أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - حركة العدالة والغباء..!؟














المزيد.....

حركة العدالة والغباء..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 09:10
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل فترة قصيرة، قاقت دجاجة شاردة في عاصمة الضباب لندن، وما لبثت أن وضعت بيضة صغيرة فيها صوص شرعي سجل في دوائر النفوس ( الأمنية بالطبع ) بإسم حركة العدالة والبناء ..! وكالعادة سارعت الجماهير المبتهجة إلى التجمهر على البيدر التحتاني وبدأت تدبك بعد أن علا صياح ـ الديك ـ فرحا ًبولادة الصوص الجديد وكيف لا تصطهج والفجر بات على الأبواب ..!
مناسبة هذا الحديث الانفلونزي، ما جاء في بيان الحركة يوم أمس حول مسألة التعليم الشرعي في سورية وذكَّرت فيه الشعب السوري ببيان المشايخ وكنا قد سميناه في مقالة سابقة لنا: ( إعلان الشريعة ) الذي وقع عليه عدد كبير من حراس السماوات أحصت الحركة أكثر من / 200 / منهم سمتهم: كبار علماء سوريا احتجوا فيه على خطوة تطويرية صغيرة أقدمت عليها وزارة التربية..! وقد فوجئت جارتنا بهذا الرقم المتواضع وقالت لفضائية إني إني: وكيف يصفون بلدنا بالتخلف وفيه كل هذا الجيش من العلماء..!؟ وقد أبدت الحركة الجديدة قلقها معتبرة خطوة الوزارة استهداف لهوية الأمة الإسلامية أولاً والعربية ثانياً..!؟ العمى شوها الوزارة الجبارة في البلد ..! وبهذا القلق وأسبابه ( فقط لا غير ) كشفت الحركة عن كل مكنوناتها ومخبوءاتها وكله من مجاميعه و لا يدعو لغير الرثاء ..! وقد كان من الطبيعي أن يحتفي المعارضون الذين هم من نفس الطينة بالصوص الفقهي الجديد بعد أن أضحى التناغم بين التابوتيين ظاهرة بارزة مثلت واحدة من مفرزات الحرب في العراق، وهوتناغم لا يحصل عادةً إلا بين أصحاب التوابيت الإيديولوجية العقائدية..! وهكذا لم يعد أمراً مفارقاً أن تتلاقى تظريتاتهم السياسية، وفذلكاتهم التكتيكية، بالرغم من التناقضات الجذرية التي تعتري إيديولوجياتهم اليقينية وثوابتهم المتنافرة..!
وقد ساهم في تصاعد وتيرة هذا التناغم الفكه، فشل الإدارة الأمريكية في عملية استنبات الديموقراطية على أنقاض سلطة صدام المنهارة، وهذه النتيجة، كانت متوقعة في نظر العارفين ببواطن التركيبة البنيوية لمجتمعات الشرق الإسلامي..! لقد ثبت من جديد استحالة نجاح الدمقرطة في ظل رسوخ الانتماءات اللامدنية وهذه الانتماءات لا يمكن تأطيرها والحد من تأثيرها الساحق على مجريات الحراك السياسي من دون توطين ثقافة الحداثة.. وولوج حالة الدولة المدنية المعاصرة، ذلك لأن الانتماءات الدينية دموية بغالبيتها، وقابلة للانفجارات الطائفية دوماً، وهذه الانتماءات تظل في حالة شحن ذاتي متوارث على مرِّ الأجيال..! فقط بعد بدء عصر بناء الدول المدنية أمكن تجفيف منابع الشحن الذاتي بتسييد ثقافة المواطنة والانتماءات الوطنية وتغليب ثقافة التنافس السياسي، والصراع الانتخابي، بدلاً من التنافس الديني والصراع المذهبي.
ونحن نقصد بالتابوتيين أولئك الذين يحملون أيديولوجياتهم وعقائدهم الإيمانية كما التوابيت الخشبية المقفلة على الموتى من حيث أنهم لا يقفون البتة عند الحقائق الجلية التي تقدمها الحياة من حولهم.. لذلك، فهم يعجزون عن إنتاج الأفكار انطلاقاً من هذه الحقائق المعاشة وتحل بدلاً عنها رغباتهم الذاتية على شكل تهيؤات خلبية، وأفكار ثقافوية، وبرامج سياسية فاقدة لحرارة التفاعل مع البيئة الحية وهذا ما نشاهده اليوم في العراق.
والأمر الأخر الذي وحَّد الخطاب السياسي عند التابوتيين هو الموقف السياسي من السلطات القائمة.! لقد وصل التناغم إلى درجة التحالف عند البعض.. والغزل السياسي اليومي عند البعض الأخر..!؟ حتى إن بعض العلمانيين من الكتاب والمثقفين والأحزاب المفترض أنها علمانية لا يجدون حرجاً من الرهان على التحالف مع الجماعات الدينية بذريعة الوهم الديموقراطي التابوتي الذي يفترض التوافق مع الأخر بغض النظر إن كان شيطاناً أو آية أو شيخاً طالما أن الهدف السياسي واحد..!؟ ولا يختلف الأمر عند بعض دعاة الليبرالية أيضاً الذين يماحكون في كتاباتهم السطحية حول هذه الأهزوجة فيتجاهلون بذريعة اللااقصائية الثوابت الفقهية عند هذه الجماعات وهي ثوابت لا تقبل الجدال اللهم إلا عند بعضهم من باب التكتيك السياسي..! ومن نافل القول إن هذه الثوابت كفيلة بإنتاج آليات تسلط واستبداد أكثر بطشاً وتخلفاً مما هو قائم.! ويتلطى كثير من مدعي العلمنة وراء النشيد المعتمد عند الإسلام السياسي المعنون بالحضارة الإسلامية، ويعتبرون الوقوف عند أطلال هذه الحضارة مقدمة لازمة من مقدمات النهوض الإسلامي المعاصر.. ومثل هؤلاء العلمانويين، وبمواقفهم هذه، لا يختلفون عن الفقهاء المحترفين في مسألة إعمال العقل النقدي في كل ما يتعلق بتاريخ شعوب المنطقة ودياناتها.
وهكذا، فقد انتشرت في سوريا على مدى السنوات الخمس الماضية ما يمكن تسميته بالثقافة السياسة التابوتية.! وكان من الطبيعي أنها صبت في مصلحة السلطة القائمة وهي ستظل تصب في مصلحتها على المدى المنظور..! وكان من الطبيعي أيضاً أن يصبح الكثيرون أسرى لهذه الثقافة فيضع العلماني عمامة على رأسه.. ويشذب الفقيه السياسي لحيته وقد يحلقها.. ويلبس الليبرالي الحداثوي ( اللااقصائي ) جلابية عشائرية..!
إنه مشهد سوري كرنفالي خاص هذا ما يقوله جيراننا في كوكب زحل..! ولمَ لا طالما أن الخطاب السياسي بمقدمته وتفاصيله أصبح واحداً عند الجميع..!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن الضفادع العربية..!؟
- والاعتقال أيضاً سنة..!؟
- العشق سنة شريفة..!؟
- قناة الآه أه..إني إني..!؟
- كوفي عنان وتصريف الأعمال..!؟
- مأزق العلمانيين العرب..!؟
- فاروق جود.. صورة البورجوازي الأصيل..!؟
- هل تنسحب موريتانيا متن الجامعة العربية..!؟
- تخزين الديموقراطية على الطريقة اليمنية..!؟
- خصيان الخليفة.. والخصيان الجدد..!؟
- الراية البيضاء..!؟
- حديث الطرشان.. ومأوى العجزة..!؟
- الاستطلاع الهبلوجي.. والغزو الخبلوجي..!؟
- السراب الديموقراطي.. وعروس الشاطيء..!؟
- زواج المسيار.. وأكل البرغل..!؟
- اللجنة.. والشورى.. والفقيه المارق..!؟
- ومن قال: إن الشعب السوري سيقبل اعتذاركم..!؟
- ضباب لندن أم ضباب العقل..!؟
- رئيس الحزب في ضيافة القاعدة..!؟
- الفقهاء الديموقراطيون الجدد..!؟


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد نصره - حركة العدالة والغباء..!؟