يعني سكون وعدم دوشة وهذا ماكان يحتاجه عبدالله
ليعيد نشاطه الروحي وهدوءه النفسي......
أستلقي عبد الله علي السرير مغمضا عينيه بعد ان شغل في الفون (يوتيوب) أبتهال ماشي بنور الله ...للشيخ محمد الطوخي...وراح وراحت روحه تغوص وتتفاعل في كل كلمة ومعني مع هذا الابتهال الديني الرائع ....كان صامت وكأنه في مناجاة مع الله وكانت دموعه هي صلة الوصل بينه وبين الله عز وجل ...



ماشي بنور الله أدعي وأقول يا رب
يبقى لي لحصني وجاه
وزدني في حبك حب ...يارب
تبارك لي في عيالي
وفي صحتي ومالي
وفي كل أعمالي
أسعى لما ترضاه
ماشي بنور الله
ماشي بنور الله
ماشي بنور الله أدعي وأقول يا رب
منك يا ربي الهدى
والمعصية مني
ولا ليا عنك غنى
وأنت في غنى عني
نورك لروحي دليل
و الحب ليا سبيل
ولا عمره شمسه تميل
اللي قصد مولاه
ماشي بنور الله ماشي بنور الله
ماشي بنور الله أدعي وأقول يا رب
استغفرك وأتوب عن كل عصياني
ياما رحمت قلوب يارب ترعاني
في رحمتك غاية ومحبة وهداية
و في كل شيء آية تقول تعالى الله
ماشي بنور الله ماشي بنور الله

نام عبدالله وكأن روحه قد شحنت من هذا الابتهال الرائع في مناجاة الله ....أستيقظ عبدالله علي صوت زميله جاسم :....طبعا ياعم نمت براحتك مفيش جاسم يقل راحتك
- حمدالله علي السلامة ...إيه اخبار المحاضرات النهاردة ؟
__ زفت كالعادة ...أمتي بقي نخلص من وجع العقل والقلب ده ونرجع بلدنا ونعيش حياتنا زي ماحنا عايزين ..أمتي؟
- كله يهون ويعدي ...بس أنت قول يارب
__ علي فكرة....
- خير....
__ كنت عايز منك حاجة ...بس أوعي تكسفني...
- لو في استطاعتي ....حاضر ...إيه هي ؟
__ طب أحلف انك مش هتكسفني
_ من غير حلفان مادمت اقدر اعملها ليه لأ ؟
وأخذ جاسم يهرش في رأسه ويضع يده علي وجهه وهو لا يعرف كيف يبدأ طلبه ...واخيرا تكلم :
__ عايزك تترك السكن لمدة ساعتين فقط
....ليه ؟
__ عشان فيه حد جاي يزورني
- أهلا وسهلا وإيه السبب في عدم وجودي ؟...خليه يجي واحنا نقوم معاه بأحلي واجب
__ نقوم معاه.....!
__ حبيبي عبدالله اللي جاي يزورني واحدة ست تعرفت عليها من الشغل وعزمتها علي مشروب عندي في السكن وهي قبلت ...وياريت انت كمان تقبل
- طبعا اقبل وانا اللي هقدم المشاريب كمان ايه المانع؟
__ أنت مش فاهم ...اصل الامور ممكن يعني يحصل فيها اشياء انت لا تحبها ولا ترضي بها
- أه فهمت ....
أنسي ياصديقي ..مفيش حاجة من دي هتحصل هنا ...المكان ده طاهر وسيظل طاهر ولن يحدث فيه شئ يغضب الله ....إحنا في أمس الحاجة لرضي الله حتي يتم نعمته علينا ونعود لوطننا سالمين غانمين دنيا ودين
ربنا يهديك ...قوم أتوضأ وصلي ركعتين وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
__ أنا كنت متأكد أنك هترفض ...عشان انت اصلا معقد ومالكش في الحريم ...ياريت تبقي تعالج نفسك ومتنساش اننا هنا في لندن أم الحريات...وخرج جاسم وهو يتمتم بكلمات جارحة
بعد حوالي ساعتين رجع جاسم ولم التفت اليه وفجأة قرب مني وأمسك برأسي وأخذ يقبلها ....أنا بعتذر ليك ياعبدالله سامحني أنا آسف ...كانت ساعة ضعف والشيطان ضحك عليا معلهشي ماتزعلش مني ....طول عمرك عاقل وقلبك كبير ...حقك ليا واخذ يبوس رأسي ....خلاص بأه يامولانا عيل وغلط والمسامح كريم
- المهم ان ربنا هو اللي يسامحك ...ربنا يهديك ويهديني لما يحب ويرضي .
بعدهذه الواقعة قرر عبدالله ان ينتقل لسكن آخر بعيد عن جاسم لانه لا يثق فيه ...قد يكرر ذلك في عدم وجودي بالسكن ....والباب اللي يجيلك منه الريح ...سده وأستريح ....وفعلا انتقل عبدالله لسكن آخر وكان يلتقي بجاسم في المطعم ليلا أثناء العمل .
وفي ليلة من الليالي ازدحم المطعم بالزبائن وتأخر الوقت وتعدت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ....يعني آخر مترو أنفاق غادر محطة البيكاديلي ...السبيل الوحيد الباقي للمواصلات هو باص نصف الليل
توجه عبدالله وجاسم إلي محطة الباص في شارع أوكسفورد ...طبعا جميع المحلات مغلقة بداية من الساعة الخامسة مساءا ...عدا محلات البقالة والصيدليات والملاهي الليلية ...كانت محطة الباص قريبة جدا من ملهي ليلي وقف كلاهما مسنودين علي حائط الملهي الليلي في إنتظار وصول الباص الذي يصل كل نصف ساعة ...وفجأة خرجت من الملهي فتاة تترنح وكان عبدالله الاقرب إليها ...فسألته : هل عندك سكن خاص بك ...ولم يرد عبدالله ...بل انه أبتعد عنها وفجأة قفز جاسم اليها وهو يصيح أنا عندي سكن خاص بي ....تحبي ترافقيني ؟ قالت له وهي تترنح نعم نعم ...ليتس جو
التفت جاسم لعبدالله قائلا باي باي ياصاحبي انا هركب تاكسي مع الحلوة دي وأنت خليك مستني باص نصف الليل ....سي يو
مر يوم واتنين وتلاته ولم يأتي جاسم للمطعم ولم يذهب للكلية...وفي اليوم الرابع حضر للمطعم وهو ممسك بعصا يتكأ عليها في مشيه....
- خير يابني ايه اللي حصلك وكنت فين ...مالك ؟ اتكلم
__ أنا اللي أستاهل كل اللي يجرالي فاكر لما سبتك وركبت التاكسي مع البنت بتاعة الملهي ....أخدتها واشترينا لحوم وجبن وفينو ومشروب ...كنت فاكر هقضي ليلة سعيدة ، ويادوب دخلنا الشقة والباب خبط لقيت البنت بسرعة البرق حتي قبل ما أقول مين ..فتحت الباب ودخل 3 رجال أقل واحد فيهم كان طوله مترين الخلاصة كتفوني وسألوني عن النقود اللي معايا طبعا اعطيتهم كل حاجة املكها ...كانوا ناويين يموتوني ...لكن اكتفوا بضربي حتي أغمي عليا ...ولما صحيت لقيت الشقة مقلوبة رأسا علي عقب ...الحمد لله انهم اكتفوا بالضرب ....كابوس ياعبدالله كابوس ...الله يلعن الشيطان ويكفينا شر النفس الامارة بالسوء
- اللهم امين ....يارب يكون آخر درس
أبويا قاللي زمان كما قال لنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ...أحفظ الله يحفظك ...أحفظ الله تجده تجاهك .....علي فكرة كان فيه زمان مسرحية مصرية أسمها ...انتهي الدرس ياغبي ...عموما حمدالله علي السلامة ياذكي ..!!!!!



#حسنين_قيراط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطياف راحلة
- أطياف راحلة ...أوكسفورد ستريت
- الإنسان بين الرضا والتمني ( 1 )
- الجدة ....من دفتر أبنتي هبه
- حق اليتيم
- رجالات الإسلام
- من دفتر الحياة ( وفاء الأصدقاء )
- هل ينصف قضاة مصر فاطمة مصر
- قالت : متي ؟
- إنكار السنة (1)
- يا أنا
- سنان السكاكين
- كيف عرفت الله (3)
- كيف عرفت الله(2)
- كيف عرفت الله
- خير الدعاء (1)
- سمك لبن تمر هندي
- بكره جاي اكيد
- صديقي لا تيأس من رحمة الله
- كلمة وجملة


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسنين قيراط - أطياف راحلة ..صديقي في السكن