أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / 27 / ضميرك أولى بالاتباع من حزبك














المزيد.....

مقولة وتعليق / 27 / ضميرك أولى بالاتباع من حزبك


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 10:11
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ومما قاله السياسي اللبناني كمال جنبلاط الدرزي : (( إذا خُير أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يترك حزبه وأن يتبع ضميره، لأنّ الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير )) .
الضمير الحي أو يقظة الضمير أو الوجدان – ( او الحظ والبخت كما يقول العراقيون ) – ... , ما شئت فعبر ؛ إحدى سمات الشخصية النبيلة والمحترمة , ويُعتبر الضمير مقياس ومعيار اخلاقي على ضوئه نميز بين الحق والباطل والحسن والقبيح والزين والشين ... ؛ لذلك جاء في الاثر المنسوب للنبي محمد قوله : ((دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ )) ؛ أي : اترك ما تشك في كونه حسنا أو قبيحا ، أو حقا أو باطلا – الريبة من الرَّيْبُ : بِمَعْنَى الْقَلَقِ وَالِاضْطِرَابِ - ... ؛ ( إلى ما لا يريبك ) أي : واعدل إلى ما لا شك فيه - بَلْ تَسْكُنُ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، وَيَطْمَئِنُّ بِهِ الْقَلْبُ - ، يعني ما تيقنت حسنه و احقيته ... ، و بالمختصر المفيد ؛ معناه : إذا وجدت نفسك ترتاب في الشيء ، فاتركه ، فإن ضمير الانسان ووجدانه دليله الى الخير والحق ... ؛ وارتيابك من الشيء منبئ عن كونه مظنة للباطل والشر والقبح ، فاحذره ... ؛ وضمير الانسان : هو دليله للطريق الصحيح في الدنيا ، فالإنسان بدون ضمير ؛ يعد إنسان ميت بل عديم الشرف والانسانية وصدق من قال :
ليس من مات فاستراح بميْتٍ ××× إنما الميْتُ ميِّتُ الأحياء
و المعنى أن الذي لفظ أنفاسه ورحل عن العالم واستراح من الحياة الدنيا لا يعتبر ميْتًا، فالميْت حقًا هو ذلك الذي يعيش بين الناس مجرما ومخربا و سلبيا و باطلا و عاطلا بلا ضمير ولا وجدان وخاليا من المشاعر والاحاسيس الانسانية ، فلا أثر له في فعل الخير ولا فعالية ايجابية له في الحياة ... ؛ أو كأنه غير كائن ، فوجوده وعدمه سيّان... ؛ فعندما تحيي ضميرك تجد للوجود حياة من حولك ، أما إذا مات ضميرك، فإنه خبر وفاتك الحقيقي ... .
فالإنسان يحيا بضميره الحي ، وهو الذي يرشده للبعد عن الشر والانحراف والاقتراب من طريق الخير والحق , و هو الصوت الداخلي والذي يرشد صاحبه على فعل الحق وفعل الصواب في حياته ، وأن يقول الحق ويفعله مهما كلفه هذا من مشقة وتعب وظلم وخسارة ... ، بلى : الشخص الذي يتبع صوت وجدانه وضميره الحي يبقى مطمئن ومرتاح لأنه فعل ما يمليه عليه ضميره ؛ و بالتالي جنب نفسه الصراعات النفسية والقلق وتأنيب الضمير ... ؛ وان خسر بعض الامتيازات المادية والاعتبارات الاجتماعية الباطلة والمزيفة .
ومن مات ضميره ؛ مات قلبه ومات كل شيء جميل وايجابي في حياته ، فلا يذوق طعم الراحة والسكينة والسعادة ، إلا إذا عاد واستيقظ ضميره مرة أخرى ... ؛ وان ماتت ضمائر الناس فلا تستغرب ابدآ إذا رأيت الدنيا غابة ... ؛ فكل ما يطلبه الظلم للوجود ، هو نوم الضمائر وموتها ؛ وموت الضمير علامة على موت ايمان الشخص بالله والدين والاخلاق ... ؛ ومن يفقد الضمير يفقد القيم النبيلة والمثل السامية والانسانية ؛ بل ان من فقد الضمير ؛ فقد الأصل والانتماء والشرف .
ولا يوجد في الدنيا قوة تنافس قوة الضمير، فضميرك الحي هو سبب قوتك وانتصارك وسعادتك وراحتك واعتزازك بنفسك وثقتك بها ؛ وهو بوصلة النجاة في حياتك ؛ وهو الوسادة الناعمة التي يرتاح عليها الإنسان ويريح رأسه.
وعليه لو خير الانسان بين حزبه وضميره ؛ فعليه ان يختار صوت ضميره ويسير خلفه ؛ فمن يمشي وراء ضميره، يجد نفسه لا يخالف إنسانية ولا يخالف عقل ولا دين، فهو يكون في الطريق الصحيح ؛ اما الذي يخالف صوت الوجدان ويهمل هاتف الضمير ويسير كالأعمى خلف تعليمات حزبه حتى وان كانت مخالفة للوطنية والانسانية والقيم الاخلاقية بل و التي قد تدعو للخيانة والتخريب والتدمير والعمالة احيانا ؛ فأنه يمشي في طريق العار والخزي والهلاك ... ؛ والانسان الشريف والمواطن النبيل يستطيع ان يحيا بلا حزب الا انه لا يستطيع العيش من دون ضمير حي وكرامة .
فمن العار ان تجعل من نفسك امعة ؛ او عبدا مطيعا للأحزاب حتى وان امرتك بفعل الموبقات والجرائم والجرائر والخيانات والمؤامرات التي تستهدف الوطن او المواطن ؛ كما كان يفعل النازيون والفاشيون في اوربا ؛ و الطائفيون والقوميون و البعثيون والمنكوسون في العراق .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوائق نهوض الامة العراقية
- مقولة وتعليق / 25 / البعد : بعد القلوب والنفوس
- مقولة وتعليق / 26 / وتبقى ذكراك عصية على النسيان
- هل التجربة السياسية العراقية في خطر ؟
- مقولة وتعليق / 24 / مكارم الاخلاق
- تهديد التهريج الطائفي للسلم الاهلي والامن المجتمعي
- ظاهرة الصداقة المزيفة في مجتمعنا
- مقولة وتعليق / 23 / فلسفة الدولة و قانون منع بيع الخمور
- مقولة وتعليق / 22 / تحدي الحياة والصبر على مصاعبها
- مقولة وتعليق/ 21/ حقد الصديق وجفاء القريب
- الحرب التركية القذرة ضد العراق
- مقولة وتعليق / 20 / اهمية عاطفة الحنان في حياتنا
- بوادر فرض الحصار الامريكي على العراق مرة اخرى
- ايام الزمن الاغبر / الحلقة الثالثة / وحش الطاوة
- ذم الفلاحين العراقيين
- حقيقة الصراع في العراق
- جرائم صدامية مروعة / 12/ الاعدام بالديناميت ( المتفجرات)
- مقولة وتعليق / 17 / غيرة الحاكم وتوجسه من ابناء شعبه
- بوادر انبثاق روح الامة العراقية
- مقولة وتعليق / 19 / البدايات الرائعة وخيبة النهايات


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / 27 / ضميرك أولى بالاتباع من حزبك