أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كفاح الزهاوي - عاهرتنا اشرف














المزيد.....

عاهرتنا اشرف


كفاح الزهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


في منطقتنا سكنت عاهرة ذات تاريخ وضيع. على الرغم من سمعتها المشينة، إلا انها تمكنت من كسب شرفاء المنطقة في غفلة من الزمن. بل جعلتهم يعتقدون أنها أشرف من الشرف نفسه. على الرغم من معرفتهم لماضيها المحُقَّر بأن هذه العاهرة قد تسببت بالفعل في تدمير العائلات وفقدان الأرواح عندما عاشت سابقاً في نفس المنطقة، إلا انهم مضوا في طريقهم معتقدين انها كانت حقا قد تابت وأصبحت طاهرة وعفيفة.
لجأت هذه العاهرة الى ابتكار شتى الوسائل لخداع البصر، وذلك من خلال استخدام مستحضرات التجميل لتزين وجهها القبيح وحماية مظهرها، ومع ذلك لم تستطع إخفاء فجورها تمامًا، فكانت تُظهر من حين لآخر عورتها مبرهنةً بذلك على انها مازالت تمضي قدماً في مهنتها. أما الشرفاء من القوم فلم يدركوا ان العاهرة ليست بمقدورها التخلي بسهولة عن عادتها مهما طال الزمن، فرائحة السائل المنوي كانت تضرم شهوتها وتوقظ رغبتها في العودة إلى ممارسة أفعالها السابقة.
القواد الذي دعمها طوال حياتها المهنية تخلى عنها دون ندم، رغم ما قدمته هذه العاهرة من الخدمات والسيولة له، بل أبعدها عن الطريق الى الابد. وبدلاً من هذه العاهرة المنفردة، أحضر معه على متن شاحنة تجارية جميع البغايا الراقدين على أرصفة المدن والأزقة المنسية، بأسمالهن الممزقة الى منطقتنا.
ومن أجل خلق التوازن بين العاهرات الجدد في المنطقة و خشية اتحادهن باعتبار يحملن نفس البذور، منحهن فرصة للتنافس وذلك لتفريق الزبائن وتقسيمهم الى مجاميع صغيرة لاختيار العاهرة التي تناسب رغباتهم، وبالتالي فرض سيطرته الكاملة على السوق.
كما ان القواد الكبير تنفس الصعداء، حين سحب بساط الجاذبية من تحت أقدام العاهرات كي لا يكون لهن تأثير على قراراته، و سمح لهن فقط بجني الأموال من مهنة البغي.
الزبائن الذين لم يحصلوا على مبتغاهم من عاهرات الجدد، أخذوا يترحمون على العاهرة الراحلة مدعين انها كانت أكثر شرفاً من عاهرات اليوم كونها كانت تمارس الدعارة ستة ايام فقط في الأسبوع وبينما هؤلاء العاهرات يمارسن الدعارة سبعة ايام في الاسبوع مع سبق الاصرار. هؤلاء الزبائن لا يرون الشمس في الأفق نورا وإنما يلتفتون فقط الى غروبها معسعس.
القواد الكبير، لضمان تواجده الدائم في السوق ولمنع جيرانه، القوادين المنافسين الآخرين، من السيطرة الكاملة على العاهرات، اختار لنفسه بعض القوادين المحليين الذين مارسوا الشعوذة والسحر في الدروب الفرعية، الذين أظهروا استعدادهم الكامل للتستر على الموبقات والرذيلة بالمواعظ والوعود غير المرئية.
طفق القوادون من الجيران بالتحرك سريعا، والدخول في المنافسة التي وصلت ذروتها. وفي فترة قصيرة استطاع القوادون الجدد من السيطرة على السوق، والذي ساعد في هذا التوغل والتوسع، هو ان القسم الأكبر من هذه العاهرات كانت قد عملت في ملاهيهم الليلية ايام الذل والتشرد.
في المحصلة النهائية استطاع جميع القوادين و بمعونة العاهرات، وعلى الرغم من مصالحهم واهتماماتهم المختلفة في السوق، تخدير عقول البسطاء وكبح جماحهم في مواجهة الرذيلة والخطيئة الحقيقية



#كفاح_الزهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن مهزوم
- نجمة متوارية
- أمس لا يزال حلوً
- مجلس االعظماء
- خلف الأفق
- مَمَدْ اسطورة القبور
- سخريات القدر
- انصار يرتقون
- وريث الجن
- لا يزال في الغور
- رهان و شيطان
- حزن في نافذة الفجر
- عندما يذوب الصمت
- صُنان الشرنقة
- قنديل لم ينطفيء
- الهلوسة
- شارع ٥٢
- سيدة الأكوان
- آمال
- الحلم وقطار الوهم


المزيد.....




- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كفاح الزهاوي - عاهرتنا اشرف