أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟















المزيد.....

عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين !! وما أدراك ماالدين ؟ وما أدراك ماهو حكم الدين ؟!! إنه حكم لا يعلمه إلا المقربون الأطهار , أصحاب الأيادي المتوضئة , التي تشع بالنور وتمتد إلي كل الناس بالخير والبروالإحسان , إنه من خصوصيات المقربون من السماء , البعيدون عن مدنسات أهل الأرض , إنه من خصوصيات المتقين العارفين بالله فقط , فالقاعدة : إتقوا الله ويعلمكم الله : وماتوفيقي إلا بالله : والخلفية اليقينية : ماشاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن : وايضاً من وراء ذلك شعرة معاوية : إن شدوها أرخيتها , وإن أرخوها شددتها : وكذا القاعدة الفقهية الشهيرة : وفي المعاريض مندوحة :.
هذه هي الخلفيات التي يتعامل من خلالها الإخوان المسلمين مع بعض الخلفيات الأخري كأرضية ثابتة في التعامل مع الواقع الديني أو السياسي أو الإجتماعي المبني علي مصلحة الجماعة في الأساس الأول بإعتبارها أنها مصلحة الدين المختلطة بمصلحة الجماعة ومصلحة الجماعة المختلطة بالدين بعد أن تم دمج المصلحتين في مصلحة واحدة لدي المفهوم الجمعي العام لدي أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها أنها الجماعة الوحيدة علي الساحة الدولية التي تحمل مفهوم الوسطية في التدين والإلتزام والطاعة والعبادة والمعاملات والأمورالسياسية والإجتماعية الحياتية المختلطة بالدين كإختلاط السمن بالعسل , وليست الوسطية كما يعرفها الناس بالمفهوم الحسابي وإنما كما يعرفها الإخوان بالمفهوم القيمي .
ومن هنا كانت المصلحة من وجهة نظر ورأي الإخوان المسلمين هي وجهة نظر الدين الصحيح السليم وما عداها من وجهات نظر وآراء أو أفكار وتصورات تعتبر خارجة عن المفهوم الديني السليم ويمكن أن تكون في أسعد الأحوال محل نظر أو إعتبار حينما يحين أوانها أو ظرفها الزمني أو التاريخي المناسب حسب فقه المرحلة الذي أسس قواعده الدكتور يوسف القرضاوي .
وفقه المرحلة هذا له مفهوم خاص لدي جماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها أنها الجماعة الدينية التي تعمل بالحقل السياسي وتتخذ من السياسة زريعة لنشر الأفكار والمفاهيم الدعوية والدينية بين قطاعات كبيرة من قطاعات المجتمع وأهمها قطاع طلبة الجامعات والنقابات المهنية المنخرطون في نهاية الأمر داخل مجموعة من الأسر تمثل في نهاية الأمر قطاعات كبيرة من أبناء المجتمع وبالتالي من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين .
ولما كانت المصلحة تقدر بقدرها حسب المفهوم الشرعي للقاعدة الأصولية فإن أزمة أو مصيبة توريث جمال مبارك لحكم مصر بإعتباره خليفة لمبارك الأب تمثل أزمة حادة للمجتمع المصري المأزوم بسياسات مبارك الأب طوال فترة حكمه السوداء لمصر علي مدي خمسة وعشرون عاماً إنهار خلالها المجتمع المصري وتشوهت الطبقات الإجتماعية وإذداد معدل الفقر والبطالة والمرض , وإنخفض معدل التنمية وإذداد الدين الخارجي والداخلي وتحولت كافة المسارات الإجتماعية / الإقتصادية لتصب في النهاية في نهر رجال السلطة والثروة ليضيع المجتمع المصري الذي تحلل , ومع إذدياد تحلل المجتمع سيحدث تحول مفاجئ يؤدي إلي تحلل الدولة ومن الممكن أن يقع المجتمع المصري في قبضة الإخوان المسلمين , ومن هنا يبدأ فقه جديد للمرحلة متوائم مع الدين وفقهه وفهمه الذي لا يمكن أن يملكه سوي المرشد العام للإخوان المسلمين وأعضاء مكتب الإرشاد الذين يملكون وحدهم الفقه والرواية والدراية عن أحوال مصر والعالم العربي و التغيرات الخارجية في السياسة الدولية !!.
فماهو موقف جماعة الإخوان المسلمين من أزمة أو مصيبة أو كارثة توريث مبارك الإبن لحكم مصر ؟!!
إذا كانت جميع القوي السياسية في المجتمع المصري علي علم أشبه مايكون باليقين إلي أن مؤسسة الرئاسة وأسرة آل مبارك تسعي السعي الجاد في طريق توريث جمال مبارك لحكم مصر سواء بعد رحيل مبارك الأب أو قبل رحيله , فالمسألة قد تكون علي يقين من الحسم , وإذا كانت جماعة الإخوان المسلمين من ضمن القوي التي يمكن أن يكون لها تأثير في مسألة توريث جمال مبارك لحكم مصر بإعتبارها أنها الجماعة التي تعتبر أقرب ما تكون إلي التنظيم الدقيق الهرمي المتميز بالسمع والطاعة في اليسر والعسر والسراء والضراء والمنشط والمكره علي خلفية دينية مبنية علي قاعدة دينية : إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم : وأن طاعة الأمير واجبة , بل وتمثل عبادة من أعظم العبادات في الدين لأنه في المفهوم الديني : من أطاع الأمير فقد أطاعني , ومن أطاعني فقد أطاع الله :
وهذه واحدة , والأخري : أن جماعة الإخوان المسلمين تمتلك التمويل الكبير فهي الجماعة الدينية ذات الموارد الإقتصادية العظيمة التي تستطيع إذا دخلت في معترك سياسي ذو إحتكاك سلطوي ينازع السلطة في قراراتها الجائرة الظالمة فأنها سوف يكون لها تأثير كبير في الحد من سلطة قرارات سلطة الفساد العام المنتهكة لحريات أبناء المجتمع المصري والسارقة لمقدراته والناهبة لخيراته والخائنة لمصيره الوطني علي المستويين الداخلي والخارجي والبائعة لإرادته الوطنية والقومية , والإخوان المسلمين كجماعة منظمة لها إمكانات إقتصادية هائلة تستطيع أن تتولي إعانة وإعاشة والتكفل بأسر الأعضاء الرافضين لقرارات سلطة الفساد بالإتيان بجمال مبارك كوريث شرعي لحكم مصر بإجراءات باطلة يتم إضفاء نوع من الشرعية والمشروعية عليها لتجميل وجه جمال مبارك داخلياً والأهم خارجياً أمام مرآة المجتمع الدولي .
فهل الإخوان المسلمين علي قدر من الإستعداد للتآلف والتوافق مع باقي القوي السياسية والإجتماعية للتوافق علي خطة أو برنامج أو ورقة عمل أو حتي دائرة حوار للتفكير في الخروج بمصر والمجتمع المصري من أزمة أو مصيبة أو مشكلة توريث مبارك الأب لحكم مصر خلفاً لمبارك الأب علي أن تتحمل جماعة الإخوان المسلمين جزء من فاتورة منع التوريث والعودة بالمجتمع المصري من نفق الإستبداد إلي رحاب الحرية والقيم الديمقراطية في تداول الحكم والسلطة أم أن فقه المرحلة ينص علي أن المرحلة ليست هي المرحلة التي يتم الإتفاق مع باقي القوي السياسية لعزل مبارك الأب ومنع توريث مبارك الإبن لحكم مصر المنهوبة ؟
وإذا كان الظرف الزمني غير مناسب الأن فمتي يكون مناسب ؟ !!
هل المناسبة تكون مع إحتلال أجنبي خارجي يكون بديلاً عن الإحتلال الوطني المستبد الظالم الفاسد الذي جعل الشعب المصري يجري مقارنة ظالمة بين أيام الإحتلال الأجنبي والإحتلال الوطني ليكون التفضيل لفترة الإحتلال الأجنبي علي الإحتلال الوطني المنسوب لسلطة الفساد وإغتصاب الحكم والسلطة بالتزوير والبلطجة والطوارئ والإرهاب ؟!!
وإذا كان مرشد الإخوان المسلمين في الحرب اللبنانية السادسة قد أعلن أنه علي إستعداد لإرسال مايزيد عن عشرة آلاف جندي من جنود الإخوان المسلمين المدربين المسلحين بأسلحتهم وعتادهم علي حساب ونفقات الإخوان المسلمين للقتال إلي جانب قوات حزب الله الشيعي في لبنان ضد العدو الصهيوني , فهل مصر لا تستحق أن يخرج مائة ألف من الإخوان المسلمين بالتضامن مع باقي القوي الوطنية والسياسية والقوي الإجتماعية لإسقاط نظام وسلطة الفساد العام في تجمع وطني موحد عبر حالة من حالات العصيان المدني السلمي الآمن لعزل مبارك الأب ومنع توريث مبارك الإبن والعودة مرة اخري بالمجتمع المصري إلي الرشد الإجتماعي والكياسة السياسية والحنكة الإقتصادية والتناغم بين فئات وطبقات الشعب المصري لتكون العزة لمصر والكرامة للمصريين ويعود الدور الوطني والإقليمي والدولي لمصر مرة أخري فنهتم بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان من داخل إطار دولة المواطنة وسيادة القانون ؟!!
أم أن فقه المرحلة يقتضي السير في إطار مايسمي بالإصلاح كبديلا عن التغيير لأن نظام حسني مبارك مازال يقيم في المجتمع المصري الصلاة ومن ثم لايجوز الخروج علي هذا النظام مادامت الصلاة تقام ؟!!
أم أن بعبع ثورة 23 يوليو 1952 مازال شاخصاً في الأذهان لدي جماعة الإخوان المسلمين الذين قرروا وأثبتوا في أدبياتهم أن الثورة سرقت منهم الحلم الذي كانوا يحلمون به هم وأعضاء مجلس قيادة الثورة الذين سرقوا الحلم منهم وأضاعوا آمال جماعة الإخوان المسلمين في تطبيق الشريعة الإسلامية والسير إلي طريق الخلافة الإسلامية الراشدة ؟!!
أرجوكم راجعوا فقه المرحلة في إطار من الوعي السياسي / الإجتماعي وفرقوا بين مصطلح الإصلاح ومصطلح التغيير !! لأن الثوب السياسي / الإجتماعي /الإقتصادي / التربوي / الثقافي / العلمي , لايوجد به مكان لرقعة جديدة لأنه قد إتسع الرتق علي الراتق ولامناص من التغيير ؟!!
ففقه المرحلة هو السير علي طريق ومنهاج التغيير , أما طريق الإصلاح فهو طريق المصالح المختلطة بفكر الجماعة مع فكر الدين في إطار من المصالح مع سلطة الفساد مقابل بعض المنافع الآنية التي لن تنفع جماعة الإخوان المسلمين , لأن الولايات المتحدة الأمريكية من وراء القصد وتصاحبها وتختبئ ورائها إسرائيل ؟!!
ففي حضن من سترتمي جماعة الإخوان المسلمين ؟!!
وإلي أي مصطلح ستجعله الرائد لها كفقه للمرحلة الإصلاح أم التغيير ؟!!
أعتقد أنه ستظل جماعة الإخوان المسلمين مؤمنة بمصطلح الإصلاح وكافرة مرحلياً بمصطلح التغيير !!
فهل سترضي أن ترتمي في حضن أمريكا ومن ورائها إسرائيل عبر مصطلح الإصلاح بالإتفاق مع لجنة سياسات مبارك الإبن مقابل حفنة مصالح قد تنالها وقد تنهي عنها أمريكا وإسرائيل وليذهب الشعب المصري إلي مستقر الجحيم ؟!!
أم مازال الأمل منعقداً في رفض ثقافة الإصلاح السياسي والإيمان بثقافة التغيير !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!بعد بيع مبارك لمصر : ماذا تبقي للمصريين من مصر ؟
- عن المرأة والوصاية : حجاب العقل وحجاب الجسد
- السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟
- !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري
- حركة كفاية بين القوي الوطنية والدينية : هل من إنفراجة ؟
- !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟
- هل جمال مبارك مواطن مصري !!؟
- الحائر
- معذرة !! : لا أريد جنتك: عن الدين والآخر
- عن مؤتمر الحزب الوطني : ماذا يريد مبارك الإبن ؟
- الدين والسياسة : دلالات تصريحات بابا الفاتيكان : هل هي دينية ...
- فقه التغيير: بين الرادع السياسي والرادع الإجتماعي
- هل أتاك حديث مصر ؟!!
- الحادي عشر من سبتمبر : إفرازات خيانات وإستبدادالأنظمة العربي ...
- رحيل الصنم : عن التعذيب ودولة الفساد
- الدين والعلم : ملامح أزمة
- في مصر : جرائم التعذيب والقتل والإعتقال : مسؤلية من ؟


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟