أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الرأي العام بين الجاذبية والمصداقية..!؟














المزيد.....

الرأي العام بين الجاذبية والمصداقية..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن فكرة تعريب المصطلحات الأيديولوجية التي طرحت مراراً، أو أهمية التوقف عن استخدامها والاكتفاء بدلاً من ذلك بالمضامين، محاولات تلفيقية أو ما يشبه ذلك، فالذي قد يكون دفع البعض ـ على ما نظن ـ إلى التفكير على هذا النحو وهي مسألة نتوقعها، هو بالضبط ما أصاب تلك المصطلحات من أعطاب فكرية لا يمكن إصلاحها..! هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن فقدان المصداقية الذي طبع مسيرة معتنقي مختلف المصطلحات كانت مسألة مكشوفة لا تحتاج لغير عينين مبصرتين، و أذنين تسمعان ما يقال هنا وهناك..! و كلتا المسألتين متأتي من لدن الحاملين لتلك المصطلحات التي وظِّفت في تدبيج الشعارات..! لقد اختبر الجمهور أصحاب معظم التلاوين الأيديولوجية من حاملي المصطلحات الجذابة التي وظِّفت في تنميق الشعارات، وقد لمسوا بأيديهم، ورأوا بعيونهم، مدى صدقية المصطلحات المطروحة وذلك من خلال ممارسات أصحابها المفترض أنها ( تنمذجها ) على الأرض ممارسةً بالدرجة الأولى بحيث لم تكن هناك حاجة بعد ذلك لأي تنظير أو مماحكة.! وهكذا، لم يقتصر الأمر على الهجوم الكاسح الذي شنه حراس العقائد الدينية وحلفائهم السلطويين على حاملي تلك المصطلحات بدواعي انتسابها لسياقات تاريخية مغايرة، إنما زاد من بلة الطين أمام الجمهور، فقدان مصداقية من الحجم الكبير.!
وبعد ذلك، يصبح منطقياً أن نتوقع من الجمهور العريض أن يسم على سبيل المثال أصحاب مصطلح الشيوعية بعدم المصداقية بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه عددٌ كبيرٌ من المناضلين الشيوعيين وذلك بسبب أنه بات يرى كيف أصبح الحزب الشيوعي في كل دول المنطقة دزينة أحزاب منها الموالي لنظام الحكم ومنها المعارض ومنها بين بين..!؟ وزيادة على ذلك، فقد اختبر الجمهور الصنف الموالي وهو يمارس بعض السلطات في بعض مواقع المسؤولية بحسب حصته من الكعكة التي يتيحها له تحالفه الالتحاقي..! وهو ( الجمهور ) اختبره كذلك في المجالس النيابية، والمنظمات النقابية، وغيرها من المواقع والفعاليات ( حزب يوسف فيصل ) نموذجاً..! كذلك الأمر بالنسبة لأصحاب الشعارات فعلى سبيل المثال أيضاً، رأى الناس كيف تبدت مصداقية الأحزاب الوحدوية التي تقِّدس الوحدة العربية بحيث تجزأ كل حزب منها إلى بضعة عشر حزبٍ كامل الشخصية بمعنى أن قادة الحزب الوحدويون توزعوا إلى بضعة عشر من المكاتب السياسية المغرقة في الوحدوية والتي ترعى الأنظمة معظمها..! وهذه هي الحال بالنسبة لباقي التعبيرات الأيديولوجية والسياسية التي تعرَّف عليها الجمهور في النصف الأخير من القرن المنصرم.
إن الجمهور العريض كحالات شعبية، وهو مفجوع ولا يزال، بانعدام مصداقية أنظمة حكم ما بعد الاستقلال على كل الأصعدة، لا يكترث البتة بالفروقات النظرية، والمبررات الأيديولوجية، التي يسوقها كل طرف تبريراً لحالته، أو كحجةٍ على قيامته.! إنه يأخذ انطباعاً أولياً يتأتى بالدرجة الأولى من توفر أو فقدان المصداقية فيما يطرحه هذا الطرف أو ذاك من شعارات، ومصطلحات، وبرامج، وذلك من خلال الممارسة وحدها، ومن هذا الانطباع الأولي، يتشكل الرأي العام عند الجمهور العريض كأساس لحكم قاطع على هذا وذاك من أصحاب المصطلحات، والشعارات.! وهنا تكمن إشكالية المضمون في المصطلحات المستخدمة وصدقية الشعارات المعلنة، وفي هذه المشهد بالذات، تتكشف بعض أهم الأسباب التي جعلت من الحامل السياسي والثقافي لتلك المصطلحات والشعارات بغض النظر عن المدرسة أو الأيديولوجية التي انبثقت منها، في منتهى الانعزال، والضعف، وانعدام الفاعلية بما يعني هذا بالتالي من تهافت جاذبيتها، وانعدام مردودها الاستقطابي.! وكمثال على انتفاء المصداقية نذكر العلاقة السلبية بين معظم الأحزاب، والمنظمات، التي تتكلم عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، وحرية التعبير عن الرأي، وبين أصحاب الآراء المستقلة التي يصعب تجييرها..! ولهذا السبب تخلو وسائل إعلامها المختلفة من الآراء التي لا تنسجم مع مواقفها الأيدلوجية أو السياسية..! ومن الحقائق التي لا يمكن نكرانها، حقيقة إقفال غالبية هذه الأحزاب التي تنوء تحت ثقل المصطلحات الديموقراطية لوسائل إعلامها المختلفة أمام نتاجات مفكرين و كتاب لأنها لا تنسجم مع عقائدها الأيديولوجية، أو مواقفها السياسية..!، وتكشف مثل هذه الممارسة عن فقر في المصداقية لا يقل بل يضاهي فقر الأنظمة التي يصمونها بالتفرد والاقصائية..!
لقد حملت الشعارات الخلابة، والمصطلحات الجذابة، سلبيات معتنقيها والمنادين أو المروجين لها من خلال ممارساتهم العملية، وهكذا، فإن انعدام مصداقيتهم، جعل منها مجرَّد شعارات خلبية، و مصطلحات نظرية لا أكثر، وهذا الأمر شكَّل مساهمة كبيرة للغاية في سلبية الرأي العام بعد أن تقلَّصت الخيارات أمام الجمهور حيث وصل به الحال إلى واقع يشكو منه الجميع، أعني واقع الانكماش، والإحباط، والركود الذي يترجم على الأرض بانعدام كل أشكال الحراك المجتمعي الذي من غيره لا يمكن الحديث عن عمليات إصلاح، وتغيير، وتمدن، وغير ذلك من استحقاقات كبرى تستوجبها الحياة المعاصرة.!؟
وبناء على ما تقدم يمكن القول مع بعض الاحتراز: لقد شاخت الطبقات السياسية في معظم الدول العربية..! ولم يبق غير تعليق الآمال على الأجيال الشابة التي تجد نفسها يوماً بعد يوم ُتدفع من قبل أنظمة الحكم أولاً وهذه الطبقات الشائخة ثانياً نحو مستقبلٍ مجهول لا ريب في ذلك..!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟
- العلم والعمل والتغيير المستحيل..!؟
- تفكيك الانتصار..!؟
- هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟
- حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟
- إذن: ننام على عسل..!؟
- فرسان ( الشنق ) الأوسط الجديد..!؟
- القلاب غير الصالح في الشرق الأوسط..!؟
- حول الوسواس والاستئناس..!؟
- الليبرالية البدوية..!؟
- حاخامات آوادم ومشايخ أخر زمن..!؟
- المختصر في علم المساطيل.. وما يدهش الرعية..!؟
- هو السحر لكن من هو الساحر..!؟
- جماعة الإخوان الكلكاويين في جوهر..!؟
- حركة العدالة والغباء..!؟
- زمن الضفادع العربية..!؟
- والاعتقال أيضاً سنة..!؟
- العشق سنة شريفة..!؟
- قناة الآه أه..إني إني..!؟
- كوفي عنان وتصريف الأعمال..!؟


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-تهديدات- جنود من سوريا لإسرائيل.. هذه حقيقته ...
- كيف تصاعدت الغارات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن؟ | بي بي س ...
- صاروخ حوثي في سماء إسرائيل يدخل السكان إلى الملاجئ وإصابة سي ...
- تونس: الحكم على رئيس الوزراء السابق علي العريض بالسجن 34 عام ...
- غارات إسرائيلية في سوريا والمرصد يصفها بـ -الأعنف-
- الداخلية في غزة تتوعد -عملاء الاحتلال العابثين بالأمن-
- تقرير يكشف العدد الهائل لعقوبات الغرب المفروضة على روسيا منذ ...
- الحكومة الإيرانية: نخوض المفاوضات مع واشنطن لأننا لا نرغب في ...
- بعد وعكة صحية مفاجئة.. رئيس صربيا يقطع زيارته للولايات المتح ...
- الأمير هاري يفجر مفاجأة بشأن صحة الملك تشارلز


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الرأي العام بين الجاذبية والمصداقية..!؟