أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟














المزيد.....

هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 02:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يكف الرئيس المصري عن إظهار حكمة العجائز القصر فهو لا يرى دوراً لأكبر دولة عربية يتجاوز ما يفعله المتسولون على الطرقات الدولية.! إن مشهد تكدس ألاف الفلسطيين أمام المعبر الحدودي الذي يفصل مصر ( أم الدنيا ) عن قطاع غزة الفلسطيني، هو وحده وصمة خنوع لا تمحى عن جبين هرقل العرب، ورد صهيوني مباشر على أوهام لا ينفك يرددها منذ عقدين ونيِّف حول دوره الحكيم في تعميق السلام المشرف والشريف.! وهرقل الحكيم بأعصابه الفولاذية التي لا تهزُّ عصيب منها مناظر أشلاء الأطفال، يتهم دعاة الممانعة من أحزاب وهيئات مدنية مصرية وعربية بالمزايدة على نظامه وهو بهذا الاتهام يتجاهل حقيقة أن ( أول ) المزايدين في هذه الحالة هو شعبه الذي لا يملك أعصاباً فولاذية كسيادته حيث يتحرك في الشوارع يعبِّر بكل جرأة ووضوح عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني ومن بعده اللبناني..! إن وصمة التفرج والصمت حول ما يجري على المعبر الحدودي من معانات لا توصف، تعني أن نشاطه السلمي مع الأصدقاء في إسرائيل طيلة حكمه المديد كان خلبياً وبالتالي فإن كل الكلام عن السلام والوئام لم تخرج عن كونها مزايدات للتهرب من القيام بالواجب ولو في حدود ما هو إنساني الأمر الذي ألحق أشد الضرر بحقوق شعوب الدول العربية المعنية..! فهرقل مصر الكبير، و بالرغم من صداقته الحميمة مع جنرالات إسرائيل، لا يمون عليهم بطلب فتح المعبر لضرورات إنسانية ملحة وهو إن فعل ذات يوم فإنهم لم يعيروا لاستجدائه إذناً ذلك لأنهم يعرفون وزنه الذي لم يعد يزيد عن وزن الريشة الأردنية..! إنه ولو من باب ( المزايدة ) الإنسانية لم يمثل دور الصديق الزعلان لعلهم يسارعوا لإرضائه من باب الحرص على كبريائه المخدوش أمام شعبه وجيران شعبه فأي أخٍ كبير هذا ومشهد الفلسطيين على المعبر من الجانب المصري لا تستفز الأعصاب فقط بل تفقأ العين.!؟
إن المتسولين من الحكام العرب يسبِّحون بحمد المجتمع الدولي بالرغم من معرفتهم كباقي خلق الله بحقيقة أنه لا يمكن انتظار شيء من كل ما هو دولي من غير رغبة الإدارة الأمريكية..! وهرقل العرب الذي يقول متفاخراً (("أعصابي قوية والحمد لله‏, ‏ وأنا محصن ضد الاستفزاز‏ )) لا يحترم مشاعر، وأعصاب، ومواقف شعبه كما يحترم المجتمع الدولي، وإلا لكان فعلها مرة واحدة، واستفتى المصريين على ما يدعيه من حكمة في إدارة سياسات مصر حول الصراع من حوله في فلسطين أولاً ولبنان ثانياً..! ثم إن قوة الأعصاب هذه يتميز بها كل متسولي المجتمع الدولي وليس جنابه فقط ذلك لأن هواجس التسلط والديمومة تفرض عليهم قطيعة كاملة مع كل الخيارات المواطنية التي لا تحظى بابتسامة العم بوش والآنسة كوندا وهذا يتطلب التدريب والتعود على برودة الأعصاب من جهة واحتمال كل أشكال المهانة والطاعة من جهة أخرى وهو ما تلمسه شعوب المنطقة في كل التحولات التي تطرأ على سياسات أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.! ولدى الإدارة الأمريكية باع طويل في هذا المضمار فهي تشيد بحكم استبدادي تارةً وتشنع بحكم مماثل تارةً أخرى..! وهي باعت وتبيع.. وتاجرت وتتاجر بقضايا الشعوب بحسب وزن مصالها على القبان الأمريكي تحديداً و بمعزل عن كل القيم الإنسانية وقبل ذلك بمعزل عن فضائل الديموقراطية التي هي كلٌ لا يتجزأ إذ لا يكفي أن نستمر في الكلام والتأكيد على انحيازنا للتنوير، وللتمدن، وللحداثة، ونحن نغفل عن القيم المرتبطة بكلٍ منها والتي تطيح بها سياسات بعض الدول الحداثية الديموقراطية الليبرالية المتمدنة.!؟ وقد درج بعضنا على ذلك إذ نسرف في الحديث عن انحيازاتنا متجاهلين ما تضخه دول الحداثة من مضادات قيمية لا تستقيم مع سويتها المتمدنة والحضارية ولا تستقيم مع عدالة قضايا شعوبنا..! وليس أدل على ذلك غير ما يكتبه بعض الحداثيين عن السوية العلمية والديموقراطية في إسرائيل إذ لا يقف هنيهة عند سؤال: وكيف تنتج هذه السوية العلمية المتمدنة والديموقراطية كل هذا الكم من البشاعات، والسفالات، والمجازر..!؟ وكيف ستكون مقياساً صالحاً ولو إلى حين..!؟
وهكذا فإن دعاة الديموقراطية في بلدان المشرق العربي الذين يواجهون الاستبداد المحلي، وجدوا أنفسهم أمام رزمة من القضايا الشائكة المتعلقة بالهيئات والمفاهيم الدولية، وذلك بعد أن كفر الناس بها ومن المعولين عليها، الأمر الذي دفع البعض من هؤلاء الدعاة إلى ردود أفعال مغرقة في السلبية فكتبوا، وأفتوا، وسفهوا، تلك الهيئات الدولية..! ومنهم من نادى بمقاطعتها والانسحاب منها وغير ذلك..!؟ ولكن، يظل هناك من يرى في ذلك ابتعاداً عن حقيقة وجوهر القضية التي تتمثل في الهيمنة الأمريكية.! فحين تجد الإدارة الأمريكية مصلحة لها تتوفر الفرصة لكي تظهر فعالية المجتمع الدولي والأمم المتحدة..! ولكن الغريب كل الغرابة أن يرى بعض العقلانيين من العلمانيين والليبراليين وغيرهم أن علمانيتهم وغيرها تفترض التغاضي عن تلك المضادات الغبية والحمقاء التي يضخها اليمين الليبرالي المحافظ في معظم دول الغرب والتي تتسبب في تعثر وعرقلة مسيرة التنويريين في باقي دول العالم وذلك لمصلحة انتعاش الغيبيين ومقدساتهم..!؟
ويبقى أن نسأل: لو لم تكن هناك الأمم المتحدة وأسرة المجتمع الدولي من كان سيتولى متطوعاً بتقديم العدة والعديد للإشراف على تنفيذ القرارات الدولية في كثير من البلدان المأزومة في العالم وأخرها لبنان..!؟
نعم، حين ترغب الإدارة الأمريكية يكون لهيئة الأمم المتحدة فعاليتها.. وللمجتمع الدولي دوره ولكن، تبقى حقيقة أن ذلك مرتبط بمصالحها المباشرة وليس بمفاهيم العدل، والإنصاف، والحريات، وباقي القيم الإنسانية وهذا ما نسميه: الهيمنة الأمريكية وهنا تكمن المعضلة..!؟




#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟
- إذن: ننام على عسل..!؟
- فرسان ( الشنق ) الأوسط الجديد..!؟
- القلاب غير الصالح في الشرق الأوسط..!؟
- حول الوسواس والاستئناس..!؟
- الليبرالية البدوية..!؟
- حاخامات آوادم ومشايخ أخر زمن..!؟
- المختصر في علم المساطيل.. وما يدهش الرعية..!؟
- هو السحر لكن من هو الساحر..!؟
- جماعة الإخوان الكلكاويين في جوهر..!؟
- حركة العدالة والغباء..!؟
- زمن الضفادع العربية..!؟
- والاعتقال أيضاً سنة..!؟
- العشق سنة شريفة..!؟
- قناة الآه أه..إني إني..!؟
- كوفي عنان وتصريف الأعمال..!؟
- مأزق العلمانيين العرب..!؟
- فاروق جود.. صورة البورجوازي الأصيل..!؟
- هل تنسحب موريتانيا متن الجامعة العربية..!؟
- تخزين الديموقراطية على الطريقة اليمنية..!؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟