أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كفاح الزهاوي - مجلس االعظماء














المزيد.....

مجلس االعظماء


كفاح الزهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7428 - 2022 / 11 / 10 - 18:55
المحور: الادب والفن
    


دخلت قاعة التهريج، رأيت القرود مجتمعين، متوضئين و ملء أشداقهم أصداء ضحكات هازئة تتعالى مستهينة بالجموع النائمة في دائرة التحشيش الاسبوعي.
سمعتهم يلقنون الناس المواعظ السائغة والمهلكة، ويكسون أدمغتهم بمواد وقد هرأه الصدأ، سعياً منهم تجميد سوائل العقل، وتدمير الاتصالات الخلوية مع بعضهم البعض، واشاعة الفوضى في خطوط النقل، محدثة صدعاً متعرجاُ، و عطلا في البرنامج الذهني.
ومن فرط الورع جعلوا من الكذبة حقيقة، تلك الحقيقة المظلمة، المغلفة برداء نور خداع يُوهِم البصر بادعائها انها الحقيقة المطلقة التي لا تخضع للنقاش و المبادلة. ليست هناك حاجة للانخراط في تشغيل الفكر والبحث العميق، لأن هذا المجلس يشكل المرآة التي تعكس أمنياتك ورغباتك، ولكن ليست على هذا الكوكب تحديداً، وإنما في حياة لا يرغب اعضاؤه أنفسهم في تحقيق هذه الأمنية ولا حتى لأبنائهم.
بهذه المواعظ يحقن مجلس العظماء الناس لقاح المناعة التامة ليكونوا بمنأى عن التفكير بمعاناة البلد وكوارثه، وبذلك يصبح بمقدورهم الهيمنة على مقدرات الانسان وكرامته.
هذا الوهم الساري ينتقل كالفيروس المعدي من كائن الى آخر ويوسع دائرة الخطورة حوله، فيشكل منهجا عقلياً ذا عاهة مستديمة، بحيث يعرقل عملية تأهيل الفكر والتبصر حافلاً بالأضرار والريبة.
ومن صحراء الجهل تهب رياح الأوهام حاملةً معها الغبار السام الذي يحجب الرؤية ويكبح القدرة على المواصلة في الطريق الصحيح، مما يصيب قطيعاً من البشر و ينتج عنه انفجار جماعي ونمو متزايد لخصوبة تربته. ثم ينشرون دعايات مضللة بإلقاء تبعات التخلف والفقر والحرمان على قوى بعيدة عن أسوار المجلس.
ولأجل تحقيق أهدافهم الخفية، من الضروري إنتاج بضاعة يمكنهم التعكز عليها كمصدر لتصريفها، لابد من فرض فكرة الاختلاف والتميز عن بقية البشر والتأكيد المتواصل على أهمية ما يسمى بالتقاليد والعادات المتناقضة. لقد اجتاحت هذه الأفكار البالية و المتأصلة رؤوسهم واستقرت في العمق، مستغلين بذلك غياب الشمس النائمة خلف الغيوم الوهمية.
ويرى هذا المجلس انه من الصواب ان يعيش المرء وسط قوم يعتاش على موائدهم وينال لقمته بفضلهم وفي نفس الوقت يحتقرهم و يقذفهم بأبشع النعوت. وكأنه بذلك قد أكمل رسالته وأرضى ضميره. والأنكى من كل هذا أن مجلس العظماء يرى الخطيئة والفاحشة في وجوه المضللين بهم، بينما تتجذر رواسبها في دمائهم.
يروون حكايات و ينسجون قصصاً خيالية و يعزونها الى كتب وصفحات وأسماء مجهولة. ويقسمون بدلا من الله بالائمة حتى ترسخت دون وعي في عقول المغيبين وأصبحت أكثر قداسة.
تمرسوا على السير ثابتاً فوق حبل الكذب و جمعوا كل طاقاتهم في سلة تالفة لكي يبسطوا من امد التخدير ويجعلوا من سبات الناس مقبرة كبيرة يصب في خدمة المتسلطين.



#كفاح_الزهاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلف الأفق
- مَمَدْ اسطورة القبور
- سخريات القدر
- انصار يرتقون
- وريث الجن
- لا يزال في الغور
- رهان و شيطان
- حزن في نافذة الفجر
- عندما يذوب الصمت
- صُنان الشرنقة
- قنديل لم ينطفيء
- الهلوسة
- شارع ٥٢
- سيدة الأكوان
- آمال
- الحلم وقطار الوهم
- الاحزان اللا مرئية
- قصص قصيرة جدا
- النور المخادع
- الرسالة التي كشفت ظلّ امرأتي


المزيد.....




- الشاعر حامد بن عقيل يفك شفرة العالم في -الوحدة حرّية حزينة- ...
- متحف اليمن الوطني.. صرح تاريخي طاله التخريب الإسرائيلي
- دمشق تطلق غدا أول تظاهرة سينمائية عن الثورة السورية
- جدل عالمي حول مقاطعة السينما الإسرائيلية.. ما القصة؟?
- فرقة صابرين.. تجربة موسيقية ملتزمة في خدمة الهوية والثقافة ا ...
- بانكسي فنان بريطاني مجهول يناضل بالرسم على جدرن العالم
- الموت يغيّب الفنان والمخرج عباس الحربي في استراليا
- حملة عالمية لمقاطعة سينما إسرائيل تتضاعف 3 مرات خلال أيام
- تعهد دولي بمقاطعة سينما إسرائيل يثير ضجة كبرى في العالم
- فنانون أتراك يدعمون حملة -جسر القلوب من أوسكودار إلى غزة-


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كفاح الزهاوي - مجلس االعظماء