عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 7568 - 2023 / 4 / 1 - 18:55
المحور:
الادب والفن
عام 1948 اقترب ذلك الضابط من جدي وهمس في اذنه:هي أيام قليلة وتعودون...منذ أكثر من نصف قرن همس أبي في أذني وقال:سنوات قليلة ونعود...منذ أكثر من عشرين عاما يهمس ظلي في أذن بناتي:ستعودون...منذ بضعة أشهر عادت بناتي إلى فلسطين عودة مؤقتة ارسلن لي صورهم في يافا وحيفا والقدس وفي كل مكان من الناقورة إلى الحاجز الأخير على أبواب غزة. تأملت صور عودتهن وتذكرت اني في نيسان عام 2020 خضعت للحجز في جناح الجلطات أكثر من مرة ،حينها اقتربت الممرضة وهمست في روحي ستعود...لا أدري هل كنا جميعا نكذب أو نحلم أننا سنعود تخيلت نفسي قد عدت وأنا في مطار اللد...قبل أن انحني لأقبل تراب الوطن بكيت فقد اكتشفت اني لم أعد وأن حلم العودة التهم حياتي لكني في هذا العام ورغم أن هذا الحلم بات أبعد مما توقعت... إلا ان عودة بناتي جعلتني متأكدا اننا وان لم نعد بأجسادنا فهناك من ذريتنا من سيعود...وان مات الكبار فالصغار لن ينسون وحلم العودة ليس كذبة نيسان فهو شعلة ابدية تزرع في ابنائنا واحفادنا ،لهذا لن اكذب اليوم واقول أنني في مطار اللد فالحقيقة بأن جزءا من روحي وقلبي عاد مع بناتي وان العودة وفي ظل هكذا قيادة وفصائل باتت كذبة نعزي أنفسنا بها نحن المنفيين اللاجئين .
رغم كل هذا ..فمن يستطيع العودة ولو بصورة مؤقتة عليه شد الرحال فورا علها تعوض عن عودة حالمة لمتر مربع على شاطئ يافا.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟